التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اليمن

بطاقةُ تعارفٍ
نُبذةٌ عَنِ اليمنِ
نظرة عامة عن اليمن
الجمهورية اليمنية هو اسم الدولة، وعاصمتها صنعاء، والرئيس علي عبد الله صالح هو رئيس الدولة، والنظام الجمهوري هو نظام الحكم.
وتقع اليمن في قارة آسيا يحدها البحر العربي، وخليج عدن من الجنوب، والبحر الأحمر من الغرب وعمان من الشرق والسعودية من الشمال.
وتبلغ مساحتها 527.970 كيلو مترا مربعا.
الثروات الطبيعية اليمنية
هي البترول، والأسماك، والملح الصخري، والرخام، والذهب، والرصاص، والنيكل، والنحاس.
ويبلغ عدد السكان 21.426.000 نسمة، والريال اليمني هو العملة الرسمية، واللغة العربية هي اللغة الرسمية، وتبلغ نسبة المتعلمين 54%.
سياسة اليمن
استقلت اليمن في 22 مايو 1990م من الاحتلال البريطاني، واليوم الوطني هو 22 مايو.
وفي 16 مايو 1991م تم إقرار الدستور.
وقد تأسس مجلس النواب في عام 1969م.
وفي عام 1975م انضمت للاتحاد البرلماني العربي، وفي عام 1975م انضمت للاتحاد البرلماني الدولي.
السُّكانُ
السكان
عدد سكان اليمن
بلغ عدد سكان اليمن وفق تقديرات عام 2006م، 21.426.000 نسمة يتوزعون في جهات اليمن المختلفة، حيث بلغت نسبة الحضر 26% من عدد السكان موزعين في المدن الكبرى و74% في الريف.
وقد أجري أول تعداد للسكان في عام 1973م والثاني في عام 1988م، وأجري التعداد السكاني الثالث في عام 1994م، والرابع في عام 2004م.
النظامُ السياسيُّ
الوضعُ السياسيُّ
أبرز محطات الحركة السياسية على الصعيد الداخلي
  1. الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م.
  2. الاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية في يوم الخميس 6 مايو 1991م.
  3. الانتخابات البرلمانية الأولى في 27 أبريل 1993م.
  4. الحرب الأهلية من 4 مايو 1994م إلى 7 يوليو 1994م.
  5. التعديل الدستوري الأول في عام 1994م.
  6. الانتخابات البرلمانية الثانية في 27 أبريل 1997م.
  7. الانتخابات الرئاسية في 23 سبتمبر 1999م.
  8. صدور قانون السلطة المحلية في 21 أغسطس 2000م.
  9. التعديل الدستوري الثاني في 20 فبراير 2001م.
  10. انتخابات المجالس المحلية في 20 فبراير 2001م.
أبرز الأحزاب اليمنية
أولا: المؤتمر الشعبي الحاكم، ومن أبرز قياداته: الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الحزب، وعبد الكريم الإرياني الأمين العام، ويحيى المتوكل الأمين العام المساعد.
ثانيا: التجمع اليمني للإصلاح، ومن أبرز قياداته: الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس التجمع، وياسين عبد العزيز نائب الرئيس، ومحمد عبد الله اليدومي الأمين العام، وعبد الوهاب الآنسي الأمين العام المساعد.
ثالثا: التنظيم الوحدوي الناصري، وأبرز قياداته: عبد الملك المخلافي الأمين العام.
رابعا: الحزب الاشتراكي اليمني، وأبرز قياداته: علي عباد (مقبل) الأمين العام، وجار الله عمر الأمين العام المساعد.
خامسا: حزب البعث العربي الاشتراكي (فرع سوريا)، وأبرز قياداته: عبد الوهاب محمود أمين سر قيادة القطر، ودرهم ناجي أبو لحوم نائب أمين السر.
الوضعُ الاجتماعِيُّ الدينيُّ
الوضع الاجتماعي اليمني
تتألف البنية الاجتماعية للجمهورية اليمنية من القبائل، حيث ما تزال القبيلة تحظى بأهميتها ودورها ومكانتها في المجتمع اليمني، وتتألف كل قبيلة من مجموعة من الأسر والبيوت، وما تزال للقبائل أنظمتها وعاداتها وتقاليدها السائدة، خاصة في المناطق الريفية.
وتتمتع هذه القبائل بخصائص وصفات وقدرات تجعل منها وحدة متكاملة، وتبرز ظاهرة الثأر كقضية تهدد الأمن الاجتماعي بين القبائل.
التصنيف الطبقي اليمني
يسود المجتمع اليمني تصنيف أفراده تصنيفا طبقيا، وذلك على النحو التالي:
أولا: السادة: وهم كل من هم من آل البيت من ذرية الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ثانيا: القبائل: وهم الأسر والبيوت ذات الأصول العربية، ولكل قبيلة مشايخها وأعيانها من القضاة والفقهاء، ويليها في المنزلة الأسر من أصول غير عربية والتي استوطنت في اليمن قديما.
ثالثا: المزاينة: وهم من القبائل ممن تجهل أصولهم.
رابعا: الأخدام: وهم بقايا السلالة الإفريقية، وغالبيتهم من الأحباش. ويقدر عدد القبائل حاليا بـ 200 قبيلة منها قبائل رئيسة وأخرى فرعية، ويتجاوز الولاء القبلي في كثير من الأحيان الولاء الوطني.
الوضع الديني اليمني
كما هي اجتماعيا وسياسيا فإن الخريطة الدينية للمجتمع اليمني تضم ألوانا وتضاريس متباينة؛ فالمجتمع اليمني يضم أقلية يهودية كان يقدر عددهم بـ150 ألف شخص، إلا أن هذا الرقم انخفض بعد هجرتهم إلى فلسطين ليصل العدد الحالي لرقم دون الألف فرد، وليس لهم أي دور سياسي أو اجتماعي.
أما النصرانية فهي منعدمة في اليمن إلا من أفراد قلائل من بقايا الهنود الذين استوطنوا عدن في زمن الاحتلال البريطاني، كما أن حالات نادرة جدا سجلت في بعض المدن لأفراد تنصروا تحت تأثير الغزو التبشيري في اليمن.
الوضعُ الاقتصادِيُّ
الظروف الاقتصادية اليمنية
اليمن من الدول النامية، وهي تعاني ظروف اقتصادية غاية في التعقيد والسوء، تتمثل المشكلة في قلة الموارد والثروات الطبيعية .
مشاكل الاقتصاد اليمني
أبرز مظاهر الوضع السيئ للاقتصاد اليمني هو انخفاض معدل صرف العملة والقروض المتراكمة على الدولة، وغياب حركة الاستثمار والنماء والعمران، وكثرة الواردات، وقلة الصادرات، والبطالة المتزايدة في سوق العمل، وغياب البنى التحتية المساعدة للاستثمار والعمل والصناعة، إضافة إلى سوء حال الجهات الرقابية والإشرافية والقضاء.
تاريخُ الدولةِ
تاريخُ اليمنِ القديمُ
ممالك اليمن القديمة
ازدهرت في اليمن قديما دول وممالك ذات حضارات عريقة، ويعود ذلك إلى حوالي عام 1300ق.م. فنشأت فيه الدولة المعينية، والدولة القتبانية، والدولة السبئية، والدولة الحميرية. وقد ظهرت آثار هذه الدول وحضاراتها وتاريخها من خلال مجموعة النقوش والمخلفات المكتوبة عنها.
وقد ركز الباحثون والرحالة الأجانب والمستشرقون على دراسة تاريخ اليمن القديم. وكانت تلك الدول تمتد باتجاه الشمال في مناطق شبه الجزيرة العربية
الإنجازات اليمنية القديمة
وجدت في اليمن قديما إنجازات حضارية رائعة في مجال الاقتصاد والعمران، فهناك القصور اليمنية القديمة، وهناك سد مأرب الذي انهار فيما بعد فكان سببا في إضعاف الحياة الاقتصادية الزراعية في بلاد اليمن السعيد (كما كان يطلق عليها قديما) مما اضطر السكان إلى الهجرة من اليمن باتجاه الشمال، وقد تعرض اليمن لغزو خارجي حبشي وفارسي.
الإسلامُ فِي اليمنِ
الإسلام واليمن
انتشر الإسلام سريعا في اليمن، وكان أهل اليمن من أوائل الذين آمنوا بما جاء به الدين الإسلامي والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وقد ساهم اليمنيون في نشر الإسلام في خارج اليمن خاصة في شرقي إفريقيا. ويعود دخول أهل اليمن في الإسلام إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، عندما أرسل علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما إلى اليمن، فاستجاب لهما أهل اليمن في الحال ودون تردد أو معارضة.
