التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المغرب

بطاقة تعارف
دولة المغرب
اللغة في المغرب
تعد العربية اللغة الرسمية في المغرب، ولا يتحدث بها العرب وحدهم وإنما العديد من البربر إلى جانب لغتهم الأصلية، كذلك يتحدث عدد كبير من البربر والعرب اللغة الفرنسية أو الأسبانية، وما يزال أكثر سكان الجبال من البربر يتحدثوا البربرية التي سرعان ما ينسونها بعد إقامتهم في المدن، وتساعدهم العزلة في المناطق الجبلية على الاحتفاظ بلغتهم ولهجاتهم.
السُّكانُ
السكانُ
أعداد السكان وسلالاتهم بالمغرب
زاد عدد سكان المغرب بشكل مستمر خلال الربع الأخير من القرن العشرين الميلادي، ففي إحصاء 20 يوليو عام 1971م كان عدد السكان 15.321.210 نسمة، وفي 3 سبتمبر عام 1982م زاد العدد إلى 20.388.217 نسمة، بينما بلغ 28.060.000 نسمة عام 1998م.
وقد بلغ عدد سكان المغرب حسب إحصاء عام 2006م 33.241.259 مليون نسمة. ويتوقع أن يصل عددهم إلى 34.426.000 في عام 2010م.
معدلات المواليد في المغرب
بلغت معدلات المواليد في المغرب في عام 1995م نحو 27.9 لكل ألف، بعد أن كانت 39.4 لكل ألف خلال الفترة بين عامي 1972م و1980م.
كما بلغت معدلات الوفيات ستة أفراد لكل ألف في عام 1995م بعد أن كانت 13 لكل ألف خلال الفترة من 1975-1980م.
وبلغت معدلات وفيات الأطفال 45.8 لكل ألف من المواليد الأحياء في عام 1995م، بالمقارنة بمعدل العالم البالغ 70 فردا لكل ألف، وبلغت نسبة الزيادة الطبيعية في عام 1995م نحو 21.9%، بينما المعدل العالمي هو 15.7، ويبلغ عدد السنوات اللازمة لمضاعفة السكان بالمغرب 27 سنة.
معدلات الخصوبة للمرأة المغربية
تصل معدلات الخصوبة للمرأة المغربية إلى 3.7 طفلاً في المتوسط، ويشكل الذكور 50.06% من جملة السكان، بينما تشكل الإناث 49.94%.
ويشكل الأطفال (أي أقل من 15 سنة) 36.1% من جملة السكان، بينما يشكل ذوو العمر المتوسط (15 - 60 سنة) 57.7% من السكان، وكبار السن (أي ما فوق 60 سنة) 6.2%.
وتبلغ نسبة السكان بين 15 و29 سنة حوالي 29.8%، بينما يشكل الذين بين سن 30 و44 سنة حوالي 76% من جملة السكان، ويبلغ متوسط الأعمار 65 سنة في المتوسط للجنسين (64 سنة للذكور، و67 سنة للإناث).
أصول سكان المغرب
يتكون معظم سكان المغرب من خليط من العرب والبربر، ويعيش البربر فيما يعرف الآن بالمغرب منذ 3000 سنة مضت، وهم من سلالة البحر المتوسط، وهي السلالة نفسها التي ينتمي إليها العرب، وقد احتفظوا بسمات خاصة تميزهم من حيث التركيب الاجتماعي والسياسي، وقد استعصوا على الحكم الروماني والغزو الوندالي حتى جاء الإسلام فتمكن من قلوبهم.
هجرة العرب إلى المغرب
بدأت هجرة العرب إلى المنطقة خلال القرن السابع الميلادي، وتعاقبت موجاتهم بين القرنين الأول والعاشر الهجريين (السابع والسابع عشر الميلاديين)، فضلا عن عرب الأندلس الذين توافدوا على البلاد حتى نهاية القرن العاشر الهجري (السابع عشر الميلادي). وعبر السنين تصاهرت جماعات العرب والبربر بالزواج بدرجة كبيرة بحيث لا يوجد الآن إلا عدد قليل من المغاربة غير مختلطين.
العرب والبربر المغاربة
يعرف السكان عربا كانوا أو بربرا - بشكل رئيسي - عن طريق لغتهم الرئيسية: العربية أو البربرية، ويشكل العرب - حسب المصادر المغربية الرسمية - حوالي 25% من جملة السكان، بينما يشكل البربر أغلبية النسبة الباقية، ويعيش معظم العرب في المدن أو على امتداد ساحل المحيط الأطلسي، بينما يعيش معظم البربر في المناطق الجبلية، وتزداد نسبتهم بشكل واضح في شرق جبال الريف، كما يشكلون أغلبية السكان في جبال أطلس المتوسط وأطلس الكبير.
زنوج المغرب وكثافة السكان
توجد بالمغرب أعداد من الزنوج الذين وفدوا على البلاد خلال الحكم الإسلامي، أما الأوروبيون فيتكونون من الفرنسيين والأسبان، ويبلغ عددهم 50.181 نسمة، وكانوا قبل ذلك قرابة نصف المليون نسمة قبل استقلال البلاد.
وبلغت كثافة السكان في المغرب 39.5 نسمة/كم² في عام 1997م، وتتفاوت الكثافة بشدة من منطقة إلى أخرى، فهي ترتفع في المناطق الساحلية إلى 60 شخصًا/كم²، كما ترتفع في المناطق الزراعية إلى ما بين 50 و100 شخص/كم²، على حين تنخفض في المناطق الصحراوية إلى شخص واحد في كل خمسة كم²، وتبلغ 10 أشخاص/كم² في شرق المغرب وفي أطلس الصحراء.
سكان الحضر وَالبوادِي
سكان الحضر في المغرب
تبلغ نسبة سكان المدن في المغرب حوالي 48.9%، بينما بلغت نسبة سكان الريف 51.1%.
وعلى الرغم من بطء نمو الحياة الحضرية في المغرب في السنوات الأخيرة، إلا أنها شهدت تطورا مطردا في هذه الظاهرة منذ بداية القرن العشرين، ففي عام 1926م لم تكن نسبة سكان المدن تزيد على 10% من جملة السكان، زادت إلى 16% في عام 1936م، ثم إلى 30% في عام 1960م، و35.1% طبقا لإحصاء عام 1971م، و38% عام 1975م، وبلغت 41% عام 1983م، وتفسر هذه الزيادة في سكنى المدن بالمغرب بالهجرة الريفية هربًا من الظروف المعيشية في الريف، وبحثًا عن عمل أو أجر أفضل في المدن؛ مما تسبب في نمو ضواحي الأكواخ على هوامش المدن الكبيرة.
تكدس سكان المغرب في المدن
توجد في المغرب مدينتان مليونيتان هما الدار البيضاء والرباط؛ مما يجعل المغرب تشغل المركز السابع بين دول العالم الإسلامي في ظاهرة المدن المليونية.
وتوجد بالمغرب حاليًا مدينة واحدة من فئة نصف المليون نسمة هي فاس، وخمس مدن يتراوح حجمها بين ربع المليون وأقل من نصف المليون نسمة وهي: مراكش، ومكناس، ووجدة، والصويرة، وطنجة.
كما توجد ست مدن من فئة المائة ألف نسمة أو أكثر هي: تطوان، وآسفي، والمحمدية، وخريبجة (أو خريبكة)، والقنيطرة، وأغادير.
البوادي المغربية
يعيش سكان الريف المغربي في مناطق تعرف باسم البوادي، وتتميز قرى الجنوب بأنها محصنة، وتسمى الواحدة منها أغادير، أو تكون في شكل مساكن حصينة تسمى قصورًا.
أما في جبال أطلس الكبير وأطلس المتوسط فتسمى الحصون الكبيرة المربعة الشكل تيرمت، وتسكنها عادة بضع عائلات.
ويعيش بدو المغرب في المناطق الصحراوية، (خاصة الدقيبات) في منطقة ساقية الذهب وقرب الحدود مع الجزائر.
أنماط المعيشة المغربية
تتكون الأسرة المغربية التقليدية من أبوين، وأطفالهما غير المتزوجين، وأولادهما المتزوجين، وزوجات الأبناء وأطفالهم، وعندما يموت الأب يبدأ كل ابن متزوج في بناء مسكنه الخاص، وتقام في المناطق الحضرية المزدوجة الكثير من مساكن الأسرة قبل موت الوالد؛ لعدم وجود حجرات كافية لكل فرد للعيش معًا، وتتنوع المساكن في ريف المغرب تبعا للمناخ ومواد البناء المتاحة، ويعيش كثير من السكان في الجزء الجنوبي من الدولة في مساكن مبنية من الطوب المجفف، وتبنى المساكن في مناطق ريفية أخرى من الأخشاب والأحجار، ويوجد في كثير من المساكن حجرة واحدة كبيرة تستخدم مطبخًا وحجرة للمعيشة، وأجزاء للنوم، ومستودع للحبوب، ويتجمع السكان في سوق خارجي أسبوعي لبيع وشراء السلع والحديث مع الجيران، ويتبع بعض السكان المغاربة في الأقاليم الريفية حياة بدوية، ويقطنون في مساكن مشيدة، ولكنهم يستعملون الخيام في تنقلهم أثناء الرعي.
سكان المدن المغاربة
يعيش كثير من المغاربة من سكان المدن في مساكن صغيرة متجاورة، بينما يعيش السكان الأكثر غنى في مساكن واسعة فخمة أو في مبان تضم وحدات سكنية، وتحيط بالمدن الكبرى أحياء الأكواخ والصفيح، وتسمى مدن الصفيح؛ ويأتي هذا الاسم من علب القصدير التي تسطح وتستخدم لبناء هذه الأكواخ، وتشتهر مدن المغرب الكبيرة بالازدحام الشديد، والمدينة هي مركز الاستقرار المدني الأصلية، نمت عنها وتطورت المناطق العمرانية الكبيرة.
الأزياء المغربية
يرتدي السكان في أنحاء المغرب ملابس تقليدية الطراز، على الرغم من أن سكان المدن يلبسون، إضافة لذلك، الملابس الغربية، ويلبس الرجال خارج المنـزل الجلباب، ويعد «السلهام» ملبسًا مشابهًا وإن كان أثقل ويستخدمه رجال الريف بصفة رئيسية، ويلبس معظم الرجال عمامة أو قبعة ليس لها حواف.
وهناك نوع آخر من القبعات يسمى الطربوش الوطني، ويستخدم هذه القبعة، بشكل شائع الآن، الموظفون الرسميون وغيرهم ممن أراد ذلك. وتلبس النساء - على غرار الرجال - الجلباب رداء خارجيا، أما في المنازل وفي المناسبات، فتلبس النساء جلبابا طويلا جميلا يسمى بالقفطان، وتلتزم بعض النساء بتغطية وجوههن بالنقاب.
التعليم
التعليم المغربي
توفر الدولة التعليم الابتدائي (أو الأساسي) والثانوي بالمجان، ويتم التدريس باللغتين العربية والفرنسية، ويلزم الأطفال بحضور المدرسة من سن 7 إلى 13 سنة ولمدة ست سنوات على الأقل في التعليم الابتدائي، لكن الملاحظ أن أقل من 70% منهم ينتظم في الدراسة بالفعل، وقد عرف النظام التربوي ابتداء من عام 1990م، هيكلة جديدة حلت محل النظام القديم، قسمت بموجبها مراحل الدراسة إلى نظام أساسي مدته 9 سنوات وآخر ثانوي مدته ثلاث سنوات، وقسم التعليم الأساسي إلى سلكين: السلك الأول ومدة الدراسة به ست سنوات، والسلك الثاني ومدة الدراسة به ثلاثة أعوام، ويستقبل التلاميذ الذين أكملوا السلك الأول الأساسي.
التعليم الثانوي المغربي
أما التعليم الثانوي في المغرب فتبدأ الدراسة به من سن 16 - 18سنة، وقد بلغت نسبة تلاميذ المدارس الثانوية 10% من جملة التلاميذ في سن الدارسة (44% من الذكور، و30% من الإناث).
وقد بلغ العدد الإجمالي للمدرسين في مرحلتي الأساسي والثانوي نحو 190 ألف مدرس، بينما بلغ عدد المدارس أكثر من 6600 مدرسة، بها أكثر من 109.680 قاعة دراسية.
وتتميز نسبة الانتظام بالتعليم في المناطق الريفية المغربية بالانخفاض؛ بسبب افتقادها إلى المدرسين والمدارس، ويبقى الكثير من أطفال القرى في المنـزل لمساعدة أسرهم في زراعة الأرض، كما أن الآباء يولون تعليم البنات أهمية قليلة من تعليم البنين.
نسبة الأمية في المغرب
بلغت نسبة الأمية في المغرب 80% بين جميع المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر في عام 1986م، ولكن هذه النسبة انخفضت إلى 56.3% في عام 1995م، وذلك حسب تقديرات منظمة اليونسكو (43.6% بين الذكور، 69% بين الإناث).
فحسب الإحصاء السكاني الأخير عام 2004 يوجد نحو عشرة ملايين أمي فضلا عن أكثر من مليون طفل بين 9 سنوات و14 سنة خارج المدرسة.
التعليم العالي بالمغرب
توجد بالمغرب 13 جامعة، فهناك على سبيل المثال جامعة القاضي عياض في مراكش، وجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، وجامعة ابن زهر، وجامعة محمد الأول، وجامعة محمد الخامس بالرباط، التي تعد أكبر الجامعات المغربية، حيث يدرس بها نحو 27.000 طالب وطالبة، وجامعة القرويين، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله، وتضم هذه الجامعات 8795 أستاذا و 245.084 طالبا حسب إحصائية العام الدراسي 1995 / 1996م.
الاهتمام بالتعليم المغربي
كما توجد بالمغرب نحو 68 كلية جامعية ومعهدًا فنيًّا ومدرسة عليا، وبلغ عدد الطلبة في كليات تدريب المدرسين 13.189 طالبًا وطالبة في العام الجامعي 1987م.
وقد بلغت نفقات قطاع التعليم الذي حظي بأولوية خاصة من الدولة حوالي 26.3% من ميزانية الدولة في عام 1997م، بينما ارتفعت الاعتمادات المخصصة للتعليم العالي الجامعي إلى 4.3% من ميزانية الدولة، بعد أن كانت 3.76% في عام 1995م.
الفنون المغربية
اشتهر المغاربة منذ زمن بعيد بالسلع الجلدية الجميلة، وبالسجاد، والآنية الزجاجية، والآنية المعدنية، وتعكس الكثير من الفنون المغربية التأثير الأسباني والفرنسي إلى جانب العادات والتقاليد العربية والبربرية، ومثال ذلك: ارتباط الموسيقى والرقص الشعبي المغربي - في أغلب الأحوال - بالنماذج الموجودة في إقليم الأندلس بجنوبي أسبانيا، ومدى التأثيرات الفرنسية في التصوير التشكيلي والنحت والمسرح، وللمؤلفين المغاربة الجدد - سواء أكانوا يكتبون بالعربية أو الفرنسية - ارتباط واضح بمشكلات الشخصية الثقافية، وقد عارضوا باستمرار التأثير الفرنسي في المغرب.
الْخِدمات الاجتماعية
الخدمات الاجتماعية
نهج المغرب منذ حصوله على الاستقلال سياسة تعتمد على القطاعين الخاص والعام في مجال الصحة، وأنشأت الدولة شبكة الرعاية الصحية العمومية التي تمتد من المركز الصحي إلى المستوى الثلاثي من المستشفيات (مستشفى المنطقة، الإقليم، مستشفى وطني).
الاهتمام بالصحة في المغرب
بلغ عدد الأطباء الحكوميين في المغرب في عام 1995م نحو 4158 طبيبًا، و36 طبيبا للأسنان، كما بلغ عددهم في القطاع الخاص 4787 طبيبا و473 طبيب أسنان، وبلغ عدد المستشفيات في عام 1995م 85 مستشفى، و16 مستشفى للولادة والأطفال، و660 مركزا صحيا، وبلغ عدد الصيدليات 1243 صيدلية، أما عدد الأسرة في المستشفيات فكان 26407 أسرات، وبلغ عدد أعضاء الجهاز شبه الطبي 24959 موظفًا، بينما بلغ عدد صيادلة القطاع الخاص 2675.
أما في مجال الوقاية الاجتماعية، فهناك تسع منظمات تعاضدية أعضاء في الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي تمثل أغلب قطاعات الشعب.
الترويح في المغرب
تشمل الرياضات الشعبية في المغرب كرة القدم، وكرة السلة والمسابقات الرياضية، وتعد الزيارات الأسرية والتجمع في المقاهي المجاورة من الأشكال الشائعة للترويح، كما يتمتع السكان بكثير من الأعياد المحلية والدينية خلال السنة.
