بطاقةُ تعارفٍ
نُبذةٌ عامّةٌ عَنْ مِصْرَ
المساحة والسكان
جمهورية مصر العربية هو اسم الدولة، ومساحتها 1.001.449 كلم2، وعدد سكانها: 71 مليونا و897 ألفا و547 نسمة.
وتبلغ الكثافة السكانية: 65.9 نسمة لكل كلم2.
أهم المدن
القاهرة، الإسكندرية، الجيزة، بورسعيد، طنطا، المنصورة، أسيوط، السويس، الإسماعيلية.
الديانات: 94% من المسلمين، 6% من المسيحيين أقباط وآخرين.
العملة: الجنيه المصري.
متوسط الدخل للفرد: 1،000 دولار.
اللغة: العربية.
الحكومة
مصر جمهورية منذ 18 يونيو 1953، و الرئيس محمد حسني مبارك هو رئيس الجمهورية منذ 14 أكتوبر 1981، خلفا للرئيس السادات، كما أنه رئيس الحزب الوطني الديموقراطي.
تقلد أحمد نظيف رئاسة مجلس الوزراء يوم 9 يوليو 2004 خلفا لعاطف عبيد.
يعين رئيس مجلس الوزراء بواسطة رئيس الجمهورية.
الموقع الجغرافي لمصر
تقع جمهورية مصر العربية في شمال شرقي «القارة الإفريقية»، والعاصمة هي القاهرة، ويحدها «البحر الأبيض المتوسط» شمالا، و«ليبيا» غربا، و«السودان» جنوبا، و«البحر الأحمر» شرقا، و«فلسطين» من الشمال الشرقي.
مصر الفرعونية
بدأ التأريخ لمصر القديمة منذ ظهور الأسرة الأولى الفرعونية في مصر في عام 2925ق.م تقريبا، وقد تعرضت البلاد للغزو الأجنبي في فترات مختلفة من تاريخها، حيث غزاها «الإسكندر المقدوني» في سنة 332 ق.م، ثم خلفه في حكمها بطليموس، ثم وزيره من بعده، وكانت «كليوباترة» خاتمة حكمهم سنة 30 ق.م، ثم تبعهم الرومان والبيزنطيون.
الفتح الإسلامي لمصر
في سنة 639م فتح المسلمون مصر سلما بقيادة «عمرو بن العاص» رضي الله عنه، وأمنوا المسيحيين على دينهم وأنفسهم وكنائسهم، ثم تتابع على حكمها ولاة الأمويين والعباسيين. وقد حكمها «أحمد بن طولون» عام 868م، ثم الإخشيديون سنة 934م، ثم الفاطميون عام 969م إلى عام 1171م، ثم خلفهم الأيوبيون ثم المماليك ثم العثمانيون إلى أن غزاها «نابليون» سنة 1798م فمكث فيها الفرنسيون لمدة ثلاث سنوات.
وقد حكمت بعد ذلك الأسرة الألبانية وكان آخرها «الملك فاروق» الذي خلعته ثورة الضباط الأحرار سنة 1952م برئاسة محمد نجيب، والذين تزعمهم «جمال عبد الناصر».
ثم تعرضت مصر في سنة 1956م لعدوان ثلاثي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ثم أعلنت الوحدة مع سوريا في عام 1958م، كما دخل الرئيس عبد الناصر بجيشه في حرب اليمن في عام 1962م.
وقد شنت إسرائيل في عام 1967م حربا على مصر وسوريا وبقية فلسطين، فاحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة.
في سنة 1970م خلف الرئيس «أنور السادات» عبد الناصر بعد وفاته، ثم خاضت مصر وسوريا في عهده حربا ضد إسرائيل في عام 1973م؛ وذلك لاسترداد الأراضي من سينا والجولان، وبعد الحرب وقع الرئيس أنور السادات اتفاقية مع إسرائيل لفك الاشتباك، وقام بزيارة للقدس في عام 1977م.
وفي سنة 1979 عقد اتفاقية سلام في كامب ديفيد مع إسرائيل، واغتيل السادات أثناء عرض عسكري للقوات المسلحة في السادس من أكتوبر من عام 1981م، فخلفه نائبه الرئيس «محمد حسني مبارك».
التقسيم الإداري
تقسم جمهورية مصر العربية إداريا إلى 26 محافظة: محافظة أسوان، محافظة أسيوط، محافظة البحر الأحمر، محافظة بني سويف، محافظة البحيرة، محافظة بورسعيد، محافظة الدقهلية، محافظة دمياط، محافظة الفيوم، محافظة الغربية، محافظة الإسكندرية، محافظة الإسماعيلية، محافظة جنوب سيناء، محافظة الجيزة، محافظة كفر الشيخ، محافظة مطروح، محافظة المنوفية، محافظة المنيا، محافظة القاهرة، محافظة القليوبية، محافظة قنا، محافظة شمال سيناء، محافظة الشرقية، محافظة سوهاج، محافظة السويس، محافظة الوادي الجديد.
السُّكانُ
السكانُ
السكان
بلغ عدد سكان مصر حسب تقدير عام 1998م، 63.261.000 نسمة، ويتزايد عدد السكان بمعدلات كبيرة، فبعد أن كان عدد سكان مصر لا يتجاوز 11.2 مليون نسمة في عام 1907م (1325هـ) و 15.9 مليون نسمة عام 1937م (1356هـ)، أخذ في التزايد ليبلغ 30.1 مليون، 37 مليونا، 42.2 مليون، 51،9 مليون نسمة خلال الأعوام 1965، 1975، 1980، 1987م على الترتيب؛ لذا يقدر معدل الزيادة السكانية خلال السنوات الأخيرة بنحو 2.5%، وقد وصل عدد سكان مصر حسب تقديرات 2007 إلى أكثر من 75 مليون نسمة، وهي زيادة كبيرة ترجع إلى ارتفاع معدل المواليد البالغ 29 في الألف خلال عام 1995م، في الوقت الذي انخفض فيه معدل الوفيات إلى 9 في الألف، مما أدى إلى ارتفاع معدل الزيادة إلى نحو 20 في الألف في عام 1995م، وهي زيادة كبيرة تلتهم معظم المكاسب التي تحققها؛ لذلك تتبنى الدولة وتشجع سياسة تنظيم النسل والذي أسهم في أن يبلغ معدل المواليد مستواه الحالي (28 في الألف) بعد أن كان 41 في الألف خلال أواخر القرن الرابع عشر الهجري، أواخر السبعينات من القرن العشرين الميلادي، و37% في نهاية ثمانينات القرن العشرين.
وقد بلغ عدد سكان مصر في أول يناير لعام 2005م، 71 مليونا و897 ألفا و547 نسمة، من بينهم 69 مليونا و997 ألفا و318 نسمة داخل الجمهورية، ومليون و900 ألف و229 نسمة تمثل العمالة المصرية في الخارج.
أماكن تركز السكان
مصر هي ثاني أكثر الدول سكانا في إفريقيا بعد نيجيريا، ويتركز أغلبهم في وادي النيل، وخاصة في المدينتين الكبريين، وهما: القاهرة التي بها ربع السكان تقريبا والإسكندرية، كما يعيش أغلب السكان الباقين في الدلتا وعلى ساحلي البحر المتوسط والأحمر ومدن قناة السويس.
الكثافة
يبلغ متوسط الكثافة السكانية في مصر 63.4 نسمة/كم²، وتبلغ كثافة السكان في منطقة وادي النيل ودلتاه 900 نسمة/كم² حيث يعيش فيها نحو 98% من مجموع السكان، في حين لا تتجاوز نسبة مساحة هذا النطاق 4% من إجمالي مساحة البلاد؛ لذا تعد الكثافة العامة للسكان هنا من أعلى الكثافات السكانية في العالم.
الحضر والبدو
أغلب المصريين حاليا من الحضر الذين يعيشون في المدن أو بالقرب منها، والباقون فلاحون في الأرياف، ونسبة ضئيلة في الصحراء الغربية والشرقية وشبه جزيرة سيناء من البدو الرحل إلا أن كثيرا منهم تحول إلى الاستقرار في تجمعات سكنية بتشجيع من الدولة المركزية كما هي العادة دائما.
الهجرة
منذ القدم كان المصريون يعزفون عن الهجرة من موطنهم، إلا أنه خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين الميلادي بدأت أفواج كبيرة من السكان - خاصة من فئة الشباب - في النـزوح إلى خارج البلاد إما بصفة مؤقتة للعمل، وهذا العمل غالبا ما يكون في دول الخليج العربي، وإلى حد ما في ليبيا والجزائر؛ وإما بصفة دائمة من خلال الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا؛ وذلك وفق ما تسمح به نظم ولوائح الهجرة المطبقة في تلك الدول.
ولا توجد إحصاءات دقيقة للعدد الحقيقي للمصريين خارج بلادهم، إلا أن عددهم يقدر بأكثر من خمسة ملايين نسمة.
الأجناس
سكان وادي النيل من العائلة الأفروآسياوية، ويرتبطون منذ فجر التاريخ بعلاقات ثقافية بجيرانهم من جهتي الشرق والغرب؛ أي العرب في شبه الجزيرة العربية والأمازيغ في شمالي إفريقيا، إلى جانب التأثير الإفريقي من قلب القارة السوداء الذي يزداد كلما اتجهنا جنوبا، وبتقدم الزمن تزداد التأثيرات المتوسطية في هذا المزيج، وبقدوم عناصر من الشام والأناضول للاستقرار في الدلتا، والتدفق غير المنقطع من الجزيرة العربية.
تأثير اليونان والرومان
بسبب وقوع مصر تحت سلطة إمبراطوريات اليونان والفرس والرومان والعثمانيين، وبسبب موقعها وأهميتها في العالم القديم؛ فإن عناصر من شعوب هذه الإمبراطوريات كانت تختلط بسكان الوادي منذ القدم، بالإضافة إلى العلاقات مع شعوب البحر المتوسط.
وبالرغم من كل هذه التأثيرات فإن سكان مصر متجانسون.
أجناس أخرى
وإلى جانب سكان الدلتا وشمالي وادي النيل، توجد في الجنوب جماعتان من النوبيين هم الكنوز والفدجيكا.
كما تعيش في جنوبي الصحراء الشرقية ما بين وادي النيل والبحر الأحمر جماعات من البشاريين والعبابدة والجعافرة، وهم يتداخلون مع النوبيين بالقرب من وادي النيل، ويزداد توغلهم كلما توجهنا إلى الجنوب والشرق، وهم في مجلمهم البجا، وهم خليط قديم من عناصر إفريقية وعربية من شبه الجزيرة.
كما يختلط في سكان الواحات في الصحراء الغربية العنصر العربي مع العنصر الأمازيغي مع سيادة شبه كاملة للعنصر الأمازيغي في واحة سيوة وما حولها، وتغلغل شبه كامل للعنصر العربي في الشمال على السواحل الشمالية الغربية. تعيش في سيناء قبائل ذات امتدادات في شبه الجزيرة العربية والشام.
وتوجد جماعة من الغجر عاشوا تقليديا متنقلين على أطراف البلدات والقرى، ووجدت أكبر تجمعاتهم في الدلتا والفيوم إلا أنه لا توجد تقديرات رسمية لعددهم.
اللغة
تحدث المصريون على امتداد تاريخهم لغات من العائلة الأفروآسيوية، وذلك بدءا من اللغة المصرية القديمة التي تنتمي إلى العائلة الفرعية نفسها التي تنتمي إليها لغات شمالي إفريقيا الأمازيغية، مرورا بالقبطية وهي الشكل الأخير للغة المصرية، ووصولا إلى اللغة العربية المصرية المعاصرة ذات الأساس العربي الذي ينتمي إلى العائلة اللغوية نفسها.
كما يتحدث النوبيون لغتين من عائلة اللغات النوبية، والسيويون اللغة السيوية الأمازيغية والعبابدة والبشاريون لغات من عائلة البجا.
الدياناتُ
الإسلام في مصر
أغلب السكان في مصر من المسلمين السنة على مذهب أبي حنيفة، وتوجد أقلية شيعية تتوزع في الدلتا والصعيد، وإن كانت لا توجد تقديرات رسمية لعددهم؛ بسبب حظر نشاطهم لفترة طويلة وعدم تقبل المؤسسة الدينية السنية الرسمية لوجودهم، كما توجد في مصر طرق صوفية عديدة.
المسيحية
يشكل المسيحيون الأرثوذكس نسبة يتراوح تقديراتها ما بين 10 و 15%، وهم رعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، و هم على المذهب اليعقوبي، وتوجد طوائف مسيحية أخرى في مصر: الأقباط: كاثوليك.
الأرمن: أرثدوكس والكاثوليك السريان أرثوذكس والكاثوليك.
الروم الأرثدوكس والكاثوليك: أدفنتست.
بروتستانت وذلك نتيجة التبشير الأمريكي.
المؤسسات الدينية
توجد في مصر مؤسستان دينيتان من أقدم وأهم المؤسسات بالنسبة للدين التي تمثله كل منهما: الأزهر: الذي بناه الفاطميون ليكون منارة لإشعاع العقيدة الإسماعيلية في شمالي إفريقيا، ثم تحول إلى أهم مؤسسة سنية في العالم.
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: وهي تمثل أحد أقدم أشكال المسيحية في العالم، وقد أسسها مرقص الرسول.
اليهود
هناك أيضا أقلية يهودية ما تزال باقية من اليهود في مصر (حوالي 227 مصريا حسب آخر إحصائية في 2004)، و هي كل ما تبقى من جالية أكبر كانت توجد في مصر حتى بداية الصراع العربي الإسرائيلي في منتصف القرن العشرين، وكانت تضم يهودا قرائين، وهم الأغلبية، وربانيين ونورانيين.
الكثافةُ السّكانيَّةُ فِي مِصْرَ
حصر السكان
مصر أقدم الدول العربية أخذا بسياسة حصر السكان عن طريق نظام التعداد؛ فقد أجري أول تعداد سكاني في مصر عام 1299هـ، 1882م، ثم تلاه التعداد الثاني عام 1315هـ، 1897م، وبعد ذلك أجريت التعدادات بصورة منتظمة كل عشر سنوات في أعوام 1325، 1336، 1346، 1356، 1367هـ، 1907، 1917، 1927، 1937، 1947م، وكان من المفترض إجراء تعداد عام 1957م ولكن لظروف العدوان الثلاثي الإسرائيلي البريطاني الفرنسي على مصر تأجل التعداد إلى عام 1380هـ، 1960م.
وفي عام 1385هـ، 1966م أجري تعداد للسكان بطريقة العينة، في حين أجري آخر تعدادين للسكان في مصر خلال عامي 1396هـ، 1976م، و1407هـ، 1986م.
