التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الصّومالِ

بطاقةُ تعارفٍ
نُبذةٌ عَنِ الصّومالِ
نبذة عامة عن الصومال
جمهورية الصومال هو اسم الدولة، وعاصمتها مقديشو، والسيد عبد الله يوسف هو رئيس الدولة، والنظام الجمهوري هو نظام الحكم.
وتقع الصومال في شرقي إفريقيا، يحدها خليج عدن والمحيط الهندي، في شرق إثيوبيا.
وتبلغ مساحتها 637.657 كيلو مترا مربعا.
الثروات الطبيعية الصومالية
هي اليورانيوم، وكميات كبيرة من خامات الحديد غير المستثمر، والقصدير، والملح، والغاز الطبيعي، والجبس والنحاس.
ويبلغ عدد السكان 8.591.629 نسمة، والشيلبغ الصومالي هو العملة الرسمية، واللغة الصومالية كلغة رسمية، بجانب العربية والإيطالية والإنجليزية، وتبلغ نسبة المتعلمين 37.8%.
سياسة الصومال
في 1 يوليو 1960م استقلت الصومال، و1 يوليو هو اليوم الوطني، وفي 25 أغسطس 1979م تم إقرار الدستور، وقد أقره رئيس الجمهورية في 23 سبتمبر 1979م، ومجلس الشعب هو المجلس النيابي. وفي عام 1981م انضمت الصومال للاتحاد البرلماني العربي، والصومال ليست عضوا في الاتحاد البرلماني الدولي.
السُّكانُ
السكانُ
عدد السكان في الصومال
بلغ عدد السكان في تعداد 1395هـ، فبراير 1975م 3.253.024 نسمة، بينما بلغ في تعداد 1407هـ، 1987م 7.114.431 نسمة. وقدر عدد سكان الصومال 1411هـ، 1991م بنحو 7.734.000 نسمة، أما في 1996م، فقد تقلص عدد السكان إلى 6.872.000 نسمة، وتقلص أكثر في عام 1998م فأصبح 6.842.000 نسمة.
وقدرت الكثافة السكانية بنحو 107 شخصا لكل كم².
وتصل نسبة سكان الريف إلى 62.8% وسكان المدن إلى 37.2%.
وحسب المعلومات الدولية الحديثة فقد قدر عدد سكان الصومال بحوالي 8.591.629 نسمة خلال شهر يوليو من عام 2005م.
أجناس السكان في الصومال
ينتمي الصوماليون إلى الحاميين أو الثقافة الكوشية، ويؤكد علماء الأجناس البشرية أن موجات بشرية تتابعت من غربي آسيا إلى منطقة شرقي إفريقيا منذ سبعة آلاف سنة، وأن كل هجرة كانت تدفع بالعناصر الموجودة إلى داخل القارة وجنوبيها، كما وفدت إلى الصومال هجرات أخرى من منطقة البحيرات الاستوائية تمثل البانتو الذين استقروا في منطقة ما بين نهري شبيلي وجوبا، ومن أهم المجموعات القبلية في الصومال: الداروط، والإسحاقيون، والهاوية، والدير. وتتركز هذه المجموعات القبلية بصفة عامة في شمالي الصومال، أما في جنوبي الصومال فنجد الدغل والراحناوين.
الدين الإسلامي بالصومال
يدين الشعب الصومالي بالإسلام، حيث تصل نسبة المسلمين إلى 99.9%.
ويتبع أغالب السكان المذهب الشافعي، ومن المعروف تاريخيا أن أول هجرة إسلامية اتجهت إلى الساحل الشرقي لإفريقيا كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حينما خرج جعفر بن أبي طالب وغيره من الصحابة من مكة إلى الحبشة، وكان ذلك قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بنحو ثماني سنوات.
اللغة الصومالية
ويتحدث الصوماليون اللغة الصومالية وهي من اللغات الكوشية التي تضم بضعا وثلاثين لغة ولهجة وتنتشر في شرقي إفريقيا، وتقدر نسبة الكلمات العربية في اللغة الصومالية بأكثر من 30%.
وكان الصوماليون يكتبون لغتهم بالحروف العربية بصفة عامة حتى سنة 1972م، حينما أعلن محمد سياد بري رئيس مجلس الثورة في 1392هـ، 21 أكتوبر سنة 1972م، كتابة اللغة الصومالية بالحروف اللاتينية بضغط من بعض الجهات الأجنبية المعادية للغة العربية.
وفي سنة 1394هـ، 1974م انضمت الصومال إلى جامعة الدول العربية، واتخذت اللغة العربية لغة رسمية.
النظامُ السياسيُّ
مُقدّمةٌ عَنْ نظامِ الدولةِ
نبذة عامة عن الصومال
تقع الصومال في شمال شرقي إفريقيا، يحدها خليج عدن شمالا والمحيط الهندي شرقا وكينيا وإثيوبيا غربا وجيبوتي في الشمال الغربي.
وقد نزل العرب المسلمون بسواحلها، واستقروا بها ونشروا الدين الإسلامي خلال القرن العاشر الميلادي.
ويتحدث الشعب الصومالي لغة حامية إلى جانب اللغة العربية، ويدين جميع السكان بالدين الإسلامي.
احتلال الصومال
لقد احتل البريطانيون الصومال في عام 1302هـ، 1884م، وأنشأوا في الجزء الشمالي منها محمية عرفت باسم الصومال البريطاني. كما احتلها الإيطاليون في عام 1307هـ، 1889م، وأنشأوا على ساحلها الشرقي محمية عرفت باسم الصومال الإيطالي.
وفي عام 1360هـ،1941م احتل البريطانيون الصومال الإيطالي، إلا أن الإيطاليين استعادوا سيطرتهم مرة أخرى على محميتهم في عام 1370هـ، 1950م.
ولقد اتحد الصومال الإيطالي والصومال البريطاني وكونا جمهورية الصومال المستقلة في عام 1380هـ،1960م برئاسة آدم عبد الله عثمان.
وانضمت جمهورية الصومال إلى الأمم المتحدة في عام 1380هـ، 1960م، وإلى منظمة الدول الإفريقية في عام 1383هـ، 1963م.
الحروب الأهلية بالصومال
في عام 1409هـ، 1988م نجحت فصائل المعارضة في الإطاحة بالرئيس الصومالي محمد سياد بري، ثم تلت ذلك حروب مستمرة بين جناحي المعارضة محمد فارح عيديد (ثم ابنه بعد وفاته) وعلي مهدي. ولقد أصابت هذه الحرب البلاد بالخراب والدمار، وتعطلت عجلة الإنتاج، وعانى السكان القحط والجوع ومات الآلاف منهم نتيجة لذلك.
وفي عام 1413هـ، 1992م اتخذت الأمم المتحدة قرارا بضرورة التدخل في الصومال، وأرسلت القوات المختلفة تحت اسم عملية إعادة الأمل لتأمين وصول المعونات الغذائية إلى السكان المحاصرين في جهات مختلفة.
نظامُ الحكمِ
اتحاد الصومال في 1960م
حينما استقل الصومال الإيطالي والصومال البريطاني تم اتحادهما في 1380هـ، أول يوليو 1960م، وكونا جمهورية الصومال، وتم انتخاب آدم عبد الله عثمان رئيسا للجمهورية الجديدة، وتم تأسيس جمهورية الصومال الديمقراطية المبنية على التعددية الحزبية، وكانت الانتخابات البرلمانية للجمعية الوطنية تعقد كل أربع سنوات، ويبلغ عدد مقاعد المجلس 123 مقعدا. وبلغ عدد الأحزاب المتنافسة 86 حزبا.