وقد دخل سكان اليمن في صف الجند الإسلامي الذي شارك في فتح بلاد الشام وغيرها من الفتوحات.
 وعين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عددا من العمال على اليمن منهم: الإمام علي بن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، وأبو موسى الأشعري، وخالد بن الوليد، والبراء بن عازب، وسعيد بن لبيد الأنصاري وغيرهم الكثير. وكان من بين عمال الرسول صلى الله عليه وسلم على اليمن «وبر بن يحنس» الذي عمر جامع صنعاء المسمى بالجامع الكبير بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم. وتتابع عمال الدولة الإسلامية على اليمن في عهد الخلفاء الراشدين وبني أمية، وبني العباس.
الإمارات المستقلة في اليمن
لقد انفصل اليمن عن الخلافة العباسية في وقت مبكر جدا، وتأسست في اليمن إمارات إسلامية مستقلة؛ مما حدا بالخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد إلى إرسال حملة عسكرية إلى اليمن تمكنت من إعادته إلى الطاعة العباسية.
وأرسل عامله محمد بن عبد الله بن زياد واليا على اليمن، وبدأ الوالي يستقل باليمن تدريجيا، ويكتفي بالولاء الاسمي للخلافة العباسية في بغداد. وشملت إمارة ابن زياد مناطق الشحر وحضرموت وتهامة، وقد أسس دولته في سنة 205هـ ، 821م، كما أسس مدينة زبيد، واتخذها عاصمة لدولته.
المذهب الزيدي في اليمن
ظهر المذهب الزيدي في اليمن على يد يحيى بن الحسين بن القاسم الملقب بالرسي، (والرسي هو جبل قرب المدينة المنورة) الذي جاء إلى اليمن، واستقر في صعدة، وأخذت له البيعة، ولقب بالإمام الهادي إلى الحق. والمذهب الزيدي هو مذهب الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والزيدية فرقة شيعية وكان يحيى بن الحسين بن القاسم أول إمام زيدي حكم اليمن.
وقد قامت دولة أخرى في اليمن هي دولة بني يعفر حكمت من عام 252هـ، 866م إلى عام 394هـ، 1003م، وقد نشأت هذه الدولة أثناء فترة حكم الدولة العباسية، وظهرت تلك الدولة في شبام ثم في صنعاء في عهد أسعد بن أبي يعفر الحوالي، ثم امتدت إلى حاشد في الشمال، وإلى مخلاف جعفر والجند والمعافر في الجنوب. ويعد حكم السلطان أسعد بن أبي يعفر من أطول فترات حكم سلاطين بني يعفر.
دولة بني نجاح المملوكية في اليمن
تأسست وحكمت تلك الدولة فترة امتدت من عام 410هـ، 1019م، حتى عام 552هـ، 1158م (أي بعد نهاية حكم بني يعفر). وتنسب هذه الدولة إلى نجاح مولى بني زياد الذي تسلم السيادة في منطقة تهامة في اليمن، وأعلن نفسه سلطانا على المنطقة، وقدم ولاءه للدولة العباسية التي أجازت حكمه، ولقبته بالمؤيد نصير الدين.
وبنو نجاح من أصل حبشي. كما نشأت في اليمن دولة بني الصليحي نسبة إلى علي بن محمد بن علي الهمداني الصليحي مؤسس الدولة الصليحية الفاطمية، وقد نادى بالدعوة باسم الخليفة المستنصر العبيدي الفاطمي في مصر، وقامت تلك الدولة في ظل وضع سادت فيه الفوضى والاضطراب في بلاد اليمن.
وحاول علي بن محمد الصليحي أن يمد دعوته الفاطمية إلى الحجاز ليقضي على الدعوة العباسية والإمارة الحسينية في مكة، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق ذلك.
دولة بني زريع باليمن
في عام 463هـ، 1070م ظهرت في اليمن (خاصة في الجنوب) دولة بني زريع، وهم ينتمون إلى المكرم اليامي الهمداني، ويعرفون ببني زريع، ويعد زريع بن العباس بن المكرم اليامي الهمداني أول سلاطين آل زريع، وظلت دولة بني زريع هذه حتى عام 570هـ، 1174م، وقد تمركزت هذه الدولة في عدن وأطرافها. وفي عام 493هـ، 1099م ظهرت دولة بني حاتم في صنعاء وما جاورها على يد حاتم بن علي الهمداني، واستمر حكم بني حاتم حتى عام 570هـ، 1174م، وكان حاتم بن علي المهدي قد ثار على حكم الأحباش آل نجاح. كما ظهرت في اليمن دولة بني أيوب نسبة للأيوبيين، وقد أسس صلاح الدين نجم الدين أبو الشكر أيوب دولتهم، وبدأت فترة الحكم الأيوبي في اليمن منذ عام 570هـ، 1174م وانتهت على يد آل رسول في عام 626هـ، 1228م.
وبدأت بحكم السلطان المعظم توران شاه بن أيوب، وانتهت بنهاية عهد السلطان المسعود يوسف بن الكامل.
دولة بني رسول باليمن
في عام 493هـ، 1099م حكمت اليمن دولة بني رسول؛ وذلك نسبة إلى آل رسول محمد بن هارون أحد وزراء الأيوبيين في مصر، وجاء بنو رسول إلى اليمن مع الجيوش الأيوبية، وادعوا نسبا غسانيا يعود في جذوره إلى جبلة بن الأيهم آخر ملوك دولة الغساسنة، وقيل إن بني رسول من أصل تركماني، وقد استقر عمر بن علي في اليمن وضرب العملة النقدية باسمه، وخطب له على المنابر في صلاة الجمعة، ولقب نفسه بالملك المنصور نور الدين، وأسس بذلك دولة في اليمن عرفت باسم دولة بني رسول حكمت اليمن من 1228م إلى 1453م.
وكان أمراء بني رسول على علاقة طيبة مع دولة المماليك في مصر، ولكنهم ظلوا على عداء مع الأئمة الزيديين في صعدة في اليمن، ودارت حروب طاحنة وطويلة بينهم وبين بني رسول.
أئمة اليمن من الزيديين
ينسب أئمة اليمن من الزيديين إلى الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم أول إمام في اليمن، وكانت اليمن وقتذاك قد انفصلت عن جسم الخلافة العباسية، ومعظم الأئمة في اليمن ينتسبون إليه؛ ولذلك يطلق عليهم اسم الحسينيين، وهناك عدد قليل من أئمة اليمن ينحدرون في نسبهم من الإمام الحسن بن زيد بن علي بن أبي طالب، وهناك عدد قليل جدا من أئمة اليمن ينسبون إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، ويسمون بالحسينيين.
وقد ظلت سلطة الإمامة الزيدية وقوتها في معظم فتراتها محصورة ولزمن طويل في المنطقة الشمالية من البلاد اليمنية، وعدد أئمة اليمن تسعة وخمسون إماما حكموا اليمن منذ عام 898 م إلى 1962م، حين أطيح بحكمهم في يوم 26 سبتمبر 1962م وأعلن النظام الجمهوري.
دولة بني طاهر باليمن
في الفترة التاريخية من 1454 - 1538م ظهرت دولة بني طاهر في عدن ولحج وبعض أجزاء من اليمن، وينسب حكام دولة بني طاهر إلى جدهم طاهر بن تاج الدين بن معوضة الأموي القرشي، وكان علي بن طاهر بن تاج الدين بن معوضة، وأخوه عامر بن طاهر عاملين على عدن من قبل سلاطين دولة بني رسول، وكانت لهم مكانة بين السكان، ولهم مركز قوي في جنوبي اليمن، وقد تمكن الأخوان من بسط سيادتهما على عدن في الجنوب اليمني، وأنهيا بذلك حكم دولة بني رسول فيها، وظلت علاقة حكام بني طاهر بالأئمة الزيديين سيئة، وقد بقي حكم بني طاهر في عدن حتى غزا العثمانيون عدن في سنة 945هـ - 1538م، وألقوا القبض على عامر بن داود الطاهري، وأنهوا حكمه.