عدد السكان
بلغ عدد سكان مصر حسب تقدير عام 1998م، 63،261،000 نسمة، ويتزايد عدد السكان بمعدلات كبيرة، فبعد أن كان عدد سكان مصر لا يتجاوز 11.2 مليون نسمة في عام 1907م (1325ه) و 15.9 مليون نسمة عام 1937م (1356ه)، أخذ في التزايد ليبلغ 30.1 مليون، 37 مليونا، 42،2 مليون، 51،9 مليون نسمة خلال الأعوام 1965، 1975، 1980، 1987م على الترتيب؛ لذا يقدر معدل الزيادة السكانية خلال السنوات الأخيرة بنحو 2.5%، وهي زيادة كبيرة ترجع إلى ارتفاع معدل المواليد البالغ 29 في الألف خلال عام 1995م، في الوقت الذي انخفض فيه معدل الوفيات إلى 9 في الألف، مما أدى إلى ارتفاع معدل الزيادة إلى نحو 20 في الألف في عام 1995م، وهي زيادة كبيرة تلتهم معظم المكاسب التي تحققها؛ لذلك تتبنى الدولة وتشجع سياسة تنظيم النسل والذي أسهم في أن يبلغ معدل المواليد مستواه الحالي (28 في الألف) بعد أن كان 41 في الألف خلال أواخر القرن الرابع عشر الهجري، أواخر السبعينات من القرن العشرين الميلادي، و37% في نهاية ثمانينات القرن العشرين.
الهجرة إلى الخارج
منذ القدم كان المصريون يعزفون عن الهجرة من موطنهم، إلا أنه خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين الميلادي بدأت أفواج كبيرة من السكان - خاصة من فئة الشباب - في النـزوح إلى خارج البلاد إما بصفة مؤقتة للعمل، وهذا العمل غالبا ما يكون في دول الخليج العربي، وإلى حد ما في ليبيا والجزائر؛ وإما بصفة دائمة من خلال الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا؛ وذلك وفق ما تسمح به نظم ولوائح الهجرة المطبقة في تلك الدول. ولا توجد إحصاءات دقيقة للعدد الحقيقي للمصريين خارج بلادهم، إلا أن عددهم يقدر بأكثر من خمسة ملايين نسمة.
الكثافة السكانية
يبلغ متوسط الكثافة السكانية في مصر 63.4 نسمة/كم²، وتبلغ كثافة السكان في منطقة وادي النيل ودلتاه 900 نسمة/كم² حيث يعيش فيها نحو 98% من مجموع السكان، في حين لا تتجاوز نسبة مساحة هذا النطاق 4% من إجمالي مساحة البلاد؛ لذا تعد الكثافة العامة للسكان هنا من أعلى الكثافات السكانية في العالم.
ومع ذلك تتباين كثافة السكان من مكان لآخر تبعا للموقع وخصوبة التربة، ومدى توافر مياه الري ووسائل الصرف وطرق النقل؛ لذا ترتفع كثافة السكان في الأجزاء الوسطى والجنوبية من دلتا النيل بشكل كبير؛ بحكم طبيعة الموقع وخصوبة التربة وتوافر عوامل الزراعة الجيدة وتعدد المراكز الحضرية، وينطبق ذلك على محافظات القليوبية والمنوفية والغربية على وجه الخصوص.
وتقل كثافة السكان بشكل ملحوظ بالاتجاه صوب أطراف دلتا النيل شرقا أو غربا؛ وذلك لتغير خصائص التربة كما هو الحال في محافظتي الشرقية والبحيرة، أو ناحية الشمال (في محافظة كفر الشيخ)؛ نظرا لارتفاع نسبة الأملاح الذائبة في التربة.
الكثافة في الأقاليم الصحراوية
تتصف الكثافة الكلية في الأقاليم الصحراوية بالانخفاض نتيجة لطبيعتها الحارة؛ لذلك لا يقطنها سوى أقل من 0.5% من مجموع السكان، وهم جماعات بدوية متنقلة (رحل)، يوجد معظمها في شبه جزيرة سيناء والصحراء الشرقية.
وتوجد تجمعات سكانية تتركز في الأماكن التي تتوافر فيها مصادر المياه الجوفية، خاصة في واحات الصحراء الغربية وفي نطاق الأودية، كما في شبه جزيرة سيناء؛ مما أسهم في قيام الزراعة الجافة، بالإضافة إلى مراكز التعدين المنتشرة في كل من شبه جزيرة سيناء (كمراكز تعدين النفط والمنجنيز واستخراج الرخام)، والصحراء الشرقية (كمراكز تعدين النفط)، والصحراء الغربية (حيث توجد مراكز لتعدين النفط والحديد والفوسفات).
الريفُ المصريُّ
حياة الريف
كانت غالبية السكان تقطن في الريف حتى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلاديين. ومع اتجاه البلاد إلى التصنيع والتوسع في إنشاء شبكات الطرق، والتركيز على توفير مرافق الخدمات المختلفة في المدن، بدأت نسبة سكان الريف في التناقص بشكل حاد، فبعد أن كانت نحو 80% في أوائل القرن العشرين الميلادي بلغت 57% في عام 1996م.
نسبة سكان الريف
تتباين نسبة سكان الريف إلى جملة السكان من إقليم لآخر في مصر تبعا للملامح البيئية العامة؛ إذ بينما تبلغ هذه النسبة أقصاها في محافظات وادي النيل جنوبي مصر حيث تصل إلى نحو 75%، تقل هذه النسبة عن 50% في محافظات دلتا النيل في شمالي مصر وذلك بحكم الطبيعة المفتوحة لهذا الإقليم وتعدد المحافظات الساحلية فيها والتي تضم بورسعيد والإسماعيلية والسويس، بالإضافة إلى القاهرة والإسكندرية.
ويعد تناقص الخدمات في المناطق الريفية (وذلك مقارنة بالمناطق الحضرية)؛ عاملا حاسما أسهم في تزايد معدل تيارات الهجرة من الريف إلى المدن.
المدنيةُ المصريَّةُ
حياة المدينة
تبع تناقص نسبة سكان الريف إلى جملة سكان مصر بالصورة السابق الإشارة إليها، تزايد في نسبة سكان المدن، فبعد أن كانت نسبتهم لا تتجاوز 20% من مجموع السكان بلغت حاليا نحو 43%، وقد أسهم في ذلك تركيز خطط التنمية القومية، خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الرابع عشر الهجري، والستينات والسبعينات من القرن العشرين الميلادي، على تطوير مراكز الحضر التي استأثرت بالجزء الأكبر من حجم الاستثمارات في القطاعات الاقتصادية والخدمية المختلفة؛ مما دفع العديد من سكان الريف وخاصة من الفئات الشابة إلى الهجرة صوب المدن بحثا عن العمل وعن ظروف معيشية أفضل من مثيلتها السائدة في الريف، وهي ظاهرة أدت إلى تضاؤل معدل النمو السكاني في الريف وارتفاعه في المدن، وقد أدى ذلك إلى الضغط على مرافق الخدمات في أقاليم المدن.
وفي الوقت الحاضر يشكل سكان إقليم القاهرة الكبرى 20% تقريبا من مجموع السكان.
مدن استغلال المعادن
وبدئ خلال السبعينات من القرن العشرين في إنشاء عدد من المدن والمجتمعات العمرانية الحضرية الجديدة جيدة التخطيط، ويمكن تصنيف هذه المجتمعات العمرانية الحضرية الجديدة إلى ثلاث مجموعات رئيسية هي: مدن شيدت في مناطق متفرقة تعتمد على استغلال المعادن المتاحة في أقاليمها، كما هو الحال في استغلال خام الألومنيوم وتصنيعه في نجع حمادي (بمحافظة قنا)، ومجمع الواحات البحرية الذي يعتمد على استغلال خام الحديد بجبل غرابي، والمجمع الجديد في أبو طرطور (بالواحات الخارجة) والقائم على استغلال خامات الفوسفات.
مدن قريبة من المراكز الحضرية
وهناك مدن توابع شيدت بالقرب من مراكز حضرية كبرى، وذلك لتخفيف ضغط السكان عن الأخيرة عن طريق توجيه بعض سكانها للإقامة في مراكز حضرية جديدة، تقع بالقرب منها، وتعتمد عليها في توفير ما تحتاج إليه من خدمات رئيسية، كما هو الحال بالنسبة لكل من مدينة 15 مايو قرب حلوان، ومدينة الأمل على بعد 40كم من طريق القطامية الممتد بين ضاحية المعادي (جنوبي القاهرة) والعين السخنة (على البحر الأحمر)، ومدينة العبور الواقعة على طريق بلبيس - القاهرة الصحراوي، ومدينة بدر الواقعة على الجانب الأيمن من الطريق الصحراوي القاهرة ـ السويس.
مدن جديدة متكاملة المرافق والخدمات
وهي تعتمد في نشأتها وخصائصها العامة على سمات أقاليمها وطبيعة منشآتها وتركيبها الاقتصادي، ويمثلها المدن التالية:
مدينة العاشر من رمضان: وقد تم تشييدها في عام 1399هـ، 1979م، وتقع في صحراء شرقي دلتا النيل على طريق الإسماعيلية الصحراوي فيما بين الكيلو 48 والكيلو 68 من جهة القاهرة، وتبلغ مساحة المدينة نحو 398كم².
مدينة السادس من أكتوبر: وهي تقع إلى الغرب من طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوي ويبدأ مدخلها الرئيسي عند الكيلو 25 من الطريق المشار إليه من جهة القاهرة، وهي تبعد عن قلب القاهرة بمسافة لا تتجاوز 32كم.
مدينة السادات: وهي تقع إلى الشرق من طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوي في المسافة الممتدة بين الكيلو 84 والكيلو 110 من جهة القاهرة.
بعض المدن الجديدة
مدينة برج العرب الجديدة: وهي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الإسكندرية على بعد 55كم، وهي لا تبعد عن طريق الإسكندرية - القاهرة الصحراوي بأكثر من 20 كيلو مترا؛ مما يسهل اتصال مجتمع المدينة بكل من الإسكندرية والقاهرة.
مدينة النوبارية: وهي تقع على طريق الإسكندرية - القاهرة الصحراوي فيما بين الكيلو 78 والكيلو 81 من جهة الإسكندرية، وقد بدئ في إنشائها في عام 1406هـ، 1985م.
التعليمُ
التعليم
تبلغ نسبة الأمية في مصر نحو 49% من مجموع سكان مصر، وتتجاوز نسبة الأمية هذا المستوى في الأقاليم الريفية، وتسعى الدولة جاهدة إلى تحسين نظم التعليم ونشر مؤسساتها المختلفة في كل ربوع البلاد.
وتبعا للقانون فالتعليم الابتدائي والإعدادي إلزامي، وهما مرحلتان تنخرط فيهما فئات السن من 6 إلى 15 سنة تقريبا، ولا تتجاوز نسبة التسرب بينهم 15%.
وينتظم في تلقي العلم خلال المرحلتين المشار إليهما نحو 85% من مجموع هذه الفئات العمرية.
مجانية التعليم في مصر
إن التعليم مجاني في جميع مراحله بمصر، حيث تؤمن الدولة كل متطلباته، ويوجد في البلاد 12 جامعة، أكبرها جامعة القاهرة، أما جامعة الأزهر فهي الأقدم حيث شيدت في عام 362هـ، 972م. وهناك مشكلات تعانيها عملية التعليم في مصر منها: ارتفاع عدد الطلاب في الفصول، وعدم توافر بعض مستلزمات العملية التعليمية، كنقص المدرسين في بعض التخصصات، وعدم كفاية المباني المدرسية وخاصة في الريف.
ورغم هذه المشكلات فالتأثير الإيجابي لنظم التعليم المصرية منتشر ويتجاوز حدود مصر ليشمل معظم الدول العربية.
النظامُ السياسيُّ
نظامُ الحكمِ
نظام الحكم في مصر
مصر جمهورية مستقلة تديرها حكومة وطنية، طبقا للدستور الموضوع عام 1391هـ، 1971م، وتشكل مصر مجتمعا ديمقراطيا اشتراكيا، والمصريون جزء من الأمة العربية، ويدار الحكم في مصر من قبل ثلاث سلطات:
- السلطة التنفيذية: ويرأسها رئيس الجمهورية.
- السلطة التشريعية أي مجلس النواب (أو مجلس الشعب).
- السلطة القضائية أو نظام المحاكم.
الحكومة الوطنية
يعين رئيس الجمهورية بالانتخاب؛ ويرشحه ثلث أعضاء مجلس الشعب على الأقل، وفي مرحلة تالية يوافق عليه ثلثا أعضاء مجلس الشعب، ويدلي الشعب بعد ذلك برأيه في استفتاء عام، ويحكم رئيس الدولة لمدة ست سنوات قابلة للتجديد دون حد أقصى.
سلطات رئيس الدولة
لرئيس الجمهورية أن يختار نائبا له أو أكثر بالإضافة إلى اختياره لرئيس وأعضاء مجلس الوزراء. وتختار الحكومة المركزية حكام المحافظات (أو المحافظين) الذين يتم تعيينهم بقرار من رئيس الجمهورية، ومن هنا فإن رئيس الجمهورية يحظى بتأثير مباشر وسلطة قوية على كل المسئولين الحكوميين بما في ذلك القوات المسلحة التي يرأسها بحكم الدستور.
مجلس الشعب
يبلغ عدد أعضاء مجلس الشعب الذين يختارهم الشعب 444 عضوا ونصفهم على الأقل من العمال والمزارعين، ويمكن لرئيس الدولة أن يعين عشرة أعضاء إضافيين، ويخدم أعضاء مجلس الشعب طوال دورة نيابية مدتها خمس سنوات.
الحكومة المحلية
تنقسم مصر إداريا إلى 26 وحدة إدارية (أو محافظة)، والمحافظ يعينه رئيس الجمهورية، وتنقسم كل محافظة إلى عدد من المراكز والقرى، وتنقسم المحافظات الحضرية إلى أحياء يدير شئونها العامة رجال الدولة والمجالس المحلية المنتخبون.
الأحزاب السياسية في مصر
الحزب الوطني الديمقراطي: وهو أكبر الأحزاب السياسية في مصر، وينتمي إليه رئيس الجمهورية ومعظم القيادات الحكومية، ويؤمن الحزب بالجمع بين الملكية العامة والملكية الخاصة.
ويوجد في مصر عدد من أحزاب المعارضة أهمها: حزب الوفد الجديد، وحزب العمل الاشتراكي، وحزب التجمع الوطني، وحزب مصر الفتاة، والحزب الناصري.
ولكل مصري لا يقل عمره عن 18 سنة حق الإدلاء بصوته في الانتخابات العامة.
المحاكم المصرية
أعلى المحاكم في مصر هي المحكمة الدستورية العليا، وهناك المستويات الأقل في الهيكل القضائي وهي محاكم الاستئناف والمحاكم الابتدائية والمحاكم الجزئية، ويعين رئيس الدولة القضاة بناء على ترشيح وزير العدل.
والمحاكم في مصر مستقلة تماما وبعيدة عن سيطرة رئيس الدولة أو تأثير سلطته، ولا يطبق في مصر نظام المحلفين.
القوات المسلحة المصرية
القوات المسلحة في مصر كبيرة، وهي تضم قوات الجيش والقوات البحرية والجوية والدفاع الجوي، وتشكل هذه القوات بحجمها وتسليحها قوة ضاربة للدفاع عن الأراضي المصرية. ويخدم في القوات المسلحة المصرية نحو 450 ألف جندي نظامي.
ويطبق في مصر نظام الخدمة العسكرية الإلزامية، حيث يخدم المجند غير المتعلم في القوات المسلحة لمدة ثلاث سنوات، في حين يخدم المتعلم من خريجي المدارس المتوسطة لمدة سنة ونصف السنة، أما الجامعي فيخدم لمدة سنة واحدة فقط.
