التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ليبيا

بطاقةُ تعارفٍ
نُبذةٌ عَنْ ليبيا
نبذة عامة على ليبيا
الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى هو اسم الدولة، وعاصمتها هي طرابلس، والعقيد معمر القذافي هو رئيس الدولة، ونظام الحكم هو جماهيري شعبي، وتقع ليبيا في شمالي إفريقيا يحدها البحر المتوسط ومصر وتونس.
وتبلغ مساحة ليبيا: 1.759.540 كيلو مترا مربعا.
الثروات الطبيعية الليبية
هي البترول، والغاز الطبيعي.
ويبلغ عدد السكان: ستة ملايين نسمة. والدينار الليبـي هو العملة المستخدمة، واللغة العربية هي اللغة الرسمية، وذلك بجانب الإيطالية والإنجليزية، وهما واسعتا الانتشار في المدن الأساسية.
وتبلغ نسبة المتعلمين 76.2%.
حكومة ليبيا
في 24 ديسمبر 1951م استقلت ليبيا من الاستعمار الإيطالي، و1 سبتمبر هو اليوم الوطني، وفي 11 ديسمبر 1969م تم إقرار الدستور.
ومؤتمر الشعب العام هو اسم المجلس النيابي.
وفي عام 1989م انضمت ليبيا للاتحاد البرلماني العربي، وقد انضمت للاتحاد البرلماني الدولي في أعوام 1958، 1969، 1989م.
السُّكانُ
السكانُ
الكثافة السكانية
يبلغ عدد سكان ليبيا حوالي 5.691.000 نسمة في عام 1998م، ويعيش نحو 80% منهم على امتداد ساحل البحر المتوسط، أو في الأقاليم المرتفعة التي تتاخم الساحل من الجنوب.
وقد عاش بها البربر قبل وصول العرب إليها في بداية القرن السابع الميلادي.
وقد بلغ عدد سكان ليبيا حوالي ستة ملايين نسمة حسب آخر إحصاء.
اللغات
اللغة العربية هي اللغة الرسمية في ليبيا، حيث يتحدث بها أغلب السكان.
أنماط المعيشة
يرتبط حوالي 86% من أهل ليبيا بمناطق الحضر، بينما يتركز الباقون (14%) في مناطق الريف، ويعيش أغلبيتهم إما في القرى أو في الواحات الليبية، أما البدو فيتنقلون مع قطعانهم من الماعز والضأن والإبل بحثا عن المراعي.
الهجرة من الريف إلى المدن
لقد شهد منتصف القرن العشرين الميلادي فترة توسع الاقتصاد الليبـي، حيث تحول من الاقتصاد المعيشي المتنقل، المرتبط بالحياة الريفية إلى اقتصاد الحضر أو المدن الليبية.
وقد تطلبت عملية الانتقال من الحياة الريفية إلى الحياة المدنية توفير العديد من وسائل التلاؤم مع الحياة الجديدة.
المرأة الليبية
لقد تغيرت حياة المرأة الليبية بشكل تدريجي، فانخرطت في المشاركة في بناء المجتمع الليبـي، حيث بلغت نسبة مشاركة المرأة العاملة 10% من إجمالي القوى العاملة، ويلاحظ أن هذه النسبة آخذة في الزيادة؛ بسبب إقبال المرأة الليبية على التعليم.
النظامُ السياسيُّ
نظامُ الحكمِ
نظرة عامة على ليبيا
تقع ليبيا في شمالي إفريقيا على ساحل البحر المتوسط، يجاورها شرقا كل من مصر والسودان، وجنوبا كل من تشاد والنيجر، ومن الغرب فإنها تجاور كلا من الجزائر وتونس، وتعد طرابلس عاصمة ليبيا وإحدى مدنها الكبرى.
وتغطي الصحاري الواسعة الشطر الأعظم من أراضي ليبيا؛ لذا يقل نصيبها من الموارد الطبيعية، لكن بحلول عام 1959م واكتشاف النفط في أراضيها، حقق الاقتصاد الليبـي ثروة هائلة من العائدات النفطية، كان لها أثرها في دعم هذا الاقتصاد.
وقد سخرت حكومة ليبيا هذه الثروات في تحسين الأراضي الزراعية، وتحقيق التنمية وتوفير الخدمات العامة للشعب الليبـي.
الوحدات الجغرافية والتاريخية لليبيا
تكونت ليبيا حتى أوائل القرن العشرين من ثلاث وحدات جغرافية وتاريخية منفصلة، وهي: طرابلس، وبرقة، وفزان.
وبحلول عام 1951م، توحدت ليبيا وأصبحت بلدا مستقلا.
والاسم الرسمي لليبيا هو الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى.
نظام الحكم الليبـي
حسب الدستور الليبـي يعتبر المؤتمر الشعبي العام هو أعلى سلطة تشريعية في البلاد، ويؤكد الدستور على حق كل مواطن ليبـي بلغ من العمر 18 سنة أو أكثر في الاقتراع والترشيح، وكل مجموعة محلية تتكون من ألف شخص لها حق التمثيل في المؤتمر الشعبي العام، الذي يعقد جلسته مرة كل عام بهدف وضع السياسات العامة للبلاد، واختيار أعضاء مجلس المؤتمر الشعبي العام، ومهمة هذا المجلس هي صياغة سياسة ليبيا القومية.
وتنقسم ليبيا إلى 24 وحدة سياسية تعرف جميعها بالبلديات، ولكل بلدية لجنة شعبية محلية.
تاريخُ الدولةِ
تاريخُ ليبيا القديمُ
الفينيقيون وليبيا
يعد الفينيقيون من أوائل الشعوب السامية التي وصلت إلى مناطق الساحل الإفريقي، وأقاموا فيه مراكز استيطان لهم على ساحل برقة في الجزء الساحلي الشرقي من ليبيا، وعلى ساحل طرابلس الغرب في الجزء الساحلي الغربي منها، وكانت هناك اتصالات حضارية وتجارية بين سكان ليبيا وبين سكان مصر في عهد الفراعنة.
وقد وقعت منطقة برقة تحت النفوذ اليوناني الإغريقي، واستوطن الإغريق المنطقة، وأصبحوا يشكلون نسبة لا بأس بها من سكان برقة قديما، كما وقعت منطقة طرابلس الغرب تحت النفوذ القرطاجي والروماني، وقد استوطن القرطاجيون والرومان تلك المنطقة وشكلوا نسبة كبيرة من سكانها، وانتشر البربر في أنحاء ليبيا، واستطاع الرومان ضم منطقتي برقة وطرابلس الغرب إلى الإمبراطورية الرومانية التي شكلت دولة مترامية الأطراف، لها نظام حكمها المطلق، ولها طابعها الحضاري المميز الذي ما زالت آثاره شاهدة عليه حتى أيامنا هذه، وقد شكلت تلك المستوطنات مراكز تجارية هامة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
الفتحُ الإسلامِيُّ لليبيا
أصل سكان ليبيا
إن سكان ليبيا خليط من العناصر، أقدمهم البربر، ثم الفراعنة، والفينيقيون، والإغريق والرومان، ثم العرب الذين قدموا إلى المنطقة بعد وصول الفتح الإسلامي.
فقد استمر القائد العربي المسلم عمرو بن العاص بعد فتح مصر في زحفه صوب ليبيا في عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقدر عدد الجيش الإسلامي الزاحف على برقة بحوالي اثني عشر ألفا رجل، استولوا على المنطقة دون عناء يذكر، ودفع أهالي برقة الجزية بعد توقيع صلح مع المسلمين، وتوجه المسلمون بعد ذلك صوب طرابلس الغرب ففتحوها عنوة، ثم أرسل عمرو بن العاص مجموعة من الجند المسلمين وعلى رأسهم عقبة بن نافع صوب فزان في الداخل، فوصلوا إلى زويلة.
الفتح الإسلامي لليبيا
وهكذا دانت بلاد الساحل الليبـي وجزء من مناطق الداخل للحكم العربي الإسلامي، واستمر الفتح لمناطق شمالي إفريقيا في عهد ولاية عبد الله بن أبي السرح، والي مصر بعد عمرو بن العاص، وقد تعاقبت على حكم ليبيا عدة دول إسلامية كدولة الأغالبة، والدولة الفاطمية، ودولة الموحدين، والحفصيين.
كما تعرضت الأراضي الليبية للهجمات الصليبية كهجوم النورمنديين، وهجوم فرسان القديس يوحنا.
العثمانيونَ فِي ليبيا
أسباب الفتح العثماني
تعرض الشمال الإفريقي لموجة من الهجوم النصراني تمثل في البرتغاليين والأسبان والإيطاليين وجماعة فرسان القديس يوحنا، وقد احتل الأسبان في الفترة من 1505 - 1511م مرسى الكبير، ووهران، وبجاية، وطرابلس الغرب، وجربة.
وظل الأسبان يركزون احتلالهم على الساحل دون التوغل في داخل إفريقيا؛ بسبب الصعوبات وعنف المقاومة المحلية التي كانت تواجههم، ولانشغالهم في حروب أخرى في الجبهة الأوروبية، وفي مراحل لاحقة صعد الضغط النصراني على المسلمين في شمالي إفريقيا؛ مما جعلهم يطلبون العون من البحارة الأتراك الذين يقودهم البحار التركي المسلم عروج باشا، لإنقاذهم.