العثمانيونَ فِي اليمنِ
الاستعمار البرتغالي لليمن
تعرضت سواحل الجزيرة العربية والموانئ الهامة فيها إلى غزو برتغالي استعماري، منذ أن وصلت الكشوف البرتغالية إلى رأس الرجاء الصالح في جنوبي إفريقيا، وقد تعدت ذلك إلى الهند؛ فظهرت المراكب البرتغالية في منطقة البحر الأحمر في عام 1505م، ووصلت إلى خليج عدن وجزيرة سوقطرى، وقد حاول المماليك الوقوف في وجه البرتغاليين، وبنوا أسطولا لذلك، ولكنهم هزموا في وقعة «ديو» في المياه الهندية في عام 1509م.
وهزم البرتغاليون الأسطول المملوكي في البحر الأحمر، ولجأ السلطان المملوكي إلى طلب العون من العثمانيين؛ وهكذا تركز الحكم البرتغالي في مناطق من البحر الأحمر، والخليج العربي، وأسسوا قاعدة عسكرية وتجارية لهم في هرمز، وهددوا بذلك التجارة العربية في المحيط الهندي، واستطاعوا بشكل تدريجي أن يحتكروا التجارة فيه، وظلوا فيه حتى عام 1032هـ، 1622م.
تصدي الدولة العثمانية للبرتغاليين
أصبح على الدولة العثمانية الإسلامية مهمة حماية ديار الإسلام من الغزو البرتغالي الاستعماري الذي هدد هذه الديار واحتل أجزاء منها. وقد تصدى العثمانيون للبرتغاليين بعد أن تمكنوا من دخول البلاد العربية، وأنهوا بذلك الخلافة المملوكية بعد دخولهم بلاد الشام على أثر وقعة «مرج دابق» في عام 922هـ، 1516م، وبلاد مصر على أثر موقعة «الريدانية» في عام 923هـ، 1517م، وأرسل الشريف بركات شريف مكة مفاتيح الكعبة والهدايا مع ابنه (أبونمي) إلى السلطان سليم الأول في مصر دلالة على تبعية الحجاز للسيادة العثمانية بشكل سلمي.
اليمن ولاية عثمانية
أما بالنسبة لليمن فقد أعلن الأمير المملوكي إسكندر تأييده للسلطان سليم الأول، فأرسل السلطان سليم الأول فرمانا يقضي باستمرار إسكندر واليا على اليمن من قبل العثمانيين، وأمر إسكندر بذكر اسم السلطان العثماني في خطبة صلاة الجمعة.
وقد تميزت الفترة بين 924 - 945هـ، 1518 - 1538م باضطراب كبير في أحوال اليمن، ولم تكن السلطة في اليمن موحدة ومستقرة؛ فهناك حكم أئمة اليمن، وهناك حكم للزعامات اليمنية المحلية، بالإضافة إلى بقايا حكم دولة بني طاهر في عدن، كما أن حكم العثمانيين في مصر في حالة من الفوضى والاضطراب؛ مما جعل الحكام العثمانيين لا يهتمون كثيرا بأمر اليمن.
عهد سليمان القانوني
اهتم السلطان سليمان القانوني بأمر مسلمي الهند، فأرسل حملة عسكرية بحرية إلى الهند بقيادة سليمان باشا الخادم والي مصر لمقاومة البرتغاليين، والسيطرة على تجارة مناطق الشرق في عام 945هـ، 1538م.
وأمر السلطان القانوني قائده سليمان باشا الخادم بالتوجه إلى اليمن أثناء سير الحملة باتجاه الهند، فعرج سليمان باشا الخادم على عدن ودخلها، وأنهى بذلك حكم الأمير عامر بن داود آخر حكام بني طاهر، وعين سليمان باشا الخادم حاكما على اليمن من قبله اسمه بهرام، ثم توجه بعد ذلك إلى الهند حسب مخطط سير الحملة، وقد توقف سليمان باشا الخادم في اليمن أثناء عودته من الهند، وحاول أن يوطد نفوذ الدولة العثمانية في تلك البلاد في عام 946هـ، 1539م، فنظم الإدارة العثمانية في جميع مدن اليمن الرئيسية، وأقام الولاة عليها، وبناء عليه اعتبر القائد سليمان باشا الخادم الرجل العثماني الأول الذي ركز دعائم الحكم العثماني في اليمن ونظمه تنظيما إداريا عثمانيا، كما عد ذلك ابتداء الفتح العثماني لليمن؛ لأن النظام الإداري في اليمن، وحكامه كانوا يعملون بالأنظمة المملوكية، وكان حكام المناطق حكاما محليين كل منهم يعمل في دائرة نفوذه وأنظمته وقوانينه، وبحلول عام 948هـ، 1541م، أطلق العثمانيون ولأول مرة لقب باشا على حاكم اليمن، ومنح رتبة إدارية عثمانية هي رتبة بيلربي (بك البكوات)، وكان قبل ذلك التاريخ يلقب حاكم اليمن بلقب بك فقط.
قوة نفوذ أئمة اليمن
  
وعلى الرغم من السيادة العثمانية في اليمن، والتنظيم الإداري العثماني فيه، وقوة الدولة العثمانية وشبابها وقتذاك، إلا أن نفوذ أئمة اليمن من الزيديين ظل قويا وفاعلا، وامتد إلى مناطق كثيرة من البلاد اليمنية، خاصة في المناطق الجبلية، وحصن الأئمة الزيديون مدينة تعز التي احتلها الوالي العثماني الجديد على اليمن أويس باشا الذي وصل إلى اليمن في عام 953هـ، 1546م.
واستطاع هذا الوالي أن يوطد السيادة العثمانية على منطقة أوسع، وخاصة في المناطق الجبلية التي لم يصل إليها العثمانيون، واستطاع الوالي أن ينظم جندا محليا من اليمنيين يعملون جنبا إلى جنب مع القوات العثمانية، لكن العسكر غدروا به وقتلوه، فتولى الأمر أزدمر باشا وهو من العسكر العثمانيين في اليمن، وأزدمر باشا مملوكي من الشركس، انتظم في خدمة العثمانيين، وعين واليا على اليمن برتبة باشا. ومن أعماله في اليمن: محاربة الأئمة الزيديين، ودخول صنعاء، وجعلها مركزا للولاية العثمانية ومكانا لإقامة الباشا.
وقد ظل أزدمر هذا في الباشوية حتى عام 964هـ، 1556م، فخلفه على باشوية اليمن مصطفى باشا المعروف بالنشار، وهكذا توالى تعيين الولاة العثمانيين على اليمن بشكل منتظم.
أهمية اليمن
ومن اليمن قرر العثمانيون في عهد السلطان سليمان القانوني احتلال بلاد الحبشة بقصد حماية البحر الأحمر والمقدسات الإسلامية في الحجاز من هجمات دولة البرتغال الاستعمارية التي حاولت ضرب النفوذ الإسلامي في البحار الدافئة، وهذا الأمر في حد ذاته يوضح مدى أهمية اليمن، خاصة سواحله وموانئه بالنسبة للاستراتيجية العثمانية في مناطق البحر الأحمر، وبحر العرب، والخليج العربي.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحبشة كانت حليفة للبرتغاليين في المنطقة. وصادف أن كانت حالة من الفوضى والاضطرابات تجتاح بلاد الحبشة؛ مما مكن العثمانيين من بسط نفوذهم على منطقة مدينة مصوع، ومدينة سواكن، فاستطاع العثمانيون بسط سيادتهم على المنطقة الساحلية من بلاد الحبشة دون التوغل في داخل البلاد، وإنهاء الحكم الحبشي الذي يتعاون مع البرتغال في الهجوم على مناطق العالم الإسلامي خاصة في مناطق البحر الأحمر.
الثورة الزيدية ضد العثمانيين
ثار الأئمة الزيديون ضد العثمانيين في عام 954هـ، 1547م بقيادة الإمام مطهر بن شرف الدين الزيدي، وساعده عدد من العسكر العثمانيين الذين تمردوا على السلطة العثمانية في اليمن بسبب ضعف رواتبهم، وتعمقت الثورة اليمنية؛ بسبب الخلاف القائم بين الوالي العثماني في زبيد وتهامة والوالي العثماني في صنعاء والمناطق الجبلية، ونمت الثورة الزيدية وازدهرت بعد وفاة السلطان سليمان القانوني، فدخل الإمام مطهر الزيدي مدينة صنعاء في عام 975هـ، 1567م، مما جعل السلطان سليم الثاني يرسل سنان باشا والي مصر إلى اليمن على رأس حملة عسكرية لإعادة الأمن والنظام فيه، وكان ذلك في عام 977هـ، 1569م.