الأَحزابُ السياسيَّةُ فِي مِصْرَ
نبذة عن الأحزاب المصرية
الحزب الوطني الديمقراطي: وهو الحزب الحاكم، وقد تأسس في عام 1978م، ويرأسه الآن رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك، والأمين العام هو محمد صفوت الشريف.
حزب مصر العربي الاشتراكي: تأسس هذا الحزب في عام 1976م، ورئيسه الحالي هو وحيد فخري الأقصري.
حزب الأحرار الاشتراكيين: تأسس في عام 1976م، ورئيسه الحالي هو حلمي سالم.
حزب التجمع الوطني الوحدوي: وقد تأسس في عام 1976م، ورئيسه الحالي هو د/رفعت السعيد.
حزب الوفد الجديد: تأسس في عام 1978م، ورئيسه الحالي هو الدكتور أحمد أباظة.
حزب الأمة: تأسس في عام 1983م، ورئيسه الحالي هو أحمد الصباحي.
حزب الخضر المصري: تأسس في عام 1990م، ورئيسه الحالي هو عبد المنعم الأعصر.
حزب الاتحاد الديمقراطي: تأسس في عام 1990م، ورئيسه الحالي هو إبراهيم ترك.
الحزب العربي الناصري: تأسس في عام 1992م، ورئيسه الحالي هو ضياء الدين داود.
حزب التكافل: تأسس في عام 1995م، ورئيسه الحالي هو الدكتور أسامة شلتوت.
حزب الوفاق الوطني: تأسس في عام 2000م، ورئيسه الحالي هو الدكتور رفعت العجرودي.
حزب مصر 2000: تأسس في عام 2001م، ورئيسه الحالي هو الدكتور فوزي غزال.
من الأحزاب المصرية
حزب الجيل الديمقراطي: تأسس في عام 2002م، ورئيسه الحالي هو ناجي الشهابي.
الحزب الدستوري الحر: تأسس في عام 2004م، ورئيسه الحالي هو ممدوح القناوي.
حزب الغد: تأسس في عام 2004م.
حزب شباب مصر: تأسس في عام 2005م، ورئيسه الحالي هو أحمد عبد الهادي.
حزب السلام الديمقراطي: تأسس في عام 2005م، ورئيسه الحالي أحمد بيومي الفضالي.
وهناك أحزاب شرعية مجمد نشاطها بسبب التنازع على رئاسة الحزب:
حزب العمل الاشتراكي: تأسس في عام 1978م، ووكيل المؤسسين هو إبراهيم شكري، ومتنازع على رئاسة الحزب لا بالقضاء ولا بالتراضي.
حزب مصر الفتاة الجديد: تأسس في عام 1990م، ووكيل المؤسسين هو أحمد حسنين، والرئيس المؤقت الوصيف هو عيد الوصيف.
حزب الشعب الديمقراطي: تأسس في عام 1992م، ووكيل المؤسسين هو أنور عفيفي.
حزب العدالة الاجتماعية: تأسس في عام 1993م، ووكيل المؤسسين هو محمد عبد العال، والرئيس المؤقت هو كمال حسين.
التّطوّرُ الدّستوريُّ فِي مِصْرَ
القانون الدستوري المصري
وهو كما يعرفه الفقه الدستوري بأنه القانون الأساسي الذي يبين شكل الدولة ونظام الحكم فيها وينظم السلطات العامة من حيث تكوينها واختصاصاتها وعلاقاتها بعضها ببعض، ويقرر حقوق الأفراد وحرياتهم ويضع الضمانات الأساسية لهذه الحقوق والحريات.
والدستور بذلك يسير على كل السلطات في الدولة، ومن ثم كان طبيعيا نتيجة لذلك أن تظهر قاعدة دستورية القوانين التي تقضي بألا يصدر قانون على خلال الدستور، وإلا كان ذلك قانونا باطلا يتعين على القضاء الامتناع عن تطبيقه.
وباستقراء التطور الدستوري للبلاد نجده قد مر بمراحل متعددة كافح فيها الشعب المصري كفاحا مريرا من أجل الدستور وصمد فيها أمام سلطات الاحتلال الأجنبي التي حاربت وجوده بشتى الوسائل والطرق.
تطور الدستور المصري
شهدت البلاد في الفترة ما بين 1805 – 1882 نضالا طويلا للشعب المصري انتهى بإصدار دستور للبلاد في سنة 1882م، ثم ما لبثت سلطات الاحتلال الإنجليزي أن ألغته، ولكن الشعب واصل كفاحه ولم يتوقف جهاده في سبيل الدستور إلى أن صدر في 19 أبريل في سنة 1923 دستور سنة 1923م، ووفقا لهذا الدستور انعقد أول برلمان مصري في 15 مارس سنة 1924.
وظل هذا الدستور قائما إلى أن ألغي في 22 أكتوبر سنة 1930، ثم أبطل العمل به وعاد العمل بالدستور الملغى سنة 1935 وظل الأخير معمولا به إلى أن قامت ثورة عام 1952م.
دستور 1952م
قامت ثورة الجيش في 23 يوليو سنة 1952 وصدر أول إعلان دستوري في 10 ديسمبر سنة 1952 أعلن فيه باسم الشعب سقوط دستور سنة 1923 والذي جاء فيه (أنه أصبح لزاما أن نغير الأوضاع التي كادت تودي بالبلاد والتي كان يساندها ذلك الدستور المليء بالثغرات ...)، والأخذ في تأليف لجنة لوضع مشروع دستور جديد على أن تراعي الحكومة المبادئ الدستورية العامة.
مرسوم 1953م
في 13 يناير 1953 صدر مرسوم بتأليف لجنة لوضع مشروع جديد.
وفي 15 يناير سنة 1953 حددت فترة الانتقال بثلاث سنوات.
وفي 10 فبراير سنة 1953 صدر الإعلان الدستوري الثاني متضمنا أحكام الدستور المؤقت للحكم خلال فترة الانتقال.
وفي 18 يونية سنة 1953 ألغيت الملكية في مصر وأعلنت الجمهورية.
الإعلان الدستوري النهائي في مصر
في 16 يناير سنة 1956م صدر الإعلان الدستوري النهائي – أي في نهاية السنوات الثلاث السابق تحديدها كفترة انتقال، وعلى الرغم من إعلان الدستور النهائي في 16 يناير سنة 1956م فقد ظل العمل بالإعلان الدستوري المؤقت الصادر في 10 فبراير سنة 1953م إلى أن أجري الاستفتاء على الدستور النهائي بتاريخ 23 / 6 / 1956م، وفي هذا التاريخ وافق الشعب على دستور يناير سنة 1956م وأصدره، مما أمكن معه العمل به في حينه.
ثم دستور الوحدة الصادر في مارس 1958م على أثر إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958.
والدستور المؤقت لمصر الصادر في 25 مارس سنة 1964.
ثم في 11 / 9 / 1971م تم إعلان دستور مصر الدائم لجمهورية مصر العربية والمعدل بقرار مجلس الشعب الصادر بجلسة 30 / 4 / 1980م.
وكان من اهم النتائج تأسيس مجلس الشورى المصري ليكون مجلس استشارى لرئيس الجمهورية يؤخذ رأيه في القرارات المتعلقة بالسياسة العامة للدولة وفى عام 2007 تم تعديل حوالي 34 مادة من الدستور المصري ويعتبر اكبر تعديل تم إجراءه على الدستور المصري منذ نشأته.
تاريخُ الدولةِ
نُبذةٌ تاريخيَّةٌ عَنْ مِصْرَ
بداية التاريخ المصري
يرجع تاريخ مصر إلى ما قبل خمسة آلاف سنة؛ أي إلى نحو عام 3100ق.م، حين شهدت مصر ميلاد إحدى أقدم الحضارات في تاريخ البشرية وكانت نشأتها على ضفاف نهر النيل، واستمرت لأكثر من ألفي عام، وهي تعد بذلك من أطول الحضارات البشرية عمرا وأكثرها امتدادا عبر التاريخ.
وقد أطلق أهل مصر القديمة على بلادهم اسم كيميت، وتعني الأرض السوداء كناية عن وفرة الرواسب الطينية التي يرسبها النيل على جانبي مجراه وفي دلتاه خلال موسم فيضانه، والتي أسهمت في خصوبة التربة وتجددها كل عام. وقد قسم عالم التاريخ مانتيون – أشهر علماء جامعة الإسكندرية – التاريخ المصري إلى ثلاثين أسرة هي الأسرة 1-2 العصر العتيق 3-6 عصر الدولة القديمة وعرف بعصر ببناة الاهرمات لكثرة ما شيده ملوك هذه الدولة من أهرامات تمتد من الجيزة إلى الفيوم مثل الاههرم الأكبر الذي بناه خوفو وهرم سقارة الذي بناه الملك زوسر 7-10 عصر الاضمحلال الأول 11-12 عصر الدولة الوسطى ويعرف بعصر الرخاء الإقتصادي 13-17 عصر الاضمحلال الثاني وهو العصر الذي احتل فييه الهكسوس مصر حتى طردهم أحمس وقضى عليهم نهائيا ولم تقم لهم قائمة حتى الانفي 16 يناير سنة 1956م صدر الإعلان الدستوري النهائي – أي في نهاية السنوات الثلاث السابق تحديدها كفترة انتقال، وعلى الرغم من إعلان الدستور النهائي في 16 يناير سنة 1956م فقد ظل العمل بالإعلان الدستوري المؤقت الصادر في 10 فبراير سنة 1953م إلى أن أجري الاستفتاء على الدستور النهائي بتاريخ 23 / 6 / 1956م، وفي هذا التاريخ وافق الشعب على دستور يناير سنة 1956م وأصدره، مما أمكن معه العمل به في حينه.
ثم دستور الوحدة الصادر في مارس 1958م على أثر إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958.
والدستور المؤقت لمصر الصادر في 25 مارس سنة 1964، ثم في 11 / 9 / 1971م تم إعلان دستور مصر الدائم لجمهورية مصر العربية والمعدل بقرار مجلس الشعب الصادر بجلسة 30 / 4 / 1980م.
وكان من أهم النتائج تأسيس مجلس الشورى المصري ليكون مجلس استشارى لرئيس الجمهورية يؤخذ رأيه في القرات المتعلقة بالسياسة العامة للدولة وفى عام 2007 تم تعديل حوالي 34 مادة من الدستور المصري ويعتبر أكبر تعديل تم إجراؤه على الدستور المصري منذ نشائه يرجع تاريخ مصر إلى ما قبل خمسة آلاف سنة؛ أي إلى نحو عام 3100ق.م، حين شهدت مصر ميلاد إحدى أقدم الحضارات في تاريخ البشرية وكانت نشأتها على ضفاف نهر النيل، واستمرت لأكثر من ألفي عام، وهي تعد بذلك من أطول الحضارات البشرية عمرا وأكثرها امتدادا عبر التاريخ.
وقد أطلق أهل مصر القديمة على بلادهم اسم كيميت، وتعني الأرض السوداء كناية عن وفرة الرواسب الطينية التي يرسبها النيل على جانبي مجراه وفي دلتاه خلال موسم فيضانه، والتي أسهمت في خصوبة التربة وتجددها كل عام.
وقد قسم عالم التاريخ مانتيون – أشهر علماء جامعة الإسكندرية – التاريخ المصري إلى ثلاثين أسرة هي الأسرة: 1-2 العصر العتيق 3-6 عصر الدولة القديمة وعرف بعصر ببناة الاهرمات لكثرة ما شيده ملوك هذه الدولة من أهرامات تمتد من الجيزة إلى الفيوم مثل الاههرم الأكبر الذي بناه خوفو وهرم سقارة الذي بناه الملك زوسر 7-10 عصر الاضمحلال الأول 11-12 عصر الدولة الوسطى ويعرف بعصر الرخاء الإقتصادي 13-17 عصر الاضمحلال الثاني وهو العصر الذي احتل فييه الهكسوس مصر حتى طردهم أحمس وقضى عليهم نهائيا ولم تقم لهم قائمة حتى الآن.
18-21 عصر الدولة الحديثة ويعرف بعصر المجد الحربي حيث وصلت مصر أقصى اتساع لها في عهد الملك تحتمس الثالث ومن اشهر ملوك هذه الدولة حتشبسوت وتوت عنخ آمون أمنحتب الرابع المعروف باسم اخناتون وهو صاخب فكرة الوحدانية في الديانة المصرية القديمة والملك رمسيس الثاني 22-30 العصر المتأخر وانتهى الحكم ا بسيطرة الفرس على مصر الفرعوني عام 525 ق.م
أثر الحضارة المصرية
وقد أضافت الحضارة المصرية القديمة الكثير إلى التراث الإنساني العالمي؛ فقد شهد وادي النيل إنشاء أول سلطة مركزية في التاريخ، بالإضافة إلى معرفة الكتابة والمساهمة في ابتكار عديد من العلوم منها: الحساب والهندسة والطب والفلك، ومعرفة التقويم، والتفكير في البعث بعد الموت والثواب والعقاب؛ وهو ما دفع ملوكهم إلى بناء المعابد والمقابر المذهلة ومنها الأهرامات، إلى جانب معرفة طرق تحنيط جثث الموتى والتي ما زالت أسرارها غير معروفة حتى الآن.
ومرت على مصر مراحل تاريخية متباينة بعد ذلك، خضعت خلالها لحكم الإغريق والفرس والرومان حتى انبعث ميلاد جديد لمصر بدخول الإسلام ربوعها.
الفتح الإسلامي
نتيجة لظهور الإسلام وانتشار نوره في شبه الجزيرة العربية انبعثت في العرب المسلمين روحا جديدة أسهمت في الاندفاع نحو إعلاء راية التوحيد والدعوة لدين الحق.
وكان دخول العرب إلى مصر بقيادة عمرو بن العاص إعلانا بانتهاء فترة خضوع البلاد للإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية)، حيث دخلوا الإسكندرية عام 2هـ، 642م وكانت عاصمة مصر آنذاك، وعسكرت قوات المسلمين بقيادة عمرو بن العاص في مكان يشكل حاليا جزءا من القاهرة، وتم فيه بناء مسجد عمرو بن العاص، وأصبحت مصر تشكل جزءا هاما من الدولة الإسلامية التي حكمها الخلفاء الراشدون ثم الخلفاء الأمويون من دمشق وتلاهم الخلفاء العباسيون الذين حكموا دولة المسلمين من بغداد.
توالي الدول الإسلامية على مصر
بدأت الدولة العباسية تضعف خلال منتصف القرن التاسع الميلادي، مما مكن من ظـهور الدولتين الطولونية والإخشيدية في مصر بعيدا عن نفوذ الدولة العباسية، خلال الفترة الممتدة بين عامي 255 و359هـ، 868 و969م.