وظل هذا الأمر سائدا حتى 1389هـ، أكتوبر 1969م حينما تم اختيار محمد سياد (زياد) بري رئيسا للمجلس الأعلى لقيادة الثورة بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالنظام السابق، ثم تم اختياره فيما بعد رئيسا للجمهورية، فأوقف العمل بالدستور، وألغى الأحزاب السياسية، وغير اسم الدولة إلى جمهورية الصومال الديمقراطية، وأصبحت كل السلطات الحكومية في يده ويد مجلس الثورة.
المحاكم الصومالية
يمكن القول إنه حتى أكتوبر 1389هـ، 1969م كانت المحكمة العليا هي أعلى سلطة قضائية في البلاد، وكانت تمارس سلطاتها القضائية في الأمور المدنية والإدارية وفرض العقوبات في إطار الحقوق الدستورية.
وكانت هناك محاكم للأقاليم والمقاطعات، إلا أن إعلان الصومال دولة اشتراكية صاحبه إصدار عدد من القوانين كقانون الحفاظ على أمن الدولة في عام 1390هـ، 10 / 9 / 1970م، وقانون أمن المجتمع في عام 1390هـ، 1 / 11 / 1970م.
تقسيم الصومال إداريا
كانت الصومال مقسمة إلى ثماني مناطق حتى 1393هـ، 1973م. وكانت هذه المناطق مقسمة إلى 47 إقليما، وضمت هذه الأقاليم 83 بلدية وبلدية فرعية، وكان من حق البلديات فرض الضرائب وتخطيط المدن والقيام بالخدمات العامة.
وفي عام 1393هـ، 1973م زاد عدد المناطق إلى 14 منطقة وأصبحت مقديشو محافظة قائمة بذاتها. وكان مجلس الثورة هو الذي يختار المسؤولين عن إدارة هذه المناطق والأقاليم الفرعية.
المعالِمُ الجغرافيةُ
السطحُ
نبذة عن جغرافيا الصومال
تقع جمهورية الصومال في شرقي إفريقيا، فيما يعرف بالقرن الإفريقي، وهو أقصى امتداد لإفريقيا صوب الشرق، وتمتد أراضي الصومال بين خطي عرض 12° شمالا 39 1° جنوبا، وبين خطي طول 41° و51° شرقا.
وتطل على خليج عدن من جهة الشمال بساحل يزيد طوله على 1000كم، وعلى المحيط الهندي بساحل يزيد طوله على 2100كم.
ويزيد طول الحدود البرية للصومال على 2380كم منها 61كم مع جيبوتي في شمال غربي الصومال، 1645كم مع إثيوبيا في الغرب والشمال الغربي، و682كم مع كينيا في الجنوب الغربي، وأقصى امتداد للصومال من الشمال إلى الجنوب 1529كم، وأقصى امتداد من الشرق إلى الغرب 1175كم.
تبلغ مساحة الصومال نحو 638.000كم² على أن الصوماليين ينتشرون في مساحة لا تقل عن مليون كم² فيما يطلق عليه الصوماليون الصومال الكبير، وتقع بعض أجزاء الصومال الكبير في غربي إثيوبيا وشمالي كينيا.
أهم الأشكال التضاريسية للصومال
يتميز سطح الصومال بأنه هضبي المظهر (بصفة عامة) مع وجود بعض السهول الساحلية وسهول نهري جوبا وشبيلي.
ولا توجد منطقة جبلية بمعنى الكلمة إلا في الإقليم الشمالي الذي كان يعرف فيما مضى بالصومال البريطاني، حيث تمتد المرتفعات بصفة عامة من الشرق إلى الغرب بمحاذاة خليج عدن حتى رأس غردافوي.
وأعلى قمم الصومال سورود عد التي يصل ارتفاعها إلى 2408 أمتار، وتقع بالقرب من مدينة عيرغابو.
وعموما فإن النطاق الجبلي يمتد في الصومال شمالي درجة عرض 10° شمالا.
ويفصل النطاق الجبلي عن الساحل سهل غوبان (أي الأرض المحروقة)؛ بسبب جفافه وارتفاع درجة حرارته في معظم فصول السنة.
نهرا جوبا وشبيلي في الصومال
ويتفاوت اتساع سهل غوبان الساحلي بين 60كم إلى 3كم.
وأهم ما يميز سطح جنوبي الصومال وجود نهرين دائمين هما: نهر جوبا، ونهر شبيلي، اللذان ينبعان من هضبة إثيوبيا في الغرب.
ويصب نهر جوبا في المحيط الهندي بالقرب من كسمايو، لكن نهر شبيلي لا يصل إلى المحيط؛ بسبب وجود كثبان رملية تحول دون وصوله؛ ولذا ينتهي في بعض المستنقعات أو في منطقة رملية بالقرب من جلب على بعد 300كم من المحيط جنوب غربي مقديشيو.
تاريخُ الدولةِ
مقدمةٌ تاريخيةٌ عَنِ الصومالِ
تاريخ الصومال
الصومال دولة إسلامية تقع في القرن الشرقي لقارة إفريقيا المطل على المحيط الهندي، ولها ساحل طويل يشرف على هذا المحيط ويمتد لمسافة 2160كم، كما أن ساحلها الشمالي يطل على خليج عدن بطول قدره 1000كم. ويحد الصومال غربا إثيوبيا ومن جهة الشمال الغربي جمهورية جيبوتي، كما يجاورها من الجنوب الغربي كينيا، وتبلغ مساحة الصومال 637.000كم²، ويقدر عدد سكانها بنحو 7 ملايين نسمة كلهم مسلمون.
وكثافة السكان تتفاوت من منطقة إلى أخرى، فقد تبلغ في بعض المناطق 4 أشخاص/كم² كما هو الحال في إقليم ميجورتين، في حين تبلغ كثافة السكان نسبة أكبر في المدن الكبيرة مثل مقديشو وبربرة وغيرها.
وعاصمتها مقديشو، وعملتها الرسمية: الشلن الصومالي.
حياة السكان
ينتمي شعب الصومال إلى مجموعة العناصر الحامية ذات الثقافة الحامية الشرقية، ومن المعتقد أن هذه العناصر قدمت أصلا من شبه الجزيرة العربية واختلطت بعناصر الجلا وهم عنصر حامي وكذلك بزنوج البانتو، ونتج عن هذا الاختلاط شعب الصومال الحالي.
وحوالي 75% من الصوماليين بدو يعملون بالرعي والباقون يعملون بالزراعة وتربية الحيوان.
وينقسم الصوماليون إلى مجموعتين كبيرتين هما الصمالي والصابي، ويوجد أيضا بعض زنوج البانتو ويتركزون على طول نهري جوبا وشبيلي، وتوجد جالية عربية يرجع أصل معظمها إلى اليمن، ويضاف إلى العناصر السابقة بعض الهنود والباكستانيين، وهؤلاء يشتغلون أساسا بالأعمال التجارية، وهناك جالية إيطالية تقلصت بعد زوال الاستعمار الإيطالي ويشتغل أفرادها بالتدريس والأعمال الحرة والوظائف العامة.
نشاطُ العربِ فِي شرقي إفريقيا
دخول العرب إلى الصومال
كان للعرب دور كبير في كشف القارة الإفريقية، فقد جابوا البر والبحر ووصلوا لسواحل القارة الإفريقية الشرقية قبل أن يصل إليها الأوروبيون، فقد جاء العرب إلى هذا الساحل من شبه الجزيرة العربية، خاصة من الأقاليم الساحلية المواجهة لهذا الساحل الإفريقي الشرقي، واستقروا في هذه المناطق الإفريقية وأصبحت لهم تجارة زاهرة، وكونوا إمارات عربية في شرقي إفريقيا شهد بعظمتها وبتحضرها كل من زارها من الرحالة العرب والأجانب.