الاتصالات في المغرب
تصدر في المغرب 14 صحيفة يومية، توزع أكثر من 335 ألف نسخة يوميا، وتصدر هذه الصحف بالعربية والفرنسية والإنجليزية والأسبانية واللهجات المحلية، وأهمها: البيان، والاتحاد الاشتراكي، ورسالة الأمة، والعلم، والأنباء، والمغرب، والميثاق الوطني، والنضال الديمقراطي.
الإعلام المغربي
وتصدر بالمغرب 699 مجلة أسبوعية وشهرية ودورية، كذلك تصدر 34 دورية (منها 21 تصدر في مدينة الدار البيضاء، و11 في الرباط، واثنتان في طنجة)، وهناك أربع دور للنشر في المغرب، منها دار الخطيب.
ويوجد بالمغرب - طبقا لتقديرات منظمة اليونسكو - 5.1 مليون مذياع، و1.21 مليون جهاز تلفاز مستخدم في عام 1995م، وتستطيع المغرب استقبال الإرسال من محطات الإذاعة الأسبانية، كما يستطيع شمالي المغرب استقبال قنوات التلفاز الرئيسية من أسبانيا، ويمتلك كل 5.1 شخصا من السكان مذياعا، و21.7 شخصًا منهم تلفازًا واحدًا، وفي عام 1989م بلغ عدد محطات الإذاعة والتلفاز المغربية أربع محطات.
النظام السياسي
نظام الحكم
الحكومة الوطنية المغربية
المغرب دولة ملكية دستورية ديمقراطية واجتماعية، والملك أمير المؤمنين والممثل الاسمي للأمة ورمز وحدتها والساهر على احترام الدستور، وله صيانة حقوق وحريات المواطنين والجماعات والهيئات.
الدستور المغربي
صدر أول دستور بالمملكة المغربية في ديسمبر 1962م، وتمت مراجعته في سنوات 1970 و1972 و1992م، كما تم تعديل المادة 49 منه في سنة 1995م، وفي سنة 1996م تم تعديل دستور 1992م، ويتعلق التعديل بإنشاء نظام برلماني ذي غرفتين، ويفوض دستور 1996م جلالة الملك لتعيين الوزير الأول، كما يعين جلالة الملك باقي أعضاء الحكومة باقتراح من الوزير الأول.
البرلمان المغربي
يتكون البرلمان من مجلسين، وهما: مجلس النواب، ومجلس المستشارين، ويستمد أعضاؤه نيابتهم من الأمة، ويتم انتخاب أعضاء مجلس النواب بالاقتراع العام المباشر لمدة خمس سنوات، ويتكون مجلس النواب من 325 عضوا، بينما يتكون مجلس المستشارين من 270 عضوا.
مجلس المستشارين في المغرب
ينتخب أعضاء مجلس المستشارين لمدة تسع سنوات، ويتجدد ثلث المجلس كل ثلاث سنوات، وتعين بالقرعة المقاعد التي يشملها التجديدان الأول والثاني؛ ولهذا المجلس سلطات تقريرية شبيهة بسلطات مجلس النواب الذي تبقى له الكلمة الأخيرة، كما أن لمجلس المستشارين سلطة إسقاط الحكومة ضمن شروط محددة، ويحق لجميع المواطنين المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 18 سنة فأكثر أن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات.
الحكومة المحلية في المغرب
تنقسم المملكة المغربية إلى 16 جهة اقتصادية و10 ولايات بها 13 إقليمًا و20 عمالة، وبالمغرب 1517 جماعة حضرية وقروية، ويعين الملك الولاة والعمال، وتشتمل الولايات على عمالات. وتشرف وزارة الداخلية في الدولة على سير الجماعات المحلية.
الأحزاب المغربية
بلغ عدد الأحزاب بالمغرب 16 حزبًا في عام 1997م، وهي: حزب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والاتحاد الدستوري، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والحركة الديمقراطية الاجتماعية، والحركة الوطنية الشعبية، والحزب الوطني الديمقراطي، وحزب التقدم والاشتراكية، والحركة الشعبية الدستورية، وجبهة القوى الديمقراطية، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، وحزب العمل، وحزب الشورى والاستقلال، والحركة من أجل الديمقراطية.
المحاكم المغربية
القضاء في المغرب مستقل عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، ويعين الملك القضاة بظهير شريف باقتراح من المجلس الأعلى للقضاء، ويستمد النظام القضائي قوانينه من الشريعة الإسلامية وبعض القوانين الفرنسية، ويتألف النظام القضائي من المحكمة العليا التي تختص في الجنح والجنايات التي يرتكبها أعضاء الحكومة أثناء ممارستهم لمهامهم، ومحاكم الجماعات والمقاطعات، والمحاكم الإدارية، والمحاكم الابتدائية، ومحاكم الاستئناف والمجلس الأعلى، ومحكمة العدل الخاصة، والمحكمة العسكرية.
تاريخ الدولة
دولةُ الأَدارسةِ
تاريخ المغرب
المغرب دولة عربية إسلامية تقع في أقصى شمال غربي إفريقيا، وقد فتح عقبة بن نافع المغرب الأقصى في سنة 62هـ، 681م، لكن فتحه النهائي كان على يد موسى بن نصير في سنة 88هـ، 707م، واستمر قطرا من أقطار إفريقية إلى سنة 172هـ، 788م يديره حكام تابعون لولاة القيروان، وقد شهد المغرب الأقصى فيما بعد ظهور أسر حاكمة وقيام دول، لكنه ظل مرتبطا بعموم بلاد المغرب العربي إلى نهاية القرن التاسع الهجري (نهاية القرن الخامس عشر الميلادي)؛ لأن معظم الأسر الحاكمة به وبإفريقية كانت ترنو لمد سلطانها على بلاد المغرب العربي كلها، ولم ينفصل المغرب الأقصى بشؤونه تماما إلا عندما فشلت مساعي العثمانيين في ضم الدولة السعدية، وذلك بعد منتصف القرن الحادي عشر الهجري (منتصف القرن السادس عشر الميلادي).
دولة الأدارسة في المغرب
كانت هذه الدولة في الفترة الزمنية من 172 - 364هـ، 788 - 974م، وقد أسسها إدريس بن عبد الله، من أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب، كان قد التحق بالمغرب الأقصى بعد نجاته من واقعة فخ في سنة 169هـ، 785م، وهناك التفت حوله بعض القبائل فأعلن إمارة شيعية مستقلة عن القيروان في سنة 172هـ.
ويعد ابنه إدريس الثاني 193 - 214هـ المؤسس الحقيقي لهذه الدولة ولعاصمتها فاس، وقد انقسمت بعده بين أبنائه العشرة ثم استعادت وحدتها في عهد الأمير يحيى 221 - 234هـ لتنقسم بعده، فبقيت كذلك إلى أن استولى الفاطميون على المغرب الأقصى في سنة 310هـ، 921م.
وقضى الأمويون بالأندلس على ما بقي من أثر الأدارسة في الجبال المتاخمة لطنجة في سنة 364هـ، 974م، وقد كان لدولة الأدارسة دور في نشر الإسلام واللغة العربية بين قبائل البربر بالمغرب الأقصى.
دولةُ المرابطينَ
دولة المرابطين في المغرب
هذه الدولة تعود في أصلها إلى حركة إصلاح ديني ظهرت قبل منتصف القرن الخامس الهجري (منتصف القرن الحادي عشر الميلادي) في صحراء جنوب المغرب الأقصى بمبادرة من يحيى بن إبراهيم الجدالي شيخ قبيلة جدالة الصنهاجية. وقد تزعم الحركة عبد الله بن ياسين الجزولي وسمى أنصاره المرابطين. ترك ابن ياسين قيادة المرابطين العسكرية ليحيى بن عمر اللمتوني.
وعندما توفي يحيى في سنة 448هـ، 1056م، خلفه أخوه أبو بكر وابن عمه يوسف بن تاشفين، وعندما توفي ابن ياسين في عام 451هـ، 1059م تجنب أبو بكر وابن تاشفين الخلاف بأن اتجه الأول نحو الجنوب فنشر الإسلام هناك، وواصل ابن تاشفين سيره شمالا، وبنى ابن تاشفين مدينة مراكش في عام 454هـ، 1062م.
وفي عهد يوسف بن تاشفين 480 - 500هـ تم الاستيلاء على باقي المغرب الأقصى والمغرب الأوسط إلى مشارف إمارة بني حماد الزيريين.
سقوط دولة المرابطين
عبر ابن تاشفين إلى الأندلس عندما استنجد به بعض أمرائها، فانتصر على «ألفونسو السادس» في معركة الزلاقة في سنة 479هـ، 1086م، ثم عاد إليها في سنة 481هـ فأزاح ملوك الطوائف نتيجة تواصل انقسامهم، وترددهم في الولاء للمرابطين، واستمرار الخطر النصراني، وألحق الأندلس بدولة المرابطين، لكن سلطة المرابطين ما لبثت أن اختلت في عهد ابنه علي (500 - 537هـ) بكل من المغرب والأندلس؛ بسبب الانتفاضات المحلية والهزائم على أيدي النصارى، وبدأ أمر الموحدين بالظهور، وقد تلا الأمير علي بن يوسف ثلاثة أمراء من المرابطين واصلوا الصراع ضد الموحدين، حتى استولى هؤلاء على العاصمة مراكش، فقتلوا آخر الأمراء المرابطين إسحاق بن علي بن يوسف، وقضوا على دولة المرابطين في سنة 541هـ، 1147م.
دولةُ الموحدينَ
دولة الموحدين في المغرب
أظهر محمد بن تومرت (514هـ - 1120م) معارضته للمرابطين بمراكش في سنة 514هـ، فبعد أن طرده الأمير علي بن يوسف منها، انتقل إلى جبل درن جنوب المغرب الأقصى، حيث أعلن دعوته في سنة 515هـ، 1121م إلى مذهب التوحيد، مدعيا أنه المهدي المنتظر وأن نسبه يتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم من فرع الحسن بن علي، وفي هذه السنة، هزم حملة مرابطية جاءت تطلبه في «إجليز»، ثم اتخذ في سنة 518هـ، 1124م مدينة «تنملل» قاعدة له شن منها في سنة 524هـ، 1129م حملة فاشلة على مراكش، وفيها توفي فبايع أتباعه ملازمه وقائده عبد المؤمن بن علي (524 - 541هـ) فتلقب بالخليفة أمير المؤمنين وواصل الصراع مستفيدا من تفاقم مصاعب الدولة المرابطية، فاستولى على وهران وفاس ثم مراكش في سنة 541هـ، 1147م، كما عبر إلى الأندلس في السنة نفسها، فاستولى على أشبيلية وقرطبة ثم على غرناطة، وفي سنة 546هـ، 1151م بدأ في التوسع شرقا باتجاه إمارة بني حماد، وكان أمرها في تراجع والنورمنديون يطرقون سواحلها، فاستولى على بجاية وعنابة وقسنطينة ثم سطيف. وفي سنة 554هـ، 1159م توجه إلى إفريقية (أو تونس حاليًا) برًّا وبحرًا، فأخضعها وحاصر المهدية حتى استسلم من كان بها من النورمنديين صلحا في سنة 555هـ، 1160م، وبذلك وحد بلاد المغرب العربي من جناحه الغربي، وأصبحت العاصمة مراكش من عواصم العالم الإسلامي الكبرى.
أطوار دولة الموحدين في المغرب
مرت دولة الموحدين بفترة قوة تواصلت إلى آخر عهد الخليفة أبي يوسف يعقوب المنصور (580 - 595هـ)، ثم ما لبث أن اضطرب الوضع السياسي بها منذ بداية القرن السابع الهجري (بداية القرن الثالث عشر الميلادي) بتدخل بني غانية وهزيمة الخليفة الناصر في موقعة العقاب بالأندلس أمام النصارى في سنة 609هـ، 1212م، وبسبب الصراع على الحكم بين أمراء الموحدين، فاختل الأمر بالمغرب والأندلس وضعفت سلطة الخلفاء بمراكش، وقوي نفوذ الولاة والقبائل بالجهات، ومالت الدولة إلى الانحلال، فانفصل بنو هود وبنو الأحمر بالأندلس، ووالى النصارى هجماتهم واستولوا على مدنها وحصونها، كما استقل بنو حفص بإفريقية (أو تونس حاليا) في سنة 634هـ، 1236م، وبنو عبد الواد بالمغرب الأوسط في سنة 633هـ، 1235م، واستفحل أمر بني مرين بالمغرب الأقصى حتى استولوا على مراكش في سنة 668هـ، 1269م، ثم تنملل في سنة 674هـ، 1275م.
حضارة دولة المرابطين
كان انتشار الأمن إبان قوة دولة الموحدين، والامتداد الجغرافي لهذه الدولة، قد ساعدا على تنوع المنتجات الفلاحية والصناعية، وبالتالي على نمو التبادل التجاري الداخلي بين أقطار المغرب العربي والأندلس، والتبادل التجاري الخارجي بينها وبين بلاد السودان وأوروبا النصرانية والمدن الإيطالية خاصة، كما ازدهر العمران وتطور الفن المعماري، فظهر في الآثار الموحدية، وخاصة في المساجد، اجتماع المؤثرات المغربية والأندلسية والمشرقية، ومن ذلك منارة جامع حسان بالرباط، وقصبة مراكش، وجامع أشبيلية الأعظم، ومنارة خيرالدا.
وكذلك نشطت الحياة الفكرية في عهد الموحدين، نتيجة اعتنائهم ببناء المدارس الحكومية منذ القرن السابع الهجري (القرن الثالث عشر الميلادي)، حيث انتشر التعليم النظامي المجاني، وتقريب الخلفاء للعلماء والفلاسفة، فلمع في الفلسفة والطب أبو بكر بن طفيل (وهو طبيب الخليفة أبي يعقوب يوسف)، وأبو بكر بن زهر الأشبيلي (وهو طبيب الخلفاء عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب المنصور)، وأبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد.
كما برز في العلوم الطبيعية والصيدلية أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرح الأموي المعروف بابن الرومية، وضياء الدين بن عبد الملك المالكي الفاسي المعروف بابن السكاك، وفي الرياضيات ابن فرحون القيسي القرطبي وأبو عبد الله محمد بن حجاج المعروف بابن ياسمين الفاسي.
الدولة المرينية
الدولة المرينية في المغرب
ينتمي بنو مرين إلى قبيلة زناتة، وقد بدأ أمرهم بالظهور في جنوبي المغرب الأقصى بقيادة أبي محمد عبد الحق بن محيو، الذي هزم جيش الموحدين في سنة 613هـ، 1216م. لكن دولة بني مرين لم تتشكل فعليا إلا مع أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق المعروف بالسلطان المنصور، الذي استولى على مراكش في سنة 668هـ، 1269م، وانقرضت على يديه دولة الموحدين في سنة 674هـ، 1275 - 1276م.
ضعف الدولة المرينية
حاولت الدولة المرينية أن تبسط نفوذها على بلاد المغرب كلها، وتؤسس دولة كبيرة على نمط الموحدين، لكنها لم تفلح في ذلك إلا لفترات قصيرة، وسرعان ما عادت دولة إقليمية محدودة؛ فقد جهز أبو الحسن المريني في سنة 1347م حملة على مدينة تونس، ومني من قبل الحفصيين بهزيمة منكرة كادت أن تطيح بأسرة بني مرين في مراكش ذاتها، كما ورثت الدولة المرينية، بحكم موقعها الجغرافي، تقاليد سياسة الموحدين في الأندلس وتقديم المساعدات لمسلميها، لكن الخلافات التي دبت بينها وبين دولة بني الأحمر، في غرناطة، حول تملك بعض الموانئ الأندلسية، أضعفت قدرة المسلمين على المقاومة، وعرض المغرب الأقصى لغزو الدول النصرانية الناشئة، منذ بداية القرن التاسع الهجري (بداية القرن الخامس عشر الميلادي)، حتى سقطت سبتة في أيدي البرتغاليين في سنة 1415م، فضعف أمر المرينيين، وزاد وضع دولتهم سوءًا بتفشي المنافسات الداخلية بعد مقتل السلطان أبي سعيد في سنة 1420م، وتدخل دولتي بني الأحمر وبني عبد الواد في تلك المنافسات لتأييد هذا أو ذاك من المدعين للعرش، حتى انتقل الحكم إلى أيدي الوطاسيين في منتصف القرن التاسع الهجري، وأسلاف الوطاسيين فرع من بني مرين سيطروا على فاس في سنة 875هـ، 1471م، ولم يبق للمرينيين سلطان بعد ذلك تقريبا إلا بمدينة مراكش، لكن الصراع استمر بين الأسرتين الحاكمتين، واستعان المرينيون على الوطاسيين بالغزاة البرتغاليين، فاستولى هؤلاء في سنة 956هـ، 1550م، على ساحل البريجة، حيث بنوا مدينة الجديدة، ثم على ساحل السوس، حيث بنوا حصن فونتي قريبًا من مدينة أغادير الحالية، ولم ينقذ البلاد من الخطر البرتغالي إلا ظهور الأسرة السعدية.