سيطر الفاطميون على مقاليد الحكم في مصر بدءا من عام 359هـ، 969م واتخذوها مقرا لهم ومركزا لإدارة دولتهم، وشيدوا مدينة القاهرة لتكون عاصمة لهم وكان ذلك في عام 363هـ، 973م، كما بنوا الجامع الأزهر الشريف الذي سرعان ما أصبح مركزا هاما لتدريس العلوم الشرعية.ترتب على وفاة توران شاه ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب تطور خطير في تاريخ مصر والشام وذلك بأن بوفاته سقطت الدولة الأيوبية وقام سلاطين دولة المماليك التي بدأ حكمها بتولي شجر الدر الحكم التي تولت الحكم ثمانين يوما وقد وصف المقريزى حكمها بقوله: " أول من ملك مصر من ملوك الترك المماليك " كان أول ما وجهته شجر الدر بعد توليها الحكم هو وجود الفرنسيون في مصر بمدينة دمياط على الرغم من أن الملك " لويس التاسع " كان أسيرا في المنصورة إلا أن هذا لا يزال يشكل خطرا لأن دمياط في قبضة الفرنسيين وتمثل قاعدة بحرية لهم يمكن للغرب استغلالها في الهجوم على مصر فأرسلت شجر الدر الأمير حسام الدين لمفاوضة الفرنسيين.
وبعد مفاوضات تم التوصل إلى إطلاق سراح الملك لويس التاسع مقابل فدية على أن يجلو الفرنسيين من مصر وهكذا تم جلاء الفرنسيين عن مصر أما العقبة الثانية التي واجهت شجر الدر فهي رفض العالم الإسلامي لتوليها الحكم لكونها امرأة فتزوجت أحد المماليك وهو عز الدين أيبك التركماني، وهكذا بدأ عصر المماليك والذي أجمع المؤرخون أنه ينقسم إلى قسمين الأول وهو البحري أو الممالك البحرية والثاني وهو البرجي أو المماليك الجراكسة عرف القسم الأول من عصر المماليك باسم المماليك البحرية وذلك مرجعه إلى اختيار الصالح نجم الدين الأيوبي جزيرة الروضة في بحر النيل لتكون مقرا لهم في قلعة بناها.
وكان معظم هؤلاء المماليك من الأتراك المجلوبين من بلاد القفجاق شمالي البحر الأسود ومن بلاد القوقاز قرب بحر قزوين ، وقد امتاز هؤلاء المماليك بالشجاعة النادرة والصفات الحسنة وقد تمكن المماليك البحرية من حكم مصر نحو قرن وثلث استطاعوا خلالها مواجهة العديد من المشاكل التي واجهت المسلمين وخاصة المشاكل الخارجية التي تمثلت في مواجهة أكبر خطرين هما الصليبيين والتتار ، وقد استطاع المماليك البحرية بقيادة سيف الدين قطز ومساعدة ركن الدين بيبرس الانتصار على التتار في موقعة هامة وهى موقعة عين جالوت التي دارت بين المسلمين والتتار سنة 658 هـ / 1260م.
كما أن بيبرس استطاع مواجهة الصليبيين وحاربهم حربا لا هوادة فيها واستطاع انتزاع مدنهم وقلاعهم بالشام كما حارب أيضا تتار فارس ودفع خطرهم عن بلاد الشام وبعد وفاة بيبرس استولي على الحكم المنصور قلاوون الذي امتاز عصره بالازدهار والقوة والاستقرار والنهضة في الداخل والسلام والأمن في الخارج وبلغت مصر مبلغا عظيما من القوة والثروة في عصر المماليك بنوا خلالها العديد من الآثار والمباني العظيمة وخاصة بعد أن استمر الحكم له ولأولاده ولذريتهم من بعده ما يقرب من قرن من الزمان (678 هـ - 874 هـ / 1279 - 1382 م ).
وقد استطاع المسلمون في عصر الأشرف خليل بن قلاوون ( 689 - 693 هـ / 1290 - 1293 م ) الذي يعد بمثابة أخر بطل للحروب الصليبية بأرض الشام وذلك لتمكنه من الاستيلاء على عكا من الصليبيين وهو الأمر الذي كان ذلك بمثابة الضربة الكبرى القاضية لتواجد الصليبيين بالشام حيث استطاع بعد ذلك المسلمون من الاستيلاء على ما تبقي في أيدي الصليبيين من مراكز قليلة مثل صور وصيدا وغيرهما ، ثم تولي بعد الأشرف خليل الذي كان أخر سلطان ببيت قلاوون الناصر محمد بن قلاوون ثم خلفه عدة سلاطين كان أخرهم الصالح حاجي بن شعبان 783 - 787 هـ / 1381 - 1385 م ثم انتهي عصر المماليك البحرية ليبدأ عصر المماليك الشراكسة أو المماليك البرجية.
عصرُ المماليكِ الجراكسةِ
عصر المماليك الجراكسة
رأى السلطان المنصور قلاوون أن تكون له فرقة جديدة من جنس جديد غير المماليك الموجودين بعصره يعتمد عليهما ضد منافسيه من كبار الأمراء وتكون سندا له و لأولاده من بعده فأعرض عن شراء المماليك الأتراك والتتار والتركمان وأقبل على شراء المماليك الجراكسة الذين ينتمون إلى بلاد الكرج ( جورجيا ) وهى البلاد الواقعة بين بحر قزوين والبحر الأسود وبعد وفاة قلاوون حرص أبنائه وأحفاده على إتباع سياسته من الإكثار من هؤلاء المماليك.
وقد عرف المماليك الجراكسة أيضا باسم المماليك البرجية وذلك أن المنصور قلاوون فرض في أول الأمر عليهم أن يمكثوا بأبراج القلعة حتى لا يختلطوا بغيرهم من طوائف المماليك وبالأهالي ، وبمرور الزمن سمح لهم الأشرف خليل من النزول من القلعة بالنهار على أن يعودوا إليها قبل المغرب للمبيت وبذلك استطاع المماليك البرجية الوقوف على أحوال البلاد الداخلية وهكذا استطاع المماليك البرجية بمرور الزمن أن يكونوا منافسا قويا للمماليك البحرية.
وقد بدأ عصر المماليك البرجية بالأمير برقوق الذي اشتراه الأمير " يلبغا الخاصكي " ثم أعتقه فصار من جملة اليلبغاوية وقد ظل يرتقي بفضل طموحه وذكائه إلى أن وصل إلى تقدمة ألف ثم ولي منصب أتابك العسكر سنة 780 هـ / 1378م ثم أعلن نفسه سلطانا سنة 787 هـ / 1385م وقد ظل عصر المماليك الجراكسة أكثر من مائة وأربعة وثلاثين سنة ( 784 - 923 هـ / 1382 - 1517 م ) تعاقب على عرش السلطنة ثلاثة وعشرون سلطان منهم تسعة حكموا مائة وثلاثة سنوات ارتبط بهم تاريخ دولة المماليك الجراكسة وهم الظاهر برقوق ، وفرج بن برقوق ، والمؤيد شيخ ، الأشرف برسباي ، الظاهر جقمق ، والأشرف إينال ، وخشقدم، الأشرف قايتباى ، وقانصوه الغوري ، بينما حكم أربعة عشر سلطانا لمدة تسع سنوات فقط ، وقد امتاز عصر السلاطين العظام التسع السابقين بمهارتهم الحربية كما امتاز عصرهم بحبهم للأدب ومجالس العلم كما امتاز هذا العصر بإقامة العديد من الآثار والمؤسسات الخيرية من مدارس ومساجد وأسبلة وبيمارستانات إلا أنه لم تلبث أن ساءت أحوال البلاد في أواخر عصر السلطان قايتباي بسبب كثرة الأعباء المالية وانتشار مرض الطاعون بدولة المماليك كلها سنة 897 هـ / 1492م ووفاة السلطان قايتباي سنة 901 هـ / 1496 م.
ثم بدأ أمراء المماليك التنازع على الحكم وقتل بعضهم البعض إلى أن عين الأشرف قانصوه الغوري 906 هـ / 1501م في الحكم فاستطاع أن يعمل بسرعة على إعادة الأمن والاستقرار إلى الدولة ثم اتجه إلى إصلاح الأزمة المالية التي مرت بالبلاد وقام بتشييد العديد من المباني والوكالات والربوع كما عني بتحصين الإسكندرية ورشيد ثم حدث بعد ذلك أن واجهت مصر أكبر عقبتين لها الأول وهو اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس الرجاء الصالح سنة 892 هـ / 1487م وأعقب ذلك تمكن " فاسكو دي جاما " من الوصول إلى الهند عن طريق الطواف حول أفريقيا سنة 904 هـ / 1498 م وبذلك حول طريق التجارة العالمي من البحر الأحمر ومصر فلم تعد مصر محل الوساطة التجارية بين الشرق والغرب وبذلك فقدت سلطنة المماليك المورد الرئيسي لثروتها ومن ثم بدأت في الذبول السريع ثم ازداد الأمر سوءا بظهور الخطر الثاني الذي واجه سلطنة المماليك وهو اشتداد خطر العثمانيين الذين استطاعوا محاربة المماليك وقتل الأشرف قانصوه الغوري في معركة مرج دابق بعد خيانة الأمير خاير بك له.
ثم اختير طومان باي سلطانا سنة 922 هـ / 1516م وكان أخر سلاطين المماليك في مصر حيث استطاع العثمانيون بقيادة سليم الأول الدخول إلى مصر والاستيلاء عليها وبذلك بدأ حكم الدولة العثمانية سنة 1517م
الدولُ الإسلاميَّةُ المتعاقبةُ عَلَى حكمِ مِصْرَ
الدولة الفاطمية
مصر في عصر الدولة الفاطمية قامت الدولة الفاطمية ببلاد المغرب سنة 297 هـ / 909 م وهى حركة شيعية تنتسب إلى السيدة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد بدأت هذه الحركة في أول الأمر سرية خوفا من اضطهاد الخلفاء العباسيين لأشياعها إلا أن الفاطميين استطاعوا الاستيلاء على بلاد المغرب وتولي أحد سلالة على بن أبي طالب رضي الله عنه ويدعي سعيد بن الحسين والذي لقب باسم " عبيد الله المهدي " الخلافة وبذلك صار في ذلك الوقت بالعالم الإسلامي ثلاث خلافات هي الخلافة العباسية ببغداد ، والخلافة الأموية بقرطبة ، والخلافة الفاطمية بمدينة المهدية على ساحل تونس وفى سنة 358 هـ كان المعز لدين الله الفاطمي رابع الخلفاء الفاطميين ببلاد المغرب قد أعد جيوشه بقيادة جوهر الصقلي لفتح مصر ، حيث تمكن هذا القائد من فتحها وتأسيس عاصمة لمصر عرفت باسم " القاهرة " تمهيدا لانتقال السلطان الفاطمي إليها الذي حضر سنة 362 هـ / 972 م وأحضر معه آل بيته حتى رفاه أجداده وكان ذلك إيذانا بأن مصر أصبحت مقرا لدار الخلافة الشيعية.
كما قام ببناء جامعا تقام فيه شعائر المذهب الشيعي فوضع حجر الأساس لجامع الأزهر سنة 359 هـ / 970 م وانتهي من بنائه بعد سنتين تقريبا وأقيمت فيه الصلاة لأول مرة في رمضان سنة 361 هـ وبعد استيلاء الفاطميون على حكم مصر أخذ المعز لدين الله الفاطمي وخلفاؤه على العمل على امتداد دولتهم شرقا حتى اشتملت على الشام وسائر الدول الإسلامية ، غير أن الدولة الفاطمية على الرغم من عظمتها واتساع مساحتها لم تستطع أن تجتذب إليها أهل السنة فابتعد عنها علماء السنة وفقهاؤها ، كما أنه بمرور الوقت أصبحت الأخطار تحيط بالدولة الفاطمية إذ بدأ من ناحية يزداد خطر الدولة السلجوقية التي استطاعت إنهاء سلطان الفاطميين من بلاد الشام ومن الناحية الأخرى ازداد خطر الصليبيين ببلاد الشام الذين استطاعوا القضاء نهائيا على نفوذ الفاطميين بهذه البلاد.
كما أنه من ناحية ثالثة انتهي حكم سلطان الفاطميين عن بلاد شمال أفريقيا لاستقلال الولاة الفاطميين بهذه البلاد وبذلك لم يبق للدولة الفاطمية سوي حكم مصر وازداد الموقف سوءا في الدولة الفاطمية حين أخذ الصليبيين في بيت المقدس في الطمع في مصر نفسها مع بقاء الخطر السلجوقي ماثلا في قيام الدولة الزنكية نسبة إلى الأتابك عماد الدين زنكي ، فاستولي نور الدين زنكي بن عماد الدين زنكي على دمشق سنة 549 هـ / 1154 م وعمد إلى منع الصليبيين من امتداد نفوذهم إلى مصر ، ثم تطورت الأحداث باضطراب الموقف الداخلي في مصر ذلك أن الوزير الفاطمي " ضرغام " سمح للصليبيين بالتدخل في شئون الدولة الفاطمية بل ورضي بدفع مبلغ من المال ضمانا لمساعدتهم على منافسه في منصب الوزارة وهو " شاور " والي الوجه القبلي الذي طلب بدوره مساعدة نور الدين زنكي فأصبحت مصر بذلك مطمعا لكل من جيوش الصليبيين وجيوش نور الدين زنكي ، فكان قائد الجيوش الصليبية الملك " أموري الأول " على حين قاد الجيوش النورية " شيركوه " الأيوبي وابن أخيه يوسف بن نجم الدين أيوب والذي عرف فيما بعد باسم الناصر صلاح الدين الأيوبي.
وتم النصر لجيوش نور الدين بقيادة شيركوه بعد مقتل ضرغام ثم التخلص من شاور ، ثم عين الخليفة الفاطمي العاضد القائد شيركوه في الوزارة ثلاثة أشهر توفي بعدها سنة 1169 م فعين الخليفة العاضد ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب في الوزارة بدلا منه ، واستطاع بذلك صلاح الدين الأيوبي العمل على إلغاء الدولة الفاطمية الشيعية ثم إنهاء الخلافة الفاطمية نهائيا من مصر وبذلك قامت الدولة الأيوبية.
الدولة الأيوبية
( 567 - 648 هـ / 1171 - 1250 م ) تنتسب هذه الدولة إلى صلاح الدين بن نجم الدين أيوب،ولد صلاح الدين يوسف بن أيوب سنة 533 هـ / 1138م بمدينة تكريت على نهر دجلة شمالي سامرا بالعراق واتصل والده نجم الدين أيوب وعمه شيركوه بالأتابك زنكي فنشأ صلاح الدين في ظل البيت الزنكي وتعلم علوم أولاد الأمراء من حفظ القرآن وتعلم الأدب ودراسة الفقه واشترك مع عمه شيركوه في الحملات التي قادها لمنع الصليبيين من الاستيلاء على مصر أواخر الدولة الفاطمية وبعد وفاة نور الدين زنكي سنة 570 هـ / 1174م استطاع صلاح الدين أن يعلن نفسه سلطانا على مصر فوجه عنايته بعمل العديد من الأعمال الداخلية بمصر فبني قلعته التي عرفت باسمه وأحاط القاهرة والفسطاط معا بسور واحد كما شجع على بناء مدارس لدراسة فقه السنة منها مدرسة الإمام الشافعي.
أما من الناحية الخارجية فقد اتجه صلاح الدين الأيوبي إلى حرب الصليبيين وذلك بأن اتبع سياسة الجهاد ضدهم حتى انتصر عليهم انتصارا حاسما في معركة حطين سنة 583 هـ / 1187 م واستولي على الكثير من مدنهم حتى لم يبق لهم بالشام سوي بعض المدن مثل صور وعكا وإنطاكية وطرابلس .