ولا شك أن عامل الجوار وكذلك عامل المناخ هما اللذان دفعا العرب لإقامة علاقات تجارية مع شرقي إفريقيا وبالتالي الإقامة والاستقرار فيها. وعلى العموم، فقد كان عرب شبه الجزيرة العربية بوجه عام، وعرب اليمن وحضرموت وعمان بوجه خاص، هم أول من عرف منطقة شرقي إفريقيا قبل غيرهم من الأمم الأخرى كالإغريق والرومان. ويذكر المؤرخون أن العرب استطاعوا منذ أقدم العصور أن يعبروا مضيق باب المندب وأن يكتشفوا البلاد الواقعة إلى الجنوب من هذا المضيق من بلاد الدناقلة شمالا إلى موزمبيق وجزيرة مدغشقر جنوبا.
التبادل التجاري بين العرب وشرقي إفريقيا
من الملاحظ أن مضمون الاتصال بين عرب شبه الجزيرة العربية وبين شرقي إفريقيا، هو التبادل التجاري وتصريف منتجات المنطقة في شتى الأسواق العالمية، وساعد العرب على القيام بهذه المهمة عدة عوامل، أهمها ما يلي:
  1. الرياح الموسمية الشمالية الشرقية التي تدفع المراكب العربية من شواطئ شبه الجزيرة العربية والخليج العربي إلى ساحل إفريقيا الشرقي، وذلك في الفترة من شهر ديسمبر حتى أواخر شهر مارس، ثم الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تدفع تلك المراكب من ساحل إفريقيا الشرقي لتعود إلى قواعدها عبر ألفي ميل من مياه المحيط الهندي، وذلك في الفترة من أبريل حتى أواخر شهر سبتمبر.
  2. موقع بلاد العرب الجغرافي الهام على الشريان التجاري العظيم بين الشرق الأقصى ومنطقة الشرق الأدنى، وكان هذا الشريان التجاري يبدأ من الصين والهند وجزر الهند الشرقية (إندونيسيا)، ثم يسير بمحاذاة جنوبي بلاد العرب حتى مدخل البحر الأحمر، ثم يعبره إلى السويس أو العقبة، ومن العقبة يتجه شمالا إلى بلاد الشام، ثم إلى البحر المتوسط ومن السويس يتجه إلى الإسكندرية ومنها إلى موانئ أوروبا.
  3. خبرة العرب الكبيرة في ركوب البحار وإحاطتهم بأسرار الملاحة في تلك الرقعة المائية الشاسعة بين سواحل الهند، بالإضافة إلى معرفتهم بعلم الفلك وتحديد الاتجاهات بالشمس والكواكب، وهذا يؤكد دور العرب في نجاح الرحالة والمكتشفين الأجانب الذين كانوا يعتمدون على البحارة والأدلاء العرب وعلوم البحار.
المصريون القدماء والصومال
ومما يجدر ذكره أن المصريين القدماء أطلقوا على بلاد الصومال منذ أقدم العصور اسم أرض العطور وجابوا سواحلها الشمالية لجمع البخور والنباتات العطرية، وفي عصر ما قبل الإسلام كانت هناك صلات تجارية بين بلاد اليمن والساحل الشرقي للصومال، وبعد ظهور الإسلام هاجر كثير من عرب قريش من شبه الجزيرة العربية خلال القرن السابع الميلادي إلى الصومال بقصد التجارة ونشر الدعوة الإسلامية ومن أشهرهم عقيل بن أبي طالب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأيا ما كان الأمر، فإن اللغة العربية هي اللغة المستخدمة في الحياة العامة في بلاد الصومال، بالإضافة إلى أن الصوماليين جميعهم مسلمون سنيون على المذهب الشافعي، ويعتزون بتوكيد نسبهم العربي.
الإسلامُ فِي الصّومالِ
دخول الإسلام إلى الصومال
بدأ الإسلام ينتشر في أوائل القرن السابع الميلادي، وانطلق الدعاة والوعاظ ينشرون الإسلام في شرقي إفريقيا، فأقبل الناس على الإسلام؛ لأنه دين الفطرة ودين العدالة والمساواة، فالدعوة الإسلامية النقية الصافية تنسجم مع الفطرة البشرية؛ فقد اعتمدت الدعوة الإسلامية على المساواة بين بني البشر ومحاربة الظلم أينما وجد.
ولا شك أن شرقي إفريقيا كان من أول المناطق التي وصل إليها المسلمون في هجرتهم الأولى إلى الحبشة، وبعد تثبيت أركان الإسلام في الجزيرة العربية وتوحيدها وقيام الدولة الإسلامية، انطلق المسلمون إلى شرقي إفريقيا حيث نشروا الإسلام في تلك المناطق وأنشأوا إمارات إسلامية في الساحل الشرقي للقارة الإفريقية كان لها دورا بارزا في نشر الإسلام في تلك القارة.
الحضارة الإسلامية في الصومال
وأصبحت هذه الإمارات العربية مزيجا تجمع في أنظمتها بين تقاليد إفريقية أصلية وبين تقاليد عربية إسلامية، وحتى اللغة السائدة أصبحت لغة إفريقية عربية (اللغة السواحيلية)، ولكن مما لا شك فيه أن العرب المهاجرين إلى هذه الجهات قد حملوا معهم حضارتهم الزاهرة، ونجم عن ذلك رقي وحضارة الإمارات العربية الإسلامية في إفريقيا مثل مقديشو، ومالندي، وكلوة وحمبسة، وسقالة وغيرها. وقد أشار الرحالة ابن بطوطة إلى رقي هذه الإمارات وتقدمها خلال زيارته لهذه الإمارات في عام 734هـ، 1333م.
كما شهد الرحالة الأوروبيون بذلك كما ذكر كوبلاند الذي يقول: «إن الرحالة الأوروبيين شاهدوا مجتمعا متحضرا في هذه المجتمعات لا يقل عن المجتمع الأوروبي في ذلك الوقت في حضارته».
إمبراطورية زيلع بالصومال
تأسست خلال القرن السابع إمبراطورية زيلع، وبلغت أقصى اتساع لها في القرن الثالث عشر، فشملت المسافة الممتدة من خليج عدن إلى مدينة هرر وعرفت باسم إمبراطورية عدل.
وفي القرن السادس عشر الميلادي انتقلت عاصمة الإمبراطورية إلى هرر، وكان أشهر حكامها الإمام أحمد بن إبراهيم 912 - 950هـ، 1506 - 1543م الذي نجح في اجتياح إثيوبيا، واضطر إمبراطور إثيوبيا أن يلجأ إلى الجبال بعد هزيمة قواته، واستعان بالبرتغاليين الذين استطاعوا هزيمة قوات إمام إمبراطورية عدل؛ مما أدى إلى نهاية الإمبراطورية.
نهاية إمبراطورية عدل
بعد زوال إمبراطورية عدل، صارت زيلع وغيرها من الأقاليم التي كان يحكمها زعماء صوماليون، تابعة لليمن، وبالتالي أصبحت جزءا من الدولة العثمانية، وبالرغم من أن المناطق الساحلية كانت تحت حكم العثمانيين، إلا أن الأجزاء الداخلية كانت مستقلة تحت حكم زعماء صوماليين.
وفي مطلع العصر الحديث تعرضت هذه البلاد للاستعمار البرتغالي بعد نجاح فاسكو داجاما في الوصول إلى الهند.