العثمانيون في ليبيا
تمكن الأتراك بمساعدة القوى المسلمة المحلية من طرد الأسبان، وأخذ الأتراك يشكلون حكومات محلية صغيرة اعترفت بها الدولة العثمانية بشكل تدريجي، ولكن هذه الحكومات لم تكن حكومات مستقرة، فقد واجهت اضطرابات محلية، كما أنها لم تكن حكومات منظمة خاصة في المجالات الإدارية، وإنما ظلت تستند على القوة العسكرية والجهاد البحري ضد سفن النصارى وبحارتهم الذين واصلوا هجومهم على المناطق الإسلامية في شمالي إفريقيا، خاصة بعد خروج المسلمين من الأندلس.
الأهمية العثمانية لليبيا
على الرغم من أن تبعية الدويلات القائمة في مناطق شمالي إفريقيا للدولة العثمانية كانت اسمية، إلا أن تلك الحكومات تقوت بفضل احتمائها وتبعيتها الاسمية للعثمانيين الذين كانوا أسياد الموقف الدولي آنذاك، وقد كانت المواجهات البحرية بين تلك الدويلات وبين الغزاة الأسبان فاتحة الطريق أمام وجود عثماني مركز في شمالي إفريقيا، وبالفعل فإن خير الدين بربروسا الذي خلف أخاه عروج اتصل بالسلطان العثماني سليم الأول وأعلن تبعيته له، فوافق السلطان العثماني على ذلك وعينه برتبة بيلزبي (بك البكوات)، ولقبه بلقب باشا، وأرسل إليه ألفي جندي انكشاري منظم وأربعة آلاف آخرين متطوعين، ومعهم مؤن وعتاد وغير ذلك من مستلزمات، وفي عهد السطان العثماني سليمان القانوني، أقر السلطان خير الدين في منصبه، وأعطاه رتبة قبطان باشا على الأسطول العثماني في البحر الأبيض المتوسط، واستدعاه إلى إسطنبول من أجل التخطيط للقيام بحملات بحرية ضد أسبانيا في عهد شارل الخامس.
ضم المدن الليبية إلى العثمانيين
بعدما وطد العثمانيون وجودهم في تونس والجزائر ضموا إلى حكمهم مدينة طرابلس الغرب بعد أن كان سكانها قد تخلصوا من الحكم الحفصي وشكلوا حكومة خاصة بهم، ولكنهم تعرضوا لهجوم أسباني احتل بلادهم، لكن القائد طرغوت تمكن من استعادتها من الأسبان وعينه العثمانيون على ولاية طرابلس الغرب، وأعطوه لقب بيلزبي (بك البكوات)، ثم أخذ طرغوت يمد النفوذ العثماني تدريجيا إلى مناطق الداخل، وخلف علج علي طرغوت في حكم طرابلس والداخل، وتمكن من فرض الأمن والهدوء في المنطقة، ثم خلفه جعفر على حكم طرابلس، واستطاع جعفر أن يحتل فزان ومنطقتها في عام 1577م.
توحيد ليبيا
كانت برقة وفزان تحت تأثير التبعية الاسمية للعثمانيين في مصر، ولكنهما ضمتا أخيرا إلى الحكم العثماني في طرابلس الغرب، وهكذا بدأت تظهر خريطة ليبيا الموحدة في العهد العثماني، المؤلفة من: ولاية طرابلس، وبرقة، وفزان.
واستطاع الحكم العثماني في ليبيا أن يثبت السيادة على الأرض الليبية المتحدة، وظل الوجود العثماني يتحدى القوى الأوروبية القائمة على الساحل الآخر من البحر المتوسط ردحا من الزمن.
تقلص النفوذ العثماني في ليبيا
حكم ليبيا أثناء العهد العثماني عدد كبير من الولاة العثمانيين، وقد تقلص النفوذ العثماني في البلاد الليبية عندما تسلمت أسرة أحمد باشا القرمانلي الحكم في عام 1711م في طرابلس الغرب، وظلت تحكم منطقة ليبيا لمدة قرن وربع القرن، ولم يبق للعثمانيين في ليبيا غير الولاء الاسمي فقط، وظل الأمر كذلك حتى ضعف حكم أسرة القرمانلي، فزادت الضائقة الاقتصادية في ليبيا، وأصبحت البلاد عرضة للأطماع الأوروبية من فرنسيين وإنجليز، وأمريكيين، وكثرت في ليبيا الثورات في أواخر عهد أسرة القرمانلي؛ مما أدى بالعثمانيين إلى إرسال حملة عسكرية تحت قيادة نجيب باشا توجهت إلى طرابلس في عام 1835م، وألقت القبض على آخر حكام أسرة القرمانلي علي باشا؛ وبذلك أنهى العثمانيون حكم هذه الأسرة، وأعاد العثمانيون سيادتهم الفعلية على ليبيا، ولم يكن الحكم العثماني المباشر على ليبيا بحال من الأحوال أفضل من حكم أسرة القرمانلي، بل كان حكما غير مستقر تعاقب عليه الكثير من الولاة بحيث كان معدل ولاية الواحد منهم في حدود العام الواحد أو أكثر في بعض الأحيان.
التهديد الفرنسي لليبيا
رغم أن العثمانيين طبقوا في ليبيا نظام الولايات: كولاية طرابلس الغرب وولاية برقة، وولاية فزان، إلا أن وجودهم في المنطقة كان اسميا فقط، وأخذت ليبيا كغيرها من الولايات العثمانية تهدد من قبل الفرنسيين، خاصة بعد احتلالهم للجزائر في عام 1830م، وفرض الفرنسيون حمايتهم الاستعمارية على تونس في عام 1881م؛ وبناء عليه رأت الدولة العثمانية أن تعزز وجودها في ليبيا، فزادت من قوتها العسكرية في المنطقة، وتمسك الليبيون بحكم الدولة العثمانية بالرغم من ضعفه؛ لأنهم شعروا أنها الدولة الإسلامية التي يمكن أن تدافع عنهم وتحميهم ضد هجوم الفرنسيين الذين احتلوا تشاد وبدأوا يهددون ليبيا.
السنوسيَّةُ فِي ليبيا
بداية الدعوة السنوسية
هاجر محمد بن علي السنوسي المولود ببلدة «مستغانم» في الجزائر في عام 1787م، إلى مقاطعة برقة، ومكث في برقة، وأسس فيها الزاوية البيضاء في منطقة الجبل الأخضر، ثم توجه بعد ذلك إلى جغبوب، وأقام فيها، وتوفي هناك في عام 1859م.
وقد دعى محمد بن علي السنوسي لإصلاح الناس، وذلك بالرجوع إلى تعاليم الإسلام، وكان تنظيمه لأتباعه يقوم في المقام الأول على أساس صوفي، ورغم أن حركته كانت دينية في جذورها، إلا أنها طبعت بالمظهر السياسي.
الدعوة السنوسية ومقاومة الاستعمار
اجتهد السنوسي في إقامة الزوايا الصوفية لأتباعه في الواحات البعيدة عن المنطقة الساحلية كفزان وكانم وجغبوب وغيرها، وأصبحت تلك الزوايا المنتشرة في ربوع البلاد الجنوبية مراكز تعليم ديني صوفي، ومراكز عبادة وتدريب على أعمال الجهاد ضد المحتلين الأجانب؛ فلقد كانت السنوسية تهدف إلى إيقاظ الهمم الإسلامية وتحفيزها لمواجهة الفرنسيين وغيرهم من الذين يطمعون في السيطرة على شمالي إفريقيا؛ ومن هنا برزت فكرة ضرورة التمسك بالروابط الدينية، وفكرة الوحدة الإسلامية، والجامعة الإسلامية كسبيل لمقاومة العدوان الاستعماري على الوطن.
هدف الدعوة السنوسية
وعلى هذا الأساس فإن السنوسية دعوة وحركة ارتبطت إلى حد بعيد بمقاومة الغزو الخارجي الأجنبي؛ وهكذا كان الهدف الأول للسنوسية مقارعة الاستعمار الأوروبي الطامع في أرض ليبيا، وقد ظلت الحركة السنوسية تتحمل مسئولية التنظيم والتدريب والإعداد للسكان كي يتحملوا مسؤولية عبء الجهاد ضد الاستعمار.
الاحتلالُ الإيطالِيُّ لليبيا
التغلغل الإيطالي في ليبيا
تفاهمت الدول الأوروبية فيما بينها في عام 1906م في مؤتمر الجزيرة الخضراء بأسبانيا على تقسيم شمالي إفريقيا، وقبلت بأن تأخذ إيطاليا البلاد الليبية من الدولة العثمانية، التي كانت في أوج ضعفها، وأن تبسط كل من فرنسا وأسبانيا يدهما على بلاد مراكش.
بدأت إيطاليا تتغلغل تدريجيا في ليبيا؛ فقام المنصرون الإيطاليون الكاثوليك مدعومين من قبل الحكومة كسلطة سياسية، ومن البابا كسلطة دينية كاثوليكية، بإنشاء المدارس التنصيرية والمستشفيات والمراكز الصحية، والمصارف، ونشطوا في العمل التجاري داخل مدن ليبيا، وأقاموا بنوك التسليف الزراعي لإمداد المواطنين الليبيين بالقروض، تمهيدا لاحتلال أرض المدينين في حال عدم قدرتهم على تسديد ما عليهم من قروض.
النـزاع العثماني الإيطالي
أبلغت إيطاليا الحكومة العثمانية عن نيتها باحتلال ليبيا، وطلبت منها تسهيل الاحتلال بحجة حماية رعاياها من الاضطهاد العثماني، والمحافظة على المصالح الاقتصادية للإيطاليين، وكان الموقف العثماني في ظل عهد جماعة الاتحاد والترقي ضعيفا جدا أمام التهديد الإيطالي، فاكتفت بدعوة إيطاليا للجلوس إلى طاولة المفاوضات تجنبا لاستخدام القوة.