دولة الأشراف السعديين
دولة الأشراف السعديين في المغرب
بعدما فشل الوطاسيون في الدفاع عن أراضي المغرب، وآلت جميع موانئه تقريبا إلى دولتي البرتغال وأسبانيا، أخذ السعديون على عاتقهم حركة الجهاد ضد البرتغاليين في الجنوب، وبدأت كفتهم ترجح على بني وطاس، وهم ينتمون إلى أسرة شريفة تنحدر من نسل محمد النفس الزكية من أبناء الحسين بن علي رضي الله عنه. وقد طالب أهل السوس محمد القائم بأمر الله السعدي بأن يتولى قيادتهم في حركة الجهاد، واعترف به بنو وطاس على أمل أن يساعدهم. وقد علا شأن ابنيه محمد الشيخ وأحمد الأعرج بعد نجاحهما في طرد البرتغاليين من آسفي وأزمور في الجنوب فيما بين 1539 و1541م، فرفض محمد الشيخ الملقب بالمهدي عرض محمد الوطاسي، المشهور بالبرتقالي، بتولي حكم مدينة مراكش، ودخل في صراع مع أخيه ومع الوطاسيين حتى دخل فاس وأعلن نفسه سلطانا في سنة 956هـ، 1549م، ثم واصل جهوده ضد البرتغاليين والأسبان في شمالي المغرب واسترد أصيلة والقصر الصغير في سنتي 956 و957هـ، ولم يبق لهم سوى طنجة وسبتة ومزغان، ومما يذكر في علاقة السعديين بالعثمانيين بالجزائر، أن أحد الوطاسيين، وهو أبو حسون علي، قد تمكن من الفرار من مراكش وطلب المساعدة من البرتغاليين والأسبان والعثمانيين لاستعادة الملك، فأرسل السلطان العثماني صالح ريس بيلر باي الجزائر بغزو المغرب الأقصى، فوصل هذا الأخير إلى فاس ونصب أبا حسون عليها لبضعة أشهر في سنة 961هـ، 1554م، لكن سرعان ما استرد المهدي عاصمة ملكه.
وأرسل السلطان سليمان رسولاً إلى المهدي يطلب إليه الحكم تحت السيادة العثمانية، فرفض.
النـزاع بين السعديين والعثمانيين
وجاءت مسألة تلمسان فأضافت عنصرًا جديدًا من عناصر النـزاع بين السعديين والعثمانيين؛ ذلك أنه عندما تدهورت الأسرة الزيانية وانتهى أمرها بأن فتحت القوات الأسبانية المدينة في سنة 950هـ، 1543م، استنجد أهل تلمسان بمحمد المهدي فأرسل قواته لاحتلالها؛ فاستاء صالح ريس وسارع لانتزاعها في سنة 957هـ، 1550م، لكنها مع ذلك بقيت مثار مشكلة حدود بين دول المغرب الأقصى وحكومة الجزائر.
وقد جرت اتصالات بين الأسبان ومحمد المهدي لإنشاء تحالف ضد العثمانيين بالجزائر؛ مما جعل صالح ريس وخلفه حسن باشا خير الدين، يفكران في حرب السعديين، وبعد ظهور المنازعات بين الأسرة السعدية على الملك أصبحت مسألة استعانتهم على بعضهم البعض بالأسبان والبرتغاليين والعثمانيين أمرًا واقعًا، فعبد الملك بن محمد المهدي طرد ابن أخيه المتوكل واستولى على مراكش في سنة 984هـ، 1576م بمعونة العثمانيين، ثم عقد تحالفا مع الأسبان في السنة التالية لها، منحهم فيه امتيازات على الساحل، والمتوكل استعان بالبرتغال، فجهز ملكها سبستيان حملة انتهت بالهزيمة في معركة وادي المخازن في سنة 986هـ، 1578م وموت الملوك الثلاثة (عبد الملك والمتوكل وسبستيان).
أزهى العهود السعدية في المغرب
تولى الحكم أحمد، الملقب بالمنصور، بعد موت أخيه عبد الملك، فكان عهده أزهى العهود السعدية، حيث تميز بتنظيم الإدارة الداخلية ومد نفوذ المغرب الأقصى إلى حوض السنغال، ثم دخولها ألاعيب المنافسات والتحالفات التي اتسمت بها العلاقات الأوروبية في ذلك الوقت، وبعده تنازع أبناؤه الثلاثة العرش، واستعان منهم المأمون بفيليب الثالث مانحا إياه ميناء العرائش؛ مما تسبب في مقتله على أيدي مجاهدي تطوان في سنة 1022هـ، 1613م.
وقد تشعبت المنازعات حتى اختفت الأسرة السعدية تماما في أول النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري (منتصف القرن السابع عشر الميلادي). وقد ظهرت في فترة الفوضى التي أعقبت وفاة المنصور، زعامات سياسية مستقلة استأثرت بالسلطة في هذا الإقليم أو ذاك من المغرب الأقصى.
وقد اعتمد بعضها على الطرق الصوفية كالطريقة السملالية في درعة والسوس، والطريقة الدلائية في فاس وما حولها، في حين اعتمد بعضها الآخر على أساس منظمات عسكرية، ومن ذلك حكومة سلا، التي تزعمها أبو عبد الله العياشي، وأصبحت من أقوى الوحدات السياسية إبان العقد الخامس من القرن الحادي عشر الهجري (العقد الرابع من القرن السابع عشر الميلادي).
فامتد نفوذها على القسم الشمالي ما بين ساحل الأطلسي حتى تطوان بما في ذلك فاس، واستمدت قوتها من حركة الجهاد البحري الذي كان يقوم به المهاجرون الأندلسيون، الذين جعلوا من السفن الأسبانية الآتية من أمريكا هدفًا كبيرًا لهم، وقد وصلت غاراتهم إلى شواطئ جزر بحر الشمال.
دولة الأشراف العلويين
دولة الأشراف العلويين في المغرب
مؤسس هذه الدولة هو محمد بن محمد الشريف (1050 - 1075هـ)، بايعه أهل سجلماسة حوالي سنة 1050هـ، 1641م، فحارب بهم السملالي صاحب درعة، وعندما استقر حكمه في الجنوب أغار على الدلائي بفاس ودخلها، ثم أخرج منها منهزمًا، ثم خرج عليه أخوه الرشيد وبويع بعد مقتل أخيه محمد سنة 1075هـ، 1665م، فاستولى على فاس في السنة التي تليها وعلى مراكش واستقر بها، وبذلك يعد المؤسس الحقيقي للأسرة العلوية، ثم حكم بعده أخوه إسماعيل (1082 - 1139هـ، 1672 - 1726م).
وهو يعد من أشهر سلاطين تلك الأسرة وأطولهم عهدا. وقد جند جيشا من العبيد الأفارقة أصبح يعرف بجيش عبيد البخاري، استطاع به أن يدعم سلطته على القبائل في الداخل ويحارب الأجانب على السواحل، فاسترد من الأسبان ما بقي بحوزتهم من الموانئ، كما استرد طنجة من الإنجليز، ولم يبق في عهده من الجيوب الأوروبية سوى سبتة ومليلة بيد الأسبان، ومزغان لدى البرتغاليين.
التغلغل الأوروبي
وتبادل إسماعيل السفارات مع ملوك فرنسا وأسبانيا وحكام هولندا، لكن الحروب الأهلية اندلعت بعد وفاته بين أبنائه محمد وعبد الملك وعبد الله إلى أن استتب الأمر للأخير، وعاد الاستقرار في عهد ابنه محمد 1171 - 1206هـ، 1757 - 1792م، لكن التغلغل الأوروبي ازداد في عهده، فعقد معاهدات تجارية مع جميع الدول الأوروبية التي لها معاملات مع المغرب الأقصى بما فيها أسبانيا، وأعطى امتيازات واسعة لفرنسا، كما منح السلطان عبد الرحمن بن سليمان (1238- 1276هـ، 1822 - 1859م) امتيازات لرعايا الولايات المتحدة الأمريكية في بلاده في سنة 1252هـ، 1836م، وعقد معاهدة مماثلة مع بريطانيا في سنة 1273هـ، 1856م، وازداد في عهده الخطر الفرنسي بعد احتلال فرنسا للجزائر في سنة 1246هـ، 1830م.
علاقة العلويين بالدول العثمانية
أما علاقة دولة الأشراف العلويين مع الدول العثمانية فكان يسودها التوتر أحيانا، والتعاون أحيانا أخرى ضد عدوتهما المشتركة أسبانيا، وكان السلاطين العثمانيون حريصين على أن يعترف لهم حكام مراكش بالسيادة الاسمية فقط، لكن هؤلاء كانوا يرون أنفسهم أحق بتلك الزعامة الروحية لانتمائهم إلى النسب الشريف، ومن ذلك تمسكهم بلقب أمير المؤمنين، وقد تحسنت العلاقات بين الطرفين في عهد السلطان محمد بن عبد الله الذي اتجه في سياسته إلى توثيق الروابط مع الدولة العثمانية والمشرق العربي الإسلامي.
الأطماعُ الاستعماريةُ فِي المغربِ الأقصَى
بداية الأطماع في المغرب
بدأت أطماع فرنسا في المغرب الأقصى تظهر منذ احتلالها للجزائر وإبان مقاومة الأمير عبد القادر، وقد أسفرت هزيمة جيش السلطان عبد الرحمن بمعية الأمير والقبائل في معركة إسلي في سنة 1260هـ، 1844م عن استسلام السلطان لمطالب فرنسا سواء فيما يخص الأمير عبد القادر أو الحدود أو الامتيازات التجارية.
وكانت مشكلة الحدود أهم عنصر قد استخدمه الفرنسيون في الضغط على المغرب حتى انتهوا باحتلاله، زد على ذلك حق منح حمايتهم للمغاربة الذي حصل بموجب معاهدة سنة 1863م.
ورغم أن بريطانيا كانت قد سبقت إلى الحصول على هذا الحق في سنة 1856م، وتلتها أسبانيا في سنة 1861م، لكن فرنسا توسعت في استخدام ذلك الحق دون غيرها فكان تهديدها لسيادة المغرب أشد خطورة، ذلك أنها لم تحترم قرارات مؤتمر مدريد لسنة 1298هـ، 1880م، وصارت تعطي حمايتها لشخصيات ذات نفوذ فتحرضهم على العصيان.
عهد السلطان الحسن بن محمد
عندما تولى الحكم السلطان الحسن بن محمد (1291 - 1312هـ) حاول أن ينقذ البلاد؛ فأنشأ جيشًا نظاميًّا استطاع أن يبسط به نفوذ الحكومة المركزية في كل المناطق التي تعترف له بالسيادة الاسمية (بلاد السيبة) وشملت إصلاحاته القضاء والإدارة، وكان هدفه في جميعها تدعيم سلطاته في الداخل ووضع حد للأطماع الخارجية.
واعتقد هذا السلطان أن خير وسيلة هي إيجاد توازن بين مصالح الدول، فرأى في مؤتمر مدريد نجاحًا كبيرًا لسياسته، عندما تصور أنه يحقق الموازنة بين المصالح، فيحمي البلاد من أطماع فرنسا وأسبانيا، لكنه أدرك بعد التجربة أن فتح باب الحمايات لجميع الدول ليس أقل خطورة، وقد ازدادت أطماع فرنسا في عهد أبناء الحسن؛ عبد العزيز (1312 - 1325هـ) وعبد الحفيظ (1325 - 1331هـ) ويوسف (1331 - 1346هـ) خاصة أن سياسة عبد العزيز قد اضطرت المغرب إلى الاستدانة من تلك الدولة خاصة منذ سنة (1321هـ، 1903م) وأثارت الانتفاضات الداخلية، وأهمها انتفاضة بوحمارة، التي اندلعت في المناطق الشرقية في سنة (1320هـ، 1902م) واستمرت حتى دخول الفرنسيين البلاد، وانتفاضة الشريف أحمد بن محمد الرسولي في الشمال، والتي بلغت ذروتها في سنة 1322هـ، 1904م، وقد تعاون الرسولي مع الأسبان عندما بدأوا غزوهم في سنة 1329هـ، 1911م.
تقسيم المغرب الأقصى
وفي سنة 1318هـ، 1900م، اتفقت فرنسا مع أسبانيا على اقتسام الأجزاء الجنوبية من المغرب الأقصى، فنالت أسبانيا الصحراء الغربية، ونالت فرنسا موريتانيا، واضطر السلطان للقبول بالأمر الواقع.
وفي السنة نفسها 1318هـ عقدت فرنسا اتفاقية سرية مع إيطاليا نصت على إبعاد إيطاليا من المسألة المغربية مقابل إطلاق يدها للتصرف في طرابلس وبرقة، كما عقدت مع بريطانيا الاتفاق الودي في سنة 1322هـ، 1904م الذي سلمت فيه بريطانيا بأطماع فرنسا في المغرب الأقصى مقابل اعترافها بوضع بريطانيا في مصر، وعقدت فرنسا اتفاقًا آخر في السنة نفسها مع أسبانيا على مقتضى ما جاء في اتفاقها الودي مع بريطانيا، الأمر الذي جعل السلطان عبد العزيز يرسل وفدًا إلى برلين يستحث حكومتها على مساعدته إزاء الدول الطامعة، فحضر الإمبراطور الألماني «ولهلم» إلى طنجة في 1323هـ، 1905، ليؤكد صداقته للسلطان.
وعقد مؤتمر الجزيرة في سنة 1324هـ، 1906م بحضور وفود الدول نفسها التي حضرت مؤتمر مدريد في سنة 1298هـ بما فيها المغرب الأقصى، وقد أصدر قراراته في وثيقة عرفت بميثاق الجزيرة نصت على الاعتراف بسيادة السلطان واستقلاله ووحدة أراضيه، مع المساواة التجارية لجميع الدول في المغرب الأقصى ومساعدة السلطان على تنفيذ برامج الإصلاح، كما نصت على تأسيس بنك مركزي برأسمال دولي، وتشكيل شرطة أسبانية فرنسية بقيادة سويسرية للموانئ المغربية.
ازدياد الانتفاضات الداخلية في المغرب
وكانت النتيجة ازدياد الانتفاضات الداخلية، وأهمها انتفاضة ماء العينين في الجنوب، التي كان هدفها تخليص المغرب الأقصى من الضغط الأجنبي، وإيقاف التوغل الفرنسي في موريتانيا، وقد استغلت فرنسا مقتل طبيب فرنسي بمدينة مراكش في صفر 1325هـ (مارس 1907) لتفرض على السلطان عبد العزيز شروطا وتحتل مدينة «وجدة» وما حولها من الجهة الشرقية، كما استغلت مقتل ثمانية عمال أوروبيين في ميناء الدار البيضاء في جمادى الآخرة من السنة نفسها واحتلت المدينة، فعقد الوطنيون في الشهر التالي مؤتمرًا بمراكش أعلن الجهاد وخلع السلطان، وامتدت الحركة إلى فاس باستسلام السلطان إلى فرنسا، فأعلن علماؤها خلعه وتعيين أخيه عبد الحفيظ في جمادى الأولى 1326هـ (يونيو 1908م) فقضى على انتفاضة «بوحمارة» وأضعف الرسولي، وطلب من فرنسا سحب قواتها، لكنها فرضت شروطا قبلها فوقع معها اتفاقية سنة 1328هـ، مما أطمع أسبانيا بدورها، وأثار استسلام السلطان القبائل فانتفضت وأصبح المنتفضون في سنة 1329هـ، 1911م يهددون العاصمة فاس وأعلنوا زينا سلطانًا في مكناس، فقبل عبد الحفيظ بتدخل القوات الفرنسية لنجدته، فاحتلت فرنسا فاس في 21 ربيع الثاني 1329هـ، 21 أبريل 1911م، وكذلك مكناس والرباط، كما أنزلت أسبانيا قواتها في العرائش والقصر واحتلتهما.