وتمكن سنان باشا من دخول صنعاء، وإرساء قواعد الأمن والنظام العثماني في اليمن؛ وبناء عليه عد هذا الإنجاز العثماني الجديد في اليمن، الفتح العثماني الثاني لليمن، حيث إن الفتح الأول بدأ في عام 946هـ، 1539م. ومع هذا كله ظل الأئمة الزيديون على حالهم، فتعاملوا مع الولاة العثمانيين أحيانا بشكل حسن، وظلوا يحافظون على استقلالهم في مناطقهم.
وظل الأئمة الزيديون في أوقات كثيرة يثورون ضد السلطة العثمانية، فثار الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، وشملت ثورته مناطق يمنية واسعة؛ مما أدى بالدولة العثمانية إلى إرسال حملات عسكرية ضد ثورته، ثم قامت ثورة أخرى بقيادة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ضد الوالي العثماني أحمد فضلي في عام 1031هـ، 1621م، فاستولى على صنعاء وتعز وعدن، واستطاع إخراج العثمانيين من اليمن في عام 1046هـ، 1636م، وقد تمكن من ترسيخ دولة الإمامة الزيدية في اليمن؛ وبذلك أصبح الأئمة الزيديون رمز الثورة اليمنية ضد العثمانيين.
أسباب ضعف العثمانيين في اليمن
كانت الدولة العثمانية قد قررت تعيين واليين على اليمن في عام 974هـ، 1566م، أحدهما في ولاية اليمن المشكلة من التهائم والسواحل ومركزها مدينة زبيد، والثاني في ولاية اليمن المشكلة من تعز وصنعاء ومناطق الجبال، وهي محاولة الهدف منها تثبيت دعائم الحكم العثماني في اليمن، وإرساء دعائم الأمن والنظام والاستقرار في المنطقة اليمنية التي ظلت تثور ضد الدولة على مدى التاريخ والوجود العثماني في اليمن، ويبدو أن تجربة العثمانيين هذه في تقسيم اليمن إلى قسمين قد أضعفت وجودهم فيه، وحدثت مشكلات كثيرة من جراء ذلك؛ مما شجع القوى المحلية للخروج على سيادة العثمانيين، ومحاولة تكوين سيادات محلية مستقلة، مستفيدة من الظروف والأحوال السيئة التي كانت تتعرض لها الدولة العثمانية بين الحين والآخر.
النظام العثماني للرواتب
كانت الدولة العثمانية تدفع رواتب الجند والموظفين العثمانيين في اليمن تبعا لنظام ساليانلي، أي النظام السنوي، والمرتبات السنوية التي تدفع من واردات اليمن، ولم يكن في اليمن نظام الإقطاعات المعمول به في مناطق أخرى من ولايات الدولة العثمانية، وكانت موارده تصرف على رواتب الجند والموظفين، وما يزيد عن ذلك يرسل إلى المسؤولين العثمانيين، والواقع أن رواتب الجند والموظفين في اليمن قد تأثرت كثيرا بالأوضاع الاقتصادية والداخلية في اليمن، وتأثرت كذلك بأحوال الأمن والنظام والاستقرار.
الحركات القبلية في عام 1732م
وقع انقسام بين صفوف أئمة اليمن، وحدث ضعف في السيادة العثمانية أيضا؛ مما مهد إلى قيام حركات قبلية أدت إلى استقلال كل من حضرموت ولحج في عام 1145هـ، 1732م، وعمت البلاد حالة من الفوضى والاضطراب؛ بسبب الفراغات السياسية نتيجة لضعف السيادة العثمانية على اليمن.
وحاولت الدولة العثمانية أن تملأ هذا الفراغ عن طريق واليها محمد علي باشا الذي خاض حروبا كثيرة في مناطق الجزيرة العربية، خاصة في عسير، ومناطق تهامة، وظلت حملات محمد علي تتوالى على عسير وتهامة ومناطق اليمن حتى عام 1256هـ، 1840م، إلى أن حددت معاهدة لندن نفوذه وحكمه في ولاية مصر فقط.
الاحتلالُ البريطانِيُّ
أهمية اليمن لبريطانيا
تعد عدن منطقة استراتيجية هامة بالنسبة للدول الكبرى ذات المصالح التجارية والملاحية في البحار الدافئة، وفي مناطق شرقي آسيا، خاصة الهند، وكانت بريطانيا تهتم إلى حد كبير بعدن؛ لأنها واقعة على طريق مواصلات الإمبراطورية البريطانية في الشرق، وهي هامة أيضا بالنسبة لشركة الهند الشرقية الإنجليزية العاملة في المنطقة، ويعد ميناء عدن، وجزيرة بريم الواقعة في فوهة مضيق باب المندب، وجزيرة كمران في البحر الأحمر، وجزيرة سوقطرى في المحيط الهندي من المواقع الرئيسية بالنسبة للمصالح البريطانية.
الاستعمار التدريجي لليمن
في عام 1214هـ، 1799م احتلت القوات البريطانية جزيرة بريم. وفي عام 1255هـ، 1839م احتلت هذه القوات مدينة عدن بعد مقاومة محلية عنيفة. وأخذت بريطانيا توسع حدود منطقة استعمارها بشكل تدريجي، في الوقت الذي انشغلت فيه الدولة العثمانية في حربها مع القوى المحلية اليمنية بزعامة الأئمة الزيديين فوسعت نفوذها الاستعماري على سواحل اليمن الغربية. وفي عام 1333هـ، 1915م أصبحت كل المقاطعات الشرقية والغربية تابعة للحكم البريطاني، وأشرف عليها نائب الملك البريطاني في الهند، وكانت عدن تابعة لنفوذه أيضا.
وفي المقاطعات الشرقية توجد: سلطنة القعيطي وقاعدتها المكلا، والكثيري وقاعدتها سيون، والمهد وقاعدتها المهد، وقشن وسوقطرى ومركزها سوقطرى، ومشيخة بير علي ومركزها بيرعلي، ومشيخة حورة السفلى ومركزها حورة.
وهناك محميات ومقاطعات غربية منها: سلطنة لحج وقاعدتها الحوطة، والصبيحة وقاعدتها الطور، والعقارب وقاعدتها بير أحمد، والحواشب وقاعدتها مسيمير، والعوالق العليا ومركزها مضاب، والعوالق السفلى ومركزها أحور، وإمارة الفضلي ومركزها شقرة، ويافع العليا وقاعدتها المجحته، ويافع السفلى وقاعدتها القارة، وإمارة الضالع ومركزها الضالع، وإمارة بيحان ومركزها القبض.
اتحاد الجنوب العربي
انضمت ست سلطنات في اتحاد فيما بينها في عام 1378هـ، 1958م بدعم من بريطانيا ومؤازرتها، ثم انضمت إلى هذا الاتحاد لحج، ثم تتابع انضمام السلطنات والمشيخات والإمارات، ثم انضمت إليه مستعمرة عدن في عام 1382هـ، 1962م، وسمي هذا التكوين السياسي الاتحادي باسم اتحاد الجنوب العربي، وفي عام 1388هـ، 1968م، قررت بريطانيا الانسحاب من جنوب اليمن المحتل، وتنافست القوى اليمنية على من سيتولى أمور البلاد بعد الانسحاب البريطاني.
وظهرت جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل بقيادة عبد القوي مكاوي، وجبهة التحرير الوطنية بقيادة قحطان الشعبي.
وحارب أتباع الجبهتين الإنجليز، وتحاربوا أيضا فيما بينهم، وفي آخر المطاف سلمت بريطانيا مقاليد الحكم في اليمن الجنوبي إلى جبهة التحرير الوطنية بزعامة قحطان الشعبي، وغادرت القوات البريطانية جنوب اليمن في عام 1387هـ، 1967م، وأعلن اليمنيون الجنوبيون قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وجمهورية عربية مستقلة.
حركات انقلابية يمنية
حدث تغيير في الحكم في اليمن الجنوبي في عام 1389هـ، 1969م فوضع قحطان الشعبي تحت الإقامة الجبرية، وتولى السلطة سالم ربيع علي، وتولى رئاسة الوزارة محمد علي هيثم، ثم علي ناصر محمد الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع أيضا، وقامت حركة انقلابية أخرى أطاحت بسالم ربيع علي، وتسلم عبد الفتاح إسماعيل مقاليد الحكم، وبعد بضع سنوات حدث انقلاب آخر أنهى حكم عبد الفتاح إسماعيل، وتولى الحكم من بعده علي ناصر محمد، وهكذا ظلت الأمور في اليمن الجنوبي مضطربة ردحا من الزمن وقد أثر ذلك على الوضع الاقتصادي في البلاد.