ولكن الحكومة الإيطالية رفضت ذلك لعدة أسباب من أهمها:
  1. ضعف الموقف الحربي العثماني في ليبيا.
  2. الموقف الإيطالي المدعوم من قبل الدول الأوروبية باستثناء ألمانيا والنمسا.
  3. ما كانت تتمتع به إيطاليا من قوة بحرية وبرية.
  4. ضعف الموقف الداخلي في ليبيا، إذ إن المقاومة العسكرية في ليبيا تظل محدودة الطاقات والإمكانات بالنسبة للهجوم الإيطالي المركز.
الحرب الإيطالية الطرابلسية
أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية في سبتمبر عام 1911م، وهي الحرب التي عرفت بالحرب الإيطالية الطرابلسية، فحاصر الأسطول الإيطالي مدينة طرابلس الغرب مدة ثلاثة أيام، بعدها سقطت المدينة بيد المستعمرين الإيطاليين.
لم تتوفر للمقاومة الشعبية القوة اللازمة لقهر الإيطاليين وردهم على أعقابهم.
كما لم تكن قدرة الدولة العثمانية القتالية بالمستوى المطلوب، ولم تكن القوة بين الطرفين متكافئة، ورغم المقاومة العثمانية المحلية التي قادها السنوسيون، تمكن الإيطاليون من احتلال ليبيا في عام 1911م.
القبول بالمفاوضات
وأثناء الحرب، وكوسيلة ضغط على الدولة العثمانية نقل الإيطاليون الحرب ضد مواقع عثمانية أخرى، فضرب الأسطول الإيطالي ميناءي بيروت والحديدة، واحتلوا جزيرة رودس في البحر المتوسط، ثم احتلوا مجموعة جزر الدوديكانيز، وهاجمت السفن الإيطالية الحربية ممر الدردنيل وغير ذلك من المواقع العثمانية الأخرى، ورأت الدولة العثمانية أنها وقعت في حرب لا قدرة لها عليها، ولاحت في الأفق بوادر حرب جديدة ضد الدولة العثمانية في البلقان، فاضطرت الدولة العثمانية إلى قبول المفاوضات مع الإيطاليين، وقد أدت بريطانيا دورا بارزا في المفاوضات التي دارت بين الدولة العثمانية والحكومة الإيطالية، وتخلت جميع الدول الأوروبية عن الدولة العثمانية في محنتها أثناء هذه الحرب فأصدرت فرنسا بيانا أعلنت فيه حيادها، ونهجت كل من روسيا وبريطانيا النهج نفسه، ووقفت كل من ألمانيا والنمسا موقف المشاهد؛ وبذلك خلا الجو السياسي والعسكري لإيطاليا لتنفرد بالدولة العثمانية.
معاهدة أوشي لوزان
وأمام الأزمات الداخلية والعسكرية والاقتصادية التي مرت بها الدولة العثمانية رأت حكومة مختار باشا الغازي أن تصل بالمفاوضات مع إيطاليا إلى نتيجة حاسمة، فأرسلت وزير الزراعة العثماني وزودته بصلاحيات واسعة، وتم الاتفاق على عقد معاهدة صلح بين الدولة العثمانية والحكومة الإيطالية في 18 أكتوبر عام 1912م بعد توسط من قبل حكومة بريطانيا، وقد عرفت تلك المعاهدة باسم معاهدة أوشي لوزان.
بنود المعاهدة
لقد حوت المعاهدة إحدى عشرة مادة، تعهدت فيها الدولتان بإيقاف حالة الحرب بينهما، وسحب القوات من جبهات القتال، فتسحب الدولة العثمانية قواتها من طرابلس وبرقة، وتسحب إيطاليا قواتها وسفنها من الجزر العثمانية التي احتلتها في بحر إيجة.
كما أن الدولة العثمانية سحبت جميع الموظفين الإداريين العاملين في ليبيا، وأعلن السلطان العثماني منح ليبيا استقلالا تاما، أي أن السلطان العثماني جرد الدولة العثمانية من كل أنواع السيادة على ليبيا.
وبالمقابل أعلنت إيطاليا عملا بقوانينها جعل ليبيا خاضعة تماما للسيادة الإيطالية، وأعلنت العفو العام في ليبيا تقربا للسكان.
ووعدت بالإبقاء على الخطبة باسم الخليفة العثماني، وأقرت بأن يكون في طرابلس نائب خاص للسلطان يضمن حكم البلاد على أسس الشريعة الإسلامية.
مساوئ الاستعمار الليبـي
لقد جاء توقيع معاهدة أوشي لوزان، بعد أن احتل الفرنسيون الجزائر وتونس، واحتل البريطانيون مصر، وأصبحت الدولة العثمانية مطوقة في إفريقيا، وهكذا نفذ الأوروبيون اتفاقياتهم السرية الرامية إلى تقسيم شمالي إفريقيا فيما بينهم.
سيطر الاستعمار الإيطالي على البلاد الليبية، ووضع الأحرار في السجون، ونهب خيرات البلاد، وارتكب أبشع الجرائم ضد الشعب الليبـي، ففي محاولة للقضاء على مقاومة الشعب الليبـي نفذ الجنود الإيطاليون في 23 أكتوبر عام 1911م مجزرة في طرابلس الغرب ذهب ضحيتها العديد من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب.
وأباح الجنرال كانيفا، قائد الحملة بلدة المنشية مدة ثلاثة أيام.
المقاومةُ الليبيَّةُ ضدَّ إيطاليا
المقاومة الليبية ضد إيطاليا
ثار الشعب الليبـي المسلم ضد الحكومة الإيطالية، وظلت الدولة العثمانية تعمل على تعزيز المقاومة الليبية ضد الاستعمار الإيطالي رغم أنها كانت قد استسلمت أمام الإيطاليين وهجومهم، فقد زار أنور باشا القائد العثماني واحة جغبوب والتقى الشيخ أحمد السنوسي الذي قاد المقاومة الليبية ضد الإيطاليين في 20 نوفمبر 1912م.
وكان الشيخ أحمد السنوسي قد اتخذ من واحة الكفرة مقرا له، ومنها انتقل إلى واحة جغبوب، حيث قاد المقاومة الليبية ضد الإيطاليين، ودعى الشعب الليبـي للكفاح لطرد المستعمر المحتل والدفاع عن الوطن، مؤججا الحماس في نفوس الليبيين، فدخلوا معارك التحرير ضد الاحتلال الإيطالي.
صفوف المجاهدين في ليبيا
تقاطر الشباب المسلم من مصر وسوريا والعراق للتطوع في صفوف المجاهدين في ليبيا، وكان في المقدمة منهم الشباب المسلم: عزيز علي المصري، وتحسين العسكري، وصبحي الطرابلسي، ومحمود حلمي، وعيسى البغدادي، وإسماعيل الطرابلسي، يناصرون جهاد إخوانهم الليبيين.
وأثبت المجاهدون قدرتهم على مقاومة الإيطاليين على الرغم من عدم تكافؤ القدرات بينهم وبين المستعمر الإيطالي، وقد اضطرت هذه المقاومة ملك إيطاليا إلى إصدار مرسوم يقضي بالمحافظة على شعائر الإسلام، وسمح بالدعاء للسلطان العثماني في خطبة الجمعة على منابر المساجد الليبية، إلا أن المجاهدين رفضوا الانخداع بهذه الوعود وواصلوا جهادهم ضد المستعمر.
الدعم العربي للجهاد الليبـي
ولم تقتصر دعوة الجهاد ضد الطليان على الليبيين وحدهم، وإنما انتشرت تلك الدعوة في ربوع العالم الإسلامي، ودعمها المسلمون في كل مكان، وساندها رؤساء الحكومات العربية وعلى رأسهم الملك عبد العزيز آل سعود وإمام اليمن، كما ساندتها المنظمات والهيئات العربية والإسلامية، وقد كان لمصر دور رائد ومتميز في هذه المساندة؛ فهي لكونها تجاور ليبيا من الشرق، فإنه من السهل عليها إدخال الأسلحة والعتاد والمؤن والأدوية عبر حدودها إلى ليبيا لدعم المجاهدين.
وقد كان موقف الشعب العربي في مصر رائعا تجاه دعم المقاتلين وتقوية جذور المقاومة الليبية ضد الاستعمار؛ فقد تأسست في مصر الجمعية المصرية لدعم الجهاد الليبـي ضد الإيطاليين، وكانت برئاسة الأمير عمر طوسون.
كما تألفت لجان لجمع التبرعات من الأهالي، وكان من أهمها اللجنة المصرية العليا لجمع تبرعات المصريين وإرسالها إلى ليبيا بطرق سرية، وكان يرأسها في مطلع تشكيلها الشيخ علي يوسف. وأخذ الدعم للمجاهدين الليبيين يتعاظم؛ مما ساهم في استمرار مقاومتهم، وتتابعت المعونات والمساعدات من أهالي الحجاز وبلاد الشام وتركيا والهند وكذلك من بلدان المغرب العربي.