فدخلت ألمانيا مساومة مع فرنسا بأن أرسلت سفينة حربية للتظاهر أمام أغادير؛ مما أحدث أزمة تدخلت فيها بريطانيا ووقع حلها بإرضاء ألمانيا بقطعة من الكاميرون، وأعلنت فرنسا حمايتها للمغرب الأقصى في 11 ربيع الثاني 1330هـ، 30 مارس 1912م، ووقع السلطان عبد الحفيظ معاهدة الحماية.
المقاومة المسلحة للاحتلال في المغرب
اندلعت انتفاضة في فاس بعد أيام من فرض الحماية، وقد بدأت شرارتها الأولى بين صفوف الجند؛ وذلك عندما أرادت السلطات الفرنسية تخفيض مرتباتهم إلى الثلث وإخضاعهم للقيادة الفرنسية وأنظمتها، ولم يستمع السلطان لشكاواهم، فأعلنوا في 29 ربيع الثاني 1330هـ (17 أبريل 1912م) الخروج على سلطة حكومة المخزن الخاضعة للنفوذ الأجنبـي.
وسرعان ما تجاوب السكان المدنيون وانضموا للانتفاضة، كما عمت الحركة الثورية المناطق المحيطة بفاس رغم أن الجنرال «موانيي» تمكن من دخول المدينة بعد ثلاثة أيام وقمع الانتفاضة؛ وكانت النتيجة أن احتشدت عدة قبائل من الأطلس وضربت مع الشاوية حصارًا حول فاس حيث الحامية الفرنسية، فلم ينقذها إلا تعيين الجنرال بيير ليوتي قائدًا لجيش الاحتلال إلى جانب منصبه مقيمًا عامًّا في 7 جمادى الآخرة (24 مايو)، فعمل على استرضاء أهل فاس وتقرب من علماء جامعة القرويين ونجح في فك الحصار عن المدينة بدهائه، وقد دفعت هذه الحوادث عبد الحفيظ للتنازل عن العرش في 27 شعبان 1330هـ، 12 أغسطس 1912م لأخيه يوسف.
تركز المقاومة المغربية
وقد تركزت مقاومة المغاربة للفرنسيين في منطقتين هما الجنوب وجبال أطلس الأوسط، ففي الجنوب حمل هبة الله بن ماء العينين دعوة أبيه في الجهاد والتف أهل السوس بما في ذلك كثير من القادة الذين كانوا يمثلون حكومة فاس، وتمكن في شعبان 1330هـ، أغسطس 1912م، من دخول مدينة مراكش واعترف له الأعيان بالرئاسة، ورغم أن «ليوتي» أرسل قوة كبيرة بقيادة الجنرال «مانجان» استطاعت الاستيلاء على مراكش في شوال واحتلال أغادير وقلعة تارودن في سنة 1331هـ، سبتمبر 1913م، مما اضطر هبة الله للتراجع إلى موريتانيا، إلا أن الوجود الفرنسي في الجنوب ظل منحصرًا بين الموانئ والحصون، ولم يتم احتلال السوس إلا في سنة 1353هـ، 1934م، وبذلك ربط الفرنسيون محمية المغرب بمستعمرة موريتانيا.
وقد استمرت القبائل النازلة في جبال الأطلس الأوسط من صنهاجة وزناتة وزاير في صمودها، وظل بعضها ممتنعًا على السلطات الفرنسية حتى سنة 1352هـ، 1933م.
ولم يتمكن ليوتي من دخول مدينة تازة في رجب 1332هـ، يونيو 1914م، إلا بصعوبات كبيرة، لكنه أجل عملياته في منطقة الأطلس الأوسط عمومًا إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى.
ومع ذلك فقد جند ليوتي عشرات الآلاف من المغاربة خلال الحرب، وأرسل بهم إلى جبهات القتال الأوروبية ليخوضوا المعارك تحت الراية الفرنسية، وسحبت فرنسا جزءًا كبيرًا من قواتها بالمغرب، مما اضطر ليوتي إلى فتح باب التطوع للمغاربة للخدمة في جيش السلطان الرسمي، واستقدام عدد كبير من الجزائريين لسد النقص، مع التظاهر بالقوة للتمويه.
مقاومة الاحتلال الفرنسي
وقد واجه الفرنسيون بعد الحرب مقاومة خاصة في تادلة، وهي القسم الشرقي من جبال الأطلس الأوسط، وفي إقليم تافيلالت بالجنوب الشرقي من المغرب الأقصى، وقد تزعم المقاومة في تافيلالت الشريف السملالي معتمدًا على قبيلة آيت عطا، فلم يتمكن الفرنسيون من الدخول إلى تلك المناطق النائية إلا في 1349-1350هـ، 1930-1931م بعد وفاة السملالي ودخول الوحدات الميكانيكية في جيش الاحتلال، وبصفة عامة فإن عدم التنسيق بين حركات المقاومة المختلفة واتصاف كثير منها بالنـزعة القبلية والإقليمية كانا من أهم عوامل ضعفها.
الاحتلال الأسباني
بدء الاحتلال الأسباني للمغرب
أما بالنسبة للاحتلال الأسباني، فقد بدأت أسبانيا تحتل منطقة الريف على مقتضى اتفاقها مع فرنسا في سنة 1322هـ، 1904م، فثار الشريف أحمد الرسولي (من قبيلة بني عروة) على السلطان واختطف القنصل الأمريكي وعائلته، وقد عينه السلطان عبد الحفيظ بعد ذلك حاكمًا على الجبالة من سكان الريف، وسهل نزول القوات الأسبانية في ميناء العرائش في شوال 1330هـ، سبتمبر 1911م طمعًا في أن يعترف له الأسبان بالاستقلال بإدارة الجبالة، ويتولى منصب خليفة السلطان في منطقة النفوذ الأسباني.
لكن خاب ظنه فعين السلطان أحد أقاربه خليفة في تطوان في سنة 1331هـ، 1913م، واحتل الأسبان أصيلة ثم تطوان في السنة نفسها.
وخلال الحرب العالمية الأولى عقد الأسبان هدنة مع الرسولي في سنة 1333هـ، 1915م، فبقي حاكمًا على إقليم الجبالة، وقد اتصل الرسولي بالألمان أثناء الحرب؛ مما جعل أسبانيا تغير سياستها معه إرضاءً لفرنسا وتتوغل في إقليم الجبالة، فتحتل شفشاون في صفر 1339هـ، أكتوبر 1920م، بعد تكبدها خسائر فادحة.
مقاومة الخطابي للأسبان
لكن الرسولي فضل التعاون مع الأسبان رغم ذلك على أن يخضع لمحمد بن عبد الكريم الخطابي، إلى أن تمكن الخطابي من طرد الأسبان وأسره في سنة 1343هـ، 1925م.
وقد بدأ الخطابي حركة المقاومة بعد أن استولت أسبانيا على شفشاون وأخذت تركز قواتها على بلاد الريف، فانتصر عليها عند إبرن في رمضان 1339هـ، مايو 1921م، وشجعه ذلك الانتصار على مهاجمة المراكز الأسبانية الأخرى، وساهمت انتصاراته في توسيع نفوذه بين الأهالي وتدعيم زعامته لقبيلة ورياغل التي انتقلت إليه بعد وفاة أبيه في سنة 1338هـ، 1920م.
معركة الأنوال
في شهر ذي القعدة، بينما كان الأمير الخطابي يحاصر إجربين، وصل القائد العام سلفستر لنجدة الحامية المحصورة، لكنه قرر الانسحاب عندما وجدها قد سقطت، فتتبعته قوات الأمير والتحمت معه في 12 ذي القعدة 1339هـ، 18 يوليو 1921م، في معركة الأنوال، حيث أبادت هذه الأخيرة الحملة الأسبانية بأسرها بما فيها القائد سلفستر نفسه، فكانت أكبر هزيمة ألحقها جيش عربي بجيش أوروبي في التاريخ الحديث والمعاصر، وقد ذاعت شهرة الأمير بعدها وسلمت له قبائل الريف الأخرى بالزعامة وهبت لمحاصرة المراكز الأسبانية، فطهرت بلاد الريف تقريبا وأسرت عددًا كبيرًا من الأسبان الذين أصبح وجودهم مقتصرًا على مدينة تطوان والموانئ وبعض الحصون في الجبالة.
نتائج نصر الأنوال
وكان من نتائج نصر الأنوال التمهيد لوقوع انقلاب عسكري في أسبانيا قام به بريمو دي ريفيرا في صفر 1342هـ، سبتمبر 1923م.
وطلب الخطابي من الأسبان الجلاء عن المناطق التي احتلوها والانسحاب إلى سبتة ومليلة، فلما رفضوا هاجم تطوان في صيف 1343هـ، 1924م، الأمر الذي دعا بريمو دي ريفيرا إلى الحضور والإشراف على القتال بنفسه، وانسحب الأسبان من شفشاون في ربيع الآخر 1343هـ، نوفمبر 1924م، بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة وبدوا عاجزين عن النيل من الأمير وقواته، وعندها قررت فرنسا التدخل، وقد بدأ التحضير لذلك ببناء المراكز الحربية في وادي ورغة منذ رمضان 1342هـ، أبريل 1924م، وقابل الأمير ذلك بالاحتجاج واتخاذ الاحتياطات الحربية اللازمة للدفاع، كما أخذ الفرنسيون يمدون زعماء الطرق الصوفية بالمال والأسلحة لإثارة الاضطرابات في المناطق المحررة، فلما هاجم الريفيون إحدى زوايا الطريقة الدرقاوية قرب الحدود في 19 رمضان 1343هـ، أبريل 1925م، تدخل الفرنسيون بحجة حماية أنصارهم، ثم اتسعت العمليات الحربية ففاجأت قوات الأمير بقدرة رجالها وكفاءة زعمائها، حيث ألزموا الفرنسيين موقف الدفاع على مدى أربعة أشهر وحاصروا مراكز قيادتهم في عين عائشة، ووصلت بعض قوات الريف إلى مسافة 20 ميلاً من فاس، وهددت تازة، كما كبدت العدو خسائر فادحة.
صمود قوات الريف
واستطاعت قوات الريف أن تصمد سنة كاملة من شوال 1343هـ إلى ذي القعدة 1344هـ في وجه ثلاثة مارشالات وأربعين جنرالا والقوات الأساسية لدولتين أوروبيتين، فضلاً عمن استقدمتهم من طيارين أمريكيين مرتزقة لاستخدام أحدث وسائل قاذفات القنابل، ولم يتحول الفرنسيون إلى الهجوم في صفر 1344هـ، سبتمبر 1925م، إلا بعد أن استقدموا إمدادات هائلة حتى بلغت القوة الفرنسية الأسبانية 280 ألف جندي و132 طائرة، وأغروا السلطان يوسف بإعلان أمير الريف أحد العصاة الخارجين على السلطة الشرعية واستنفار القبائل للقتال، كما عقد الفرنسيون والأسبان مؤتمرا بمدريد قرر تنسيق العمليات الحربية بين القيادتين، ومكافحة تجارة الأسلحة بين دولة الريف وأوروبا بتنظيم الدوريات على طول السواحل الشمالية للمغرب، وقد شارك الأسطول البريطاني بالمراقبة في مياه طنجة الإقليمية، كما تعهد الطرفان بعدم القيام بعمل دبلوماسي أو توقيع صلح منفرد مع العدو دون الاتفاق مع الطرف الآخر، وقبل القيام بالهجوم الكبير أصدرت الحكومتان بلاغا رسميا في 22 محرم 1344هـ، 12 أغسطس 1925م أبدتا فيه استعدادهما للتسليم باستقلال الريف إداريا بشرط أن يعترف الأمير الخطابي للسلطان بالسيادة العليا الممثلة في شخص خليفة تطوان، وذلك من قبيل المناورة السياسية فيما يبدو.
استيلاء الأسبان على أغادير
وفي 16 صفر 1344هـ، 5 سبتمبر 1925م، نجح الأسبان بمعاونة البحرية الفرنسية في إنزال جنودهم إلى مكان قرب خليج الحسيمات واستطاعوا في بداية الشتاء الاستيلاء على أغادير عاصمة الأمير.
واغتنم الفرنسيون توقف العمليات الحربية في فصل الشتاء باستمالة القبائل الموالية له، فبدأت هذه الأخيرة تنفض من حوله وتسارع للحصول على أفضل الشروط من الفرنسيين والأسبان، وبعدما فشلت محاولات الأمير الخطابي لإيقاف هذا الانحلال لم يتردد في طلب عقد هدنة لإنهاء النـزاع عن طريق المفاوضات، ووضعت الحكومتان الفرنسية والأسبانية لذلك شروطا قاسية تتمثل في الاعتراف باستقلال الريف الإداري في حدود المعاهدات الدولية (أي قبول معاهدة الحماية)، والاعتراف بسيادة السلطان، ومغادرة الخطابي للبلاد وتجريد قبائل الريف من السلاح.
فلما قبلها الأمير على أمل أن يحفظ لأهل الريف قدرا من الاستقلال الذاتي، وانعقدت المفاوضات بوجدة في 5 شوال 1344هـ، 18 أبريل 1926م، وراح المفاوضون الفرنسيون والأسبان يعرقلونها بتقديم مزيد من المطالب المتعسفة؛ مما أدى إلى فشل المحادثات واستئناف القتال؛ فسقط مقر الأمير الخطابي في حصن ترجست في 10 ذي القعدة، 23 مايو، واستسلم هو بدوره للفرنسيين بعد يومين، فاعتبروه أسير حرب ونفوه مع أخ له وبعض أقربائهما إلى جزيرة ريونيون في المحيط الهندي، وحين أرادوا نقلهم إلى فرنسا بعد عشرين سنة استغل الأمير وصول السفينة التي تقلهم إلى السويس فلجأ إلى السلطات المصرية في سنة 1366هـ، 1947م، واستقر بالقاهرة إلى أن توفي بها في سنة 1382هـ، 1963م، وهو لا يؤمن بغير الكفاح المسلح وسيلة لتحرير بلاد المغرب العربي.
الاستعمار وَتقسيم المغرب الأقصى
الاستعمار وتقسيم المغرب الأقصى
فرضت فرنسا في 11 ربيع الآخر 1330هـ، 30 مارس 1912م على السلطان عبد الحفيظ توقيع معاهدة حماية من تسع مواد جعلت من المغرب الأقصى محمية وصفها شبيه بما آلت إليه تونس في سنة 1300هـ، 1883م، بعد توقيع معاهدتي باردو والمرسي؛ ذلك لأن مواد المعاهدة جردت السلطان من كل سلطاته الفعلية في الداخل والخارج، وأحالتها إلى إدارة الحماية وعلى رأسها المقيم العام الفرنسي، وسمحت لها بإدخال ما تراه نافعا من إصلاحات إدارية وقضائية ومالية وعسكرية، كما جعلت تمثيل المغرب الأقصى في الخارج بأيدي ممثلي فرنسا وقناصلها، ولم تبق للسلطان إلا السلطة الاسمية المتمثلة في توقيع المراسيم التشريعية التي كانت تقدم له، كما لم تبق من حكومة المخزن سوى المظهر الشكلي التقليدي.
وجعلت المقيم العام ممثلاً لفرنسا لدى السلطان يسهر على تنفيذ المعاهدة، ووسيط السلطان في علاقاته مع ممثلي الدول الأجنبية، ومكلفًا بكل المسائل المتعلقة بالأجانب، ولديه سلطة الموافقة ونشر كل المراسيم الصادرة عن السلطان، وقد دفعت هذه القيود التي فرضتها معاهدة الحماية وسخط الأهالي السلطان عبد الحفيظ إلى التنازل في سنة 1330هـ، 1912م لأخيه يوسف بن الحسن.
اتفاقية اقتسام المغرب
ووقعت فرنسا في 17 ذي الحجة 1330هـ، 27 نوفمبر 1912م اتفاقية مع أسبانيا لاقتسام المغرب بينهما، وقد ميزت الاتفاقية بين قسمين في منطقة النفوذ الأسباني من حيث وضعهما القانوني، فيشمل القسم الأول جيبـي سبتة ومليلة ومنطقة إفني في الجنوب حيث تمارس أسبانيا حقوق السيادة دون قيد، ويشمل القسم الثاني شمالي المغرب من الحدود الجزائرية إلى نقطة جنوب ميناء العرائش على ساحل الأطلسي تستمد أسبانيا وجودها فيه من معاهدة الحماية بين فرنسا والسلطان، ويمثله به خليفة يقيم بتطوان ويخضع لإشراف الإدارة الأسبانية، كما يخضع هو نفسه للإقامة العامة الفرنسية، وتمارس فيه أسبانيا صلاحيات الحماية.
كما تؤكد الاتفاقية على جعل طنجة منطقة محايدة، ثم تطور أمرها إلى التدويل في جمادى الأولى 1342هـ، ديسمبر 1923م.