ويمكن القول إن مجيء العرب إلى ساحل إفريقيا وإقامتهم به إقامة دائمة كان بمثابة بداية لعهد جديد في تاريخ شرقي إفريقيا، وهو عهد اتسم بظهور تغيرات واسعة في علاقات الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الآثار السياسية للعرب
حملت الهجرات العربية معها الإسلام دينا ونظاما. كما حملت معها أيضا بذور الاختلافات المذهبية والدينية التي شهدها العالم الإسلامي بين السنة والشيعة والخوارج. واستطاعت هذه الهجرات أن تؤسس مدنا وإمارات وسلطنات مثل: مقديشو، ومالندي، وممبسا، ولامور، وكلوة، وماتة.
الآثار الاقتصادية للعرب
يلاحظ أنه قبل مجيء الهجرات العربية ثم الفارسية لم تكن الجماعات البشرية المستقرة بساحل إفريقيا الشرقي تعرف إلا رعي الأغنام والأبقار وصيد بعض الحيوانات كالفيلة وزراعة أنواع بسيطة من الغلات كاللوبيا والزنجبيل.
ولكن بعد تأسيس المدن والإمارات والسلطنات الإسلامية، اشتغل العرب الوافدون بالزراعة، وعلموا حرفة الزراعة لجيرانهم الإفريقيين، وأدخلوا زراعة قصب السكر والسمسم الهندي والتوابل وغيرها من المزروعات التي لم يعرفها ساحل إفريقيا الشرقي من قبل.
وعلاوة على ذلك، غدت المدن العربية بمثابة محطات تفد إليها منتجات الجهات الداخلية من القارة، كالعاج (أو سن الفيل) والذهب والعنبر والصمغ واللبان والبخور، وراح العرب يصدرون هذه السلع إلى الأسواق الخارجية ويستوردون في مقابلها المنتجات الشرقية.
وعلى هذا النحو، نجح العرب في إخراج شرقي إفريقيا من عزلتها، وربطوها بأهم مصادر الإنتاج العالمي في الشرق الأقصى وفي بلاد البحر المتوسط.
الآثار الاجتماعية للعرب
يلاحظ أن الإسلام لم يعرف الحاجز اللوني الذي يفرق بين الأبيض والأسود، وكان لسمو الحضارة الإسلامية في هذا الشأن أثره في انتشار الإسلام في شرقي إفريقيا وتهيئة الظروف الموضوعية لتغيير علاقات الزواج في مجتمعات شرقي إفريقيا، وبالتالي تكوين الشعب السواحيلي. وعلى العموم فقد نشأ الشعب السواحيلي نتيجة للزيجات التي تمت على مدى طويل بين الجاليات العربية والفارسية من جهة، وبين قبائل البانتو الإفريقية من جهة أخرى؛ لذا كان من الطبيعي أن يعتنق السواحيليون الإسلام، بل أنهم صاروا يقلدون العرب في كل ما يتصل بحياتهم الاجتماعية ومع أن السواحيليين ينحدرون أصلا من قبائل البانتو، إلا أن ملامحهم وصفاتهم الجسمانية قد تعدلت إلى حد كبير نتيجة لامتزاجهم بالدماء الآسيوية العربية والفارسية.
ومع تكوين الشعب السواحيلي، نشأت اللغة السواحيلية، وهي خليط من اللغة العربية ولغة البانتو. ورغم ازدهار المدن والإمارات العربية في ساحل إفريقيا الشرقي، إلا أنها كانت تفتقر إلى قوة حربية منظمة.
ولم تكن الأسلحة التي يتقلدها أهل هذه المدن والإمارات تتعدى السيوف والخناجر. ويمكن تعليل افتقار تلك المدن والإمارات لقوة حربية منظمة، بأنها لم تقم أصلا على الفتح بل على التجارة؛ إذ أن التجار العرب والمهاجرين هم الذين أسسوها، وهم الذين امتلكوا الأراضي الزراعية فيها وتولوا تصريف السلع التي تأتي من داخل القارة في الأسواق العالمية.
ونتيجة لعدم قوة هذه السلطنات العربية، فقد تعرضت للغزو الاستعماري البرتغالي في أوائل القرن السادس عشر الميلادي.
البرتغاليونَ فِي شرقِي إفريقيا وَالصومالِ
النفوذ البرتغالي في الصومال
في عام 904هـ، 1498م اكتشف فاسكو داجاما طريق رأس الرجاء الصالح، ثم وصل إلى الساحل الغربي للهند؛ وأدى ذلك إلى وصول النفوذ البرتغالي إلى سواحل شرقي إفريقيا، ومنذ أوائل القرن السادس عشر أخذ البرتغاليون يرسلون الحملات البحرية إلى هذا الساحل، بغية الاستيلاء عليه وتوطيد نفوذهم فيه.
وانتهت هذه الحملات التي قادها كابرال وفاسكو داجاما ودالميد والبوكيرك بالاستيلاء على بعض المدن العربية بساحل إفريقيا الشرقي، وما أن حل عام 915هـ، 1509م إلا وكانت جميع المدن والمراكز التجارية بساحل إفريقيا الشرقي قد خضعت للبرتغاليين من سقالة جنوبا إلى براوة شمالا، بالإضافة إلى جزر زنجبار وبمبا ومافيا وكذلك موزمبيق.
وارتكز البرتغاليون في ساحل إفريقيا الشرقي على الجزء الجنوبي منه.
أما الجزء الشمالي من الساحل، والذي يمتد من رأس دلجادو إلى رأس غردافوي شمالا، فقد اكتفى البرتغاليون بالاعتماد على محالفة شيوخ مالندي.
مقاومة السكان للنفوذ البرتغالي
لم يستطع البرتغاليون توطيد أقدامهم بسهولة في شرقي إفريقيا؛ بسبب مقاومة السكان لهم، فقد بدأت سلطنة ممبسا بحركة المقاومة العربية ضد الاستعمار البرتغالي، ففي عام 935هـ، 1528م حاول سلطان ممبسا تحريض السكان في زنجبار وبمبا على طرد البرتغاليين، ولكن السكان خشوا العاقبة، وعلمت السلطات البرتغالية بهذا النشاط المعادي لها، فأسرعت بضرب الحصار على ممبسا، وعرضت على سلطانها معاهدة اشترطت مقابل فك الحصار أن يدفع فدية للبرتغال أو أن يتعهد بعدم الاتصال بالأتراك العثمانيين.
ومع ذلك، فقد نجح الأتراك العثمانيون في تخفيف الضغط البرتغالي على التجار العرب والإمارات العربية الساحلية وحطموا كل المحاولات الرامية إلى تكوين جبهة نصرانية من البرتغاليين والأحباش ضد القوى العربية الإسلامية.
مواجهة العثمانيين للبرتغاليين
في عام 995هـ، 1586م لبت الحكومة طلب المواطنين من شرقي إفريقيا، فقدمت لهم المساعدة بطريقة غير مباشرة على يد أحد أمراء البحر العثمانيين ويدعى علي ميرال، فقد جاء علي ميرال إلى مقديشو، وأبلغ أهلها أنه موفد من قبل السلطان العثماني ليوطد نفوذه وحكمه على الساحل الإفريقي، ولكي يشجع سكان الساحل على الجهاد ضد البرتغاليين، فقد أوهمهم بأن أسطولا عثمانيا ضخما في طريقه إلى مياه شرقي إفريقيا؛ مما كان له أثره في إسراع أهل مقديشو إلى الاعتراف بسيادة السلطان العثماني.
واستطاع علي ميرال بمساعدة السكان أن يأسر بعض السفن البرتغالية وأن يرسل بحارتها إلى الآستانة (إسطنبول)، ولكنه لم يلبث أن وقع أسيرا في أيدي البرتغاليين، فأرسل إلى لشبونة (عاصمة البرتغال) حيث توفي هناك.