الحربُ العالميَّةُ الأُولَى ومحاولاتُ استقطابِ ليبيا
الحرب العالمية الأولى ومحاولات استقطاب ليبيا
شكل المجاهدون الليبيون جيشا لمقاومة الإيطاليين بقيادة المجاهد «عمر المختار»، وهو أول جيش للمقاومة الليبية، وقد استمرت المقاومة حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914م، ولم تتمكن السلطات الإيطالية من القضاء على هذه المقاومة رغم استخدامها لمختلف الوسائل، وقد أبدى الاتحاديون الأتراك استعدادهم لمساعدة الليبيين ضد الإيطاليين، خاصة عندما دخلت تركيا العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول الوسط بزعامة الإمبراطورية الألمانية ضد دول الوفاق، بزعامة بريطانيا صاحبة النفوذ القوي في مصر.
الاتحاد مع الأتراك
كان العثمانيون يريدون إقناع المجاهدين السنوسيين ليكونوا إلى جانبهم في الحرب ضد بريطانيا حتى يدعموا صمود الجبهة التركية في بلاد الشام، خاصة فلسطين، وليكونوا أيضا أداة ضغط عسكري على البريطانيين في مصر ومنطقة البحر المتوسط، عن طريق شن هجمات عسكرية على الوجود العسكري البريطاني في مصر عبر الحدود الليبية، وهو أمر ظل السنوسي مترددا تجاهه؛ لأنه كان يقدر أن الموقف ليس في صف جبهة الأتراك وأنصارهم من الألمان والنمساويين، وإنما إلى جانب بريطانيا ودول الوفاق ذات الجيش والعتاد الأقوى.
إلا أن إحساس السنوسي بالتعاطف مع الدولة العثمانية المسلمة، واتهامه من قبل الأتراك بموالاة الإنجليز قد جعلته في نهاية الأمر يقبل بالتنسيق عسكريا مع العثمانيين.
الخوف من الانضمام إلى الأتراك
والواقع أن السنوسي كان على حق في تخوفه من الانضمام إلى الأتراك ضد دول الوفاق، فالدولة التركية دولة ضعيفة، وقد زجت بجيشها في حرب ضد دول أقوى، هي دول الوفاق، وحاربت إلى جانب الطرف الخاسر. وكان السنوسي يعلم جيدا أن الأتراك لن يفعلوا شيئا قويا ضد الإيطاليين عندما هاجموا ليبيا، وحين استدعت الحكومة التركية الشيخ أحمد السنوسي إلى الآستانة في عام 1918م على ظهر غواصة ألمانية لأجل التخطيط للضغط على بريطانيا، كان الوقت متأخرا، فقد فقد العثمانيون العراق وفلسطين وبلاد الشام الأخرى وأصبحوا في وضع لا يحسدون عليه.
أسباب ضعف موقف السنوسي
وقد أدى ذلك إلى إضعاف موقف الشيخ السنوسي في مقاومته للإيطاليين للأسباب التالية:
  1. لم يستطع أن يحافظ في سياسته على مبدأ التوازن بين القوى العالمية المتصارعة.
  2. لم يستطع أن يبعد عن العثمانيين، بعد أن بدت علامات انهزام جبهة دول الوسط.
  3. ضغط الإنجليز على السنوسي من أجل إضعاف حركته، خاصة وأن بريطانيا حليفة في الحرب مع إيطاليا البلد الاستعماري المسيطر على ليبيا.
  4. ضعف زعامة السنوسي أمام أتباعه، فقد انتقلت سلطته إلى السيد محمد إدريس السنوسي.
جاء السيد محمد إدريس السنوسي إلى السلطة في ظل ظروف حرجة يمكن تلخيصها في:
شدد الإنجليز والإيطاليون حصارهم على ليبيا من الغرب والشمال والشرق، وأغلق طريق مصر، وانقطع حبل الإمدادات التي كانت تصل إلى ليبيا عن طريق الحدود المصرية تحت علم الإنجليز ومسمعهم؛ مما أربك المجاهدين الليبيين.
سوء الحالة الاقتصادية
زاد الوضع الاقتصادي سوءا في ليبيا؛ بسبب تطويق البلاد وحصارها اقتصاديا من جهة، ولقلة الأمطار التي تقوم عليها الزراعة من جهة أخرى، بالإضافة إلى أن معظم الأيدي العاملة الليبية كانت قد انخرطت في صف حركة الجهاد الليبـي ضد الإيطاليين، فأصاب الزراعة نوع من الشلل الذي أدى إلى وقوع المجاعة في البلاد؛ مما زاد في إحراج موقف السنوسيين، وكان على المسؤولين الليبيين أن يخرجوا من هذا المأزق، فاتجهوا إلى أسلوب التفاوض مع إيطاليا وبريطانيا، وكان هم السنوسية الأول التفاوض مع بريطانيا علها تفتح أمام ليبيا طريق مصر، فيتحرك الاقتصاد الليبـي وتتحسن معه حال المقاومة الليبية.
الاتفاق مع إيطاليا
تفاوض السنوسيون مباشرة مع الدولتين في عكرمة وتوصلوا إلى اتفاق، تم بموجبه فتح طريق مصر في وجه حركة الاقتصاد والتنقل الليبـي، واعترف بسيادة السنوسيين على برقة وواحة جغبوب، واعترف السنوسيون بالسيادة الإيطالية على منطقة طرابلس الغرب.
وسمح لكافة الأطراف بحرية التنقل بين برقة وطرابلس الغرب، وأعيدت للسنوسيين أملاكهم المصادرة، وأعلن عن مراعاة الإيطاليين تطبيق الشريعة الإسلامية في ليبيا، وصدر أمر بسحب السلاح من أيدي رجال القبائل الذين أزعجوا السلطات الإيطالية في كل الأراضي الليبية، وعمت حالة من الهدوء النسبي بين السنوسية والطليان والإنجليز في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
دستور 1919م
أصدر ملك إيطاليا قانونا أساسيا كان أشبه بدستور يطبق على منطقة طرابلس الغرب، وجاء هذا الدستور الجديد لعام 1919م في أربعين مادة موضحا حقوق الأهالي وواجباتهم، فنص على تكوين مجلس نيابي من الأهالي، وافتتاح المدارس، واحترام اللغة العربية ومكانتها، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وإلغاء التجنيد الإجباري، وأن تكون المحاكم التشريعية هي المسئولة عن القضايا الدينية والحقوق الشخصية والعائلية.
وعمم الإيطاليون مواد هذا الدستور لتطبق في منطقة برقة باتفاق مع الشيخ محمد إدريس السنوسي، وبهذا الإجراء يكون الإيطاليون قد مدوا نفوذهم إلى منطقة برقة بشكل دستوري، وعملوا على تهدئة الأوضاع في ليبيا لتكون في صالحهم.
التقاربُ الإيطالِيُّ السنوسيُّ
التقارب الإيطالي السنوسي
حدث انفراج في العلاقات بين السنوسية والإيطاليين، فاعترف الإيطاليون بمحمد إدريس السنوسي حاكما مدنيا على الجزء الجنوبي من منطقة برقة، ولقبوه بالأمير، وأصبحت إمارة برقة وراثية في الأسرة السنوسية؛ وهكذا أصبحت برقة مقسمة إلى قسمين، هما: قسم ساحلي مع الإيطاليين، وقسم داخلي مع السنوسيين، وقد أراد الإيطاليون من وراء هذا التقارب والاعتراف بالأمير السنوسي تصفية الجهاد الليبـي؛ فقد اشترط عليه ألا يزيد جيشه على ألف رجل فقط، وإذا ما حدث زيادة على هؤلاء فلا بد أن يكون برضا إيطاليا وموافقتها، وقد عرف هذا الاتفاق باتفاق الرجمة عام 1920م.
اتفاق بومريم عام 1921م
شكل السنوسي دولة في مناطقه، وأجرى انتخابات برلمانية في المناطق التابعة له، وافتتح المجلس النيابي، وانتخب السنوسي رئيسا للبرلمان بالإجماع، إلا أنه اصطدم بمشكلة رفض رجال القبائل حل معسكراتهم ومراكز تدريبهم، واضطرت إيطاليا والسنوسية إلى القبول ببقاء المعسكرات ولكنها أصبحت تحت إشرافها؛ وقد هدفت إيطاليا من وراء ذلك إلى تحجيم عدد المجاهدين الليبيين، والإشراف على حركاتهم وتنظيماتهم؛ وبناء عليه عقدت إيطاليا مع السنوسية اتفاقية جديدة في شأن المعسكرات عرفت باتفاق بومريم عام 1921م.
ضغط المقاومة الليبية على إيطاليا
وكما كان جهاد الليبيين ضد الإيطاليين في برقة، كانت هناك مقاومة ليبية في طرابلس تقلق الإيطاليين في فترة الحرب العالمية الأولى قادها سليمان الباروني الذي عينته الدولة العثمانية حاكما على طرابلس الغرب، فقاد حركة الجهاد الإسلامي في المنطقة ضد إيطاليا، وبفضل المقاومة الليبية في برقة والمقاومة الليبية في طرابلس انحسر النفوذ الإيطالي في مناطق الساحل الليبـي، وهو أمر يدل على مدى ضغط المقاومة الليبية على إيطاليا، خاصة أثناء انشغالها في الحرب العالمية الأولى، ولولا الدعم الذي لقيه الإيطاليون من حليفتهم بريطانيا لأصبح بإمكان المقاومة الليبية إلحاق خسائر أكبر في القوات الإيطالية في ليبيا.
الجمهورية الطرابلسية
وكما أقام السنوسي في مناطق برقة الداخلية والجنوب دويلة صغيرة تعمل في ظل مجلس نيابي لإدارة شؤون المنطقة داخليا، فإن أهل طرابلس الغرب أقاموا الجمهورية الطرابلسية منذ عام 1918م، وطالبوا إيطاليا بالاعتراف بهذه الجمهورية، وإلا ظلت المقاومة سارية المفعول ضدهم، فاضطرت إيطاليا كإجراء مؤقت أن تعترف بالجمهورية الطرابلسية؛ لأنها كانت مشغولة في أمور الحرب العالمية الأولى، ولا تريد أن تفتح بابا واسعا من المقاومة ضدها.