المغرب الأقصى في عهد الحماية
وبذلك أصبح المغرب الأقصى في عهد الحماية مقسما إلى أربع مناطق تختلف كل منها عن الأخرى من حيث الوضع القانوني، وفي منطقة الحماية الفرنسية، قسم المقيم العام إدارة المغرب إلى ثلاثة أجهزة هي:
إدارة المخزن التي احتفظت بطابعها القديم، والإدارة الشريفية الجديدة التي يقوم بها مثقفون مغاربة لإدارة الشؤون الفنية الخاصة بالأهالي، والإقامة العامة التي تهيمن على سياسة البلاد العليا في مجالات الخارجية والدفاع والأمن العام، ولم يبق في مجلس الوزراء سوى ثلاثة مغاربة، هم:
الصدر الأعظم الذي انتقلت معظم اختصاصاته إلى الكاتب العام للحماية، ووزير العدل الذي صارت سلطاته الحقيقية على المحاكم الشرعية والمعاهد الدينية بيد رئيس مراقبة العدل بالإدارة الشريفية، في حين كانت إدارة العدل فرنسية محضة، ووزير الأوقاف الذي كانت سلطته الفعلية بيد موظف فرنسي لدى الإدارة الشريفية، في الوقت الذي وضعت فيه إدارات الفلاحة والمالية والأشغال العامة والبريد والصناعة بأيدي مديرين فرنسيين يديرونها إدارة مباشرة، كما عين مراقبون فرنسيون خارج العاصمة بالجهات لمراقبة الباشوات وقادة الأقاليم المغاربة، وفي ظل هذه الإدارة، دخل المغرب الأقصى مستوطنون زراعيون فرنسيون وأصحاب حرف ورجال أعمال وتجارة، ورغم أن المقيم العام «ليوتي» لم يكن يشجع الهجرة، فقد بلغت مساحة الأراضي التي امتلكها فرنسيون في عهده 400 ألف هكتار.
الهجرة والاستيطان في المغرب
وقد فتح باب الهجرة والاستيطان بعده على مصراعيه، فاستغل مستوطنو الجزائر سهل الملوية في الشرق، وتركز عدد كبير من المعمرين في سهل الشاوية، وفي رجب 1337هـ، أبريل 1919م، استصدرت الإقامة العامة ظهيرا بجواز استغلال أراضي القبائل غير المزروعة في مقابل إيجار رمزي، وبلغت الملكيات الأوروبية في الأربعينات من القرن العشرين نحو مليون هكتار استأثرت بنصيب الأسد في توزيع المياه؛ مما أوقع ضررًا كبيرًا بالزراعة الأهلية، كما قامت شركات رأسمالية فرنسية خاصة بالبحث عن الثروات الباطنية واستغلت مناجم للفوسفات والمعادن كالحديد والمنجنيز والرصاص والكوبالت والنحاس وغيرها بالمغرب.
الحركة الوطنية المغربية
سعت فرنسا لإثارة النعرة البربرية في المغرب الأقصى، فاستصدرت الإقامة ظهيرًا (أو قانونًا) في 1332هـ، 1914م، يخرج البربر من دائرة القضاء الشرعي ويجعل مجلس الجماعة أو القبيلة مختصًّا بنظر الشئون المدنية.
وكان المقيم «لوسيان سان» محاطا بجماعة من مستشارين عرفت بالكتلة البربرية؛ لأنها تدعو إلى فصل البربر عن حكومة المخزن تمهيدًا لإدماجها في البيئة الفرنسية، وتضمنت خطتهم إحياء اللهجات البربرية بكتابتها بحروف لاتينية، كما ركز المنصرون نشاطهم في مناطق البربر، وفي 1349هـ، 1930م، استصدر المقيم العام ظهيرًا جديدًا أعطى مجالس الجماعة صفة رسمية حولها إلى محاكم مدنية، وقضى بتسجيل عرف البربر ليصبح قانونا معترفا به لتلك المحاكم، كما نزع النظر في الجنايات من قضاء القادة والباشوات الذين يمثلون السلطان، وأنشأ محاكم جديدة في مناطق البربر من قضاة فرنسيين لتطبيق القانون الجنائي الفرنسي فيها، فاصطدم ذلك الظهير بمعارضة شديدة من قبائل البربر ذاتها، ورد فعل عنيف في المغرب وعامة العالم الإسلامي.
جمعيات خاصة للمقاومة المغربية
وقد بدأت الحركة السياسية الوطنية في المغرب على هيئة جمعيات خاصة ذات أهداف تعليمية واجتماعية أسسها شباب من خريجي المدارس الفرنسية في الرباط أمثال أحمد بلافريج، إلى جانب جمعيات دينية سلفية أنشأها شباب القرويين بفاس أمثال علال الفاسي لمقاومة الطرق الصوفية وعقائدها.
وتقارب شباب الرباط وفاس حتى كونوا نواة كتلة العمل المغربي، التي برزت كحركة سياسية واسعة النطاق بعد صدور الظهير البربري، فأصدرت في سنة 1351هـ، 1932م مجلة باللغة الفرنسية كانت بباريس تحت اسم مجلة المغرب، وفي المغرب باسم مجلة العمل المغربي، كما نزلت الكتلة إلى ميدان العمل الجماهيري في 1353هـ، 1934م بمناسبة زيارة السلطان محمد بن يوسف (1346 -1380هـ) لفاس.
وكان برنامجها يتلخص في إلغاء مظاهر الحكم المباشر الفرنسي وتطبيق معاهدة الحماية نصًّا وروحًا، وقيام حكم ملكي دستوري وإلحاق المغاربة بالوظائف، والفصل بين السلطات، وتأسيس مجالس بلدية وإقليمية ومجلس وطني جميع أعضائه من المغاربة.
وقد حاولت الكتلة الاستفادة من قيام حكومة الجبهة الشعبية في فرنسا في سنة 1355هـ، 1936م فأصدرت جريدتي الأطلس بالعربية والعمل الشعبي بالفرنسية، وشرع علال الفاسي ومحمد الوزاني في تنظيم حزب حقيقي، انتخبت له لجنة مؤقتة ريثما تسمح الظروف بعقد مؤتمر وطني فكانت الرئاسة للفاسي والأمانة العامة للوزاني، بيد أن الوزاني أعلن انسحابه من الكتلة على إثر ذلك وتأسيس حزب مستقل باسم حزب الشعب، فحل محله في الأمانة العامة للكتلة أحمد بلافريج، وتزعم فرع الكتلة في منطقة الاحتلال الأسباني عبد الخالق الطريس، لكن هذا الفرع انفصل بعد انقلاب فرانكو في أسبانيا.
الحزب الوطني لتحقيق المطالب المغربية
وعندما عمدت السلطات الفرنسية إلى حل الكتلة في 25 ذي الحجة 1355هـ، 8 أغسطس 1937م، أعاد قادتها تكوينها باسم الحزب الوطني لتحقيق المطالب المغربية الذي استطاع أن يظفر بالاعتراف الرسمي، غير أن تأييد هذا الحزب لحركة مكناس ضد تحيز الإدارة في توزيع مياه الري للمعمرين الفرنسيين سنة 1356هـ، 1937م عرضه للحل من قبل المقيم العام نوجيس الذي نفى قادة الحزب، بمن فيهم علال الفاسي، إلى خارج البلاد أيضًا.
وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية أعلن السلطان محمد بن يوسف في 18 رجب 1358هـ، 3 سبتمبر 1939م، عن تأييده ودعمه لفرنسا وحلفائها، لكن سياسة حكومة فيشي تجاه المستعمرات أفقدته الثقة بفرنسا، كما رحب بالجيوش الأمريكية عند نزولها بالمغرب في سنة 1361هـ، 1942م؛ مما جعل الرئيس روزفلت ينتهز فرصة لقائه بتشرتشل بالدار البيضاء في صفر 1362هـ، ديسمبر 1943م، ليقابل السلطان دون وساطة المقيم العام الفرنسي.
وقد ساهمت الفرق المغربية في العمليات الحربية للحلفاء بأوروبا مساهمة مشهودة ضمن جيوش فرنسا الحرة إلى جانب إخوانهم الجزائريين والتونسيين.
مبادئ الحزب
وفي 16 محرم 1363هـ، 11 ديسمبر 1944م عقد الوطنيون المغاربة مؤتمرًا شكّل تحولاً في تاريخ الحركة الوطنية المغربية؛ بسبب تأسيسه لحزب الاستقلال وقراره العدول عن سياسة الاستقلال على مراحل، ومطالبته بإسقاط الحماية مباشرة شرطًا مقدمًا للتفاوض مع فرنسا، وقد رفع الحزب ثلاثة مبادئ إلى السلطان تتمثل في المطالبة باستقلال المغرب ووحدة أراضيه، وبتوثيق الروابط مع دول العالم عامة والدول العربية والإسلامية خاصة، وبالمحافظة على الملكية مع جعلها ملكية دستورية؛ فأظهر السلطان عطفه على الحزب ومبادئه وظل كذلك حتى حصول المغرب على استقلاله، في حين رد المقيم العام الفرنسي جبريل بيو على بيان الحزب باعتقال الزعماء وقمع المظاهرات الجماهيرية التي خرجت تأييدًا له في الدار البيضاء.
وفي فاس خلال شهر صفر 1363هـ، فبراير 1944م، وأرسلت حكومة باريس تهدد السلطان، ولكنها اضطرت أمام التصميم الشعبي واحتجاجات السلطان، إلى تعيين الاشتراكي «إريك لوبون» مقيمًا عامًّا جديدًا في أوائل 1365هـ، 1946م، فبادر بإطلاق سراح معظم المعتقلين السياسيين وإعادة الزعماء المنفيين ومن بينهم علال الفاسي وأحمد بلافريج ومحمد الوزاني، وباشر إصلاحات إدارية واقتصادية لم ترض الوطنيين وأغضبت المستوطنين، فاستغل وزير الخارجية الفرنسية خطاب السلطان في طنجة في سنة 1366هـ، 1947م الذي أعلن فيه عن وحدة أراضي المغرب وأشاد بجامعة الدول العربية؛ ليقنع الحكومة بإرسال الجنرال ألفونس جوان مقيمًا عامًّا جديدًا، وهو ابن أحد المستوطنين بالجزائر، لإرهاب السلطان والوطنيين، فامتد عهده من 1366 إلى 1371هـ، 1947 إلى 1951م، قضى خلاله على جميع الحريات، كما باشر برنامج إصلاحات ترمي إلى إرساء مبدأ السيادة المزدوجة الذي لم يسبق أن صرح به الفرنسيون بالنسبة للمغرب الأقصى، بعكس ما فعلوا في تونس.
إطلاق الحريات العامة
وعندما فشلت كل محاولات حزب الاستقلال للتفاوض مع باريس مباشرة وإقناعها بحسن نواياه، وضاق الخناق على زعمائه بالمغرب التحق علال الفاسي بالقاهرة في جمادى الآخرة 1366هـ، مايو 1947م، وفي السنة نفسها حل بها الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي وتولى زعامة مكتب المغرب العربي، وذلك في الوقت الذي كان السلطان يقاوم ما استطاع سياسة المقيم العام ويرفض توقيع الظهائر (أو القوانين) التي يقدمها إليه، وهو الأمر الذي جعل الحكومة الفرنسية تدعوه لزيارة باريس لعلها تحوله عن موقف المعارضة، لكنه قدم مذكرتين في ذي الحجة 1369هـ، أكتوبر 1950م، عبر فيهما عن رغبته في إطلاق الحريات العامة وتغيير طبيعة العلاقات مع فرنسا، وذلك معناه إلغاء الحماية، فدفع المقيم العام تهامي الجلاوي، صاحب النفوذ في الجنوب، لجمع القبائل الموالية له والزحف على الرباط في ربيع الآخر 1370هـ، يناير 1951م.
وعندها حاصرت القوات الفرنسية القصر بدعوى حماية السلطان، وقدم المقيم العام إليه إنذارًا يطالبه فيه بإصدار بيان إدانة لحزب الاستقلال أو التنازل عن العرش وإلا عزله، واضطر السلطان مكرها لتوقيع الاستنكار المطلوب دون ذكر للحزب، واستغلت الإقامة العامة التصريح لاعتقال مزيد من الوطنيين وإجبار السلطان على عزل الموظفين المشتبه في ميلهم لحزب الاستقلال وإبعاد عدد منهم عن البلاد؛ وكان لذلك صدى في البلاد العربية والعالم، فأبدت الجامعة العربية تأييدها للمغرب ورفعت قضيته إلى هيئة الأمم المتحدة، التي رفضت التدخل في المسألة.
مذكرة الأماني الوطنية
في نهاية 1371هـ، 18 أغسطس 1951م، عينت فرنسا الجنرال جيوم مقيمًا عامًّا جديدًا بالمغرب فلم تختلف سياسته عن سياسة سلفه؛ مما جمد العلاقات بين فرنسا والسلطان، وتشكلت جبهة وطنية من الأحزاب المغربية قدمت في 17 ربيع الآخر 1371هـ، يناير 1952م مذكرة إلى هذا الأخير تضمنت الأماني الوطنية، كما قدمت الدول العربية المستقلة احتجاجًا إلى هيئة الأمم المتحدة وفرنسا عن الحالة بالمغرب؛ مما شجع السلطان على توجيه مذكرة جديدة إلى رئيس الجمهورية الفرنسية في 14جمادى الآخرة، 14 مارس أيد فيها المطالب الوطنية.
وأثيرت القضية المغربية من جديد أمام الأمم المتحدة، وفي تلك الأثناء اغتيل الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد فأعلن حزب الاستقلال الإضراب العام تضامنًا، وواجهت السلطات الاستعمارية المظاهرات الشعبية في الدار البيضاء بالرصاص فأحدثت مذبحة، واعتقلت أعدادا كبيرة بمن فيهم قادة الحزب، كما أعلنت حل الحزب وتعطيل الصحف العربية.
اعتراف فرنسا بمبدأ استقلال المغرب
وعندما تولت الحكم في باريس حكومة «لانييل» اليمينية في رمضان 1372هـ، مايو 1953م التي شغل وزارة الخارجية فيها «بيدو»، تجددت فكرة خلع السلطان، ونشط تهامي الجلاوي من جديد في الجنوب، يساعده عبد الحي الكتاني رئيس الطريقة الكتانية، فقدم عرائض إلى الحكومة الفرنسية تطالب بعزل السلطان فأقدمت على الأمر بخلعه في يوم عيد الأضحى 1372هـ، 20 أغسطس 1953م، ونقل إلى كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر، وتنصيب محمد بن عرفة سلطانًا على المغرب.
وكان رد الشعب بدخول الكفاح المسلح، رغم أن معظم زعماء حزب الاستقلال كانوا إما رهن الاعتقال أو خارج البلاد، وتجلى ذلك في عمليات الاغتيال التي أخذت تتفشى في أواسط المتعاونين مع فرنسا والموالين لها منذ أواسط 1373هـ، أوائل 1954م، وجرت محاولة لاغتيال ابن عرفة نفسه، وكذلك إحراق مزارع المستوطنين، كما تمت مقاطعة البضائع الفرنسية بنجاح كبير وخاصة تجارة التبغ، وأصر حزب الاستقلال على رفض أي حل قبل عودة السلطان وإلغاء جميع المراسيم التي صدرت في عهد ابن عرفة، كما زحفت القبائل على المدن الصغيرة داخل الأطلس الأوسط بمناسبة الذكرى الثانية لخلع السلطان وأوقعت خسائر فادحة في الأرواح بين المستوطنين؛ فاضطرت فرنسا (تحت ضغط المقاومة المسلحة المغربية التي زادت عملياتها خلال الأشهر الأولى من 1375هـ، الأخيرة من 1955م؛ مما حول المغرب إلى ساحة حرب حقيقية، وتحت ضغط الثورة الجزائرية والرأي العام الدولي) إلى التراجع، فنقلت محمد بن يوسف إلى فرنسا واستقبلته بباريس، وأصدرت معه تصريحًا مشتركًا في 21 ربيع الآخر 1375هـ، 6 نوفمبر 1955م، اعترفت فيه فرنسا بمبدأ استقلال المغرب وإقامة ملكية دستورية به.