وبعد وفاة الناصر صلاح الدين الأيوبي خلفه اثنان من أبنائه هما العزيز بن صلاح الدين الذي تولي الحكم من سنة 589 هـ إلى سنة 595 هـ 1193 م / 1198 م ثم ابنه المنصور بن العزيز 595 - 596 هـ / 1200م ، ثم تولي الحكم بعدهم السلطان العادل أخو صلاح الدين الأيوبي 596 - 615 هـ / 1200 - 1218م وهكذا انتقل الحكم من أبناء صلاح الدين إلى أخيه العادل وأبنائه، وقد حدث اختلاف كبير بين أبناء البيت الأيوبي في مصر والشام وتحاربوا فيما بينهم فاستعان الأيوبيين سواء في مصر أو الشام بأجناد من المماليك المجلوبة من مختلف البلاد المجاورة وازداد نفوذ هؤلاء المماليك بسبب استمرار الحروب بين أبناء البيت الأيوبي وكان السلطان في ذلك الوقت هو الصالح بن الكامل نجم الدين أيوب1198 إلا أن السلطان نجم الدين الأيوبي توفي سنة 647 هـ / 1249 م وهو يحارب الصليبيين فاضطرت زوجته شجر الدر لإخفاء موته حتى انتصر المسلمون على الصليبيين في موقعة المنصورة ثم فارسكور سنة 647 هـ / 1250م وتقلدت شجر الدر الحكم بعد أن تخلصت من توران شاه ابن الصالح نجم الدين الأيوبي سنة 648 هـ / 1250م ، وهكذا انتهي حكم الدولة الأيوبية من مصر بعد أن حكموها إحدى وثمانين سنة ليبدأ بعد ذلك عصر المماليك
الدولة الطولونية
الطولونيون هم بنو طولون: سلالة من الأتراك المستعربة حكمت في مصر، والشام وفلسطين لسنوات من عام 868-905 م.
وكان مقرهم في الفسطاط، ومؤسس السلالة هو «طولون» من الجنود الأتراك في جيش العباسيين، وقد تدرج في الرتب حتى أصبح رئيس الحرس الخاص بالخليفة العباسي في بغداد، ثم ورث ابنه أحمد (868 - 884م) هذه الرتبة في سنة 854م، ثم أصبح في سنة 868م واليا على مصر من قبل الخليفة، وفور توليه أبدى أحمد بن طولون استقلالية كبيرة في حكمه.
ومنذ عام 877م وعن طريق مناورات سياسية مع القادة العسكريين استطاع أن يضم إليه الشام وفلسطين.
ثم تمكن ابنه خمارويه (884-895م) من أن ينتزع الاعتراف باستقلال حكمه في مصر والشام، وقد تصاهر مع العباسيين عندما زوج ابنته من الخليفة المعتضد.
ثم بدأت الدولة تتهاوى في عهد ابنه هارون (896-904م)، حيث كانت الصراعات مع القرامطة قد أنهكتها. وفي سنة 905م أعيدت مصر إلى سلطة العباسيين.
الدولة الإخشيدية
سلالة تركية مستعربة حكمت في مصر والشام لسنوات 935-969م. وكان مقرهم في الفسطاط، وتنحدر هذه الأسرة من أحد القادة العسكريين الصغد في فرغانة (وهي اليوم طاجكستان). وقد أسس الأسرة محمد بن طغج (935-946م) والذي تولي في سنة 930م ولاية الشام من قبل العباسيين، ثم أصبح في سنة 933م واليا على مصر، واستقل بالأمر منذ سنة 935م.
وقد كلفهم العباسيون بعدها بمحاربة الفاطميين، وتلقب في سنة 938م بالإخشيد، وبعد وفاة الإخشيد أصبح الأمر بين يدي قائده الأسود كافور (946-968 م).
تولى الأخير إدارة الحكم بينما كان ابني الإخشيد دون السن التي تؤهلهما لهذه الأمور، ثم أصبح كافور في سنة 966م واليا من قبل العباسيين على مصر، ووسع أملاكه لتشمل فلسطين والشام، وقد اشتهر كافور بحبه للفنون.
وقام الفاطميون بالقضاء على أسرة بني طغج، وتم إجلاء آخر الأمراء أبي الفوارس (وهو من أحفاد الإخشيد) عن الفسطاط في سنة 969م.
الدّولةُ العثمانيَّةُ
الدولة العثمانية
الدولـــة العثمانية ( 923 - 1213 هـ / 1517 - 1798 م ) ينسب العثمانيون إلى عثمان خان بن ارطغول بن سليمان شاه بن قيا ألب الذي بفضله تكونت الدولة العثمانية ، وينتمي العثمانيون إلى عشيرة قابي إحدى قبائل الغز التي اضطرت إلى الهجرة عندما أغار جنكيز خان سنة 624 هـ / 1226 م على بلاد أسيا الصغرى فاضطر سليمان شاه إلى التراجع إلى شمالي غربي أرمينية، وعندما هاجم السلاجقة خراسان وخوارزم عاد سليمان شاه إلى أسيا الصغرى حيث توفي سنة 629 هـ / 1231م واستطاع ابنه أرطغول أن يلتحق بخدمة السلطان علاء الدين كيقباد بن كيخسرو الذي أقطعه المستنقعات الواقعة على حدود الدولة البيزنطية.
وعندما توفي أرطغول سنة 680 هـ تولي عثمان خان ابنه قيادة شعبه فاستطاع في سنة 1228 م فتح مدينة ملانجنون والتي سماها " قره جه حصار " ، ثم توالت الفتوحات العثمانية بعد ذلك بأن استطاع أورخان ابن عثمان الاستيلاء على بروسه ثم أزميد ثم مدينة أزنيق سنة 1330م ، ولقد ارتبطت الفتوحات العثمانية في البداية بالاتجاه نحو أوربا وذلك عندما عبر سليمان بن أورخان مضيق الدردنيل سنة 1356 م ونزل شبه جزيرة جاليوبولي مؤسسا بذلك أول موطئ للعثمانيين بأوروبا وظل هذا الاتجاه ثابتا نحو ما يزيد على قرنين من الزمان على الرغم من الخطر الذي داهم العثمانيين من قبل تيمور لنك والذي نتج عنه غزو الدولة العثمانية وهزيمة السلطان بايزيد الأول ودمار العاصمة بروسه في موقعة أنقرة سنة 1402م مما نتج عنه تشتيت الدولة العثمانية إلى حين ، وعندما تولي السلطان محمد جلبي الحكم استطاع جمع الدولة العثمانية مرة أخري .
وعلى الرغم من توجه العثمانيون نحو غزو أوربا إلا أن الدول الأوربية الكبرى في ذلك الوقت ممثلة في فرنسا وإنجلترا لم تستطع وقف الغزو العثماني لأوربا عام 1356م وذلك بسبب تصارع القوي الأوربية آنذاك مع بعضها ففرنسا أكبر هذه القوي كانت منهكة في حربها مع إنجلترا في حرب المائة عام ( 1340 - 1433 م ) وكما ساعد العثمانيون هذا الانقسام في القوي السياسية والعسكرية الأوربية ساعدهم أيضا انقسامهم دينيا بسبب الصراع المذهبي بين كل من الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية ، وبذلك استطاع محمد الفاتح حصار القسطنطينية عاصمة بيزنطة عام 1453 م والاستيلاء عليها وتحويل اسمها إلى استنبول وبذلك يكون قد وضع نهاية للإمبراطورية البيزنطية وحقق حلم المسلمين في الاستيلاء على القسطنطينية ثم بدأ العثمانيون في التوجه بأبصارهم منذ مطلع القرن 10 هـ / 16 م صوب القوي الإسلامية في الشرق ولاسيما المجاورة لهم ممثلة في دولة الصفويين في فارس والدولة المملوكية في مصر وكان هذا التوجه سببه ما راود العثمانيون من أحلام السيادة على العالم الإسلامي ، فلما تولي السلطان سليم الأول مقاليد الحكم سنة 1513 م توجه أولا إلى حرب الصفويين الشيعة في إيران وخاصة أنهم كانوا على مسرح الأحداث يظهرون كقوة مناوئة للعثمانيين السنة فأعد السلطان سليم الأول جيشا سنة 910 هـ / 1514م انتصر به على الصفويين وهزم الشاه إسماعيل الصفوي.
واستطاع السلطان سليم الأول الاستيلاء على الجزيرة والموصل وديار بكر وبذلك اقترب العثمانيون من أطراف دولة المماليك في شمال الشام والعراق وعلى الرغم من أن العلاقات بين العثمانيين والمماليك بدأت حسنة ولاسيما أن الدولة العثمانية قد وجهت جهودها في بداية توسعاتها نحو الغرب وأوروبا الأمر الذي قوبل بالارتياح الكبير من جانب المماليك والقوي الإسلامية في الشرق الأدنى وخاصة أن السلطان بايزيد الثاني وقع سنة 1491م اتفاقية سلام مع السلطان قايتباي ، إلا أن السلطان سليم الأول سرعان ما لبث أن شرع في تنفيذ خطته التوسعية في الشرق وخاصة بعد انتصاره على الصفويين فبدأ يعد جيشه للقضاء على المماليك في مصر والشام واستطاع السلطان سليم الأول الانتصار على جيوش المملوكية في معركة مرج دابق بالشام في سنة 1516م وقتل السلطان الغوري واستولي سليم الأول على حلب وخضعت له الشام ثم بدأ سليم الأول في الزحف على مصر ، حيث استطاع أن يستولي على مصر سنة 1517م وشنق طومان باي على باب زويلة وبذلك انتهت سلطنة المماليك نهائيا بمصر والشام وعين خاير بك واليا على مصر من قبل السلطان سليم الأول .
كانت النتيجة المباشرة لسقوط دولة المماليك أن تحولت مصر من دولة كبري امتد نفوذها من جبال طوروس شمالا إلى غربي أسوان جنوبا ومن حدود برقة غربا إلى الفرات شرقا ويخضع لسيادتها أقاليم برقة والحجاز واليمن والنوبة وقبرص إلى مجرد ولاية عثمانية لا تختلف عن غيرها من الولايات العثمانية ففقدت بذلك مصر شخصيتها المستقلة التي كانت تميزها على مر العصور ، حيث كانت لمصر زمن الدولة المملوكية مركز الصدارة في العالم الإسلامي وكان للسلاطين المماليك الزعامة لتوليهم خدمة الحرمين الشريفين وكون القاهرة مقرا لخلفية المسلمين ، كما أدى سقوط دولة المماليك أن انتقلت زعامة العالم الدينية والسياسية إلى الدولة العثمانية فأصبح الخطباء يدعون للسلطان سليم الأول باعتباره ملك البرين وخاقان البحرين وقاهر الجيشين - الصفوي والمملوكي - وخادم الحرمين ، كما أدي سقوط المماليك أيضا إلى تمكن العثمانيون من السيطرة على الحجاز وبسط سيادتهم على سائر شبه الجزيرة العربية واليمن وغيرها من البلاد العربية والإسلامية ليستقر بها الحكم العثماني قرونا طويلة متوالية .
بعد استيلاء العثمانيون على مصر بدأ السلطان سليم الأول في وضع نظام جديد للحكم وهو النظام الذي ظلت مصر تحكم به نحو ثلاثة قرون متعاقبة من سنة 1517 م إلى سنة 1798م وهذا الحكم تلخص في وجود سلطتين تتنازعان الحكم وتراقب كلا منهما الأخرى الأولي سلطة نائب السلطان أو الوالي العثماني وهو نائب السلطان في حكم البلاد ويلقب بالباشا ومقره القلعة وكانت مدة ولايته سنة تنتهي بنهايتها ما لم يصدر فرمان بتجديدها سنة أخرى ، السلطة الثانية وهي سلطة رؤساء الجند وهم قواد الفرق التي تركها سليم الأول بمصر بعد مغادرته لها وكانت تتألف من نحو اثني عشر ألفا منتظمين في ست فرق تسمي كل فرقة " وجاق " أشهرهم وجاق الإنكشارية والعزب وكان مقرهم بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة ، كما تم وضع نواة لسلطة ثالثة وهى سلطة البكوات المماليك والذين تم تعيينهم في بأقاليم مصر - كانت في ذلك الوقت يطلق عليها مديريات إلا أن النظام الذي وضعه السلطان سليم الأول لم يستمر هكذا طويلا فبدأ التنازع والحروب وانتهز المماليك هذه الفرصة وعملوا على الانفراد بالحكومة وبمرور الوقت انتهي هذا الصراع إلى تغلب سلطة المماليك البكوات في النصف من القرن السابع عشر وساعدهم في ذلك ما صارت إليه السلطنة العثمانية من الضعف في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر بسبب حروبها المتواصلة واختلال الشئون الداخلية وفساد الحكم فيها كما زاد من نفوذ البكوات المماليك كثرة تغيير الولاة العثمانيين وعزلهم فضعف شأنهم وتراجع نفوذهم في حين أن المماليك احتفظوا بعصبيتهم بشرائهم العديد من الجند والأتباع واستمالوا أفراد الحامية العسكرية أو الوجاقات الذين استوطنوا مصر استقروا بها ، وهكذا أصبحت مصر تحت وطأة الحكم العثماني مسرحا للفتن بين السلطات الثلاث التي تنازعت الحكم فيها وزال عنها استقلالها فحال ذلك دون قيام حكومة ثابتة مستقرة
الحملة الفرنسية على مصر ( 1798 - 1801 م )
وفى ذلك الوقت كانت مصر مطمعا للدول الأوربية وبخاصة فرنسا وإنجلترا التي كانتا تتنافسان على الفتح والاستعمار منذ القرن السابع عشر الميلادي واستمر خلال القرن الثامن عشر الميلادي ثم أخذ طورا جديدا بعد سقوط الملكية في فرنسا وقيام الجمهورية سنة 1792م وظهور نابليون بونابرت على مسرح الأحداث سنة 1793م ، وقد اتجهت أطماع نابليون إلى فتح مصر عقب انتصاراته في حروب إيطاليا فبدأ يفكر في تمهيد الطريق لإنقاذ حملة كبيرة في البحر الأبيض المتوسط واحتلال مصر ليتخذها قاعدة عسكرية يصل منها إلى الأملاك الإنجليزية في الهند وهكذا بدأ نابليون بونابرت في تنفيذ أحلامه في احتلال مصر فتحركت أولي جيوشه من مياه مالطة في يوم 19 يونيو سنة 1798 م ووصلت جنود الحملة غرب مدينة الإسكندرية يوم 2 يوليو سنة 1798 م وزحفوا على المدينة واحتلوها في ذلك اليوم وبعد ذلك أخذ نابليون يزحف على القاهرة بطريق دمنهور حيث استطاع الفرنسيون احتلال مدينة رشيد في 6 يوليو ووصلوا إلى الرحمانية وهي قرية على النيل.