وبعد انتهاء الحرب تفاهمت إيطاليا مع قيادة الحركة الوطنية الليبية في طرابلس، وسرى على منطقة طرابلس الدستور الإيطالي الجديد الذي أصدره ملك إيطاليا بخصوص طرابلس عام 1919م.
واعترف فيه بالإدارة المحلية لليبيين في طرابلس الغرب تحت السيادة الإيطالية، وتم انتخاب مجلس نيابي في طرابلس، ومجلس حكومي يشتركان معا في إدارة الحكم المحلي في المنطقة الطرابلسية.
اتحاد المقاومة الليبية
اتحدت المقاومتان الليبيتان في كل من طرابلس وبرقة تحت قيادة السنوسية عام 1921م في مؤتمر غرياف الذي تقرر فيه توحيد الجهاد الليبـي تحت زعامة السنوسي، ووافق السنوسي على ذلك في عام 1922م، وهنا تبدأ مرحلة جديدة من مراحل الكفاح الليبـي ضد الإيطاليين، وهي مرحلة مريرة، استخدمت فيها إيطاليا أبشع أنواع القهر والبطش ضد المجاهدين الليبيين.
عمرُ المختار يقودُ الجهادَ الليبـيَّ
موسوليني يرأس السلطة في إيطاليا
أسس «بنيتو موسوليني» حزبه الفاشي في إيطاليا في 23 مارس 1919م في ميلانو في شمالي إيطاليا، وظل هذا الحزب ينمو تدريجيا حتى تمكن من الفوز بالأغلبية، واستولى موسوليني على مقاليد السلطة المطلقة في عام 1923م.
احتلال مركز القيادة السنوسية
ألغى موسوليني كل الاتفاقيات التي عقدتها المملكة الإيطالية مع الليبيين، وأخذ يعد العدة للقضاء على المجاهدين الليبيين وعلى رأسهم السنوسي، فاضطر السنوسي للخروج إلى مصر؛ بسبب المرض تاركا رئاسة المجاهدين للشيخ عمر المختار، وترك الزعامة الدينية لأخيه الشيخ محمد رضا السنوسي.
قرر موسوليني القضاء على المقاومة الليبية، فأرسل حاكما إيطاليا جديدا على ليبيا هو القائد العسكري بونجيوفاني، ومنحه سلطة مطلقة في حكم ليبيا، فأمر المفوض السامي الإيطالي الجديد بحل معسكرات القبائل في ولاية برقة، وأمر قواته باحتلال مركز القيادة السنوسية أجدابية في عام 1923م.
عمر المختار يقود الجهاد الليبـي
قاد الشيخ عمر المختار حركة الجهاد في ليبيا حيث ترأس جهاد أهالي برقة مدة ثماني سنوات من عام 1923 - 1931م.
ولم تكن الظروف العامة في صالح المجاهدين؛ وذلك للأسباب التالية:
  1. النشاط العسكري العنيف الذي قاده أتباع الإدارة الفاشية في ليبيا.
  2. انقطاع الإمدادات التي كانت تصل إلى المجاهدين، خاصة بعد أن ركزت إيطاليا استعمارها في واحة جغبوب عام 1925م؛ مما أدى إلى مراقبة الحدود المصرية مراقبة شديدة، ولم يبق الإيطاليون في واحة جغبوب فحسب، بل مدوا نفوذهم إلى مناطق أخرى في داخل ليبيا مثل: مرزوق، وغات، والعقيلة، وأخضعوا كل مقاطعة فزان.
وواصلوا زحفهم العسكري شرقا فاحتلوا أوجلة وجالو والكفرة؛ مما أدى إلى تطويق المقاومة الليبية، وحصرها في منطقة الجبل الأخضر، لم يقلل عنف الجهد الحربي الإيطالي ضد المجاهدين من نشاطهم ضد إيطاليا، ولم يضعف فيهم الروح المعنوية على الرغم من عدم تكافؤ قدرتهم القتالية مع القدرة الحربية للإيطاليين.
نهاية جهاد عمر المختار
بدأ الإيطاليون يفاوضون كلا من عمر المختار ومحمد رضا السنوسي، واستسلم السنوسي في يناير 1928م، واستمرت المفاوضات مع الشيخ عمر المختار حتى نوفمبر عام 1929م، ولم يتوصل الطرفان إلى اتفاق، فاستأنف عمر المختار جهاده ضد الإيطاليين الذين سيطروا على الأمور تدريجيا بقيادة كل من المارشال بادليو والجنرال غوازياني اللذين تمكنا من تطويق المجاهدين في منطقة الجبل الأخضر، ووقع عمر المختار أسيرا في سبتمبر عام 1931م، وأعدمه الإيطاليون بعد محاكمة غير عادلة، وبعد إعدام عمر المختار عام 1931م وأسلوب القمع الذي تعرض له المجاهدون الليبيون على يد أتباع موسوليني، خبت جذوة النضال حتى فترة الحرب العالمية الثانية، وقد لقي الليبيون أثناء حكم موسوليني أبشع ضروب التعذيب والاعتقال، من قصف بالطائرات ومصادرة للأراضي بالقوة، كما طبقت على السكان الخدمة العسكرية الإجبارية للقتال مع الإيطاليين في الحبشة والصحراء الغربية.
ضم برقة وطرابلس إلى إيطاليا مباشرة
في يناير عام 1939م، العام الذي نشبت فيه الحرب العالمية الثانية، ضم الإيطاليون برقة وطرابلس إلى إيطاليا مباشرة، ومنحت إيطاليا الليبيين في المنطقتين الجنسية الإيطالية، وطبقت ضدهم نظام التمييز العنصري.
الجهادُ الليبـيُّ فِي الخارجِ
جمعية الدفاع الليبـي الطرابلسي البرقاوي
أسس الأستاذ بشير السعداوي في عام 1928م في دمشق جمعية الدفاع الليبـي الطرابلسي البرقاوي، وشارك فيها كل من بكري قدورة، وكامل عياد، وعبد الغني الباجقني.
وهي جمعية تهدف إلى إسماع صوت ليبيا في المجالات والهيئات الدولية، وأعلنت الجمعية عن مطالبها وهي: تشكيل حكومة ليبية وطنية يكون على رأسها زعيم مسلم تختاره الأمة.
ويكون حكم هذه الدولة مبنيا على الإسلام والأسس البرلمانية الديمقراطية، ولغتها الرسمية اللغة العربية، وطالبت الجمعية بجلاء القوات الإيطالية عن ليبيا، ومارست الجمعية أنشطتها في العالم العربي الإسلامي خدمة للقضية الليبية، كما أسس الأستاذ أحمد السويحلي في مصر جمعية تناصر القضية الليبية، وتشكلت جمعيات أخرى تناصر القضية في أرجاء العالم الإسلامي، وفتحت فروع لجمعية الدفاع الليبـي في العديد من الدول لإسماع صوت الليبيين وجمع المساعدات والتبرعات لهم كي يتمكنوا من طرد الاستعمار الإيطالي من بلادهم.
ونشط أعضاء جمعية الدفاع الليبـي في العالم الإسلامي، وشاركوا في المؤتمر الإسلامي الذي عقد بمدينة بيت المقدس في عام 1931م، وطالبوا بدعم قضيتهم والضغط على إيطاليا كي تتجاوب مع مطالب الشعب الليبـي المتمثلة في إنشاء حكومة وطنية ليبية، ووضع دستور للبلاد، والمحافظة على السمات الوطنية والدينية للشعب الليبـي كالاهتمام باللغة العربية، والقيام بتطبيق الشريعة الإسلامية، والعناية بالأوقاف الإسلامية، وتوقيع معاهدة مع إيطاليا على أساس الند للند تحدد العلاقات الليبية الإيطالية.
السنوسي والجهاد ضد الإيطاليين
دخلت إيطاليا الحرب العالمية الثانية مع دول المحور ضد دول الحلفاء؛ لذلك شجعت بريطانيا، العضو المؤثر في مجموعة الحلفاء؛ إثارة القلاقل والاضطرابات ضد الإيطاليين في ليبيا المتاخمة لمناطق نفوذها في البحر المتوسط، وأيدت الليبيين في ثورتهم ضد إيطاليا وعقدت اجتماعا سريا مع السنوسي في الإسكندرية في أكتوبر عام 1939م حضره بعض الوطنيين الليبيين مثل: أحمد السويحلي، ومحمد العيساوي وأحمد المريض.
وكان الدعم البريطاني للمقاومة الليبية فرصة جيدة لاستئناف الجهاد الليبـي ضد إيطاليا في عام 1940م، فشكل السنوسي جيشا ليبيا في ذلك العام بمساعدة بريطانيا وتشجيعها، وساعد هذا الجيش في الحروب التي دارت رحاها بين دول المحور ودول الحلفاء في شمالي إفريقيا.