واستعاد البرتغاليون نفوذهم على المدن والإمارات العربية بساحل إفريقيا الشرقي باستثناء مقديشو.
الحكمُ العثمانِيُّ فِي الصومالِ
طرد البرتغاليين من الصومال
استطاع البرتغاليون أن يسيطروا على زمام الموقف في ساحل إفريقيا الشرقي حتى حوالي منتصف القرن السابع عشر الميلادي، إلا أنهم تعرضوا في النصف الثاني من القرن لمقاومة شديدة من جانب سكانه المسلمين بمساعدة دولة اليعاربة (1034 - 1154هـ، 1624 - 1741م) في عمان.
فقد أرسل الإمام سيف بن سلطان في عام 1110هـ، 1698م أسطولا بحريا إلى ساحل إفريقيا الشرقي، واستطاع أن يطرد البرتغاليين من ممبسا، ثم أخذت عمان تعمل لنشر نفوذها على الساحل، وفي الثلث الأول من القرن الثامن عشر الميلادي، كانت عمان قد نشرت نفوذها على الساحل من مقديشو شمالا إلى نهر روفوما جنوبا، ولم يتبق للبرتغاليين من ممتلكاتهم في هذا الساحل سوى مستعمرة موزمبيق.
النفوذ العماني في الصومال
لم يرحب عرب شرقي إفريقيا بعرب عمان إلا كمخلصين لهم من قسوة الاحتلال البرتغالي وظلمه، وليس أسيادا جددا يحلون محل البرتغاليين ويفرضون سيادتهم عليهم؛ ولذلك أخذت الروح الاستقلالية تنمو بين سكان موانئ ساحل إفريقيا الشرقي وجزره.
ولا سيما بعد سقوط دولة اليعاربة في عمان وحلول دولة آل بوسعيد محلها في عام 1154هـ، 1741م، حيث استأثر المزروعيون بحكم ممبسا وتوابعها.
وبعد صراع طويل بين ممبسا وعمان، استطاع السيد سعيد بن سلطان في عام 1253هـ، 1837م إنزال قواته في ممبسا والاستيلاء عليها.
وأدى خضوع ممبسا لعمان إلى انتشار النفوذ العماني في كل ساحل إفريقيا الشرقي من وارشيخ شمالا إلى رأس دلجادو ممبسا جنوبا، بالإضافة إلى جميع الجزر المجاورة لهذا الساحل.
وكان السيد سعيد بن سلطان قبل أن يخضع ممبسا في عام 1253هـ، 1837م قد نقل عاصمته من مسقط في عمان إلى زنجبار بساحل إفريقيا الشرقي منذ عام 1248هـ، 1832م، إلا أنه لم يستقر نهائيا في عاصمته الجديدة إلا في عام 1256هـ، 1840م، لانشغاله بمحاربة ممبسا من جهة، واضطراره من جهة أخرى للعودة إلى عمان بين الحين والآخر لإخماد القلاقل والاضطرابات الداخلية فيها.
تقسيم السلطنة العمانية
ومما تجدر ملاحظته أن السلطنة العمانية بقسميها الآسيوي والإفريقي كانت تكون دولة واحدة في عهد السيد سعيد بن سلطان، وظلت كذلك حتى وفاته في عام 1273هـ، 1856م.
وكان السيد سعيد قبل وفاته قد عين ابنه ماجدا حاكما على القسم الإفريقي من السلطنة، وعين ابنه تويني حاكما على القسم الآسيوي منها، فعندما توفي السيد سعيد حدث نزاع بين الشقيقين على الحكم، ولكن بريطانيا لم تلبث أن تدخلت في النـزاع، فأصدرت حكمها بتقسيم السلطنة إلى دولتين بحيث يعين ماجد سلطانا على زنجبار وتوابعها الإفريقية، وأن يعين تويني سلطانا على عمان وملحقاتها على الخليج العربي بشرط أن يدفع ماجد لتويني إعانة سنوية مقدارها 40.000 ريال.
وبذلك تكون بريطانيا قد نجحت في تقسيم السلطنة العمانية انطلاقا من سياستها «فرق تسد».
وظل ماجد يحكم سلطنة زنجبار حتى توفي في عام 1287هـ، 1870م وخلفه أخوه برغش بن سعيد.
الحكمُ المصريُّ فِي الصومالِ
كيف وصل النفوذ المصري إلى الصومال؟
امتد نفوذ الإدارة المصرية في عهد الخديوي إسماعيل على طول ساحل البحر الأحمر الغربي وبعض أجزاء من بلاد الصومال على النحو التالي:
أولا: في عام 1282هـ، 1865م حصلت مصر من الدولة العثمانية على حق إدارة ولايتي مصوع وسواكن.
ثانيا: في عام 1287هـ، 1870م أنشأت مصر محافظة سواحل البحر الأحمر وتمتد من السويس شمالا إلى رأس غردافوي جنوبا.
ثالثا: في عام 1292هـ، 1875م تنازل الباب العالي لمصر عن ميناء زيلع مقابل جزية سنوية مقدارها 15.000 جنيه تركي، وفي السنة نفسها جاءت حملة مصرية إلى ساحل الصومال الجنوبي في عهد برغش بن سعيد بهدف فتح طريق للمواصلات بين خليج ممبسا أو مصب نهر الجب (جوبا) وبين المديرية الاستوائية في جنوبي السودان.
خروج مصر من الصومال
ولكن الحملة فشلت؛ بسبب معارضة بريطانيا لذلك حرصا على مصالحها الاستعمارية في شرقي إفريقيا، كما أن الشاطئ الجنوبي ظل تابعا لمصر حتى عام 1302هـ، 1884م، حين أرغمت الثورة المهدية بقيادة الإمام المهدي مصر على إخلاء السودان وجميع الموانئ المطلة على البحر الأحمر فيما عدا سواكن، وذلك بعد عامين من خضوع مصر للاحتلال البريطاني.
التنافسُ الاستعمارِيُّ فِي الصّومالِ
التنافس الاستعماري في الصومال
ازدادت أهمية منطقة شرقي إفريقيا للدول الكبرى الاستعمارية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1286هـ، 1869م؛ لذا فإن الدول الأوروبية تسابقت للسيطرة على قارة إفريقيا عامة وساحلها الشرقي خاصة، فاستولى البلجيكيون على الكونغو، والفرنسيون على تونس، واحتل الإنجليز مصر؛ وباحتلال بريطانيا لمصر أصبحت أملاك مصر على ساحل البحر الأحمر في شرقي إفريقيا هدفا لأطماع المستعمر.
وعلى أي حال، فقد تشابكت مصالح كل من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا في منطقة واحدة.
كما حاول كل منها كسب أرض جديدة في الصومال وساحل إفريقيا الشرقي، فاستولت فرنسا على منطقة أوبوك على خليج تاجورا في عام 1299هـ، 1881م، وفي الوقت نفسه استولت إيطاليا على منطقة عصب القريبة منها في العام نفسه.
تقسيم الصومال بين الدول الأوروبية
وأثار ذلك بريطانيا حتى تبعد المزاحمة الأجنبية عن طريق مستعمراتها إلى الهند؛ فعملت على منع تسرب النفوذ الإيطالي والفرنسي إلى تلك المناطق بعد أن أصدرت قرارا في عام 1303هـ، 1885م بإخلاء الصومال وشرقي إفريقيا من الإدارة المصرية ونجحت بريطانيا في السيطرة على هذه المناطق بدلا من القوات المصرية، وعقدت بريطانيا كذلك معاهدة مع سلطان سومطرة للسيطرة على باب المندب لحماية طريق الهند؛ وهكذا تم تقسيم الصومال بين بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والحبشة وكينيا، وسمي كل قسم باسم الدولة المستعمرة، فهناك الصومال البريطاني ويشمل: زيلع، وبربرة.