وفى تلك الأثناء كان المماليك يعدون جيشا لمقاومة الجيوش الفرنسية بقيادة مراد بك حيث التقي الجيشان بالقرب من شبراخيت يوم 13 يوليو سنة 1798 م إلا أن الجيوش المملوكية هزمت واضطرت إلى التقهقر فرجع مراد بك إلى القاهرة والتقي كلا من الجيش الفرنسي والجيش المملوكي مرة أخرى في موقعة إمبابة أو موقعة الأهرام حيث هزم جيش مراد بك مرة أخرى في هذه المعركة الفاصلة في 21 يوليو سنة 1798م وفر مراد بك إلى الجيزة أما إبراهيم بك الذي كان مرابطا بالبر الشرقي من النيل لما رأى الهزيمة حلت بجيوش مراد بك أخذ من تبعه من مماليك ومصريين والوالي التركي وانسحبوا جميعا قاصدين بلبيس وخلت القاهرة من قوة الدفاع حيث استطاع نابليون بونابرت احتلالها ودخل القاهرة في 24 يوليو سنة 1798 م مصحوبا بضباطه وأركان حربه ونزل بقصر محمد بك الألفي بالأزبكية وعلى الرغم من انتصار الفرنسيين على المماليك وسيطرتهم على مصر إلا أن الاحتلال الفرنسي لمصر لم يدم أكثر من ثلاث سنوات فقط وذلك لعدة عوامل أولها مقاومة المصريون الشديدة للاحتلال الفرنسي والتي امتدت بكل مدن مصر وامتازت بأنها كانت على شكل ثورات تمتد بكل الأقاليم المصرية كما أن الجيش الفرنسي بدأ في الضعف وخاصة بعد انتشار وباء الطاعون بمصر وخاصة بالقاهرة والصعيد سنة 1801 م.
كما أن كلا من إنجلترا وتركيا قررتا الإطاحة بالجيش الفرنسي بمصر ، فقد تحرك الجيش الإنجليزي من جبل طارق في أوائل نوفمبر سنة 1800م وأقلعت سفنه إلى شواطئ الأناضول في أواخر ديسمبر وأوائل يناير حيث اتفقت كلا من إنجلترا وتركيا على خطة مشتركة في القتال فأعدت تركيا جيشين الأول بقيادة الصدر الأعظم يوسف باشا ويزحف إلى مصر عن طريق برزخ السويس والثاني بقيادة حسين قبطان باشا ويقصد شواطئ مصر الشمالية ، فوصلت قوات الجيش الإنجليزي البر الغربي للنيل وبلغ إمبابة بينما واصل الجيش العثماني تقدمه من الشرق ووصل إلى البر الشرقي للنيل حيث وضع كلا من الجيشين خطة مشتركة للزحف على القاهرة ، وفى تلك الأثناء أحس الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال " بليار " خطورة موقفه وخاصة أن الجيش الفرنسي كان في غاية من الضعف كما أن سكان القاهرة كانوا مستعدين للثورة عليه والانضمام إلى الجيوش الإنجليزية والتركية فرأي أن يعقد مجلسا حربيا من قواد الجيش الفرنسي حيث قرر المجلس التسليم وتجنب القتال وفتح باب المفاوضات للجلاء فوافق الفرنسيون على الجلاء عن مصر ووقعت الاتفاقية في 27 يونيو سنة 1801 م وكان من شروطها جلاء الجيش الفرنسي عن مصر بأسلحتهم وأمتعتهم ومدافعهم وغيرها ويبحرون إلى فرنسا على نفقة الحلفاء وأن يتم الجلاء في أقرب وقت ممكن في مدة لا تزيد عن خمسين يوما وبذلك رحلت الحملة الفرنسية على مصر في أوائل شهر أغسطس سنة 1801م إلى فرنسا.
وبذلك انتهي الاحتلال الفرنسي على مصر نهائيا بعد احتلال دام ثلاث سنوات وشهرين بعد انتهاء الحملة الفرنسية على مصر تنازع السلطة في البلاد ثلاث قوي مختلفة المصالح واتحدت لوقت قصير ضد الاحتلال الفرنسي وهذه القوي هي الأتراك والإنجليز والمماليك ، فتركيا تطلعت إلى بسط حكمها المطلق على مصر تجعل منها ولاية تحكمها كما حكمتها السلطنة العثمانية أما إنجلترا فرأت أن تبسط نفوذها في وادى النيل وتحتل بعض المواقع الهامة في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر لتضمن لنفسها السيادة في البحار ، أما المماليك فكانوا يطمعون بعد انتهاء الحملة الفرنسية في استعادة حكمهم في مصر وحجتهم أنهم الحكام الأقدمون فبدءوا في استمالة الإنجليز يطلبون حمايتهم ، إلا أنه في تلك الأثناء ظهرت قوة رابعة على مسرح النضال السياسي المصري أخذت تنمو وهى قوة الشعب المصري ممثلا في قادة الشعب وزعماؤه الذين قرروا التخلص من الاحتلال الأجنبي وفى الأحداث السياسية بدأ ظهور محمد على باشا ليغير من مسار مصر السياسي والتاريخي
تاريخُ مِصْرَ المعاصرُ
عهد محمد علي وأسرته
جلت الحملة الفرنسية عن مصر بعد بدايتها بثلاثة أعوام وشهرين وتنازع السلطة في مصر آنذاك ثلاثة قوى مختلفة المصالح كانت قد اتحدت من قبل على محاربة الفرنسيين، ثم بدأت كل قوة تعمل على تحقيق أطماعها الخاصة في وادي النيل.
القوة الأولى هي «تركيا» التي فتحت مصر بحد السيف قبل ثلاثة قرون فأرادت أن تبقى مصر كإحدى ولايات السلطنة العثمانية.
والقوة الثانية هي «إنجلترا» التي كانت تطمع في احتلال المواقع الهامة على شواطئ مصر في البحرين المتوسط والأحمر؛ لتضمن لنفسها السيادة في البحار في طريقها إلى مستعمراتها في الهند.
أما القوة الثالثة فكانت «المماليك» الذين سبق لهم أن حكموا مصر قبل الفتح العثماني، كما كانت لهم قوة لا يستهان بها إبان الحكم العثماني نفسه.
وكما يقول عبد الرحمن الرافعي فقد تجاهلت هذه القوى الثلاث في تنازعها على السلطة العامل القومي لكن رجلا واحدا أدرك مدى تأثير هذا العامل لمن يستعين به وهو محمد علي قائد الكتيبة الألبانية في الجيش التركي في مصر فتقرب إلى القوة الوطنية الشعبية.
وفي يوليو من عام 1805م وصل محمد علي بفضل إرادة القوى الشعبية إلى منصب الوالي ولم يجد الباب العالي «أو السلطان العثماني» أمامه إلا إصدار فرمان بذلك.
تأسيس الدولة
وهكذا أسس محمد علي حكمه - وأسرته من بعده - لمصر، الذي استمر حوالي قرن ونصف القرن من الزمان، وتتابع على حكم مصر 11 من الحكام منهم الوالي أو الباشا ومنهم الخديوي ومنهم السلطان ومنهم الملك، وهم:
محمد علي باشا: وقد عين واليا على مصر في 17 صفر 1220هـ / 17 مايو 1805م حتى 2 شوال 1264/ أول سبتمبر 1848م، وتوفي بالإسكندرية في 13 رمضان 1265هـ/ 2 أغسطس 1849م ودفن بمسجد القلعة. ولد محمد علي بمدينة «قولة» من مواني مقدونيا في عام 1769م، وفي سن الشباب انخرط في سلك الجندية، وقد تزوج من مطلقة ذات ثروة واسعة وهي التي أنجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل، وتفرغ لتجارة الدخان فربح منها، وعاد محمد علي إلى الحياة العسكرية عندما أغار «نابليون» على مصر وشرع الباب العالي في تعبئة جيوشه لمحاربة الفرنسيين، ووصل إلى مصر في مارس من سنة 1801م كمعاون لرئيس كتيبة «قولة» وأظهر كفاءة فتدرج في الترقية إلى أن خرج الفرنسيون فأصبح من الرجال المقربين للوالي الجديد «خسرو باشا». وفي مايو من سنة 1805م وصل إلى كرسي والي مصر بفضل القوى الشعبية المصرية، وفي يوليو من العام نفسه وصل فرمان الباب العالي بتوليته على مصر.
مذبحة القلعة
قضى محمد علي على المماليك في مذبحة القلعة الشهيرة في سنة 1811م، وأرسل جيشه إلى الحجاز فاستولى عليها ثم استولى على النوبة وعلى جزيرة كريت ثم على فلسطين والشام.
وقد أدت هذه الانتصارات وهذا التفوق العسكري إلى وقوف الدولة العثمانية وبعض الدول الأوروبية ذات المصالح ضده فاجتمعوا في لندن في يوليو 1840م ووقعوا المعاهدة التي منح بمقتضاها محمد علي رتبة نائب الملك على مصر وأن تكون مصر بحدودها القديمة وراثية في أسرة محمد علي للأكبر سنا من الأولاد والأحفاد، على أن تكون مصر جزءا من الدولة العثمانية، وأن تدفع الجزية سنويا للسلطان، وألا يزيد جيشها عن ثمانية عشر ألفا، وألا تبني مصر سفنا حربية. في عام 1848 مرض محمد علي وصدر فرمان بتعيين إبراهيم باشا واليا على مصر وتوفي محمد علي في عام 1849م.
إبراهيم بن محمد علي
عين واليا على مصر من 2 سبتمبر 1848م إلى أن توفي في 10 نوفمبر 1848م وهو الابن الأكبر لمحمد علي، وقد ولد في عام 1789م، وكان قائدا للجيش المصري الذي قمع ثوار اليونان الخارجين على تركيا، وقاد جيشا مصريا فتح فلسطين والشام وعبر جبال طوروس 1832 - 1833م، وانتصر في المعركة الفاصلة بين المصريين والأتراك في «نزيب» 1839م ولكن الدول الأوروبية أكرهته على الجلاء عن جميع المناطق التي فتحها. ولم يعمر إبراهيم باشا أكثر من سبعة أشهر ونصف وتوفي وهو لم يتجاوز الستين من عمره في نوفمبر 1848م.
عباس حلمي الأول
هو عباس حلمي الأول ابن أحمد طوسون باشا ابن محمد علي باشا واليا من 10 نوفمبر 1848 إلى 13 يوليو 1854. وقد ولد في سنة 1813م في «جدة» ونشأ في مصر، وقد خلف عمه إبراهيم باشا في ولاية مصر 1848م، وهو حفيد محمد علي.
في عهده اضمحل الجيش والبحرية في مصر وأغلقت كثير من المدارس والمعاهد.
وقد عاش حياة بذخ وانصرف عن التفرغ لشئون الدولة، وظل في الحكم قرابة الخمس سنوات، وأغتيل في قصره في بنها في يوليو 1854م.
محمد سعيد باشا
هو محمد سعيد باشا ابن محمد علي عين واليا على مصر في 14 يوليو 1854م، وهو عم سلفه عباس الأول ولكنه أصغر منه سنا وتوفي سعيد في يناير 1863م.
الخديوي إسماعيل
هو الخديوي إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي: والي ثم خديوي من 19 يناير 1863م إلى 26 يونيو 1879م ولد في عام 1830م عند وفاة سلفه «سعيد» وكان أكبر الذكور سنا فآلت إليه ولاية مصر.
وقد حاول أن يسير على نهج جده محمد علي في تحديث مصر والاستقلال بها عن الإدارة العثمانية ولكن بطريقة التودد ودفع الرشاوى لذوي القوة في الآستانة فحصل بذلك على لقب خديوي (1) مصر في سنة 1867م كما حصر وراثة العرش في أنجاله، وقد كافح تجارة الرقيق في السودان، ووسع أملاك مصر في إفريقيا، وافتتح قناة السويس للملاحة العالمية. وزادت ديون مصر في عهده زيادة كبيرة أدت إلى تدخل إنجلترا وفرنسا في شئون مصر الداخلية بحجة حماية ديونها.
وقد أدت سياسته المالية إلى أن عزله السلطان عبد الحميد الثاني بضغط من إنجلترا وفرنسا في يونيو 1879م وتنصيب ابنه توفيق باشا في منصب الخديوي لمصر.
توفي إسماعيل بالآستانة في سنة 1895م ودفن بالقاهرة.
الخديوي محمد توفيق
هو الخديوي محمد توفيق بن إسماعيل باشا ابن إبراهيم بن محمد علي باشا: وقد عين منذ 26 يونيو 1879م إلى 7 يناير 1892م. ولد الخديوي محمد توفيق 1852م، ثم خلف أباه إسماعيل في منصب خديوي مصر في سنة 1879م قبل المراقبة الثنائية لفرنسا وبريطانيا على مالية مصر.
وقد اندلعت في عهده في فبراير من سنة 1881م أول وقائع الثورة العربية وهي حادث قصر النيل، ثم واقعة ميدان عابدين في سبتمبر في سنة 1881م.
واحتلت بريطانيا مصر في 1882م، واحتلت مصر السودان 1884 / 1885م، وتوفي توفيق في سنة 1892م.
الخديوي عباس حلمي الثاني
هو ابن الخديوي محمد توفيق بن إسماعيل باشا ابن إبراهيم بن محمد علي باشا وقد عين في 8 يناير 1892م، وعزل في 19 سبتمبر 1914م. ولد في سنة 1874م، وكان أكبر أولاد توفيق وحاول أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب إلى المصريين ويقاوم الاحتلال البريطاني، فانتهز الإنجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى وكان عباس خارج مصر فطلبوا منه عدم العودة إلى مصر وفرضوا عليها الحماية رسميا، وخلع الإنجليز الخديوي في ديسمبر 1914م، وقد توفي عباس 1944م.
السلطان حسين كامل
هو السلطان حسين كامل بن إسماعيل باشا ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا: عين منذ 19 ديسمبر 1914م إلى أن توفي في 9 أكتوبر 1917م ولد في سنة 1853م، وقد سبق له أن تولي نظارة الأشغال العمومية فأنشأ سكة حديد القاهرة - حلوان، ثم نظارة المالية فرئاسة مجلس شورى القوانين، وهو الابن الثاني لإسماعيل، وقد أقامه الإنجليز سلطانا على مصر؛ وبهذا الإعلان من جانب الإنجليز صارت مصر سلطنة وخرجت من سلطان تركيا، ولكنها وقعت في الوقت ذاته تحت الحماية الإنجليزية.
توفي السلطان حسين في أكتوبر 1917م، وترك ابنا واحدا هو الأمير كمال الدين حسين، وقد تنازل هذا الابن عن حقوقه في تولي السلطنة.
الملك فؤاد الأول
هو الملك فؤاد الأول ابن إسماعيل باشا ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا، وعين من 9 أكتوبر إلى أن توفي في 28 إبريل 1936م (وكان سلطانا ثم ملكا).
ولد في سنة 1868م، وهو الشقيق الأصغر للسلطان حسين، وكانت قد قررت إنجلترا أن يكون خليفته على عرش سلطنة مصر.
وقامت في عهده ثورة عام 1919م بقيادة سعد زغلول، واضطر الإنجليز إلى رفع حمايتهم عن مصر بمقتضى تصريح 28 فبراير 1922م الذي اعترفت فيه إنجلترا بمصر دولة مستقلة ذات سيادة مع تحفظات.
وفي مارس 1922م أصدر السلطان فؤاد أمرا يعلن نفسه فيه ملكا على مصر، ثم أصدر الدستور في أبريل من العام نفسه، ثم افتتح البرلمان الجديد في أبريل 1924م، وتألفت في عهده أول وزارة شعبية برئاسة سعد زغلول، وتوفي 1936م.