اتفاقية عام 1956م
وعاد السلطان إلى عرشه باسم محمد الخامس؛ ليواصل المفاوضات مع فرنسا، في حين تواصل الكفاح المسلح إلى أن تم توقيع اتفاقية 20 رجب 1375هـ، 2 مارس 1956م، التي أعلنت عن إلغاء الحماية والاعتراف باستقلال المغرب ووحدة أراضيه، وتلاها في 10 شوال، 20 مايو، بيان أسباني مغربي مماثل، كما ألغي النظام الدولي لطنجة في نهاية ذلك العام، لكن ظهرت مشكلة الجيوب الأسبانية (سبتة ومليلة)، والمحميات الجنوبية (إفني والصحراء الغربية) التي تشبثت بها أسبانيا، ومشكلة موريتانيا التي كانت تحت الاستعمار الفرنسي، وأسست فيها فرنسا دولة إفريقية تدرجت من الحكم المحلي إلى الاستقلال الذاتي في 1378هـ، 1958م، ثم إلى السيادة الكاملة ضمن العائلة الفرنسية في 8 جمادى الآخرة 1380هـ، 28 نوفمبر 1960م، حين أعلن قيام الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
استقلال المغرب
استقلال المغرب
شرع الملك محمد الخامس في تغيير أنظمة الحكم القديمة منذ توليه السلطة في 1375هـ، 1955م، لكنه لم يتخذ إجراء حاسما لوضع دستور للبلاد، وإنما اكتفى بتعيين مجلس استشاري على أساس أن المغرب لم يتهيأ للنظام البرلماني، ولا بد من المرور بمرحلة انتقالية؛ مما جعل من الدستور مطلبا تناضل من أجله القوى السياسية، وقد تولى بنفسه رئاسة الحكومة عندما عجز عن التوفيق بين الأحزاب لإنشاء حكومة ائتلافية في ذي القعدة 1379هـ، مايو1960م، واستمر القصر يسيطر مباشرة على الجيش والشرطة فوق رءوس الوزراء المختصين، كما سار ابنه الحسن الثاني، الذي تولى العرش في 10 رمضان 1380هـ، 26 فبراير 1961م، على السياسة نفسها فجدد الوعد بالدستور للسنة التالية، وسار المغرب في عهده خطوات واسعة في اتجاه إرساء نظام ملكي دستوري.
الأحزاب السياسية المغربية
نشطت على الساحة السياسية بالمملكة عدة أحزاب كان أشهرها وأكثرها تأثيرا في بداية عهد الاستقلال: حزب الاستقلال بزعامة علال الفاسي وأحمد بلافريج، وحزب الشورى والاستقلال بزعامة محمد حسن الوزاني، ثم ظهر حزب اتحاد القوى الشعبية في أواسط 1379هـ، أواخر 1959م، بانفصال الجناح اليساري من حزب الاستقلال وتكتله في حزب مستقل، وهو الأمر الذي أدى إلى انقسام في الحركة النقابية المغربية بدورها، نتيجة ميل غالبية أعضاء الاتحاد المغربي للشغل إلى الحزب الجديد، ومن أشهر زعماء ذلك الحزب الزعيم الراحل المهدي بن بركة والمحجوب بن صديق.
أحزاب مغربية جديدة
وقد ظهرت على مر السنين أحزاب جديدة، كما تغيرت أسماء بعض الأحزاب القديمة، فبرزت في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في ذي الحجة 1413هـ، يونيو 1993م على الساحة السياسية المغربية مجموعتان من الأحزاب هما ما يمكن أن نسميهما بأحزاب الأغلبية المعارضة، وتضم المجموعة الأولى كتلة الوفاق الوطني المؤلفة من الحزب الوطني الديمقراطي والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية بالإضافة إلى الحركة الوطنية الشعبية وحزب التجمع الوطني للأحرار، بينما تضم المجموعة الثانية الكتلة الديمقراطية المؤلفة من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبـي وحزب التقدم والاشتراكية بالإضافة إلى الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل وحزب العمل وحزب الشورى والاستقلال.
استقرار الحياة السياسية في المغرب
تؤيد غالبية الأحزاب المغربية النظام الملكي؛ مما يفسر اشتراك قادة معظم هذه التنظيمات في حكومات سابقة وتداولها بين السلطة والمعارضة، إلا أن التفاف الأحزاب حول القصر على هذا النحو لا يعني عدم تعرض المغرب لبعض الهزات السياسية، فقد تعرض الملك الحسن الثاني لمحاولتي انقلاب في سنتي 1391 و1392هـ، 1971 و1972م.
وقد تميز مطلع القرن الخامس عشر الهجري، (الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين الميلادي) باستقرار أكثر، لكن مسألة البطالة ما زالت تمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للمغرب، وخاصة بطالة الشبان الذين يشكلون أكثر من نصف سكان البلاد؛ نظرا لارتفاع نسبة التزايد السكاني (أكثر من 27.9 في الألف).
وتنعكس هذه الظاهرة في تواصل حركة النـزوح وتوسع دوائر أحياء الصفيح حول المدن الكبرى، والساحلية منها خاصة، كالدار البيضاء والرباط وسلا والقنيطرة وطنجة، وكذلك استمرار سيل هجرة الشباب المغربي إلى الخارج بحثًا عن العمل، وبالخصوص في فرنسا وأسبانيا ودول الاتحاد الأوروبي، ثم إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، كما يدفع تفاقم التضخم المالي والعجز في الميزان التجاري النظام إلى مزيد من البحث عن صيغ جديدة للتعامل مع دول الاتحاد الأوروبي.
أهمية الزراعة المغربية
ومن الجدير بالذكر أن المملكة المغربية تحظى بفلاحة غنية ومتنوعة؛ نظرًا لتنوع المناخات، فتشغل غراسات الزيتون والحمضيات والكروم وزراعات القطن واللفت السكري والأرز أخصب الأراضي، في حين تنتشر غراسات الفواكه المختلفة والخضراوات وزراعة الحبوب في مختلف المناطق، لكنها تقوم بالأساس على الطرق الفلاحية التقليدية، كما تنتج الواحات أصنافًا متوسطة الجودة من التمور، ولا يساهم قطاع تربية الماشية في التصدير؛ نظرًا لارتفاع معدل الاستهلاك المحلي، بخلاف قطاع الصيد البحري الذي يتميز بثرائه وازدهاره، وهو يزود مصانع تعليب السردين بآسفي والمحمدية بحاجاتها.
الثروات المنجمية في المغرب
وتحتل الثروات المنجمية مركزًا مرموقًا في الاقتصاد المغربي وخاصة الفوسفات (فالمغرب تأتي في المرتبة الثالثة بين الدول المنتجة عالميًّا)، وتقع أهم مناجمه في خريبكة واليوسفية ومصقالة، ويليه في الأهمية الحديد والمنجنيز، في أميني، والرصاص والكوبالت والنيكل والزنك والقصدير والنحاس بكميات أقل، في حين لا تملك المملكة من مصادر الطاقة ما يفي بحاجتها، وتتمثل تلك المصادر في كميات قليلة من فحم الأنتراسيت في جرادة، وأخرى من النفط، مع مجموعة من السدود الكبرى لتوليد الطاقة الكهرومائية كسدود القنصرة وإمفوت وبين الويدان.
الصناعات المغربية
وتقوم الصناعات في المدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط وآسفي وسلا وغيرها بتحويل المواد الأولية المحلية، فنجد مصفاة تكرير النفط بسيدي قاسم ومعاصر الزيتون ومصانع الجلود والقطنيات والمصبرات الغذائية.
وقد حققت الصناعة الكيميائية تطورا ملحوظا وبالخصوص المتعلقة منها بصناعة الأسمدة، كما تتم معالجة الرصاص والقصدير في مواقع إنتاجها، وهي تمثل مع الفوسفات والحمضيات أهم صادرات المغرب، وتتجه أكبر نسبة من المبادلات التجارية المغربية إلى فرنسا وتليها في الأهمية دول السوق الأوروبية المشتركة الأخرى، كما تمثل السياحة ركيزة أساسية للاقتصاد المغربي؛ نظرا لتشجيع الحكومة لهذا القطاع، واستفادته من تنوع المناظر الطبيعية والمناخات بالبلاد.
السياسة الخارجية للمغرب
أما على مستوى السياسة الخارجية، فقد أصبحت المملكة المغربية عضوًا في هيئة الأمم المتحدة في سنة 1376هـ، 1956م، وفي جامعة الدول العربية في سنة 1378هـ، 1958م، كما بدأت فرنسا تسحب قواتها منذ 1376هـ، 1957م، وقد استغل الملك محمد الخامس إجراء أول تجربة ذرية فرنسية في الصحراء الكبرى، لكي يلغي الاتفاقية الدبلوماسية المعقودة بين بلاده وفرنسا في سنة 1375هـ، 1956م، وبدأت محادثات لإجلاء القوات الفرنسية، فأسفرت عن تحديد شهر شوال 1380هـ، مارس 1961م، آخر موعد للجلاء باستثناء بعض القواعد الجوية التي يقتصر تشغيلها على التدريب، وقد تم الجلاء عنها أيضا في عهد الملك الحسن الثاني في جمادى الأولى 1381هـ، أكتوبر 1961م.
أما القواعد العسكرية الأمريكية التي كانت تتمثل في: أربع قواعد جوية حصلت عليها الولايات المتحدة بمقتضى معاهدات مع فرنسا في عهد الحماية، وقد جدد الملك محمد الخامس العمل بها عند حصول المغرب على استقلاله.
وقاعدة بحرية على ساحل الأطلسي تعود إلى آخر عمليات الحرب العالمية الثانية، فقد تمت تصفيتها فيما بين 1383 و1391هـ، 1963 و1971م.
القمة الخماسية المغاربية
وقد مهد الانفراج في العلاقات بين المغرب والجزائر إلى عقد القمة الخماسية المغاربية في سنة 1408هـ، 1988م، بين الملك الحسن ورؤساء كل من تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا، التي تمت فيها المصالحة بين قادة تلك الدول وخاصة بين الملك الحسن الثاني وكل من الرئيس الشاذلي بن جديد والعقيد معمر القذافي الذي راوحت علاقاته به بين القطيعة والتحالف إلى حد الاشتراك معا في إقامة الاتحاد العربي الإفريقي في ذي القعدة 1404هـ، أغسطس 1984م. وقد تمخضت القمة المغاربية عن إعلان قيام اتحاد دول المغرب العربي.
إسهام المملكة المغربية عربيًّا
وعلى مستوى علاقات المملكة المغربية مع أقطار المشرق العربي ومشاركتها في حل مشاكل المنطقة، يسجل إسهام المملكة بإرسال فرقة عسكرية إلى سوريا في سنة 1392هـ، 1972م للمرابطة بجبهة الجولان دعما للمجهود السوري في حرب رمضان 1393هـ، أكتوبر 1973م ضد إسرائيل، كما ساهمت المملكة أيضا بفرقة عسكرية في القوات الدولية إبان أزمة الخليج في سنة 1411هـ، 1991 - 1992م إثر الاحتلال العراقي للكويت.
كما تنسب الأوساط الإعلامية الغربية للملك الحسن الثاني دورا في إعداد زيارة الرئيس المصري أنور السادات للقدس المحتلة في ذي الحجة 1397هـ، نوفمبر 1977م، وهي الزيارة التي مهدت لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، وكذلك دورًا في تقريب وجهات النظر بين الحكومة الإسرائيلية ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب الدور الذي قامت به كل من مصر وفنلندا في القضية نفسها؛ مما مهد السبيل للقاء عرفات - بيريز بواشنطن في ربيع الآخر 1414هـ، سبتمبر 1993م، لتوقيع اتفاق المبادئ على الحكم الذاتي الفلسطيني في أريحا وغزة، علما بأن الملك الحسن الثاني كان يرأس لجنة القدس الشريف منذ انعقاد المؤتمر العاشر لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي بفاس في جمادى الآخرة 1399هـ، مارس 1979م إلى حين وفاته في عام 1999م، وتم اختيار الملك محمد السادس رئيسا للجنة، وفي عام 1992م، ترأس الملك الحسن اجتماعات قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت بالدار البيضاء، كما شارك في قمة (صانعي السلام) بشرم الشيخ بمصر.
وفي 23 يوليو 1999م، توفي الملك الحسن الثاني بعد أن عمل على توحيد بلاده ودعم استقلالها، وبذل جهودا كبيرة من أجل لم الشمل الإسلامي والعربي والإفريقي، وفي اليوم نفسه تلقى الملك محمد بن الحسن البيعة في قاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط.
المعالم الجغرافية
السطح
الموقع الجغرافي للمغرب
تقع المملكة المغربية في الزاوية الشمالية الغربية من قارة إفريقيا، وتحدها الجزائر من الشرق والجنوب، وموريتانيا من الجنوب، والبحر المتوسط من الشمال، بساحل طوله 468كم، والمحيط الأطلسي من الغرب، بساحل يتجاوز طوله 2500كم، ولا يفصلها عن أوروبا سوى مضيق جبل طارق - الذي يلتقي فيه البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي ـ عن إسبانيا بنحو 13كم فقط.
والمغرب دولة عربية كان يطلق عليها أيضا اسم مراكش.
الأقاليم المغربية
تنقسم المغرب إلى أربعة أقاليم كبيرة، هي: الأراضي الساحلية المنخفضة، وسلسلة جبال أطلس، والصحراء، والسهول. الأراضي الساحلية المنخفضة: وهي تقع على امتداد ساحل البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وترتفع الأرض بالتدريج من الساحل الأطلسي مكونة هضبة تمتد باتجاه الجبال، وتروى أراضي المزارع الخصبة في المنخفضات الساحلية بواسطة المياه التي تجلبها الأنهار الضحلة العديدة بالإقليم، وتزرع هنا أكثر المحاصيل المغربية، وتوجد سهول خصبة على امتداد السواحل المغربية، كما تمتد الجبال المغطاة بالغابات عبر وسط الدولة من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، وتمتد وراء أطلس الصحراء أكبر صحاري العالم المعروفة باسم الصحراء الكبرى، وهو إقليم متسع قاحل يغطي مساحة تبلغ نحو تسعة ملايين كيلو متر مربع. والرباط عاصمة المغرب، والدار البيضاء أكبر المدن.
سلسلة جبال أطلس
تنقسم الجبال في المغرب إلى سلسلتين رئيسيتين: الأولى ساحلية بجوار ساحل البحر المتوسط وتعرف باسم الريف أو أطلس الساحلية، والثانية إلى الداخل قليلا وتعرف باسم جبال أطلس أو أطلس الداخلية، وتنقسم الأخيرة إلى ثلاث سلاسل متميزة: أطلس الكبير، وأطلس المتوسط، وأطلس الصغير (أو جبال أطلس الصحراوية)، وتقطع هذه الجبال أودية عميقة خصبة.
سكان المغرب
يتكون سكان المغرب من مجموعتين عرقيتين متميزتين، وهما: العرب، والبربر، وهو تقسيم يعتمد (بشكل رئيسي) على اللغة التي يتكلمونها.
وسكان المغرب مسلمون، وتعد الزراعة والفلاحة والرعي النشاط الاقتصادي الأول، ويعيش حوالي نصف السكان 51% في المناطق الريفية. ولقد حكمت كل من فرنسا وأسبانيا المغرب منذ أوائل القرن العشرين الميلادي حتى نالت استقلالها في عام 1956م، ومنذ السبعينات من القرن العشرين عاشت المغرب في حرب ضد أعضاء من حركة الاستقلال المعروفة باسم «جبهة البوليساريو» في الصحراء الغربية، وهي منطقة تقع على حدودها الجنوبية.
وفي عام 1975م نظم المغرب المسيرة الخضراء واسترجع سلميًّا صحراءه بعد نزوح القوات الأسبانية من المنطقة.
جبال الريف في المغرب
تقع في شمالي المغرب ممتدة بمحاذاة ساحل البحر المتوسط على شكل أقواس واسعة من مضيق جبل طارق حتى نهر ملوية، ويبلغ ارتفاعها 2456 مترا في الوسط، و1800 متر في الشرق، ثم تضيق في الغرب قبل أن تنحدر طبقاتها نحو المحيط، ويعتقد أن هذه السلسلة جزء من جبال سييرانيفادا في إسبانيا، وأنهما كانتا متصلتين قبل أن يتكون مضيق جبل طارق، ويكون الساحل بجوار هذه الجبال صخريا مرتفعا كثير الرؤوس.
جبال أطلس الداخلية بالمغرب
وهي تخترق وسط المغرب من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، وتنقسم إلى: أطلس الكبير، وهي سلاسل جبلية شامخة تمتد من رأس أغادير على المحيط الأطلسي في اتجاه شمالي شرقي بطول 600كم، وعرض من 60 - 120كم، وأعلى قممها قمة جبل طوبقال، الذي يبلغ ارتفاعه 4165 مترا جنوبي مدينة مراكش، وهي أعلى قمة جبلية في الوطن العربي، وتتميز هذه الجبال بوجود الممرات والمضايق التي تسلكها الطرق المعبدة الصالحة لسير السيارات، كما تشتهر بجمالها وغاباتها التي تجتذب السياح للتنـزه والاصطياف والتزلج.