الأئمةُ الزيديونُ وَالخلافاتُ المحليّةُ
مساعدة الإمام محمد بن يحيى
  
حدث خلاف بين الأئمة الزيديين، وطلب الإمام محمد بن يحيى النجدة والمساعدة من الأمير عائض بن مرعي، حاكم عسير؛ فأرسل عائض بن مرعي قوة عسكرية لمساعدة الإمام محمد بن يحيى، واستطاعت هذه النجدة دعم الإمام محمد بن يحيى وتثبيت سلطته في صنعاء، على أن يكون تابعا لسيادة عائض بن مرعي، وكان عائض بن مرعي مؤيدا ومدعوما من قبل الدولة السعودية.
لم تدم العلاقة الحسنة بين الإمام محمد بن يحيى وبين عائض بن مرعي؛ مما أدى بابن مرعي إلى أن يرسل حملة عسكرية تحت زعامة الشريف حسين بن علي حيدر، عامل ابن مرعي على أبو عريش، لتأديب الإمام محمد بن يحيى، لكن اليمنيين هزموا جيش الشريف حسين بن علي حيدر، وأسروا قائده ابن حيدر.
تدخل العثمانيين
انتهز العثمانيون في الحجاز فرصة الخلاف الناشب بين آل مرعي والإمامة الزيدية في اليمن؛ فأرسلوا جيشا عثمانيا احتل الحديدة وبعض أجزاء من تهامة في سنة 1266هـ، 1849م، وتمكن توفيق باشا والي جدة العثماني من دخول صنعاء دون أن يلقى مقاومة تذكر، وحدث تفاهم بين الوالي العثماني توفيق باشا والإمام محمد بن يحيى؛ مما أغضب اليمنيين الذين ثاروا على الإمام محمد بن يحيى، وألقوا القبض عليه، ونصبوا الإمام الزيدي علي بن المهدي بديلا عنه، وقد تمكن الثوار اليمنيون من إخراج القوات العثمانية من صنعاء، ووجه العثمانيون حملة جديدة إلى اليمن في عام 1285هـ، 1868م لتأديب الثوار اليمنيين، وأبدى اليمنيون بسالة في مقاومة هذه الحملة وفرضوا على العثمانيين الحصار حتى اضطروهم إلى الاستسلام.
اتفاقية دعان 1911م
وتحت ضغط الثورة الزيدية والأئمة الزيدية على العثمانيين في اليمن، اضطر الوالي العثماني أن يعقد صلحا مع الإمام الزيدي اليمني يحيى حميد الدين في عام 1329هـ، 1911م في دعان، وهي قرية تقع غربي مدينة عمران، وأهم شروط اتفاقية دعان هي:
  1. أن يشرف الإمام يحيى حميد الدين على شؤون القضاء والأوقاف وتعيين الحكام والمرشدين.
  2. تشكيل محكمة مؤلفة من هيئة شرعية تكون في الواقع محكمة استئناف للنظر في الشكاوى التي يعرضها الإمام.
  3. أن يكون مركز المحكمة الاستئنافية في مدينة صنعاء، وينتخب الإمام رئيسها وأعضاءها، وتصدق على هذا التعيين الدولة العثمانية.
  4. في حال صدور أحكام بالقصاص، لا بد أن تصادق عليها الحكومة العثمانية في الآستانة، وصدور الإرادة السنية بذلك، بشرط ألا يتجاوز زمن تلك الإجراءات أربعة أشهر.
  5. تكون في اليمن ولاية عثمانية يتصل الإمام بها مباشرة، وهي بدورها تحيل الأمر إلى الآستانة.
  6. يحق للحكومة العثمانية أن تعين قضاة شرعيين في المناطق التي يوجد فيها سكان شوافع وأحناف.
  7. تشكيل محاكم شرعية مختلطة من قبل قضاة وعلماء من الشوافع والزيديين للنظر في الدعاوى التي تقام من قبل المذاهب المختلفة.
  8. تعين الحكومة العثمانية محافظين تحت اسم مباشرين للمحاكم السيارة التي تتجول في القرى لفصل الدعاوى الشرعية هناك، وذلك دفعا للمشقات التي يتكبدها أصحاب المصالح في الذهاب والإياب إلى مراكز الحكومة في المدن.
  9. صدور عفو عام عن الجرائم السياسية.
  10. لا تجبى الضرائب من أهالي أرحب وخولان وجبل الشرق لمدة عشر سنوات؛ بسبب فقرهم وخراب بلادهم.
  11. لا تؤخذ أي ضرائب غير التي وردت في الشرع الإسلامي.
  12. على الإمام أن يعطي الدولة العثمانية عشر حاصلاته.
  13. يحق لمأموري الدولة العثمانية في اليمن أن يتجولوا في أنحاء اليمن بشرط ألا يخلوا بالسكينة والأمن.
حكم الأئمة لليمن
يعتبر الوالي محمود نديم باشا، آخر الولاة العثمانيين في اليمن؛ لأن الإمام الزيدي يحيى حميد الدين دخل مدينة صنعاء في عام 1336هـ، 1918م، وأعلن نفسه حاكما مستقلا على اليمن، وأصبح الإمام بهذا الإعلان سيد الموقف في اليمن، وأصبح عليه المسئولية الأولى في التصدي للمشكلات والمتاعب الكثيرة الموجودة في البلاد داخليا، ومشكلات الحدود مع جيرانه، والمشاكل التي نجمت عن احتلال بريطانيا لبلاد اليمن الجنوبي، ومشكلات الحرب العالمية الأولى وغيرها من القضايا الأساسية، كحادثة ضرب ميناء الحديدة اليمني بمدفعية الأسطول البريطاني في البحر الأحمر، ثم احتلاله من قبل القوات البريطانية، بمساعدة الإدريسي حاكم تهامة عسير (أو المقاطعة الإدريسية) على ساحل البحر الأحمر.
علاقات الإمام يحيى ببريطانيا
بعد أن قذف الأسطول البريطاني ميناء الحديدة بالمدفعية واحتله في عام 1336هـ، 1918م، أرسلت الحكومة البريطانية بعثة الكولونيل جاكوب في عام 1337هـ، 1919م إلى صنعاء لكن جاكوب وأفراد بعثته أسروا من قبل القبائل، ولم يتمكن جاكوب من الوصول إلى صنعاء.
وحاول الإمام يحيى حميد الدين أن يصفي علاقته بالبريطانيين جيرانه في اليمن الجنوبي المحتل، فأرسل القاضي عبد الله العرشي مندوبا له مقيما في عدن، لكن الإمام فوجئ بتسليم بريطانيا الحديدة إلى السيد الإدريسي في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى توتر العلاقات بين الإمام يحيى حميد الدين وبريطانيا في عام 1338هـ، 1920م.
مهاجمة المحميات الجنوبية
  
استدعى الإمام يحيى حميد الدين مندوبه العرشي من عدن، ثم شن هجوما يمنيا على المحميات الجنوبية المحتلة من قبل بريطانيا، كمحمية الضالع والشعيب والقعيطي وغيرها، واحتل مدينة البيضاء؛ مما جعل بريطانيا ترسل بعثة السير جلبرت كلايتون إلى صنعاء في عام 1921م للتباحث مع الإمام يحيى في هذا الأمر، إلا أنها لم تنجح، وقام كلايتون بزيارة ثانية إلى صنعاء في عام 1925م، وفاوض خلالها الإمام لمدة شهر دون أن تؤدي هذه المفاوضات إلى اتفاق مرض.
معاهدة عام 1934م
شن الإمام هجمات جديدة على المحميات المجاورة، ولجأ بعض شيوخها إلى عدن، فردت الطائرات البريطانية على هذا الهجوم بقيام غارات جوية على المدن اليمنية في عام 1347هـ، 1928م، ومع هذا جرت محاولة لتسوية الموضوع بين اليمن وبريطانيا، وتوصل المفاوضون إلى صيغة معاهدة عام 1350هـ، 1931م، وقعتها بريطانيا بعد ثلاثة أعوام، أي في عام 1353هـ، 1934م، وتم تبادل وثائق التصديق على المعاهدة بين الطرفين، وأهم بنود تلك المعاهدة:
  1. تعترف بريطانيا بالإمام يحيى حميد الدين ملكا مستقلا على اليمن، ويقصد بذلك اليمن الشمالي.
  2. أن يحافظ الطرفان المتعاهدان على سياسة حسن الجوار والصداقة بينهما.