الملك فاروق الأول
تولى الملك منذ 28 أبريل 1936م إلى أن تنازل عن العرش في 26 يوليو 1952م، وقد ولد في سنة 1921م، وعندما توفي والده الملك فؤاد في أبريل 1936م خلفه على العرش ولكنه لم يكن قد بلغ السن التي تؤهله للحكم فتشكل مجلس وصاية من كل من الأمير محمد علي وعزيز عزت باشا وشريف صبري باشا.
إلى أن تسلم سلطاته الدستورية كاملة في 29 يوليو 1937م.
وظل فاروق ملكا على البلاد التي ظلت محتفظة باستقلالها غير الكامل عن بريطانيا وسادت الفوضى وانتشر الفساد إلى أن قامت ثورة 23 يوليو 1952م التي أطاحت بفاروق وأجبرته على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد الثاني.
ووقعت هذه الوثيقة في قصر رأس التين في 26 يوليو 1952م.
وغادر البلاد إلى إيطاليا حيث توفي هناك في سنة 1965م ودفن في مصر في مسجد الرفاعي.
الملك أحمد فؤاد الثاني
كانت ولايته من 26 يوليو 1952م إلى إعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953م، وقد ولد في القاهرة 1951م، وتنازل له والده فاروق عن العرش تحت ضغط الثورة في 26 يوليو 1962م.
وتشكلت لجنة الوصاية عن العرش من الأمير محمد عبد المنعم وبهي الدين باشا بركات والقائ مقام رشاد مهنا إلى أن أعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953م.
عهد الثورة وقيام الجمهورية
في 23 يوليو 1952م قامت مجموعة من الضباط الأحرار بالثورة بغرض القضاء على الفساد الذي استشرى في أجهزة الحكم في ظل عهد الملك فاروق الأول، وكان أول هدف من أهدافها هو تنازل الملك فاروق عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد الثاني، وفي 26 يوليو 1952م في قصر رأس التين بالإسكندرية وقع الملك فاروق وثيقة التنازل عن العرش لابنه.
وتم تشكيل مجلس للوصاية على العرش ولكن دور مجلس الوصاية كان دورا ممسوخا ولم يكن له أي اختصاصات، وكان الدور الفعلي لمجلس الوزراء والذي كان يرأسه منذ قيام الثورة علي باشا ماهر، ثم تولى رئاسته من 9 سبتمبر 1952م اللواء محمد نجيب بالإضافة إلى منصبه كقائد عام للجيش الذي تولاه منذ قيام الثورة، وأضاف محمد نجيب فيما بعد إلى هذين المنصبين منصب رئيس مجلس قيادة الثورة عند تكوينه في وقت لاحق.
إلغاء الملكية
وفي 18 يونيو 1953م تم إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في مصر، وتم تعيين محمد نجيب رئيسا لجمهورية مصر العربية. وفي مارس 1954م عين جمال عبد الناصر رئيسا لمجلس الوزراء ومجلس قيادة الثورة معا، وفي 14 نوفمبر 1954م أعلنت الحكومة توقف محمد نجيب عن ممارسة سلطاته كرئيس للجمهورية وأن جمال عبد الناصر سوف تحول إليه اختصاصاته وبقي منصب رئيس الجمهورية شاغرا بناء على قرار من مجلس قيادة الثورة إلى أن أجري استفتاء على رئيس الجمهورية بعد حوالي تسعة عشر شهرا وانتخب عبد الناصر رئيسا للجمهورية في 23 يونيو 1956م.
عبد الناصر رئيسا للجمهورية
تولى عبد الناصر رئاسة جمهورية مصر العربية ثم رئاسة الجمهورية العربية المتحدة التي قامت في فبراير 1958م باتحاد مصر وسوريا والتي ظلت بالاسم نفسه حتى بعد انفصال سوريا عنها في سبتمبر 1962م، وإلى أن توفي في سبتمبر 1970م.
وانتقلت السلطة بطريقة شرعية طبقا لدستور 1964م إلى أنور السادات الذي تولى رئاسة الجمهورية من ذلك التاريخ إلى اغتياله في 6 أكتوبر 1981م، وانتقلت أيضا السلطة بطريقة شرعية وطبقا لدستور 1971م (1) إلى الرئيس محمد حسني مبارك.
اللواء محمد نجيب (1901 - 1984م)
ولد في السودان وخدم بالجيش المصري حتى رتبة لواء ثم رأس ثورة الجيش في يوليو 1952م، وهو أول رئيس لجمهورية مصر عند إعلانها في يونيو 1953م إلى أن تم تنحيته في نوفمبر 1954م وحددت إقامته لبعض الوقت في منـزله ثم أعيدت له حريته إلى أن توفي في 1984م بالقاهرة.
الرئيس جمال عبد الناصر (1918 - 1970)
ولد في الإسكندرية في أسرة تنتمي إلى بلدة بني مر بأسيوط، وقد نشأ وتعلم بالإسكندرية والقاهرة، وقد تخرج في الكلية الحربية في سنة 1938م وعين ضابطا بسلاح المشاة في أسيوط، وعمل بالعلمين والسودان ثم عين مدرسا بالكلية الحربية، والتحق بكلية أركان حرب ثم عين مدرسا بها، واشترك في حرب فلسطين 1948م وحوصر مع فرقته بالفالوجا، وقام بتنظيم حركة الضباط الأحرار. وأصبح رئيسا للوزراء في 1954م ووقع مع بريطانيا اتفاقية لجلاء القوات البريطانية عن قاعدة القتال في 27 يوليو 1954م. وقد لعب جمال عبد الناصر دورا هاما في مؤتمر باندونج 1955م.
وفي 23 يونيو 1956م أجري استفتاء على الدستور الجديد وعلى انتخابه رئيسا للجمهورية. وقد أمم قناة السويس في 26 يوليو 1956م مما أدى إلى العدوان الثلاثي على مصر، وافتتح أول مجلس أمة 22 يوليو 1957م، وتولى رئاسة الجمهورية العربية المتحدة التي قامت من فبراير 1958م إلى سبتمبر 1961م بالاتحاد بين مصر وسوريا، وفي يوليو 1961م أصدر قرارات اشتراكية واسعة النطاق منها: تحديد ملكية الأرض الزراعية بمائة فدان للأسرة، وتأميم المؤسسات الكبرى، ومنح العمال والفلاحين مزايا ثورية.
وفي سنة 1953م أسس هيئة التحرير، ثم الاتحاد القومي في مايو 1957م، ثم الاتحاد الاشتراكي في مايو 1962م.
وللرئيس جمال عبد الناصر دور بارز في مساندة حركات التحرير الوطني في إفريقيا والبلاد العربية.
وقد وضع كتاب «فلسفة الثورة».
وتوفي في 28 سبتمبر 1970م.
الرئيس أنور السادات 1918 - 1981م
ولد في قرية ميت أبو الكوم في مركز «تلا» بمحافظة المنوفية، وتخرج في الكلية الحربية 1938م وعين بسلاح الإشارة، واعتقل أكثر من مرة؛ بسبب نشاطه السياسي وأخرج من الجيش وأعيد في سنة 1950م عند قيام ثورة 23 يوليو 1952م وكان عليه الاستيلاء على الإذاعة والشبكات التليفونية وإذاعة أول بيان يعرف فيه الشعب نبأ قيام الثورة، وعين وزيرا للدولة 1954م ثم سكرتيرا للاتحاد القومي 1959م، ثم انتخب رئيسا لمجلس الأمة من 1960 إلى 1968م، وعين نائبا لرئيس الجمهورية وعضوا بمجلس الرئاسة 1964م، وانتخب عضوا باللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي العربي وأمينا للجنة القومية السياسية في سبتمبر 1968م وأعيد تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية في ديسمبر 1969م، وانتخب رئيسا للجمهورية بعد وفاة عبد الناصر في أكتوبر 1970م وأعيد انتخابه في أكتوبر 1976م، ولقد ألف قصة الثورة كاملة بعنوان: صفحات مجهولة من الثورة، يا ولدي هذا عمك جمال، البحث عن الذات.
وقاد وخطط لحرب 1973م وانتصار جيش مصر وعبور قناة السويس، وقاد عملية السلام لاستعادة سيناء، وتم اغتياله في 6 أكتوبر 1981م.
الرئيس محمد حسني مبارك
من مواليد محافظة المنوفية، والتحق بالكلية الحربية في 1 / 11 / 1947م، وبعد تخرجه فيها 1 / 2 / 1949م التحق بكلية الطيران إلى أن تخرج فيها 13 / 3 / 1950م، وتدرج في مختلف مناصب سلاح الطيران، ثم عمل مدرسا بالكلية الجوية من فبراير 1952م إلى يناير 1959م، وعين مديرا للكلية الجوية في 2 / 11 / 1967م وكلف بمهمة إعداد كوادر جديدة من الطيارين، وفي 22 / 6 / 1969م عين رئيسا لأركان القوات الجوية وبعدها بأربع سنوات في 24 / 4 / 1972م عين قائدا للقوات الجوية، وقاد سلاح الطيران في حرب أكتوبر 1973م، وعين نائبا لرئيس الجمهورية في 16 / 4 / 1975م، وأعيد تعيينه نائبا للرئيس في أكتوبر 1976م، وتولى رئاسة الجمهورية في 14 أكتوبر 1981م، وفي عهده تم تنفيذ المرحلة الثالثة من اتفاقية السلام بانسحاب القوات الإسرائيلية وجلائها عن سيناء وعودتها إلى السيادة المصرية الكاملة، وخطط ونفذ أول خطة قومية للتنمية في مصر تنفذ بالكامل 82 / 1987م، ونادى بالصحوة الكبرى في الإنتاج والجدية والالتزام والشعور بالمسئولية الجماعية، وأرسى قواعد الديمقراطية وحرية الرأي وتعدد الأحزاب تنفيذا للمبدأ السادس من مبادئ الثورة وهو إقامة حياة ديمقراطية سليمة.
المعالِمُ الجغرافيةُ
وادِي النّيلِ وَدلتاهُ
تضاريس مصر
تبلغ مساحة جمهورية مصر العربية 1.001.449كم²، وأهم ما يميز سطحها هو تجانسه بصورة عامة وعدم تعقده، حيث يشكل وادي النيل ودلتاه أهم الظواهر الجغرافية، مما يعني أن صفة استواء السطح هي أهم ملامح الأراضي المصرية، ويمكن تقسيم مصـر إلى أربعة أقاليم تضاريسية رئيسية هي:
- وادي النيل ودلتاه.
- الصحراء الغربية.
- الصحراء الشرقية.
- شبه جزيرة سيناء.
وادي النيل ودلتاه
يقصد بوادي النيل الأراضي الخصبة التي تمتد على جانبي النهر و يمتد وادى النيل في مصر من شمال بحيرة ناصر وحتى جنوب الدلتا قبل أن تنقسم إلى فرع رشيد ودمياط ولا يتصل بالنيل طوال هذه المسافة، أي رافد نهري باستثناء بعض الأودية التي قلما توجد بها مياه جارية.
وينحدر نهر النيل من الجنوب إلى الشمال وهو الانحدار العام لجميع الأراضي المصرية يزيد اتساع الوادي كلما اتجهنا شمالا حتى يصل إلى أقصى اتساع له عند محافظة بنى سويف واقل اتساع له في الجنوب عند أسوان في منطقة خانق كلابشة ويتركز 90%من الوادي في غرب النيل لذلك نجد أن معظم السكان والأراضي الزراعية والطرق تتركز في الغرب ويضم الوادي حوالي ثلث الأراضي الزراعية الموجودة في مصر
أسباب تكون الدلتا
ساعد على تكون الدلتا ثلاثة أسباب هي:
- استواء الأرض وانبساطها مما يجعلها ملائمة تماما لبسط الرواسب وانتشارها أفقيا.
- قلة انحدار النهر، حيث لا يزيد انحدار السهل عن 17 مترا فقط في المسافة الممتدة بين القاهرة وساحل البحر الأبيض المتوسط، وكثرة انحناءاته وبطء تياره.
- ضحالة المنطقة الساحلية التي ترسبت فوقها الرواسب، وقلة تأثر سواحل مصر الشمالية بالتيارات البحرية القوية وحركات المد والجزر، حيث لا يتعدى الفرق بين منسوبي المد والجزر 50 سم تقريبا.
دلتا النيل
تتصف دلتا النيل الممتدة بين الشرق والغرب لمسافة 240 كم على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، وبين الشمال والجنوب لمسافة 160 كم تقريبا، بوجود فرعي دمياط (وطوله 242 كم)، ورشيد (وطوله 236 كم)، إلى جانب البحيرات التي تتاخم ساحل البحر المتوسط، وهي من الشرق إلى الغرب بحيرات: المنزلة، والبرلس، وإدكو، ومريوط.
ويرتبط بإقليم وادي النيل ودلتاه منخفض الفيوم الواقع بجنوب غربي دلتا النيل والبالغة مساحته نحو 1.700 كم²، ويتوسطه في أدنى نقاطه منسوبا بحيرة قارون التي تبلغ مساحتها 200 كم² تقريبا، ويضم هذا الإقليم أكثر من 90% من مجموع سكان مصر، وقد ساعدت على ذلك عوامل، منها: اعتدال المناخ، ووفرة مياه الري ووسائل الصرف، وخاصة أنه يوجد في جنوبي مجرى نهر النيل أهم مشاريع الري في مصر وأكبرها وهما: سد أسوان (الذي شيد في عام 1902م)، والسد العالي في أسوان .
الصحراءُ الغربيَّةُ
الملامح التضاريسية للإقليم
تشغل الصحراء الغربية حوالي 68% من إجمالي مساحة مصر ويتميز سطحها بالاستواء بفعل الرياح ماعدا الجزء الجنوبي الغربي حيث يوجد هضبة الجلف الكبير وجبل العوينات وتحصر الصحراء الغربية فيما بينها أحواضا منخفضة أو منخفضات تشغلها الواحات كالداخلة والخارجة في الجنوب، والفرافرة والبحرية في الوسط، وسيوة والقطارة ووادي النطرون في الشمال.
ويعد منخفض القطارة أدنى جهات مصر منسوبا، إذ يبلغ منسوبه 133 مترا تحت مستوى سطح البحر، وينفرد هذا الإقليم بوجود أوسع موقع تغطيه الرمال في مصر وأخطرها وأكثرها صعوبة من حيث الاختراق، وهو بحر الرمال العظيم الذي يمتد من هضبة الجلف الكبير في الجنوب إلى منخفض واحة سيوة في الشمال، أي يمتد لمسافة 800 كم تقريبا بينما يبلغ عرضه نحو 300 كم، ويتألف من رواسب رملية سميكة يصل عمقها في بعض الأجزاء إلى 80 مترا في المتوسط، وتنتشر الكثبان الرملية هنا في شكل سلاسل طولية تمتد في خطوط شمالية - جنوبية، أو شمالية غربية - جنوبية شرقية، وتتكون هذه السلاسل الرملية من مجموعات من الغرود (أو العروق) يتراوح عرض الغرد (أو العرق) الواحد بين كيلو متر واحد وثمانية كيلو مترات في المتوسط.
ويتجمع السكان في الإقليم بأعداد قليلة توزع على الواحات حيث تمارس الزراعة وعلى مراكز التعدين التي تنتج الحديد والفوسفات والنفط.
الصحراءُ الشرقيَّةُ
الصحراء الشرقية
تمتد بين وادي النيل غربا وساحل البحر الأحمر شرقا، ومن الخط الوهمي الواصل بين القاهرة والسويس شمالا إلى خط الحدود السياسية مع السودان جنوبا.