والصومال الإيطالي ويشمل: عصب، وبنادر، ومصوع. والصومال الفرنسي ويشمل: منطقة جيبوتي؛ وهي أوبوك وتاجورا وأمياد. وأما الحبشة فقد ضمت إقليم هرر، ومنطقة الأوجادين ومنطقة الهود. وأخذت كينيا جزءا من أرض الصومال سمي بالصومال الكيني.
وأصبحت خريطة الصومال مصطبغة بعدة ألوان يرمز كل منها إلى الدولة التي تسيطر على هذه المنطقة أو تلك.
الصومال البريطاني
يرتبط تاريخ الصومال الحديث ارتباطا وثيقا بتاريخ التوسع الأوروبي في قارة إفريقيا والتنافس الاستعماري الذي كان قائما بصفة خاصة بين كل من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا، ففي عام 1255هـ، 1839م، فرض البريطانيون حمايتهم على عدن، وفي العام التالي عقدوا معاهدات مع سلطان تاجورا وحاكم زيلع، وكانت تحت السيادة الاسمية للأتراك العثمانيين.
وأخذت بريطانيا تدعم نفوذها في المنطقة بالتدريج، وفي سنة 1303هـ، 1885م احتلت بريطانيا ميناء بربرة بجانب زيلع على خليج عدن، واتخذت منهما قاعدتين للتحكم في مدخل البحر الأحمر من الجنوب لقربهما من باب المندب على الطريق البحري الموصل إلى مستعمراتها في الهند، وقد عقد البريطانيون مع إيطاليا اتفاقية لتعيين الحدود بين مناطق نفوذ كل منهما في الصومال.
السياسة الاستعمارية البريطانية
اتبع الاستعمار البريطاني جميع الأساليب الإرهابية، منها: منع وصول الماء إلى المواطنين في أيام الجفاف، ومنع الصحف الوطنية من انتقاد المستعمر، وإهمال التعليم ومحاربة اللغة العربية والدين الإسلامي، واعتقال أفراد الشعب وتحريم الاجتماعات العامة، وإعدام المواطنين وتزييف الانتخابات وإهمال النواحي الصحية، والاستئثار بثروات البلاد وخيراتها وحرمان الشعوب من ثروات بلادهم، بالإضافة إلى التفرقة العنصرية بين البيض والسود، واستمرت بريطانيا في مقاومة الدعوة الإسلامية عن طريق الجمعيات التنصيرية، علاوة على محاولة نشر المخدرات والمسكرات.
وقد لجأت بريطانيا إلى نظام الحكم غير المباشر، كأحد المظاهر المميزة للحكم البريطاني في إفريقيا، بخلاف فرنسا التي تتمسك بالحكم المباشر؛ فقد وجدت السلطات البريطانية أن استمرار تعاون الرؤساء وسكان المستعمرات مع الإدارة البريطانية الحاكمة بحيث يصبحون جزءا من هذه الإدارة، هو أسهل وأنسب نظم الحكم وأقلها تكلفة، في الوقت الذي يكفل فيه ولاء المحكومين للسلطات الحاكمة.
المقاومة الوطنية ضد بريطانيا
كان للسياسة الاستعمارية وتمزيق الصومال وقع في نفوس المواطنين الذي عز عليهم أن تذهب بلادهم فريسة للأطماع الأجنبية، وظهرت حركة وطنية ترمي إلى تخليص الصومال من هذا الإخطبوط، وإيقاظ الشعور الوطني حتى يقاوم المصير السيئ الذي ينتظر الصوماليين على أيدي الدول الاستعمارية وعملت هذه العناصر أيضا على تعبئة الشعب لمواجهة الموقف بما يستحقه من كفاح ونضال.
محمد عبد الله حسن وحركة المقاومة الصومالية
ولم تلبث أن اندلعت الثورة في عام 1317هـ، 1899م، وظلت مشتعلة أكثر من عشرين عاما حتى انتهت في عام 1340هـ، 1921م.
وقد تزعم حركة المقاومة محمد عبد الله حسن، وهو في الأصل من قبيلة عربية هاجرت لهذه المنطقة في القرن السابع الميلادي واستوطنتها، وقد لقب هذا الزعيم (بمهدي الصومال) تشبها بمهدي السودان، ونادى بتكتل الصوماليين للجهاد ضد المستعمر، وتوحيد قواهم، وألغى انتسابهم إلى القبائل، وأطلق على أتباعه جميعا اسم الدراويش، وقسمهم إلى فرق بغض النظر عن أنسابهم المختلفة، وأطلق على كل فرقة اسما خاصا يميز دورها في المعارك كالرماة والمغيرين... الخ.
بدء الثورة الصومالية
بدأ محمد عبد الله حسن ثورته في مدينة بربرة وانتشرت فيها واستغرقت ثورته فترة تزيد على عشرين عاما، وقد أرهق السلطات البريطانية، وثارت حفيظة هذا المجاهد منذ قدوم المنصرين الموفدين من الكنيسة الإنجيلية إلى الصومال الذين أخذوا يتصلون بالناس لإغرائهم على الارتداد عن الإسلام، واعتناق النصرانية نظير هبات وعطايا للمعوزين والفقراء. فثار محمد عبد الله حسن، وقام بمهاجمة مراكز هؤلاء المنصرين، وأثار الناس ضدهم وقطع عليهم طرق الاتصال بالسكان، فاضطروهم إلى الرحيل.
الصومال والحرب العالمية الأولى
أعلن محمد عبد الله حسن الجهاد، ودعا إلى تحرير الصومال من ربقة الاستعمار ودعا الشعب الصومالي إلى قتل الجواسيس الخائنين المتعاونين مع بريطانيا وأخذ في محاربة القوات الإنجليزية، وقد تمكن من السيطرة على الأجزاء الداخلية في الصومال، واستطاع أن يوقع بالقوات الإنجليزية هزائم متعددة، حتى لقبوه بالملا المجنون.
وشنت بريطانيا أربع حملات عسكرية ضده وفشلت.
وحين نشبت الحرب العالمية الأولى (1333 - 1337هـ، 1914 - 1918م) واشتركت القوات العثمانية في الحرب ضد الحلفاء، أعلن محمد عبد الله حسن الجهاد ضد دول الحلفاء الغربيين، واستمر يناضل حتى انتهت الحرب، ثم تمكنت قوات الحلفاء من القضاء على ثورة المهدي الصومالي بعد أن رسم للصوماليين طريق الجهاد وحدد هدفه وهو الحرية والوحدة.
السياسة التعسفية لبريطانيا
ونتيجة لهذه الثورة، استمرت بريطانيا في سياستها التعسفية والقمعية والزج بالأحرار في السجون والمعتقلات، ولم تعمل على رقي الشعب في كل المجالات. كما لم تقدم أية خدمات حتى أصبح شعب الصومال ضحية الفقر والجوع والمرض والجهل؛ وأدى ذلك إلى انخفاض المستوى الصحي والثقافي والاجتماعي، وكانت بريطانيا قد سمحت للأحزاب السياسية بالظهور، منها حزب وحدة الشباب الصومالي وكان له فرع في كينيا.
ولكنها عادت فحلت الحزب واتهمت أعضاءه بالشيوعية واعتقلتهم، وذلك لخشيتها من انتشار الأفكار التحررية بين الصوماليين الذين تعتبرهم مجرد رعاة يجب ألا يهتموا إلا بإبلهم وحقولهم.