  3. أن يعمل الطرفان على تخطيط الحدود بينهما، وتسوية مشكلاتهما عن طريق المفاوضات السلمية.
وفي عام 1951م عقدت معاهدة جديدة بين اليمن وبريطانيا، إلا أنها لم تؤد إلى حل الخلافات الحدودية بين الدولتين، وبناء عليه ظلت العلاقات متوترة.
العَلاقاتُ اليمنيَّةُ السعوديَّةُ
العلاقات اليمنية السعودية
شكل محمد بن أحمد الإدريسي إمارة صغيرة عرفت بإمارة الأدارسة في منطقة جازان ونجران أو ما يعرف في نطاق ضيق بمنطقة المخلاف السليماني في ثلاثينات القرن التاسع عشر الميلادي، وينسب الأدارسة إلى عالم فقيه من أهل فاس بالمغرب اسمه أحمد الإدريسي، وقد حاول محمد بن علي بن محمد بن أحمد الإدريسي تقوية الإمارة خاصة بعد أن أدرك أن كلا من الشريف حسين بن علي (شريف مكة) والإمام يحيى حميد الدين (إمام اليمن) قد عد أرض الإمارة جزءا من أراضيه.
وكي يحافظ السيد محمد بن علي الإدريسي على إمارته اتصل بعبد العزيز آل سعود، سلطان نجد وملحقاته، وطلب منه العون والدعم خاصة وأن سلطان نجد وملحقاته كان على علاقة سيئة مع شريف مكة وإمام اليمن وهو وقتها حاكم منطقة عسير الداخلية ويهمه أمر المنطقة الإدريسية المجاورة لحدوده.
وجد الإدريسي الدعم من سلطان نجد وملحقاته واستمر منيع الجانب حتى وفاته في عام 1923م.
معاهدة 1926م
اضطربت الإمارة الإدريسية بعد وفاة السيد محمد بن علي الإدريسي؛ مما دعا الحسن بن علي الإدريسي إلى توقيع معاهدة مع الملك عبد العزيز في عام 1345هـ، 1926م عرفت باسم معاهدة الحماية الخاصة بالإمارة الإدريسية تم بموجبها وضع ما بقي من إمارة الإدريسي تحت حماية الدولة السعودية الحديثة؛ فاحتفظ الملك عبد العزيز آل سعود بموجب تلك المعاهدة بالشؤون الخارجية للمقاطعة الإدريسية، تاركا للحسن الإدريسي الشؤون الداخلية يتصرف في إدارتها المحلية، ويساعده مندوب سعودي.
لكن الإدريسي قرر استعادة نفوذه، وفصل مقاطعته عن المملكة العربية السعودية، وحاول الاستعانة باليمن؛ فأرسل الملك عبد العزيز آل سعود حملة عسكرية إلى صبيا، لم يستطع الحسن الإدريسي مقاومتها، فرحل مع أهله وأقاربه إلى اليمن، وفي عام 1353هـ، 1934م وقعت المملكة العربية السعودية والمملكة اليمنية في مدينة الطائف معاهدة أنهت الحرب بينهما.
في عام 1358هـ، 1939م شارك اليمن مع وفود الدول العربية الأخرى في بحث القضية الفلسطينية في مؤتمر القاهرة، وفي بلودان بسوريا في عام 1366هـ، 1946م، ووقف اليمن إلى جانب أشقائه في الدفاع عن قضية العرب والمسلمين، في قضية فلسطين، واشترك اليمن في مباحثات ومشاورات الوحدة العربية التي بدأها مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر، وتمخض عن تلك المحادثات قيام جامعة الدول العربية في عام 1365هـ، 1945م.
ودخل اليمن عضوا في هيئة الأمم المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وذلك في عام 1367هـ، 1947م.
ودخل اليمن في اتحاد فيدرالي مع مصر (أو الجمهورية العربية المتحدة آنذاك) في عام 1958م.
التنمية الاقتصادية باليمن
على الرغم من كثرة الحوادث السياسية في اليمن، وعلى الرغم من الحرب الأهلية اليمنية وكثرة الاضطرابات فيه، إلا أن تطورات اقتصادية وتنموية قد أخذت مكانها في اليمن، فقد أنشئت شركة للتجارة الخارجية، وشركة الكبريت، وشركة التبغ، وشركة المحروقات، وشركة الكهرباء، والشركة اليمنية لتعدين الملح، ومؤسسة القطن العامة، ومصنع الغزل والنسيج، وعدة مشروعات زراعية، وشركة ظفار للملاحة البحرية، وشركة الخطوط الجوية اليمنية، والمؤسسة اليمنية للهندسة والمقاولات، ومؤسسات أخرى تعنى بالبناء والتشييد.
كما أنشئت في البلاد المستشفيات، وأقيمت المدارس المنظمة، وشيدت جامعة صنعاء، وأنشئت في البلاد عدة طرق حديثة.
وقدمت بعض الدول المساعدات لليمن، ويأتي على رأسها المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والاتحاد السوفييتي السابق، والصين الشعبية، والولايات المتحدة الأمريكية.
المعالِمُ الجغرافيةُ
السطحُ
الموقع الجغرافي اليمني
اليمن دولة عربية تقع في الجزء الجنوبي الغربي من شبه جزيرة العرب، يحدها جنوبا بحر العرب، وشمالا المملكة العربية السعودية، وغربا البحر الأحمر، وشرقا عمان. وتشمل هذه الحدود بلاد اليمن الموحدة التي تضم ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية، واليمن الجنوبي أو الذي أطلقت عليه بريطانيا اسم عدن ومحمياتها، أو ما عرف ولفترة طويلة باليمن الجنوبي المحتل من قبل بريطانيا.
وقد سمي بعد الاستقلال باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وظل اليمن الشمالي يطلق على اليمن الجنوبي اسم الجنوب اليمني؛ لأن هذا الجزء أرض يمنية لا تنفصل عن اليمن، وقد فصلته بريطانيا لأسباب وظروف استعمارية طارئة.
مساحة اليمن
تبلغ مساحة اليمن الموحد حوالي 527.968كم².
ويقدر سكان اليمن بحوالي 21.426.000 نسمة.
شمالي اليمن
يتميز سطح شمالي اليمن بكونه منطقة جبلية مرتفعة يحدها سهل ساحلي ضيق في الغرب، يعرف بسهل تهامة اليمن.
ويمتاز مناخ هذا القسم من اليمن بأنه بارد في الشتاء، ومعتدل في أيام الصيف، أما السهل فمناخه حار رطب صيفا، دافئ في وقت الشتاء، وتسقط الأمطار على هذا الجزء من اليمن في فصل الصيف؛ بسبب هبوب الرياح الموسمية الغربية.
جنوبي اليمن
أما سطح جنوبي اليمن، فهو سهل ساحلي يحاذي بحر العرب ويمتد من الغرب إلى الشرق، بالإضافة إلى المرتفعات التي تقع في شمالي السهول الساحلية، ومعروف أن المرتفعات الغربية هي أكثر ارتفاعا من المرتفعات الشرقية التي هي في أغلبها هضاب تتخللها أودية، أكبرها وأهمها وادي حضرموت.
وهناك صحاري في داخل اليمن الجنوبي تلي المرتفعات شمالا.
ومناخ الجزء الجنوبي من اليمن شديد الحرارة ورطب في الصيف، ودافئ في الشتاء.
وأمطار هذا القسم من اليمن تسقط في فصل الصيف؛ لوقوعه في مهب الرياح الموسمية.
أهمُّ المدنِ
مدينة صنعاء
يوجد في اليمن عدد من المدن تأتي في مقدمتها مدينة صنعاء وتقع في وسط البلاد، ويتزايد عدد سكانها تدريجيا؛ بسبب انتقال الهجرة إليها للعمل والتجارة، وهي مدينة جبلية مرتفعة، ترتفع عن سطح البحر بحوالي 7000 قدم، وهي عاصمة البلاد، ومن أقدم المدن العربية، وتشتهر بتاريخها الطويل العريق، وكانت تسمى في الجاهلية باسم أزال. وفي المدينة جامع كبير بني في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقام الوليد بن عبد الملك، الخليفة الأموي بتوسعته، ووسعه أيضا غيره ممن حكموا البلاد اليمنية. ويوجد في صنعاء مكتبة عربية قديمة، فيها كتب ومخطوطات نفيسة نادرة، وهي مركز للنشاط التجاري في اليمن، وفيها دوائر الحكومة اليمنية.