وتنقسم هذه السلسلة بدورها إلى كتلتين تنفصلان عن بعضهما البعض بواسطة ممر تلويت، والكتلة الغربية أكثر ارتفاعا من الشرقية وتوجد بها قمم عالية تتجاوز 4000 متر.
أطلس المتوسط والصغير بالمغرب
توجد جبال أطلس المتوسط في شمال أطلس الكبير، حيث يفصلهما وادي سهل ملوية، ويتراوح ارتفاعها بين 2000 و3000 متر، وأشهر جبالها جبل برابلات الذي يرتفع إلى 3190 مترا، وجبل بونصر، وتمتد هذه الجبال لمسافة 800كم، وتهطل على هذه الجبال أمطار غزيرة تتسبب في فيضان أنهار المغرب، وتكثر بها المنتجعات الصالحة للاصطياف، والبحيرات الجبلية والشلالات، وتمتد هذه السلسلة على شكل قوس من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، وتقترب من سلسلة الريف شرقا، بحيث يفصلهما ممر تازة، كما تتصل بجبال أطلس الكبير من الجنوب، وتعد هذه الجبال بمثابة خزان مياه للمغرب، حيث تنبع منها كل الأنهار الهامة فيه.
جبال أطلس الصغير (أو جبال أطلس الصحراوية)، وتمتد جنوبي أطلس الكبير، وتشرف بسفوحها الجنوبية على سهل وادي دراع (أو درعة)، وبسفوحها الغربية على سهل وادي سوس، وأعلى قممها جبل «سروا» الذي يرتفع إلى 3304 أمتار، كما تتميز سفوحها الغربية بأنها تغطيها الحشائش والغابات، في حين تكون السفوح الجنوبية شبه جرداء؛ بسبب وقوعها في ظل المطر، وترتفع هذه الجبال في الشرق إلى 2000 متر، عند اتصالها بجبال أطلس العظمى، بينما تنخفض في الغرب عند اقترابها من سواحل المحيط الأطلسي.
هضاب المغرب
تحصر السلاسل الجبلية الثلاث فيما بينها مجموعة من الهضاب العالية تعرف بالشطوط، يتراوح ارتفاعها بين 700 و900 متر، وتتميز بضيقها في الأطراف واتساعها في الوسط، ومنها: شط الجفنة، والشط الشرقي، وهضبة المزيتا أو المائدة المراكشية التي تقع إلى الشرق من سلسلة أطلس الوسطى، وتمتاز هذه الشطوط بأن تصريفها داخلي؛ ولذلك تكثر فيها البحيرات المالحة، ومنها أيضا هضبة الفوسفات وهضبة المعمورة.
السهول المغربية
تقع بين جبال أطلس بأقسامها المختلفة سهول مرتفعة ذات تربة خصبة، كسهول مراكش وتادلا وفاس ومكناس، كما تحف بساحل الأطلسي بعض السهول الفيضية الخصبة، يفصل بعضها عن الآخر مناطق من السبخات والمستنقعات، وهي سهول الشاوية، ودوكالة، وسهل سوس الذي يفصل أطلس العظمى عن أطلس الصحراوية.
الصحراء المغربية
تقع إلى الشرق والجنوب من جبال أطلس، وهو إقليم جاف أجرد يغطيه الحصى والرمال والفتات الصخرية والواحات المتناثرة.
الأنهار المغربية
تعد المغرب من أغنى البلاد العربية بالمياه، ففيها شبكة نهرية هامة من الروافد المائية الجبلية التي تنحدر نحو المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، وتنبع من جبال أطلس الوسطى بصفة عامة، وتنحدر أنهار المغرب جميعا نحو المحيط الأطلسي، عدا نهر الملوية، الذي يصب في البحر المتوسط بالقرب من الحدود الجزائرية. وتفيض أنهار المغرب في فصل الشتاء وفي مطلع الربيع، بينما تقل مياهها في فصل الصيف، ومن أهم هذه الأنهار نهر «سبو» الذي يبلغ تصريفه الأقصى 10000م3 في الثانية في بعض السنوات، وهو ما يفوق تصريف نهر دجلة، بينما يهبط التصريف في أواخر الصيف إلى 25م3 في الثانية، ونهر أم الربيع أفضل أنهار المغرب جريانا، ويتراوح تصريفه بين 35م3 في الثانية و2000م3 في الثانية في فصل الصيف، ثم نهر بورقراق، ونهر دراع (أو درعة)، ونهر سوس، ونهر الملوية ونهر تنسنيت. وتتفق أنهار المغرب جميعا في سمة واحدة هي أنها سيلية متدفقة الجريان، وتفيض سيول الريف في أشهر الخريف، كما تفيض في الربيع بعد أن يذوب الثلج فوق الجبال.
المنُ
المناخ في المغرب
يتراوح مناخ المغرب بين شبه الجاف في الجنوب، إلى المعتدل الدافئ من نمط البحر المتوسط في الشمال.
وتختلف درجات الحرارة في المغرب من مكان إلى آخر، فعلى امتداد سواحل البحر المتوسط والمحيط الأطلسي تكون الحرارة معتدلة في فصل الشتاء ولطيفة في الصيف، بحيث يؤدي ذلك إلى وجود مناطق مناسبة للسياحة الشتوية بالنسبة للأوروبيين، أما في داخل البلاد فتظهر الخصائص القارية، إذ تهبط درجات الحرارة كلما زاد الارتفاع، خاصة في أعالي الجبال، ففي قمة جبل طوبقال سجلت الحرارة 20°م تحت الصفر، وهي درجة لا يسجل مثلها في البلاد العربية إلا نادرا.
درجات الحرارة في المغرب
ويعد شهر يناير أقل الشهور حرارة، حيث يبلغ متوسطه 19°م في مراكش ومثلها في الرباط، وشهر يونيو أعلى الشهور حرارة، إذ يبلغ معدله 33°م في مراكش و25°م في الرباط، وتبلغ درجة حرارة أغادير 13.9°م في الشتاء، و 22.2°م في الصيف.
الأمطار في المغرب
بالنسبة لكمية الأمطار الساقطة في المغرب فيوجد في المغرب فصلان واضحان؛ أحدهما ممطر والآخر جاف، ويمتد الفصل الممطر عادة من أكتوبر أو نوفمبر إلى أبريل أو مايو، ويسقط معظم المطر - تقريبا - في هذه الفترة، ويختلف المطر السنوي في كل إقليم، إذ يتراوح معدله بين 229 ملم في مراكش و533 سم في الرباط، وتبلغ كمية المطر الساقطة أقصاها في جبال الريف، حيث تسببها الرياح الغربية العكسية القادمة من المحيط الأطلسي وخليج كاليفورنيا في فصل الشتاء، وتصل إلى 800 ملم في أعالي أطلس الوسطى، وتتناقص كلما اتجهنا نحو الجنوب، بحيث لا تزيد على 200 ملم في حوض السوس المحصور بين جبال أطلس العظمى وأطلس الخلفية، كما تقل الأمطار كلما اتجهنا شرقا، وتحدث فترات من الجفاف بالمغرب في بعض الأحيان خلال الفصل الجاف من السنة، من مايو ويونيو إلى سبتمبر وأكتوبر.
النباتات الطبيعية
النباتات الطبيعية في المغرب
تسود نباتات البحر المتوسط معظم بلاد المغرب، ولكنها تتباين تباينا كبيرا من مكان إلى آخر، ففي المناطق الجبلية المطلة على سواحل البحر المتوسط تنتشر غابات الماكي، وتغطي أشجار الشربين والفلين والبلوط السفوح الغربية لجبال الريف وأطلس الوسطى، كما تنتشر في هضبة المعمورة خلف الرباط، أما الهضاب فتنتشر فوقها نباتات السهيا، في حين تغطى سهول الأطلسي بحدائق الزيتون، كما تغطي الأشجار القصيرة والمروج السهول الداخلية الشرقية، وتسود الزراعة المستقرة حيث تسقط كمية من الأمطار تفوق 400 ملم في السنة، وبلغت مساحة الغابات الطبيعية 8.97 مليون هكتار في عام 1995م، منها 526.262 هكتارًا أعيد تشجيرها في عامي 88 - 1989م، وتنتشر النباتات الصحراوية على السفوح الجبلية الجنوبية لأطلس الخلفية وفي مناطق الصحراوات الواسعة، بينما تغطي غابات الأرز جبال أطلس الوسطى التي توجد فيها أجمل غابات الأرز في العالم وأوسعها انتشارًا.
الاقتصادُ
الإصلاحُ الاقتصادِيُّ للمغربِ
الاقتصاد المغربي
تتميز المغرب باقتصاد نام يعتمد بشكل أساسي على الزراعة والتعدين والاستثمارات الأجنبية، وكانت الحكومة تسيطر على صناعة التعدين ومعظم خدمات النقل والمواصلات وبعض الصناعات حتى عام 1993م، وذلك عندما دخل الاقتصاد المغربي مرحلة جديدة من برنامج «الخصخصة»؛ فقد صادق مجلس النواب في ذلك العام على القانون 89 - 39 الذي يخول تحويل منشآت عامة للقطاع الخاص.
الإصلاح الاقتصادي للمغرب
لقد أعاقت (في الماضي) الإصلاح الاقتصادي للمغرب، عدة عوامل تشمل: المعدل المرتفع للزيادة السكانية، والبطالة، وضخامة القطاع العام، وتعرض الإنتاج الزراعي لموجات القحط والجفاف، والاعتماد الزائد على تصدير سلعة واحدة هي الفوسفات، والاعتماد على الطاقة المستوردة من الخارج.
وقد جرت عدة إصلاحات اقتصادية بإشراف صندوق النقد الدولي، وتمت محاولات لتخفيض الإنفاق العام، وتشجيع التجارة وتشجيع الصادرات، وتحسين كفاءة القطاع العام، إلى جانب زيادة الاستثمار في القطاع الخاص، ما عدا صناعة الفوسفات والمرافق العامة الكبرى.
تنمية الاقتصاد المغربي
تم في مايو 1990م تخفيض قيمة الدرهم المغربي في محاولة لتشجيع الصادرات والسياحة وتخفيض العجز في ميزان المدفوعات، وفي نوفمبر 1995م، أبرم المغرب اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي؛ لتوطيد التعاون الاقتصادي المتبادل، فوصلت الاستثمارات الأجنبية بالمغرب في العام 1995 - 1996م إلى حوالي 4 مليارات درهم مغربي، وتمكن المغرب من توفير مجموعة من العوامل لجلب رؤوس الأموال الأجنبية، ومن ضمنها نظام مصرفي متطور وبورصة للقيم (أو سوق للأوراق المالية) أدخل عليها الإصلاحات، ونهجه لسياسة ليبرالية ونظام ضرائبي تشجيعي.
الزراعةُ
الزراعة المغربية
تؤدي الزراعة دورا هاما في اقتصاد المغرب، وذلك بالرغم من زيادة أهمية المعادن ونمو النشاط الصناعي والاستثمار الأجنبي، وتبلغ مساحة المغرب حوالي 71 مليون هكتار، ويعتبر مليون هكتار من هذه المساحة صالحة للفلاحة، ففي عام 1996م، خصص 5.9 مليون هكتار لزراعة الحبوب و325.000 للخضراوات، و1.4 مليون للفواكه، و312.000 للبقول، و57.000 لبنجر السكر، و14.000 لقصب السكر. وتستوعب حرفة الزراعة حوالي 34% من مجموع القوى العاملة في المغرب، كما تشكل جانبًا هامًّا من الصادرات، وساهمت في الناتج الوطني الإجمالي بنسبة 19.5% في عام 1994م، ويزيد الدخل الوطني منها بنسبة 6.7% سنويا.
المحاصيل الزراعية بالمغرب
أهم المحاصيل الزراعية بالمغرب هي الحبوب، وخاصة القمح والشعير والذرة الشامية وبنجر السكر والحمضيات والبطاطس والطماطم والزيتون والفاصوليا والبازلاء، ويمتلك 3% فقط من مزارعي المغرب أكثر من ثلث المزارع بها، وتنتج أكثر من 85% من جميع الحاصلات الزراعية، بينما تقل ملكية معظم المزارعين عن أربعة هكتارات.
أسباب النمو الزراعي بالمغرب
ويساعد على نمو الزراعة بالمغرب السهول الخصبة والسفوح الممطرة؛ ولذلك يتنوع الإنتاج الزراعي في البلاد، والزراعة هنا تقليدية وحديثة، وتشغل الزراعة الحديثة 20% من جملة المساحة المزروعة، بينما تستوعب الزراعة التقليدية 80% من الأراضي المزروعة (أي 4 ملايين هكتار)، ويعمل بها 90% من جملة السكان المشتغلين بالزراعة، وتوزع على حوالي مليون مزرعة، وتزرع الحبوب، وفي مقدمتها القمح، الذي يزرع في السهول الشمالية للمغرب الأطلسية، وخاصة في إقليمي غرب والشاوية، ويزيد الإنتاج في هذه الأقاليم على مليون طن سنويًّا، ثم الشعير وهو غذاء سكان الريف، ويزرع معظمه في الجزء الجاف الذي يقع شرقي جبال الأطلس، إلى جانب البقول والزيتون، وأهم مناطق زراعتها سهول فاس ومراكش.
الزراعة الحديثة في المغرب
أما الزراعة الحديثة فتقوم في مساحة تبلغ 2714 هكتارا من الأرض المروية، وفي حوالي ربع مليون هكتار من الأراضي المستصلحة، وتمتلكها جمعيات زراعية تستخدم الأساليب العلمية في إنتاج المحاصيل للتصدير، وتقع في السهول الشمالية والشمالية الغربية.
وكانت هذه الزراعة قد بدأت على أيدي الأوروبيين الذين يستخدمون 100.000 مزرعة بصفة دائمة، وعند الاستقلال كانت هناك 6000 مزرعة تبلغ مساحتها نحو مليون هكتار.
محاصيل التصدير المغربية
أهم ما تهتم به المزارع الحديثة المحاصيل المعدة للتصدير كالخضراوات التي تصدر إلى أوروبا، والفواكه، وخاصة الحمضيات، التي تصدر إلى جهات متعددة، وتزرع في أقاليم غرب الرباط وسوس، ثم الخوخ والقمح بقصد تغطية حاجات سكان المدن في إقليم مكناس.
صيدُ الأسماكِ
صيد الأسماك في المغرب
تعد المغرب واحدة من الدول الرئيسية بالنسبة لإنتاج الصيد في إفريقيا، ويؤدي صيد الأسماك دورا هاما في الاقتصاد المغربي، فهو يؤمن حاجات الاستهلاك المحلية، ويمد صناعة تعليب الأسماك للتصدير. وتنتج المغرب كمية كبيرة من الأسماك سواء من المياه الداخلية أو من المياه المالحة في المحيط الأطلسي أو البحر المتوسط، ففي عام 1996م، بلغت كمية الأسماك التي تم صيدها من مياه أعالي البحار 90.855 طنا، أما الصيد البحري الوطني من الأسماك فقد بلغ 625،193 طنا، وتشمل هذه الأسماك: السردين (خاصة السردين الأوروبي)، والماكريل، والتونة. ويعبأ معظم ما يتم صيده بغرض التصدير، أو يحول إلى مخصبات أو غذاء للحيوانات.
إنتاج الأسماك في المغرب
ضم أسطول الصيد المغربي 2973 سفينة في عام 1997م، منها 409 من سفن أعماق البحار، وتستخدم هذه الصناعة 200.000 عامل، وقد بلغ الإنتاج في عام 1995م 842.500 طن متري، منها 113.800 في أعالي البحار و728.700 في الشواطئ المغربية.
الثروات وَالصناعات الأخرى
منتجات الغابات المغربية
تنتج المغرب كمية من أخشاب الغابات، بلغت 2.371.000 متر مكعب في عام 1996م، وتبلغ مساحة الغابات في المغرب 8.969.600 هكتار، وتوزيعها حسب المناطق كالآتي: الجنوب 2.128.900، وتانسيفت 634.500، والوسط 682.400، والشمال الغربي 766.600، والوسط الشمالي 1.385.500، والشرق 2.645.400، والوسط الجنوبي 706.300.