تقسيم ليبيا بين بريطانيا وفرنسا
كان هدف الوطنيين الليبيين هو طرد الاستعمار الإيطالي من البلاد فالتقت مصلحتهم مع دول الحلفاء في القضاء على قوة دول المحور في مناطق شمالي إفريقيا، وعلى هذا الأساس حارب الوطنيون الليبيون إلى جانب بريطانيا في معركة العلمين الشهيرة التي هزم فيها المحور في شمالي إفريقيا على أمل أن تساعدهم هزيمة الإيطاليين في نيل الاستقلال، إلا أن الحلفاء بدلا من أن يسلموا السلطة لممثلي الشعب الليبـي وقياداته، قاموا بإدارة البلاد عسكريا، وهكذا تبدل احتلال باحتلال، وبقيت ليبيا تحت وطأة الاستعمار، فالبريطانيون قد احتلوا طرابلس الغرب وأقاموا بها إدارة عسكرية، والفرنسيون احتلوا مقاطعة فزان وقسموها إلى ثلاثة أقسام هي: غات وفزان، وغدامس.
وهكذا قسمت ليبيا إلى نفوذين: بريطاني وفرنسي، وتمسك كل نفوذ بما تحت يديه من أراض. حقا لقد كان هذا وضعا غير مقبول بالنسبة لليبيين؛ ولذلك ثار الشعب الليبـي ضد هذا الوضع، فأيد أهالي برقة زعامة السنوسي الذي أصبح يركز على قيام إمارته في برقة لتكون نواة الدولة الليبية.
إمارة السنوسي في برقة
على الرغم من أن عمر المختار طالب بسيادة وطنية على ليبيا المتحدة تحت زعامة إدريس السنوسي، لكن السنوسي عندما تسلم إمارة برقة بعد موافقة بريطانيا وترتيباتها، وافق على أن يحكم برقة حكما داخليا مطلقا، ولم تكن علاقة السنوسي بالقوى الوطنية في برقة وغيرها علاقة طيبة، بل كانت علاقة يخيم عليها الشك والريبة.
الحكومة المحلية ببرقة
تسلم إدريس السنوسي إمارة برقة بموافقة بريطانية، وكان أول عمل قام به داخليا هو حل جميع الأحزاب والهيئات الوطنية الليبية في ديسمبر عام 1947م، وأسس في يناير عام 1947 حكومة محلية تحت إشراف بريطانيا سميت باسم المؤتمر الوطني البرقاوي العام، وهو الهيئة التأسيسية الوحيدة في برقة، وعين السنوسي أعضاء المؤتمر وعددهم (67) ممن لهم خبرة في الوظائف الإدارية والعسكرية خاصة أولئك الذين عملوا في خدمة الدولة العثمانية في المجالين: الإداري أو العسكري، أو من الجماعة التي عملت في خدمة بريطانيا أو إيطاليا أو فرنسا.
وأصر المؤتمر الوطني البرقاوي العام على رفض عودة الإدارة الإيطالية إلى برقة، وركز على حكومة إدريس الوراثية في برقة، ولم يهتم في المقام الأول بأمر جمع المقاطعات الليبية في دولة متحدة مستقلة، بل اعتبر هذا الأمر مرحلة ثانوية.
القضيةُ الليبيَّةُ أمامَ الدولِ الكُبْرَى
اللجنة الرباعية
شكلت الدول الأربع الكبرى: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، والاتحاد السوفييتي في عام 1947م لجنة رباعية أرسلها وزراء خارجية هذه الدول للتحقيق في شأن استقلال برقة تحت زعامة السنوسي، وأظهرت التحقيقات أن السنوسي يريد استقلالا، يكون على شكل حكومة سنوسية وراثية متحالفة مع بريطانيا.
اعتراف بريطانيا باستقلال برقة
بدأ السنوسي يتصل ببريطانيا لتطبيق آرائه السياسية هذه، فأرسل عمر منصور الكيخيا رئيس ديوانه في عام 1948م لمناقشة موضوع استقلال برقة، وفي خطاب عام أمام أعضاء المؤتمر البرقاوي العام في مدينة «بنغازي» عام 1949م أعلن السنوسي رسميا قيام الدولة السنوسية في برقة، وكانت بريطانيا أول دولة اعترفت بهذا الاستقلال وبالحكومة السنوسية في برقة، بعد اتفاقات أجرتها مع السنوسي ضمنت تحالفه معها.
رفض تجزئة ليبيا
لم يوافق الليبيون ولا العديد من الدول والجمعيات والهيئات الغربية على أسلوب تجزئة الكيان الليبـي، وعمت المظاهرات الأرض الليبية ضد هذا المشروع وطالب الجميع بالوحدة الليبية ضمن دولة ليبية وطنية مستقلة.
توجه السنوسي إلى لندن، ووافق هناك على مبدأ قيام إمارة برقة تحت زعامته وزعامة أسرته من بعده، على الرغم من أنه وعد الليبيين بإجراء محادثات مع الإنجليز في شأن توحيد البلاد الليبية في دولة مستقلة، وصرف النظر عن أسلوب قبول التجزئة والدولة الليبية في مقاطعة برقة.
لم يقبل الليبيون بقيام إمارة برقة، وطالبوا بالوحدة الليبية الكاملة.
تأسيس الحزب الوطني
تأسس الحزب الوطني في عام 1945م، ودعا في ميثاقه إلى مقاومة عودة إيطاليا إلى حكم ليبيا، ومنع هجرة الإيطاليين إلى طرابلس الغرب، وتشكل حزب الكتلة الوطنية الحرة، وحزب الجبهة الوطنية المتحدة، وحزب الاتحاد المصري الطرابلسي، وحزب الأحرار وغيرها من الأحزاب التي تجمعت حول هدف المطالبة بوحدة ليبيا واستقلالها.
جهود الأحزاب الليبية
بدأت الأحزاب الليبية في الاتصال بالسنوسي وإقناعه برفض مبدأ التجزئة، والعمل على توحيد الجهد الليبـي من أجل استقلال كل المقاطعات الليبية وصهرها في دولة ليبية متحدة تحت زعامته، وتمخض عن هذه الاتصالات الاعتراف بإمارة إدريس السنوسي على البلاد الليبية، وضرورة الانضمام إلى جامعة الدول العربية التي كانت قد تشكلت في عام 1945م.
هيئةُ الأُممِ المتحدةِ وَالقضيةُ الليبيَّةُ
هيئة الأمم المتحدة والقضية الليبية
تأسست هيئة الأمم المتحدة في عام 1945م، وشرع وزراء خارجية الدول الأربع الكبرى في دراسة وضع ليبيا، فطالب السوفييت أن تكون ليبيا تحت وصايتهم؛ إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية عارضت ذلك تماما، واقترحت أن تكون ليبيا تحت الوصاية الإيطالية، وأيدت فرنسا الموقف الأمريكي لكنها طالبت بتعديل الحدود لصالحها، أما بريطانيا فلم تأبه بالأمر ولم تعره اهتماما كبيرا خاصة بالنسبة لمسألة طرابلس الغرب، وكل ما أصرت عليه بريطانيا هو عدم عودة إيطاليا إلى حكم برقة حسبما كانت قد تفاوضت بشأنه مع السنوسي.
بحث القضية الليبية
عقدت دول الحلفاء صلحا مع إيطاليا عدوتهم في الحرب العالمية الثانية، وبموجب هذا الصلح المعقود في عام 1947م تنازلت إيطاليا رسميا عن ممتلكاتها الاستعمارية، فأرسل وزراء خارجية الدول الكبرى الأربع لجنة تحقيق إلى ليبيا بعد تنازل إيطاليا عنها، ولكن هذه اللجنة فشلت؛ لأنها لم توفق في الوصول إلى قرار موحد بصدد المسألة الليبية في عام 1948م. بحثت الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة مسألة استقلال ليبيا ومصيرها السياسي في عام 1949م؛ فغير الاتحاد السوفييتي موقفه وأيد استقلال ليبيا الموحدة، أما بريطانيا فوافقت على استقلال ليبيا ولكنها عارضت وحدة مقاطعاتها وأيدت بريطانيا مطالب فرنسا في فزان.
أما فرنسا فعارضت وحدة ليبيا واستقلالها السريع. أما الولايات المتحدة الأمريكية فأيدت استقلال ليبيا، واقترحت قيام الدولة الليبية المتحدة في غضون مدة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات، وأثمرت توصياتها في الجمعية العمومية في هيئة الأمم المتحدة عن موافقة شبه جماعية على استقلال ليبيا بأغلبية 49 صوتا ضد لا شيء، وامتناع تسع دول من بينها بريطانيا عن التصويت.
استقلالُ ليبيا الموحدةِ
موقف الأمير إدريس السنوسي من الاستقلال
على الرغم من قرار الجمعية العمومية القاضي باستقلال ليبيا الموحدة، إلا أن إدريس السنوسي ظل يصر على إمارته في برقة بالاتفاق مع بريطانيا، وأصدر بمساعدة بريطانيا قانون الانتخاب في برقة في عام 1950م، وأجرى انتخابات أدت إلى تأسيس الجمعية البرقاوية الوطنية من خمسين عضوا منتخبا، وعشرة عينهم الأمير إدريس السنوسي، وبهذا الأسلوب يكون الأمير إدريس السنوسي قد ظل بعيدا عن دعم وحدة ليبيا واستقلالها، حتى إنه أصدر قانون الجنسية البرقاوية تنفيذا للسياسة التي تبناها.
وأنشأ جيشا أخذ يدربه البريطانيون تحت إشرافه، ومع هذا فإن المعارضة في برقة كانت قد ازدادت وتقوت بشكل تدريجي ضد سياسة الأمير السنوسي وأسلوبه القديم في الحكم، فاتخذ السنوسي إجراءات مضادة للمعارضة.