مدينة تعز
هي المدينة الثانية لليمن الشمالي، تقع في منطقة جبلية، وترتفع عن سطح البحر حوالي 4000 قدم، وتقع في الجنوب من صنعاء، وتشتهر بزراعة البن اليمني الذي يصدر إلى الخارج من ميناء «المخا». مدينة الحديدة: مدينة ساحلية على البحر الأحمر، ومركز تجاري هام، وأكبر موانئ اليمن على البحر الأحمر، هذا بالإضافة إلى مدن: صعدة، وإب، وذمار، وزبيد، وبيت الفقيه وغيرها.
مدينة عدن
وتوجد في اليمن الجنوبي مدينة عدن، عاصمة الجزء الجنوبي من اليمن وهي ميناء تجاري ومحطة ممتازة لتزويد السفن بالوقود، ويوجد فيها مطار، وفيها أيضا معمل لتكرير النفط.
ولموقع عدن أهمية استراتيجية واقتصادية.
مدينة المكلا: وهي الميناء الشرقي للبلاد، له أهمية خاصة بالنسبة لحضرموت.
موانئ اليمن
ومن موانئ اليمن: الحديدة، والمخا، والصليف، وعدن، والمكلا. ومن جزرها كمران، وحنش، وبريم، وسوقطرى وغيرها. وفيها مضيق باب المندب، وعدد كبير من الأودية كوادي زبيد، ووادي سهام، ووادي بنا، ووادي ورزان، ووادي الخارد، ووادي حضرموت وغيرها من الأودية الأخرى.
السكانُ
سكان اليمن
ينحدر سكان اليمن من عرب الجنوب المعروفين بالقحطانيين، وينتمون إلى أعرق الأصول العربية. وجميع السكان عرب مسلمون، وفيهم أتباع المذهب الزيدي، ويقطنون المناطق الجبلية، أما باقي السكان فهم سنيون شافعيون، ويتمركزون في محافظات: إب وتعز والحديدة وفي تهامة والسواحل الجنوبية.
ويعتز اليمنيون بعروبتهم، وأن اليمن الموطن الأول للعرب، ولعله الموطن الأصلي للشعوب السامية التي خرجت من شبه الجزيرة العربية باتجاه الشمال. ويتكلم اليمنيون اللغة العربية.
خصوبة أراضي اليمن
اليمن بلد صالح جدا للزراعة بأنواعها؛ ففيه أنواع المزروعات المختلفة، حيث تزرع أشجار الفواكه بأنواعها في الجبال والمناطق المرتفعة كالبرتقال والليمون والخوخ والمشمش والموز والتفاح والكمثرى والتين والعنب وغيرها.
وتزرع في سهوله وضفاف أوديته الحبوب من قمح وشعير ودخن وذرة وعدس.
بالإضافة إلى زراعة الخضراوات والبن والقات والقطن.
البن اليمني
يصدر اليمن البن اليمني المشهور عالميا، وقد عرف البن في اليمن منذ عام 950هـ،1540م، واهتم سكان اليمن بزراعته في المنحدرات اليمنية، ويصدر البن اليمني عن طريق ميناء «المخا»، وهو ميناء قديم على ساحل البحر الأحمر.
ويصدر البن إلى بلاد أوروبا مثل إيطاليا وفرنسا وهولندا وبريطانيا، وإلى مناطق الشرق الآسيوي كالهند والصين. واشتهرت «المخا» بأنها مركز تصدير البن اليمني.
ويصدر اليمن كذلك البخور.
الثروة المعدنية اليمنية
ويوجد في اليمن ثروة معدنية، ففيه معادن كثيرة كالذهب والحديد والرصاص والنحاس والكبريت والملح والفحم الحجري والنفط.
وهناك شركات نفط أمريكية تنقب عن النفط في اليمن، خاصة في المنطقة الساحلية.
وبالفعل فقد بشرت النتائج عن اكتشاف النفط في اليمن، خاصة في المنطقة الشرقية. ويوجد في عدن مركز لتكرير النفط له أهمية كبيرة في مناطق جنوبي شبه الجزيرة العربية.
حرف السكان في اليمن
يعمل سكان اليمن بالزراعة التي تكثر في مناطق الأودية، ويعمل قسم منهم في الرعي خاصة في مناطق سفوح الجبال، وهناك فئة من سكان اليمن تعمل في صيد الأسماك في السواحل اليمنية، ويقوم اليمنيون بتمليح الأسماك وتجفيفها كي تصدر إلى الخارج، ويتركز صيد الأسماك في المناطق الساحلية حول البحر الأحمر، والبحر العربي في الجنوب، وهناك فئة من سكان اليمن تعمل في التجارة.
واليمنيون قوم مشهورون بالتجارة منذ القدم، خاصة الحضارمة منهم. والشعب اليمني يحب الهجرة؛ من أجل العمل والكسب، فمنهم أعداد كبيرة في إندونيسيا، وفي أرجاء العالم العربي، وفي بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وقد توارث اليمنيون مهنة التجارة والرحلات الخارجية عن أجدادهم القدماء الذين كانوا يمارسون التجارة ويجوبون البحار والأقطار في معظم القارات؛ نظرا لموقع بلادهم الهام على الطرق التجارية الرئيسية: البرية، والبحرية.
وهناك فئة من سكان اليمن تعمل في الصناعات اليدوية كصناعة المنسوجات، والأواني النحاسية، والخناجر والسيوف، والأحذية والقرب، ودبغ الجلود وغيرها من الصناعات الخفيفة.
الثرواتُ الطبيعيَّةُ
الثروات الطبيعية اليمنية
تزداد دلالة مؤشرات الدراسات الميدانية على وجود كميات كبيرة من النفط والغاز والمعادن والتي ما تزال غير مستخرجة من باطن الأرض، وأن منها ما هو متوفر بكميات جيدة مشجعة على الاستثمار فيها، وتتعاقد اليمن مع عدة شركات أجنبية في هذا الجانب.
وتنتشر في اليمن صناعة الإسمنت والجص والملح، إضافة إلى أحجار البناء.
الثروة الحيوانية اليمنية
تتوفر في اليمن عدة مناطق صالحة للرعي، وتنتشر حرفة الرعي في المناطق الساحلية (كتهامة) وبعض المرتفعات الوسطى والشمالية والمحافظات الشرقية، وإضافة إلى رعي الأغنام، يوجد في المناطق الصحراوية رعي الإبل.
الثروة السمكية اليمنية
إن الشواطئ اليمنية الممتدة إلى أكثر من 3 آلاف كيلو متر غنية بأنواع كثيرة من الأسماك، ومن الأحياء البحرية الأخرى المشهورة، وتعمل في مجال الصيد والصناعة السمكية شركات أجنبية ومحلية مختلفة.
النباتات والزراعة اليمنية
بالرغم من عدم كثافة وقلة المساحة المستخدمة في الزراعة، إلا أن المحاصيل النباتية في اليمن غنية بمختلف الحبوب والخضراوات والفواكه؛ نظرا لتوافر أكثر من بيئة، ولكل بيئة مناخها وخصائصها المستقلة.
إضافة إلى توفر نباتات (دوائية) يعد بعضها نادرا على مستوى العالم، ومع ذلك فاليمن ما يزال مستوردا للمحاصيل الزراعية المختلفة.
الصادرات والواردات
أهم الصادرات: البن، والقطن (قديما)، والحبوب، وبعض أنواع الماشية، والزبيب، واللوز، وبعض الفواكه (كالموز والمانجو)، والأسماك وأحياء بحرية أخرى.
الواردات: تعد اليمن من الأسوق الاستهلاكية؛ لذلك فإن واردات اليمن لا تعد ولا تحصى، فهي تستورد الغذاء والدواء والملابس والأجهزة والآلات ووسائل النقل... الخ.
الاقتصادُ
الزراعة
الزراعة
تسهم الزراعة في الناتج الوطني الإجمالي بنحو 15.5%.
وأهم المحاصيل الزراعية في اليمن الذرة الرفيعة والدخن والذرة الشامية والقمح والشعير والبن والبطاطس والعنب وأنواع الفواكه المختلفة.
توجد بعض المحاصيل النقدية كالقطن والتبغ والسمسم.
تشغل الحبوب جزءا كبيرا من جملة الإنتاج الزراعي، إذ تمثل حوالي 70% من جملة الإنتاج الزراعي.
وتحتل الذرة الرفيعة والدخن مركز الصدارة وتسهم بحوالي 74% من جملة إنتاج الحبوب كلها.
الصناعة
الصناعة
. تسهم الصناعة في الناتج الوطني الإجمالي بحوالي 44.7%.