الصومال الإيطالي
أخذ الإيطاليون يتطلعون إلى سواحل المحيط الهندي التي تطل عليها ممتلكات سلطان زنجبار، وكانت الدول الاستعمارية الأخرى، وفي مقدمتها إنجلترا وألمانيا، قد زادت نشاطها في هذه الجهات حتى عرفت هذه الفترة بسنوات اغتصاب إفريقيا عن طريق إجبار السلاطين والشيوخ المحليين على توقيع اتفاقات تمنح الشركات الأجنبية أو الدول حقوقا تصل إلى حقوق الملكية الكاملة، وفرض الحماية على الأراضي التي تحت نفوذ هؤلاء السلاطين أو الشيوخ.
فقد كان الإيطاليون يحومون حول الصومال منذ ثمانينات القرن التاسع عشر الميلادي، ففي عام 1303هـ، 1885م قدمت بعثة إيطالية إلى إقليم نهر جوبا، وعقدت معاهدة تجارية مع سلطان زنجبار. وفي عام 1307هـ، 1889م، تمكنت إيطاليا من أن تقيم محميات في المناطق الشمالية التي كانت خاضعة لسلاطين جوبا وميجورتين، وفي سنة 1310هـ، 1892م تنازل سلطان زنجبار عن حقه في حكم مقديشو ومركا وبراوة إلى إيطاليا؛ وتبعا لذلك امتد النفوذ الإيطالي على أجزاء الصومال الممتدة من نهر جوبا إلى الشمال حتى خط عرض 6°شمالا.
ولم تستطع إيطاليا حكم الصومال كله حكما مباشرا حتى عام 1326هـ، 1908م. وقد ساعدت بريطانيا إيطاليا في تنفيذ مآربها خشية تدخل فرنسا، ثم تقاسمت الدولتان معا ميناء كسمايو.
سياسة إيطاليا الاستعمارية
استطاعت إيطاليا أن تقيم حكما إداريا موحدا في جميع أنحاء الصومال، كما عملت على الاستيلاء على أخصب الأراضي وسلمتها للإيطاليين المهاجرين، ومنحتهم الامتيازات لتشجيعهم على الهجرة والاستقرار.
وبالإضافة إلى ذلك فقد استولى الإيطاليون على ثروات البلاد وخيراتها وحرموا الشعب من التعليم والصحة حتى تفشى الجهل والمرض والفقر، علاوة على أنهم كانوا هم السادة وغيرهم العبيد، فلا يخالطونهم ولا يؤاكلونهم ولا يتزوجون منهم، بل يعتبرونهم عبيدا وخدما لهم.
المقاومة الوطنية للإيطاليين
ثار العرب في شرقي إفريقيا على تدخل الأجانب في شؤون بلادهم ومحاولاتهم لاستغلالها، ونظروا للمعاهدات التي يعقدها الشيوخ مع الشركات الأجنبية على أنها باطلة وتدل على خيانة هؤلاء الحكام لبلادهم، فاضطرت إيطاليا ومعها بريطانيا إلى فرض حصار بحري على السواحل الشرقية لإفريقيا محافظة على مصالحها الاستعمارية في هذه الجهات.
وكانت إيطاليا قد فقدت جزءا من ممتلكاتها في الصومال نتيجة الثورات المستمرة إبان الحرب العالمية الأولى، ولم تستعد سيطرتها على كافة الأراضي إلا في عام 1344هـ، 1925م بعد أن استولى الفاشيون على السلطة في إيطاليا بزعامة موسوليني.
استقلالُ الصومالِ وَإعلانُ الجمهوريةِ
بريطانيا تضم الصومال الإيطالي
في عام 1360هـ، 1941م وإبان الحرب العالمية الثانية احتلت القوات البريطانية الصومال الإيطالي نتيجة معاداة إيطاليا لبريطانيا ووقوفها إلى جانب ألمانيا (دول المحور)؛ وبذلك يكون الصومال الإيطالي قد خضع للسيطرة البريطانية وظل تحت الحكم البريطاني حتى عام 1369هـ، 1949م.
وكانت العناصر الوطنية في الصومال الإيطالي قد أجمعت على ضرورة انتهاز فرصة هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، وحاجة بريطانيا إلى تأييد الصومال وغيره من الدول، فتقدمت إلى الإدارة البريطانية ببرنامج سياسي تضمن تصفية الاستعمار من كل أجزاء الصومال، وتوحيدها في ظل علم واحد ودولة واحدة وإلغاء التعصب القبلي وكل التقاليد المناهضة لمضمون الدولة، وأن تكون الصومال جمهورية ديمقراطية، ودينها الرسمي الإسلام.
طريق الاستقلال الصومالي
في نوفمبر عام 1369هـ، 1949م قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة حق الصومال الإيطالي في الاستقلال في 1380هـ، 2 ديسمبر 1960م، كما قررت وضعه تحت الوصاية الإيطالية لمدة عشر سنوات، وذلك ابتداء من 1370هـ، ديسمبر 1950م.
وفي 1374هـ، 12 أكتوبر 1954م، نفذت الإدارة الإيطالية بإشراف هيئة الوصاية الدولية (المكونة من مصر والفلبين وكولومبيا) أول بند من بنود الاستقلال وتهيئة شعبه لتولي زمام أموره، وذلك حين احتفل بإنشاء العلم الصومالي، ثم بدأ مشروع «صوملة» الوظائف، وكانت كل الوظائف في شتى المرافق في أيدي الأجانب.
انتخابات المجلس التشريعي بالصومال
كانت الحركة الانتقالية الكبرى بعد إنشاء العلم الصومالي وصوملة الوظائف، هي إجراء انتخابات لأول مرة في الصومال لتكوين أول مجلس تشريعي في البلاد. وفي 1375هـ، مارس 1956م أجريت الانتخابات العامة والتي أسفرت عن حصول حزب وحدة الشباب الصومالي على أغلب المقاعد، واقتسمت الأحزاب الأخرى بقية المقاعد.
وانتهت الانتخابات لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل تنفيذ اتفاقية الوصاية، وهي تشكيل أول وزارة في تاريخ الصومال الحديث من حزب الأغلبية الذي فاز في الانتخابات.
وشكل بالفعل الوزارة من خمسة وزراء إلى جانب رئيسها عبد الله عيسى.
استقلال الصومال الإيطالي
وفي 1379هـ، ديسمبر 1959م أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بمنح الصومال الإيطالي استقلاله في1380هـ، مطلع يوليو 1960م.
وخلال هذه التطورات في الصومال الإيطالي، كانت الحركة الوطنية يشتد ساعدها في الصومال البريطاني بزعامة حزبين كبيرين، هما الرابطة الوطنية الصومالية والحزب الصومالي المتحد. وطالب كلا الحزبين بالاستقلال الفوري والوحدة مع الصومال الإيطالي السابق.
وفي 1380هـ، 6 إبريل 1960م اتخذ المجلس التشريعي بالصومال البريطاني قرارا بوحدة الصومال البريطاني مع الصومال الإيطالي بعد حصول الأخير على استقلاله.
استقلال الصومال البريطاني
في عام 1380هـ، 20 يونيو 1960م أعلن استقلال الصومال البريطاني، كما حصل الصومال الإيطالي السابق على استقلاله في الأول من يوليو 1380هـ، 1960م، وتلا ذلك وحدة كل من الصومالين البريطاني والإيطالي، وأعلن عن قيام جمهورية الصومال الديمقراطية، وتم انتخاب آدم عبد الله عثمان ليكون رئيسا لجمهورية الصومال في 1381هـ، 6 يوليو 1961م لمدة ست سنوات، وفي 1381هـ، 20 سبتمبر 1961م قبلت الصومال عضوا في هيئة الأمم المتحدة، كما تم انضمامها إلى جامعة الدول العربية، وصارت عضوا بها في 1393هـ، 14 فبراير عام 1973م.