الاستقلال الليبـي
لم يدم نهج السنوسي طويلا على هذه الحال بعد إعلان استقلال ليبيا من قبل الجمعية العمومية بهيئة الأمم المتحدة، فأعلن الجميع باستثناء المعارضة عن قبول زعامته على مقاطعات ليبيا كدولة ليبية موحدة مستقلة، ثم أصبحت هذه الدولة العربية الإفريقية عضوا في جامعة الدول العربية في عام 1953م.
وقبلت ليبيا عضوا في هيئة الأمم المتحدة في عام 1955م.
وألغي النظام الاتحادي القائم بين طرابلس وبرقة وفزان، وأصبح السنوسي ملكا على البلاد، في ظل نظام حكم ملكي وراثي، وارتبط السنوسي بمعاهدة مع بريطانيا في عام 1953م مقابل أن تدفع له مبلغ ثلاثة ملايين جنيه إسترليني سنويا مساعدة له، كما ارتبط بمعاهدة أخرى مماثلة مع الولايات المتحدة الأمريكية مقابل منحه مساعدة سنوية تقدر بمليوني دولار، وكان ذلك في عام 1957م.
ليبيا اليوم
ثورة الفاتح
قامت في ليبيا ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969م، التي استولى فيها الجيش على السلطة بقيادة العقيد معمر القذافي عندما كان الملك إدريس السنوسي في الخارج بسبب العلاج، وكان إدريس طاعنا في السن وصل عمره آنذاك إلى 79 سنة، وتنازل ولي عهده عن سلطاته الدستورية، وأصبحت ليبيا تعيش في عهد جديد، وقام النظام الجديد بإزالة النفوذ الأجنبي من البلاد، وساهم في مؤتمرات القمة العربية والإسلامية، وشارك في العمل مع البلاد العربية لإزالة آثار العدوان الإسرائيلي على العالم العربي، وحاولت الحكومة الليبية تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد الليبية، مستخدمة أموال النفط في دعم خططها التنموية.
العقوبات الدولية على ليبيا
تعرضت ليبيا في أوائل عام 1992م لعقوبات دولية تقضي بحصارها اقتصاديا إثر اتهامها بتفجير الطائرة الأمريكية التي سقطت بأسكتلندا في عام 1988م فيما عرف بأزمة لوكيربي؛ فقد تم حظر نشاط الرحلات الجوية العالمية لليبيا، وأوقفت كافة مبيعات المعدات العسكرية لليبيا، وخفضت بعثاتها الدبلوماسية في عدد من الدول، وفي نوفمبر 1993م، زادت الأمم المتحدة العقوبات فجمدت الأرصدة الليبية في الخارج، وأوقفت مبيعات المعدات النفطية لليبيا.
وفي مارس 1998م، أعلنت محكمة العدل الدولية في لاهاي اختصاصها النظر في قضية لوكيربي؛ مما يعني تسرع مجلس الأمن في فرض عقوبات على ليبيا، كابد الليبيون آثارها لنحو عشر سنوات، دون أن يكون مختصا بإصدار مثل هذه القرارات في ظروف مماثلة.
رفع العقوبات عن ليبيا
في أبريل عام 1999م، سلمت ليبيا المواطنين الليبيين للأمم المتحدة، وبدأت محاكمة الأمين فحيمة وعبد الباسط المقراحي أمام محكمة أسكتلندية خاصة عقدت في هولندا، ورفعت الأمم المتحدة، في الوقت نفسه عقوباتها على ليبيا مؤقتا.
وبعد محاكمة استمرت تسعة أشهر حكمت المحكمة في نهاية يناير 2001م، ببراءة الأمين فحيمة بينما حكمت على عبد الباسط المقراحي بالسجن مدى الحياة، وقد استأنف المقراحي الحكم، ووعدت الحكومة الليبية بتقديم الأدلة التي تثبت براءة مواطنها.
العلاقات الليبية الإفريقية
وطدت ليبيا علاقاتها بالدول الإفريقية خاصة بعد موقفها الجماعي من العقوبات الدولية، ونادى الرئيس معمر القذافي، في عام 2000م، بضرورة قيام الولايات المتحدة الإفريقية، وفي القمة الإفريقية الاستثنائية التي عقدت في سرت بليبيا بدعوة من الرئيس معمر القذافي أعلن عن قيام الاتحاد الإفريقي في الأول من مارس 2001م.
المعالِمُ الجغرافيةُ
الموقعُ الجغرافِيُّ
أهمية الموقع الجغرافي الليبـي
تمتع ليبيا بموقع جغرافي مميز؛ فهي تقع في وسط الشمال الإفريقي، ويبلغ طول ساحلها على البحر المتوسط 1955كم، وتمتد رقعتها الشاسعة من وسط ساحل إفريقيا الشمالي على البحر المتوسط حتى مرتفعات شمالي وسط القارة الإفريقية، وتبلغ مساحتها 1.760 مليون كم مربع وتأتي في الترتيب الرابع من حيث المساحة بين الأقطار الإفريقية.
ليبيا كحلقة اتصال
تعتبر ليبيا جسرا هاما يربط بين القارة الإفريقية وقارة أوروبا، وتعد الموانئ الليبية الصالحة لاستقبال السفن على مدار السنة، مثل ميناءي بنغازي وطرابلس وغيرهما منافذ جيدة لتجارة بعض الأقطار الإفريقية كالنيجر وتشاد ومالي مع العالم الخارجي، كما أنها بموقعها هذا تعتبر حلقة اتصال هامة بين مشرق الوطن العربي ومغربه؛ ولهذا السبب يظهر فيها بوضوح التقاء وامتزاج التيارات الثقافية والحضارية العربية والإسلامية.
ارتباط التاريخ الليبـي بالتاريخ العربي
إن هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي الهام جعل تاريخ ليبيا السياسي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتاريخ العربي الإسلامي، وكذلك بتاريخ أقطار شرق وجنوب البحر المتوسط بصفة عامة، وقد كان لها منذ أقدم العصور دور فعال في التطور السياسي لهذا الجزء من العالم. عرف قدماء المصريين الأقوام التي تقطن إلى الغرب من مصر بالليبيين وكانت القبيلة الليبية التي تعيش في المنطقة المتاخمة لمصر هي قبيلة الليبو (lebu)، وقد ورد ذكر هذه القبيلة لأول مرة في النصوص المصرية التي تنسب إلى الملك مرنبتاح (mernepteh) من الأسرة التاسعة عشرة (القرن الثالث عشر ق.م) ومن اسمها جاء اسم ليبيا وليبيين وقد عرف الإغريق هذا الاسم عن طريق المصريين ولكنهم أطلقوه على كل شمالي إفريقيا إلى الغرب من مصر.
تقسيم ليبيا جغرافيا
تغطي الصحاري الواسعة الشطر الأعظم من أراضي ليبيا؛ لذا يقل نصيبها من الموارد الطبيعية، لكن بحلول عام 1959م واكتشاف النفط في أراضيها، حقق الاقتصاد الليبـي ثروة هائلة من العائدات النفطية، كان لها أثرها في دعم هذا الاقتصاد، وقد سخرت حكومة ليبيا هذه الثروات في تحسين الأراضي الزراعية، وتحقيق التنمية وتوفير الخدمات العامة للشعب الليبـي.
تكونت ليبيا حتى أوائل القرن العشرين من ثلاث وحدات جغرافية وتاريخية منفصلة هي: طرابلس وبرقة وفزان.
وبحلول عام 1951م، توحدت ليبيا وأصبحت بلدا مستقلا.
السطحُ
الصحراء الكبرى
تغطي الصحراء الكبرى (وهي الصحراء التي تمتد عبر إفريقيا) قرابة 95% من أراضي ليبيا، وباستثناء تلك الواحات المتناثرة نجد أن الشريط الساحلي للبحر المتوسط في ليبيا هو مركز العمران والزراعة، وتغطى الأراضي الصحراوية الداخلية من ليبيا بالكثبان الرملية العملاقة، ويمتد جزء من الصحراء الكبرى، يسمى بالصحراء الليبية إلى الأجزاء الشرقية من المنطقة الداخلية، وتتميز صحاري ليبيا بظاهرة ارتفاع الأراضي التدريجي بداية من الشمال إلى الجنوب؛ بحيث تصل إلى أعلى قمة جبلية في ليبيا وهي التي تعرف بقمة «بيتـي»، التي يبلغ ارتفاعها 2286 مترا فوق مستوى سطح البحر، وترتبط من حيث الموقع بجنوب شرقي ليبيا.
المناخُ
المناخ الليبـي
يتميز المناخ بالاختلاف الحراري الشديد، من حيث الارتفاع والانخفاض حيث يصل معدل درجة الحرارة نهارا 38°م، وليلا بالبرودة، حيث تصل درجة حرارته إلى 10°م.
كما نجد أن معدل كمية الأمطار السنوي يقل عن 5سم.
ويعيش أغلب سكان ليبيا قرب سواحل البحر المتوسط، في المناطق الخصبة، ويبلغ طول الشريط الساحلي 320كم.
الاقتصادُ
الاقتصادُ
أنماط الاقتصاد الليبـي
ليبيا واحدة من البلدان النامية، يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على النفط، إلا أن صناعة النفط لا تستقطب إلا نسبة ضئيلة من القوى العاملة، فغالب العمالة موجهة نحو الصناعة والزراعة، وتقود الحكومة، باستثناء تلك التي تتعلق بالزراعة، أغلب الأنشطة الاقتصادية الليبية.