أما نسبة القوى العاملة في قطاع الصناعة، فلا تتعدى 4،6% من مجموع القوى العاملة في اليمن. تعتمد الصناعة في الغالب على وحدات إنتاجية صغيرة ومتوسطة الحجم.
أما الصناعات الأساسية والمشاريع ذات الإنتاج الكبير فلا تزال محدودة.
وتتركز الصناعات في اليمن في خمس محافظات هي: صنعاء والمهرة وعمران والحديدة وعدن.
أما من حيث ملكية المؤسسات الصناعية فهي تتوزع بين القطاع العام والمختلط والخاص، ولكن مساهمة القطاع الخاص تعد عالية، مقارنة بالقطاع العام والمختلط .
التعدين. تتوافر خامات الصخور الأرضية بكميات كبيرة في مناطق مختلفة من اليمن مثل: الحجر الجيري وصخور الجبس والجرانيت والرمل الرخام ورواسب الحديد في أقصى الشمال باليمن في منطقة صعدة.
وتوجد خامات النحاس في منطقة حيفان التي تبعد عن تعز حوالي 40كم.
وخامات النحاس تكون على شكل عروق معدنية مختلطة مع الكوبالت والنيكل.
وتوجد رواسب الملح الصخرية بكميات كبيرة في منطقة الصليف شمالي الحديدة.
وقد تم اكتشاف النفط في اليمن بكميات تجارية في كل من محافظات مأرب وحضرموت وشبوة.
التعدين
التعدين
تتوافر خامات الصخور الأرضية بكميات كبيرة في مناطق مختلفة من اليمن مثل: الحجر الجيري وصخور الجبس والجرانيت والرمل الرخام ورواسب الحديد في أقصى الشمال باليمن في منطقة صعدة.
وتوجد خامات النحاس في منطقة حيفان التي تبعد عن تعز حوالي 40كم.
وخامات النحاس تكون على شكل عروق معدنية مختلطة مع الكوبالت والنيكل.
وتوجد رواسب الملح الصخرية بكميات كبيرة في منطقة الصليف شمالي الحديدة. وقد تم اكتشاف النفط في اليمن بكميات تجارية في كل من محافظات مأرب وحضرموت وشبوة.
الصادرات
الصادرات
من أهم الصادرات الرئيسية اللحوم ومنتجاتها والأسماك والقشريات والرخويات ومستحضراتها.
كما تصدر الحبوب ومشتقاتها والخضراوات والفواكه والجلود.
ويصدر النفط ومنتجاته والغاز الطبيعي والمصنع.
وقد بلغ إجمالي الصادرات اليمنية بناء على إحصاء عام 2005م، 6.387.000.000 دولار أمريكي.
الواردات
الواردات
وتشمل الحيوانات والسكر ومستحضراته والعسل والتبغ ومصنوعاته وعربات النقل البري والحديد والصلب والأثاثات وأجهزتها والألبسة والأدوية والألبان ومشتقاتها والحبوب ومشتقاتها.
وبلغت قيمة الواردات عام 2005م، 4.190.000دولار أمريكي.
العلاقات التجارية.
العلاقات التجارية
تتعامل اليمن تجاريا مع سنغافورة واليابان والصين والهند و أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأسبانيا والدنمارك وألمانيا وقبرص وتركيا وبريطانيا وإيطاليا وماليزيا وتايلاند وإندونيسيا وتايوان وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن وسوريا.
عَلَمُ الدولةِ وشعارُهَا
العَلَمُ


العلم والشعار
العلم الحالي هو علم اليمن الموحدة وهو علم دولتي اليمن قبل الاتحاد وبعد حذف مثلث ازرق ونجمة حمراء من علم اليمن الجنوبي وحذف نجمة خضراء من علم اليمن الشمالي يشير الأحمر للثورة والأبيض للسلام والنقاء والإيمان بالمستقبل ويشير الأسود إلى ماضي البلاد في عهودها الماضية.
النشيدُ الوطنِيُّ
النّشيدُ الوطنِيُّ
النشيد الوطني اليمني
هو من كلمات عبد الله عبد الوهاب نعمان وألحان الفنان أيوب طارش.
رددي أيتها الدنيا نشيدي ردديه وأعيدي وأعيدي
واذكري في فرحتي كل شهيد وامنحيه حللا من ضوء عيدي
يا بلادي نحن أبناء وأحفاد رجالك
سوف نحمي كل ما بين يدينا من جلالك
وسيبقى خالد الضوء على كل المسالك
كل صخر في جبالك .. كل ذرات رمالك
كل أنداء ضلالك .. ملكنا
إنها ملك أمانينا الكبيرة..
حقنا جاء من أمجاد ماضيك المثيرة
رددي أيتها الدنيا نشيدي ردديه وأعيدي وأعيدي
واذكري في فرحتي كل شهيد وامنحيه حللا من ضوء عيدي
وحدتي.. وحدتي..
يا نشيدا رائعا يملأ نفسي أنت عهد عالق في كل ذمة
 رايتي.. رايتي..
يا نسيجا حكته من كل شمس اخلدي خافقة في كل قمة
 أمتي .. أمتي ..
امنحيني البأس يا مصدر بأسي وادخريني لك يا أكرم أمة
 عشت إيماني وحبي سرمديا
ومسيري فوق دربي عربيا
وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا
رددي أيتها الدنيا نشيدي ردديه وأعيدي وأعيدي
واذكري في فرحتي كل شهيد وامنحيه حللا من ضوء عيدي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعودية

بطاقةُ تعارفٍ بطاقةُ تعارفٍ نظرة عامة على السعودية المملكة العربية السعودية هو اسم الدولة، وعاصمتها الرياض، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز هو رئيس الدولة، والنظام الملكي هو نظام الحكم، وهي تقع في منطقة الشرق الأوسط، وتطل على الخليج العربي من الشرق والبحر الأحمر من الغرب، ومن الجنوب اليمن، وتبلغ مساحتها: 1.960.582 كيلو مترا مربعا. الثروات الطبيعية السعودية هي البترول، والغاز الطبيعي، والحديد الخام، والذهب، والنحاس. ويبلغ عدد سكان السعودية 24 مليون نسمة، والريال السعودي هو العملة الرسمية بالبلاد. واللغة العربية هي اللغة الرسمية. وتبلغ نسبة المتعلمين 78 %. وفي 23 سبتمبر 1932م استقلت المملكة. وتم توحيد المملكة في اليوم نفسه. سياسة السعودية في عام 1993م تم إقرار الدستور السعودي. وفي عام 1927م تأسس مجلس الشورى. وفي عام 2001م انضمت للاتحاد البرلماني العربي، وفي عام 2003م انضمت للاتحاد البرلماني الدولي. السُّكانُ السكانُ الكثافة السكانية السعودية بلغ عدد سكان المملكة العربية السعودية نحو 22.998.000 نسمة في عام 2004م، ويمثل السعوديون حوا

الاردن

بطاقةُ تعارفٍ بطاقةُ التّعارفِ نبذة عامة عن الأردن المملكة الأردنية الهاشمية هو الاسم الكامل، والاسم المختصر هو الأردن، والعاصمة: عمان، وتاريخ الاستقلال: 25 / 5 / 1946م، وتاريخ الانضمام لمنظمة الأمم المتحدة في عام 1969م. معلومات هامة تقع الأردن في منطقة الشرق الأوسط، في شمال غرب السعودية، وتبلغ المساحة الإجمالية حوالي 89213 كم2، تبلغ مساحة اليابسة منها: 88884 كم2، ومساحة المياه: 329 كم2، وتبلغ نسبة الأراضي الصالحة للزراعة: 4%، ومساحة الأراضي المروية: 630 كم2. والمناخ: صحراوي جاف غالبا، موسمي ممطر في الغرب (من نوفمبر إلى إبريل)، والموارد الطبيعية: الفوسفات، والبوتاس، والزيت الحجري. لمحة عامة على الأردن تبلغ الكثافة السكانية حوالي 5.35 مليون نسمة وذلك حسب إحصائيات عام 2002م، ومساحة المملكة هي 89.210 ألف كيلومتر مربع، والعملة هي الدينار الأردني، ورمز المكالمات الدولي هو +962، وفارق التوقيت عن «جرينيتش» ساعتان، وحجم الدولة مقارنة بالعالم 0.0692% من حجم العالم، وحجم الدولة مقارنة بقارة آسيا 0.1842% من حجم القارة، والكثافة السكانية مقارنة بالعالم 0.0794% من تعداد