الصناعة المغربية
تتميز الصناعة المغربية بتنوع بنياتها، وتمثل صادرات المغرب الصناعية حوالي 70% من مبيعاته للخارج، وبلغ حجم الاستثمارات الصناعية 14.2 مليار درهم في عام 1995م، منها 92% بواسطة القطاع الخاص، و8% عن طريق القطاع العام. وتوفر الصناعة العمل لحوالي 7.2% من مجموع القوى العاملة في المغرب، وأسهمت بنسبة 7.2% من جملة الناتج الوطني الإجمالي في البلاد في عام 1994م، زادت (مع التعدين والطاقة والتشييد) إلى نحو 30.8%.
وقد بلغ عدد المصانع في البلاد حوالي 4874 مصنعا في عام 1988م، تستخدم 355.104 عمال؛ منها أكثر من 1600 مصنع يستخدم أقل من عشرة أفراد، و76 مصنعا يستخدم أكثر من 500 فرد.
صناعات المغرب
تتخصص معظم صناعات المغرب في سد حاجات الاستهلاك المحلية، وتضم: صناعة الأغذية، والمنسوجات، والسلع الجلدية، والإسمنت، والمواد الكيميائية، والورق، والمعادن، والمطاط، ومنتجات البلاستيك، والأسمدة، ومنتجات تكرير النفط بغرض التصدير أساسا، كما تعد منتجات الفوسفات ذات قيمة كبيرة في الإنتاج المغربي، وتقوم في البلاد صناعة تجميع السيارات الصغيرة (الفرنسية والإيطالية)، وقد اتجهت المغرب أخيرا إلى الاهتمام بالصناعات المعدنية الثقيلة.
وتعد الدار البيضاء المركز الصناعي الرئيسي في البلاد، كما تعد مدينة آسفي على ساحل المحيط الأطلسي المركز الرئيسي لصناعة تعليب الأسماك.
صناعة الخدمات في المغرب
تستخدم هذه الصناعات أكثر من 40% من العمال المغاربة، وتستخدم المطاعم والفنادق والمصحات معظم عمال هذه الخدمات، كما تستأجر الحكومة والمؤسسات التي تقوم بتوفير خدمات المجتمع العديد من عمال الخدمات الآخرين، كذلك يضم عمال صناعة الخدمات أولئك الذين يعملون في التجارة والنقل والمواصلات.
السياحة في المغرب
تعتبر السياحة إحدى صناعات الخدمات، وتؤدي دورا هاما في اقتصاد المغرب، وتنمو بسرعة فائقة على شكل فنادق حديثة تحوي كل وسائل الرفاهية، وهناك عدد كبير من السياح، معظمهم من أوروبا الغربية، يزورون المغرب كل سنة. وقد بلغ عدد السياح الذين زاروا المغرب في عام 1995م، دون احتساب المغاربة منهم، حوالي 1.621.492، وقد سجل الدخل السياحي 9924 مليون درهم مغربي.
ويعتبر المناخ المشمس أحد عوامل جذب السياح إلى المغرب، إلى جانب المواقع الأثرية القديمة (خاصة في مدن فاس ومراكش)، والمناظر الرائعة، فضلاً عن العديد من مصايف الإجازات الشعبية التي تنتشر على ساحل المحيط الأطلسي وساحل البحر المتوسط.
التعدين المغربي
يشكل التعدين قيمة كبيرة بالنسبة للاقتصاد المغربي، ويعمل به 1.3% من مجموع القوى العاملة في البلاد، وقد أسهم بنسبة 1.8% من إجمالي الناتج الوطني الإجمالي للمغرب، على الرغم من أنه يشكل نحو 30% من جملة الصادرات المغربية؛ وذلك لأن معظم الخامات المعدنية تصدر للخارج دون تصنيع؛ بسبب ضعف الصناعة التحويلية، وإن كانت المغرب قد بدأت (منذ فترة قريبة) في تصنيع السوبر فوسفات.
الفوسفات المغربي
تعتبر المغرب أكبر مصدر في العالم لصخور الفوسفات، التي تستخدم في إنتاج الأسمدة والمواد الكيميائية الأخرى، كما أنها تتصدر المرتبة الثانية من بين دول العالم في إنتاج الفوسفات بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وتبلغ احتياطيات الخام بها 70% من جملة احتياطي العالم بعد استرجاع المغرب للمناطق الصحراوية التي كانت تخضع للمستعمر الأسباني.
وتكون ركائز الفوسفات هضبة كبيرة تبلغ مساحتها عدة آلاف من الكيلو مترات، ويستخرج الفوسفات من منطقتين: خريبكة، واليوسفية.
ويصدر الفوسفات المغربي من ميناءي الدار البيضاء وآسفي، ويتم تصنيع نحو 400.000 طن في داخل البلاد، وإلى جانب الفوسفات، تنتج المغرب خام الحديد الذي يستخرج من بوعرفة، في جنوبي «وجدة» بنحو 300 كم، ويصدر بحرًا عن طريق أحد الموانئ الجزائرية منذ بدأ استخراجه في عام 1930م، كما يستخرج من «سروا» في جنوبي مراكش، التي تنتج 75% من حديد المغرب.
من معادن المغرب
يعد الكوبالت أحد المعادن الهامة في المغرب، وهي تحتل المركز الرابع في العالم من حيث الإنتاج، وهو يستخرج من جبال أطلس الصحراوية، كما تحتل المغرب المركز الثاني عالميا في إنتاج الرصاص.
ويستخرج من الأراضي المغربية كذلك الزنك، والألومونيوم، والإثمد، والنحاس، والقصدير، والفحم الحجري، والنيكل، والبوكسيت، كما يتم تعدين المنجنيز، والملح، والطفل، والفضة، والفلور.
الطاقة المغربية
تحصل المغرب على 90% من الطاقة اللازمة لها من الواردات، وبخاصة النفط، وتأتي بقية احتياجات الدولة من مواردها الخاصة من الفحم الحجري والغاز الطبيعي والمساقط المائية، إلى جانب النفط الخام الذي تنتج منه المغرب كمية قليلة. وتستمد الطاقة الكهربائية في المغرب من محطات قدرة حرارية تستخدم النفط والغاز المستورد، وبلغت نسبتها 94% في عام 1995م، بينما بلغت نسبة الطاقة الكهرومائية المولدة حوالي 6% فقط، كما تم تطوير محطات قدرة تستخدم الفحم المحروق في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن العشرين الميلادي، كما توجد مشروعات لتنمية الطاقة الذرية.
وقد ازداد إنتاج الطاقة الكهربائية بسرعة بفضل سياسة بناء السدود على الأنهار الهابطة من جبال أطلس منذ عام 1928م، خاصة سد بين الويدان على نهر العابد، وعلى رافد نهر السبو، ونهر الملوية في الشرق؛ مما أدى إلى ارتفاع إنتاج الطاقة من 377 مليون كيلو واط/ساعة في عام 1948م إلى أكثر من 10.773 مليون كيلو واط/ساعة في عام 1994م.
الثروة الحيوانية المغربية
تمتلك المغرب ثروة حيوانية كبيرة تتكون أساسا من الأغنام والماعز والأبقار، التي تربى لألبانها ولحومها، إلى جانب الجمال وحيوانات الجر والدواجن.
النقل والاتصالات
النقل والاتصالات في المغرب
تربط الطرق المملوكة للحكومة جميع المدن المغربية الرئيسية بعضها ببعض، وبشبكة الطرق الرئيسية الزراعية والتعدينية، وفي عام 1995م بلغت أطوال الطرق البرية في المغرب 60.513 كم، منها 30.374كم معبدة بنسبة 50%، وتبلغ طاقة الطريق بين الرباط والدار البيضاء 2.83 مليون راكب و15.23 مليون طن من الحمولة. ويبلغ عدد سيارات النقل في المغرب 273.100 سيارة، وعدد السيارات الخاصة 1.030.000 سيارة، وعدد الدراجات البخارية (أو النارية) 19286 دراجة، ولا تزيد نسبة من يمتلكون سيارة عن 5% من مجموع السكان، وإن كانت خدمات الحافلات الحكومية والخاصة تصل إلى جميع أجزاء الدولة تقريبًا، وقد زادت الحكومة أطوال الطرق 1000 كم حتى عام 2004م.
السكك الحديدية المغربية
بلغت أطوال السكك الحديدية في المغرب 1907 كم حتى عام 1997م، منها 271 كم من الخطوط المزدوجة، و1636 من الخطوط المنفردة، وتمتلك الحكومة كل شبكات الطرق الحديدية. وتربط السكك الحديدية المغرب بالجزائر بين الدار البيضاء وشرقي الجزائر، وقد أعيد تشغيلها في عام 1988م بعد أن توقفت لمدة 12 سنة، وتكون جزءا من خط السكك الحديدية الممتد إلى تونس، وتوجد عدة خطوط للسكك الحديدية في المغرب، منها الخط الممتد من الدار البيضاء إلى مراكش، الذي يتفرع إلى خطين رئيسيين، الأول إلى آسفي، والثاني يصل بين طنجة ومكناس، وإلى جانب ذلك توجد خطوط حديدية تخدم صناعة التعدين، كالخط الممتد من الدار البيضاء إلى خوربيجة (خريبكة) وكالخط الذي إلى عيون زيم، والذي يخترق منطقة الفوسفات بالمغرب حتى يصل إلى ميناء آسفي، والخط الذي يخدم حقول المنجنيز ممتدا من «وجدة» إلى بوعرفة ثم تندرارا.
وإلى جانب ذلك يوجد خطان كهربائيان حديثان يخدمان الميناء العميق المياه عند الجرف الأصغر، وقد بلغت حمولات السكك الحديدية في المغرب في عام 1997م نحو 8،39 مليون راكب، و27.33 مليون طن من البضائع.
النقل البحري المغربي
يوجد بالمغرب 24 ميناء بحريا، بلغت حمولتها أكثر من 40 مليون طن من البضائع، ونحو 696.834 راكبا في عام 1997م، وأكثر هذه الموانئ أهمية بالنسبة لحجم البضائع: الدار البيضاء، والمحمدية، والجرف الأصغر، وآسفي، وأغادير، بينما تعد طنجة الميناء الرئيسي لخدمات الركاب، كما تعد آسفي الميناء الرئيسي لصيد الأسماك. ويوجد بالمغرب عدد كبير من شركات الملاحة والسفن البحرية، وفي عام 1990م أعلن عن برنامج لمدة خمس سنوات من 1991 - 1995م، يكلف 1،850 مليون درهم، ويشتمل على خط للحاويات في ميناء الدار البيضاء، تم تشغيله في أواخر عام 1994م.
المطارات المغربية
يبلغ عدد المطارات بالمغرب 19 مطارا، منها ثلاثة دولية هي مطارات: الدار البيضاء (أو مطار الملك محمد الخامس) والرباط وطنجة. أما المطارات الأخرى فتوجد في أغادير، والحسيمة، ومراكش، ووجدة، والرباط/ سلا، والقنيطرة، وفاس، وسايس، وورزازات، والعيون.
وقد بلغت حمولات النقل الجوي بالمغرب بواسطة الخطوط الملكية المغربية 2.3 مليون راكب، و25.150 طنا من البضائع في عام 1997م.
عَلَم الدولة وشعارها
العلَم والشعار


العلم المغربي
علم المملكة المغربية هو اللواء الأحمر الذي يتوسطه نجم أخضر -كسعف النخيل- خماسي الفروع- يتجه رأس أحد الفروع إلى الأعلى - ويقال إن النجمة هي ختم سليمان عليه السلام.أو يرمز إلى أركان الإسلام الخمسة.
وقد ظل المغرب لقرون عديدة يرفع علما أحمر مصمتا، لكن بعد وقوعه تحت الحماية الفرنسية عام 1912 أضيفت نجمة خماسية خضراء لتميز علم المغرب عن باقي الأعلام الحمراء المصمتة، وهو علم المغرب حتى الآن.
النشيد الوطني
النشيد القومي
النشيد الوطني المغربي
منبت الأحرار * مشرق الأنوار
منتدى السؤدد وحماه
دمت منتداه
وحماه
عشت في الأوطان * للعلا عنوان
ملء كل جنان * ذكرى كل لسان
بالروح * بالجسد
هب فتاك
لبي نداك
في فمي وفي دمي
هواك ثار نور
ونار إخوتي هيا * للعلا سعيا
نشهد الدنيا * أنا هنا نحيا
بشعار
الله
الوطن الملك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجزائر

بطاقةُ تعارفٍ دولة الجزائر نظرة عامة للجزائر هي جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية Ageria، ومساحتها: 2.381.741 كم2، وعدد سكانها: 33.2 مليون نسمة. والكثافة: 13.2 نسمة بالكم2. وأهم مدنها: الجزائر، وهران، قسنطينه، عنابة. ودياناتها: 99% مسلمون، 1% مسيحيون، ويهود. وعملتها: الدينار الجزائري. ومتوسط دخل الفرد: 2.500 دولار. واللغة الرسمية هي اللغة العربية، بالإضافة إلى اللغة الأمازيغية وهي كذلك لغة وطنية. ونسبة المتعلمين: 44.68%. الثروات الطبيعية البترول، والغاز الطبيعي، وفلزات الحديد، والفوسفات، واليورانيوم، والرصاص، والزنك، والذهب. التاريخ السياسي للجزائر تاريخ الاستقلال: تم الاستقلال من الاحتلال الفرنسي في 5 يوليو 1962م. اليوم الوطني هو يوم الثورة 1 نوفمبر 1954م. تاريخ إقرار الدستور: جرت أول انتخابات تشريعية في الجزائر بتاريخ 20 سبتمبر 1962م لانتخابات المجلس التشريعي، وهذا ما سمح بإصدار دستور 10 سبتمبر 1963م. واسم المجلس هو المجلس الشعبي الوطني أو مجلس الأمة، وتاريخ تأسيس المجلس هو 1954م، وعدد غرف المجلس: غرفتان، وهما: المجلس الشعبي الوطني، ومجلس الأمة.

اليمن

بطاقةُ تعارفٍ نُبذةٌ عَنِ اليمنِ نظرة عامة عن اليمن الجمهورية اليمنية هو اسم الدولة، وعاصمتها صنعاء، والرئيس علي عبد الله صالح هو رئيس الدولة، والنظام الجمهوري هو نظام الحكم. وتقع اليمن في قارة آسيا يحدها البحر العربي، وخليج عدن من الجنوب، والبحر الأحمر من الغرب وعمان من الشرق والسعودية من الشمال. وتبلغ مساحتها 527.970 كيلو مترا مربعا. الثروات الطبيعية اليمنية هي البترول، والأسماك، والملح الصخري، والرخام، والذهب، والرصاص، والنيكل، والنحاس. ويبلغ عدد السكان 21.426.000 نسمة، والريال اليمني هو العملة الرسمية، واللغة العربية هي اللغة الرسمية، وتبلغ نسبة المتعلمين 54%. سياسة اليمن استقلت اليمن في 22 مايو 1990م من الاحتلال البريطاني، واليوم الوطني هو 22 مايو. وفي 16 مايو 1991م تم إقرار الدستور. وقد تأسس مجلس النواب في عام 1969م. وفي عام 1975م انضمت للاتحاد البرلماني العربي، وفي عام 1975م انضمت للاتحاد البرلماني الدولي. السُّكانُ السكان عدد سكان اليمن بلغ عدد سكان اليمن وفق تقديرات عام 2006م، 21.426.000 نسمة يتوزعون في جهات اليمن المختلفة، حيث بلغت نس

السعودية

بطاقةُ تعارفٍ بطاقةُ تعارفٍ نظرة عامة على السعودية المملكة العربية السعودية هو اسم الدولة، وعاصمتها الرياض، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز هو رئيس الدولة، والنظام الملكي هو نظام الحكم، وهي تقع في منطقة الشرق الأوسط، وتطل على الخليج العربي من الشرق والبحر الأحمر من الغرب، ومن الجنوب اليمن، وتبلغ مساحتها: 1.960.582 كيلو مترا مربعا. الثروات الطبيعية السعودية هي البترول، والغاز الطبيعي، والحديد الخام، والذهب، والنحاس. ويبلغ عدد سكان السعودية 24 مليون نسمة، والريال السعودي هو العملة الرسمية بالبلاد. واللغة العربية هي اللغة الرسمية. وتبلغ نسبة المتعلمين 78 %. وفي 23 سبتمبر 1932م استقلت المملكة. وتم توحيد المملكة في اليوم نفسه. سياسة السعودية في عام 1993م تم إقرار الدستور السعودي. وفي عام 1927م تأسس مجلس الشورى. وفي عام 2001م انضمت للاتحاد البرلماني العربي، وفي عام 2003م انضمت للاتحاد البرلماني الدولي. السُّكانُ السكانُ الكثافة السكانية السعودية بلغ عدد سكان المملكة العربية السعودية نحو 22.998.000 نسمة في عام 2004م، ويمثل السعوديون حوا