والإقليم هضبة صحراوية الطبيعة، رملية التكوين يرتفع سطحها بشكل تدريجي بالاتجاه من الغرب حيث نهر النيل، إلى الشرق حيث توجد جبال البحر الأحمر في مسافة يتراوح عرضها بين 80 و130 كم، ويخترقها عدد من التلال الصخرية والأودية الجافة التي تنحدر بشكل تدريجي صوب نهر النيل كالعلاقي، وقنا، والحمامات، وأسيوط، وحوف، كما توجد بها الأودية التي تنحدر بشكل فجائي وحاد صوب البحر الأحمر في المسافة الممتدة بين رأس خليج السويس شمالا ونقطة الحدود السياسية بين مصر والسودان جنوبا (حيث تمتد فوق السفوح الشرقية لجبال البحر الأحمر)، كأودية دبور، ورحبة، وشاب، ودعيب، وقد تكونت هذه الأودية بفعل مياه السيول القديمة.
ملامح الإقليم
تعد مرتفعات البحر الأحمر أهم الظواهر التضاريسية وأميزها في إقليم الصحراء الشرقية، وهي تتألف من صخور نارية قديمة، وكتل جبلية منفصلة ويبرز من بعضها قمم جبلية شبه منعزلة أعلاها جبل الشايب (حيث يصل ارتفاعه إلى 7.160 قدما فوق مستوى سطح البحر)، وجبل حماطة (حيث يصل ارتفاعه إلى 6.480 قدما)، وجبل علبة (حيث يصل ارتفاعه إلى 4.710 قدما).
والإمكانات الزراعية في هذا الإقليم محدودة جدا؛ بسبب ندرة المياه، وتتمثل القيمة الاقتصادية لهذا الإقليم في تعدد إمكاناته السياحية بالإضافة إلى انتشار حقول النفط في أجزاء متفرقة من شماله الشرقي بوجه خاص.
شبهُ جزيرةِ سيناءَ
شبه جزيرة سيناء
تمتد في شمال شرقي مصر في شكل مثلث رأسه في الجنوب عند رأس محمد وقاعدته في الشمال على البحر المتوسط في المسافة الممتدة بين حدود مصر مع فلسطين المحتلة في الشرق والمدخل الشمالي لقناة السويس في الغرب، ويمكن التمييز بين ثلاثة مناطق فرعية في سيناء هي من الشمال إلى الجنوب: السهل الشمالي، وتسوده التكوينات الرملية وبه بحيرة البردويل والمجرى الأدنى لوادي العريش، يليه جنوبا هضبة التيه وهي جيرية التكوين ويقطع سطحها بعض الأودية المتجهة من الجنوب صوب الشمال، ويأتي في مقدمتها من حيث الأهمية وطول المجرى؛ وادي العريش، يليها جنوبا الكتلة الجبلية الأركية القديمة التي تشكل أعلى جهات سيناء ارتفاعا وأكثرها تعقيدا.
ملامح الإقليم
وتمثل الكتلة الجبلية الأركية القديمة امتدادا شماليا لجبال البحر الأحمر يفصلهما الصدع الذي يشغله خليج السويس، ويبرز فوق سطح هذا الجزء من سيناء بعض القمم الجبلية التي يأتي في مقدمتها جبل سانت كاترين (أو كاترينا) الذي يبلغ ارتفاعه 8.668 قدما فوق سطح البحر، وجبل أم شومر الذي يبلغ ارتفاعه 8.500 قدما، وجبل موسى الذي يبلغ ارتفاعه 7.512 قدما.
وتنحدر السفوح الشرقية والجنوبية والغربية صوب خليجي العقبة والسويس والبحر الأحمر، ويجري على سطح هذا الجزء من سيناء بعض الأودية المنحدرة بشدة صوب خليج العقبة كأودية دهب، ونصب، وغائب، في حين تنحدر مجموعة أخرى من الأودية صوب خليج السويس بشكل تدريجي كأودية فيران، وسدري، وردان.
سكان سيناء
وتعيش في هذا الإقليم من أرض مصر أعداد قليلة من السكان - نتيجة لضآلة مصادر المياه - تتركز أساسا إما في الشمال، حيث تمارس حرف الزراعة والصيد البحري وتربية الحيوان والسياحة، وإما في الجنوب حيث تمارس أنشطة السياحة والترفيه، بالإضافة إلى استخراج النفط.
المناخُ
المناخ في مصر
يتأثر مناخ مصر بعدد من العوامل يأتي في مقدمتها: الموقع الفلكي بين دائرتي عرض 22°، 32° شمالا، إلى جانب موقعها الجغرافي في شمال شرقي إفريقيا والذي جعلها تطل على البحر المتوسط في الشمال بجبهة بحرية طولها 909 كم، وعلى البحر الأحمر في الشرق بجبهة بحرية طولها 1.370 كم، في حين تحف بها الصحاري من باقي الجهات؛ لذا يمكن تلخيص أهم خصائص مناخ مصر في أنه حار، قليل المطر.
المدى الحراري الواسع
ويمكن التمييز بين فصلين مناخيين فقط هما: فصل الصيف الجاف الحار، ويمتد بين شهري مايو وأكتوبر، وفصل الشتاء المعتدل، قليل الأمطار ويمتد بين شهري نوفمبر وأبريل.
ويعد يناير أكثر شهور السنة برودة حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة في القاهرة 18°م وفي أسوان في جنوبي مصر نحو 23°م، في حين يعد شهر يوليو أكثر شهور السنة حرارة؛ إذ يبلغ متوسط درجة حرارته 36°م في القاهرة، و41°م في أسوان؛ مما يعني ارتفاع درجة الحرارة في مصر كلما اتجهنا صوب الجنوب بعيدا عن البحر المتوسط.
والجزء الشمالي يسوده الجو المعتدل خلال شهور الصيف الحارة وخاصة في شهري يوليو وأغسطس حين تهب الرياح الشمالية الملطفة لدرجة الحرارة.
درجات الحرارة
يتراوح معدل النهايتين الصغرى والعظمى لدرجة الحرارة خلال شهر يناير بين 11°و 18°م في الإسكندرية، وبين 10° و23°م في أسوان، ويتزايد المدى الحراري اليومي والفصلي بشكل حاد في صحاري مصر، فيصل متوسط درجة الحرارة فيها إلى 40°م خلال ساعات النهار، في حين ينخفض إلى نحو 7°م بعد غروب الشمس.
الرطوبة
تنخفض الرطوبة بشكل واضح في مصر بالاتجاه من الشمال إلى الجنوب، إلى جانب الاتجاه صوب الأجزاء الصحراوية بعيدا عن البحر الأبيض المتوسط وهو المصدر الرئيسي لبخار الماء. وترتفع نسبة الرطوبة بشكل واضح على امتداد سواحل البحر المتوسط في الشمال طوال العام وخاصة خلال شهور الصيف، حين تبلغ أقصاها بحكم تعرضها لهبوب الرياح الشمالية الآتية من البحر.
وتنخفض الرطوبة في الجو بشكل حاد عندما تتعرض البلاد لهبوب رياح الخماسين في مقدمة الانخفاضات الجوية التي تهب على مصر، وذلك خلال الفترة الممتدة بين شهري مارس ويونيو، وهي رياح جافة، حارة متربة تؤدي إلى إثارة الرمال الناعمة بدرجة قد تحجب معها الرؤية، بالإضافة إلى انخفاض الرطوبة، كما يرتفع متوسط درجة الحرارة بمقدار قد يصل إلى 14°م بشكل فجائي؛ مما يسبب أضرارا جسيمة لبعض المحاصيل الزراعية.
الأمطار
تسقط على مصر كميات محدودة من الأمطار خلال شهور الشتاء نتيجة لتعرضها لهبوب بعض الانخفاضات الجوية القادمة من الغرب إلى الشرق، وتكون غزيرة الأمطار في الغرب وتقل بالاتجاه صوب الشرق.
وتبلغ كمية الأمطار الساقطة على الإسكندرية 8.1 بوصة (20.5سم) في السنة، وتقل عن 6 بوصات (15سم) في بورسعيد الواقعة إلى الشرق من مصب فرع دمياط، كما تقل الأمطار بالاتجاه من الشمال إلى الجنوب بعيدا عن البحر المتوسط مصدر البخار.
فبينما تبلغ كمية الأمطار السنوية على الإسكندرية 8.1 بوصة (20،5سم)، تبلغ نحو 1.6 بوصة (4سم) في القاهرة، وأقل من بوصة واحدة في صعيد مصر، وتكاد الأمطار تنعدم إلى الجنوب من مدينة المنيا، ويقل عدد الأيام الممطرة في الاتجاه نفسه أي بالاتجاه من الغرب إلى الشرق على امتداد ساحل البحر المتوسط، وأيضا بالاتجاه من الشمال إلى الجنوب.
تتعرض جبال البحر الأحمر وجهات متفرقة من شبه جزيرة سيناء، وخاصة في الجزء الجنوبي منها لسقوط الأمطار في شكل زخات شديدة مصحوبة بعواصف رعدية، يترتب عليها حدوث سيول جارفة تجري في الأودية الجافة وشعابها المنتشرة في تلك الأقاليم.
الاقتصادُ
الاقتصادُ
الإنتاج المصري
تحتل جمهورية مصر العربية المركز السابع على مستوى العالم بالنسبة للحمضيات، والعاشر في القطن، والثالث عشر في الذرة، والرابع عشر في الأرز وقصب السكر، والسابع عشر في البترول، والتاسع عشر في القمح، والحادي والعشرين في الغاز الطبيعي.
الصادر والوارد
الصادرات: 14 مليار دولار (2005). الواردات: 24.1 مليار دولار (2005).
عَلَمُ الدولةِ وشعارُهَا
العَلَمُ وَالشّعَارُ
العـلم المصري
يتكون العلم المصري حاليا من ثلاثة ألوان على شكل ثلاثة مستطيلات عرضية متساوية، فشكل العلم المصري هو عبارة عن مستطيل يبلغ طوله ضعف عرضه، وينقسم لثلاثة مستطيلات عرضية متساوية.
المستطيل الأول
هو اللون الأحمر، وهو دليل على أن مصر تعيش أزهى عصورها، فاللون الأحمر هو لون التوهج، وهو أقوى الألوان، وأكثرها تعبيرا عن القوة والأمل والإشراق والتقدم.
المستطيل الأوسط
هو اللون الأبيض، وهو لون يعبر عن واقع قيمنا وعاداتنا وإسلامنا، فالأبيض هو لون اللبن الحليب الصافي النقي، واللون الأبيض هو اللون الذي لم يندس بأي شيء، فهو لون الفطرة، ولون النظافة، ولون البساطة، ولون الطبيعة الصافية النقية التي لم تتلوث بعد.
المستطيل السفلي
هو اللون الأسود وهو يعبر عن عصور التخلف والقهر والاستبداد والاستعمار، وقد ولت بغير رجعة - إن شاء الله تعالى.
وإنها لتذكرة للأجيال بهذه الأيام الصعبة التي ناضل فيها الأجداد ضد الظلم و الظالمين، كما تذكر الأجيال بضرورة الدفاع عن أرضها والتصدي لمحاولة التعدي عليها، أو محاولة مس حضارتها، وسيقف متكتف الأيدى وموحد الإرادة للزود عن مبادئه وقيمه وعاداته وتقاليده؛ ليجعل دائما عصور الظلام والقهر والاستعمار في خبر كان بلا رجعة إن شاء الله.
الشـعار
في داخل المستطيل الأبيض نجد «النسر» ينظر إلى اليمين بلونه الذهبي الهادئ والجميل، والنسر هو أقوى الطيور على ظهر الأرض، نعم أقوى الطيور سواء في الشرق أو في الغرب، وهو يوجد في الصحراء الغربية والشرقية، وفي سماء الأرض المصرية، ويسمى النسر المصري، وهو من الفصائل المصرية النادرة).
والنسر موجود على العلم، بلونه الذهبي الجميل، يعبر عن قوة مصر وحضارتها منذ آلاف السنين، أما عن اتجاه النسر بالنظر إلى اليمين؛ فذلك لكي يرمز بأن التيمن أمر من الله - عز وجل - لاتخاذ اليمين دائما في كل حياتنا، ولكي نبدأ باليمين على سبيل التفاؤل في مفاهيم المجتمع المصري والعربي فاليمين هو الطريق الصحيح.
النشيدُ الوطنِيُّ
النشيدُ الوطنِيُّ
النشيد الوطني
النشيد الوطني الحالي هو:
بلادي بلادي
بلادي بلادي بلادي .. لك حبي وفؤادي
مصر يا أم البلاد .. أنت غايتي والمراد
وعلى كل العباد .. كم لنيلك من أيادي
مصر يا أم النعيم .. فزت بالمجد القديم
مقصدي دفع الغريم .. وعلى الله اعتمادي
مصر أنت أغلى درة .. فوق جبين الدهر غرة
يا بلادي عيشي حرة .. واسلمي رغم الأعادي
مصر أولادك الكرام .. أوفياء يرعوا الزمام
سوف نحظى بالمرام .. باتحادهم واتحادي
نبذة عن النشيد الحالي
نبذة عن النشيد الوطني المصري الحالي: بلادي بلادي، كان هذا النشيد الوطني من تأليف الشاعر الراحل يونس القاضي وقام بتلحينه الفنان الخالد سيد درويش، ولكنه عندما أكمل تلحينه مات قبل أن يسمعه ملحنا، وقد استشف الشاعر يونس القاضي كلمات هذا النشيد من كلمات الزعيم الراحل مصطفى كامل قد قالها في عام 1907م، وكانت «بلادي بلادي، لك حبي وفؤادي، لك حياتي ووجودي، لك دمي، لك عقلي ولساني، لك لبي وجناني، فأنت أنت الحياة، ولا حياة إلا بك يا مصر».
وقد اتخذت مصر هذا النشيد «بلادي بلادي» نشيدا قوميا ووطنيا لها بعد حرب أكتوبر المجيدة وتحديدا في عام 1979م.
النشيدُ الوطنِيُّ السابقُ
النشيد الوطني السابق لمصر
هو:
والله زمان يا سلاحي
اشتقت لك في كفاحي .. والله زمان يا سلاحي
يا حرب والله زمان .. انطق وقول أنا صاحي
زاحفة بترعد رعود .. والله زمان ع الجنود
إلا بنصر الزمان .. حالفة تروح لم تعود
شيلوا الحية على الكفوف .. هموا وضموا الصفوف
منكم من نار الميدان .. ياما العدو راح يشوف
ياللي اتبنيت عندنا .. يا مجدنا يا مجدنا
عمرك ما تبقى هوان .. بشقانا وكدنا
الشعب جبال الشعب بحور .. الشعب بيزحف زي النور
بركان غضب بركان بيفور .. زلزال بيشق لهم في قبور
كتب هذا النشيد (والله زمان يا سلاحي) الشاعر الراحل صلاح جاهين لتغنيه السيدة أم كلثوم، وذلك في عام 1956م ثم اتخذ هذا النشيد كنشيد وطني لمصر ابتداء من عام 1960م حتى عام 1979م، ويذكر أن هذا النشيد أيضا كان نشيدا وطنيا للعراق ابتداء من عام 1965م حتى عام 1981م.
تعليقات
إرسال تعليق