التعدين الليبـي: تشكل صناعة الخدمات النفطية أساس الاقتصاد الليبـي، ويستدل على ذلك من نسبة عائداتها في مجمل الدخل القومي، حيث تشكل نحو 25.4% من قيمة الناتج الوطني الإجمالي، وتتولى الحكومة الإشراف على عمليات تعدين النفط وهي عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وتمتلك ليبيا أيضا كميات صغيرة من الجبس، والحديد الخام، والجير، والغاز الطبيعي، والكبريت.
الصناعةُ
الصناعة الليبية
تشكل الصناعة 8.4% من قيمة الناتج الوطني الإجمالي الليبـي، ومن أهم السلع المصنعة: منتجات تكرير النفط، والصناعات البتروكيميائية، والإسمنت، والسلع الغذائية، والفولاذ.
وتمثل المدن الشمالية مراكز التصنيع الرئيسية في ليبيا.
الزراعةُ
الزراعة الليبية
لا تتجاوز نسبة مدخولها 7.5% من الناتج الوطني الإجمالي الليبـي، ورغم ذلك فإن 10% من السكان يعملون بالزراعة، ولا تتجاوز مساحة الأراضي الليبية الصالحة للزراعة 5%؛ لذا تعوض ليبيا النقص في منتجاتها الزراعية باستيراد المواد الغذائية، كما تتجه نحو تطوير زراعتها من خلال إنشاء مشاريع كبيرة تعتمد أساسا على استغلال مخزون المياه الجوفية، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك هو مشروع النهر الصناعي العظيم.
النهر الصناعي العظيم
يتكون النهر الصناعي العظيم من أنابيب داخل الأرض، يبلغ قطرها 4 أمتار، مدفونة تحت رمال الصحراء الليبية جنوبي دائرة عرض 25°جنوبي ليبيا، وتمتد لمسافة 1900كم، بداية من نقطة تجميع مياه الخزان الجوفي؛ الذي يرتبط في تكوينه بصخور أحجار النوبا الرملية، التي تعمل على تجميع المياه، ويتحدد الخزان بحدود واحة الكفرة، إلى تازربو التي يبلغ ارتفاعها قرابة 270 مترا فوق مستوى سطح البحر، ومن الخزان إلى منطقتي السرير وجالو.
ومن هذا الخزان تتجه أنابيب النهر الصناعي شمالا إلى بنغازي، ومنها تتجه بمحاذاة ساحل البحر المتوسط إلى كل من سرت ومصراتة، وغربا إلى طرابلس، أي إلى خط عرض 33° شمالا تقريبا.
ويضم خزان المياه الجوفية ثلاثة أحواض مائية؛ أولها حوض الكفرة الذي يحتوي على حوالي 3.4 مليون متر مكعب، ثانيها حوض مرزوق الذي يحتوي على 4.8 مليون متر مكعب، ثم حوض تازربو والسرير ويحتويان معا على حوالي خمسة ملايين متر مكعب من الماء الجوفي، وتمتاز هذه الأحواض بعذوبة مياهها، حيث لا تتجاوز نسبة ملوحتها 250 جزءا في المليون وبذلك تكون صالحة للاستخدام.
والمتوقع أن يمكن هذا المشروع من استغلال مليوني متر مكعب من الماء يوميا، ويعتقد علماء الجيولوجيا أن الكميات المتوفرة من المياه الجوفية كافية لتسيير مشروع النهر العظيم لحوالي 50 سنة، تروي 150 ألف فدان (أي 60 ألف هكتار).
المحاصيل الزراعية الليبية
تتمثل المحاصيل الزراعية الليبية في: الطماطم، والقمح، والزيتون، والبطاطس، والتمر، والفواكه الحمضية، والشعير.
كما يربي الفلاحون والمزارعون الماشية كالأبقار والماعز، إضافة إلى الدواجن.
وتمتلك الأسر أو العائلات أغلب المزارع الليبية، ويبلغ متوسط حجم المزرعة حوالي 11 هكتارا، ويتم استخدام الآلات الزراعية الحديثة في المزارع الليبية الواسعة، أما المزارع الصغيرة فما زالت تستخدم الآلات الزراعية التقليدية.
عَلَمُ الدولةِ وشعارُهَا
عَلَمُ الدّولةِ وشعارُهَا




لون العلم الليبـي
يشير اللون الأخضر إلى الثورة الخضراء خاصة في مجال الزراعة، كما يعتبر مظهرا إسلاميا، وهو العلم الوحيد في العالم الذي يقتصر لونه على لون واحد.
النشيدُ الوطنِيُّ
النشيدُ الوطنِيُّ
النشيد الوطني الليبـي
الله أكبر الله أكبر
الله أكبر فوق كيد المعتدي
الله للمظلوم خير مؤيد
أنا باليقين وبالسلاح سأفتدي
بلدي ونور الحق يسطع في يدي
قولوا معي قولوا معي
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر فوق كيد المعتدي
يا هذه الدنيا أطلي واسمعي
جيش الأعادي جاء يبغي مصرعي
بالحق سوف أرده وبمدفعي
وإذا فنيت فسوف أفنيه معي
قولوا معي قولوا معي
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر فوق كيد المعتدي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجزائر

بطاقةُ تعارفٍ دولة الجزائر نظرة عامة للجزائر هي جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية Ageria، ومساحتها: 2.381.741 كم2، وعدد سكانها: 33.2 مليون نسمة. والكثافة: 13.2 نسمة بالكم2. وأهم مدنها: الجزائر، وهران، قسنطينه، عنابة. ودياناتها: 99% مسلمون، 1% مسيحيون، ويهود. وعملتها: الدينار الجزائري. ومتوسط دخل الفرد: 2.500 دولار. واللغة الرسمية هي اللغة العربية، بالإضافة إلى اللغة الأمازيغية وهي كذلك لغة وطنية. ونسبة المتعلمين: 44.68%. الثروات الطبيعية البترول، والغاز الطبيعي، وفلزات الحديد، والفوسفات، واليورانيوم، والرصاص، والزنك، والذهب. التاريخ السياسي للجزائر تاريخ الاستقلال: تم الاستقلال من الاحتلال الفرنسي في 5 يوليو 1962م. اليوم الوطني هو يوم الثورة 1 نوفمبر 1954م. تاريخ إقرار الدستور: جرت أول انتخابات تشريعية في الجزائر بتاريخ 20 سبتمبر 1962م لانتخابات المجلس التشريعي، وهذا ما سمح بإصدار دستور 10 سبتمبر 1963م. واسم المجلس هو المجلس الشعبي الوطني أو مجلس الأمة، وتاريخ تأسيس المجلس هو 1954م، وعدد غرف المجلس: غرفتان، وهما: المجلس الشعبي الوطني، ومجلس الأمة.

اليمن

بطاقةُ تعارفٍ نُبذةٌ عَنِ اليمنِ نظرة عامة عن اليمن الجمهورية اليمنية هو اسم الدولة، وعاصمتها صنعاء، والرئيس علي عبد الله صالح هو رئيس الدولة، والنظام الجمهوري هو نظام الحكم. وتقع اليمن في قارة آسيا يحدها البحر العربي، وخليج عدن من الجنوب، والبحر الأحمر من الغرب وعمان من الشرق والسعودية من الشمال. وتبلغ مساحتها 527.970 كيلو مترا مربعا. الثروات الطبيعية اليمنية هي البترول، والأسماك، والملح الصخري، والرخام، والذهب، والرصاص، والنيكل، والنحاس. ويبلغ عدد السكان 21.426.000 نسمة، والريال اليمني هو العملة الرسمية، واللغة العربية هي اللغة الرسمية، وتبلغ نسبة المتعلمين 54%. سياسة اليمن استقلت اليمن في 22 مايو 1990م من الاحتلال البريطاني، واليوم الوطني هو 22 مايو. وفي 16 مايو 1991م تم إقرار الدستور. وقد تأسس مجلس النواب في عام 1969م. وفي عام 1975م انضمت للاتحاد البرلماني العربي، وفي عام 1975م انضمت للاتحاد البرلماني الدولي. السُّكانُ السكان عدد سكان اليمن بلغ عدد سكان اليمن وفق تقديرات عام 2006م، 21.426.000 نسمة يتوزعون في جهات اليمن المختلفة، حيث بلغت نس

السعودية

بطاقةُ تعارفٍ بطاقةُ تعارفٍ نظرة عامة على السعودية المملكة العربية السعودية هو اسم الدولة، وعاصمتها الرياض، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز هو رئيس الدولة، والنظام الملكي هو نظام الحكم، وهي تقع في منطقة الشرق الأوسط، وتطل على الخليج العربي من الشرق والبحر الأحمر من الغرب، ومن الجنوب اليمن، وتبلغ مساحتها: 1.960.582 كيلو مترا مربعا. الثروات الطبيعية السعودية هي البترول، والغاز الطبيعي، والحديد الخام، والذهب، والنحاس. ويبلغ عدد سكان السعودية 24 مليون نسمة، والريال السعودي هو العملة الرسمية بالبلاد. واللغة العربية هي اللغة الرسمية. وتبلغ نسبة المتعلمين 78 %. وفي 23 سبتمبر 1932م استقلت المملكة. وتم توحيد المملكة في اليوم نفسه. سياسة السعودية في عام 1993م تم إقرار الدستور السعودي. وفي عام 1927م تأسس مجلس الشورى. وفي عام 2001م انضمت للاتحاد البرلماني العربي، وفي عام 2003م انضمت للاتحاد البرلماني الدولي. السُّكانُ السكانُ الكثافة السكانية السعودية بلغ عدد سكان المملكة العربية السعودية نحو 22.998.000 نسمة في عام 2004م، ويمثل السعوديون حوا