مشكلاتُ الصّومالِ
آثار الاستعمار على الصومال
أصاب القارة الإفريقية الكثير من جراء الاستعمار الأوروبي لها في العصر الحديث، وكان من نتائج هذا الاستغلال الأوروبي للقارة وشعوبها: الفقر، والجوع، والمرض، والأمية التي تعاني منها الشعوب الإفريقية، إذ أن الطريقة التي اتبعها الأوروبيون في استغلالهم للاقتصاد الإفريقي، جعلت هذه البلاد تزداد فقرا وبؤسا يوما بعد يوم.
وتبرز في مقدمة المشكلات التي تواجهها الصومال والدول الإفريقية عموما أربع مشكلات: مشكلة الحدود بين الدول الإفريقية، ومشكلة التخلف الاقتصادي، ومشكلة التخلف الاجتماعي والعلمي، والصراع على السلطة.
مشكلة الحدود بين الصومال وإثيوبيا
تعتبر مشكلة الحدود من أعنف المشكلات التي خلفها الاستعمار في القارة الإفريقية، ويلاحظ أن الحدود السياسية الدولية ترجع في الأصل للتنافس الاستعماري بين الدول الأوروبية على القارة، وترتبت عليها نتائج خطيرة، فهناك قبائل إفريقية رعوية ما زالت تحترف الرعي، ولا تستطيع أن تدرك معنى الحدود السياسية التي تعرقل أو تمنع ارتياد قطعانها للمراعي.
وهذه الحدود ستؤدي إلى نزاعات مستمرة بين الدول الإفريقية.
الحدود المفتعلة
أما حدود الصومال فهي مفتعلة إذ عملت فيها يد التقسيم والتفتيت، وعانى الصومال من جراء سياسة الاستعمار التي ابتليت بها القارة الإفريقية، فقد ترتب على السياسة الاستعمارية أن تمزقت أوصال القرن الإفريقي إلى خمسة أجزاء هي الصومال الإيطالي، والبريطاني، والفرنسي وأوجادين التي ابتلعتها إثيوبيا، والصومال الكيني الذي ضمته بريطانيا إلى كينيا؛ ولذا فحدود الصومال أخرجت بعض الصوماليين وجعلتهم داخل كينيا وإثيوبيا.
والاستعمار حين مزق الصومال إلى أقسامه هذه حرص على أن يطبع كل قسم منها بطابع يميزه عن الأقسام الأخرى؛ وذلك بهدف الإبقاء على حالة التفتيت تأكيدا لسياسته «فرق تسد». وترتب على تخطيط الحدود قيام بعض المشكلات كما حصل بين الصومال وإثيوبيا، ففي عام 1374هـ، 1954م عقدت بريطانيا مع إثيوبيا معاهدة ثنائية تنازلت بموجبها لإثيوبيا عن مناطق من الصومال الإيطالي.
وفي 1380هـ، يوليو 1960م اتحد الصومال البريطاني والصومال الإيطالي فيما عرف بجمهورية الصومال، واتخذت مقديشو عاصمة لها، ويبلغ عدد سكانها حوالي مليونين بينما يعيش خارج حدودها نصف مليون صومالي في إثيوبيا وعشرون ألف صومالي في الصومال الفرنسي (أو جيبوتي حاليا).
وحوالي 80.000 نسمة في شمالي كينيا. وكان طبيعيا أن يثير هذا الوضع المشكلات بين هذه الدول الإفريقية المتجاورة، وقد وضحت هذه المشكلات بعد الاستقلال، ونتج عنها شدة تجزئة القارة، وتعدد الجيران، وتوزيع السكان الذين ينتمون إلى سلالة واحدة بين أكثر من دولة، وإعاقة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وقد حاولت المؤتمرات الإفريقية حل هذه المشكلات وخاصة منظمة الوحدة الإفريقية، والتي ما زالت تبذل الكثير من الجهود من أجل حل هذه المشكلات.
مُناخُ الصومالِ
المناخ الصومالي
يتسم مناخ الصومال بأنه مداري حار جاف وشبه جاف، والتغير في درجات الحرارة بين فصول السنة قليل.
ففي الأراضي المنخفضة يتراوح المعدل الحراري ما بين 30° و40°م في شمالي الصومال، وما بين 18° و40°م في جنوبي الصومال.
والمعدل السنوي العام للأمطار يصل إلى 28سم3.
ونادرا ما تزيد كمية الأمطار على50سم3، في السنة.
الفصول المناخية بالصومال
يمكن تمييز أربعة فصول مناخية سنويا بالصومال، اثنان منهما ممطران هما الربيع (غو) وهو فصل المطر الهام، ويستمر من شهر مارس إلى مايو وأحيانا يونيو، وفصل الخريف (داير)، وهو أقل مطرا من الربيع ويستمر من سبتمبر إلى نوفمبر، وتقدر نسبة أمطاره بنحو 30% من كمية الأمطار السنوية.
وعلى الرغم من أن الصومال تتعرض لهبوب الرياح الموسمية الشمالية الشرقية في فصل الشتاء، والموسمية الجنوبية الغربية في الصيف، إلا أن هذه الرياح تهب بموازاة الساحل ولهذا يكون تأثيرها قليلا وأمطارها قليلة كذلك.
الاقتصادُ
الثروةُ الحيوانيَّةُ
الثروة الحيوانية بالصومال
تعتمد الصومال اعتمادا كبيرا على الثروة الحيوانية حيث تغطي المراعي الطبيعية نحو 50% من مساحة البلاد.
وتصل نسبة الرعاة إلى 60% من مجموع السكان.
وللدلالة على أهمية الرعي يكفي أن نشير إلى أن اسم الصومال اشتق من فعل «سومال» أي لتحلب أو اذهب واحلب.
وقدر عدد حيوانات الصومال في سنة 1416هـ، 1996م على النحو التالي: الأبقار 5.2 مليون رأس، والأغنام 13.5 مليون رأس، والماعز 12.5 مليون رأس، والإبل 6.1 مليون رأس.
الزراعة الصومالية
تقدر نسبة الأراضي الصالحة للزراعة بنحو 12% من المساحة الكلية (نحو 8 ملايين هكتار). وهناك نوعان من الزراعة: زراعة تعتمد على مياه الأمطار، كزراعة الحبوب (الذرة، والذرة الرفيعة، واللوبيا).
وكثيرا ما تتعرض الزراعة المطرية لموجات الجفاف كما حدث في النصف الثاني من سنة 1404هـ، 1983م.
والنوع الثاني من الزراعة هو الزراعة التي تعتمد على مياه نهري شبيلي وجوبا (نحو 70.000 هكتار)، وغالبا ما يسمى هذا النمط من الزراعة بالزراعة التجارية، وأهم حاصلاتها الموز والباباي وقصب السكر والقطن والفول السوداني.
ويأتي الموز في مقدمة صادرات الصومال الزراعية حيث صدر منه في سنة 1408هـ، 1987م 80 ألف طن.
صيد الأسماك بالصومال
تمارس حرفة صيد الأسماك وخصوصا في السواحل الشمالية، وتقدر نسبة العاملين بصيد الأسماك بنحو 1% من الأيدي العاملة، وأهم الأسماك على السواحل الصومالية: التونا، والسردين، والجمبري.
وتمثل الأسماك 4% من قيمة الصادرات.
وبسبب الجفاف الذي تتعرض له البلاد يتحول بعض الرعاة إلى حرفة صيد الأسماك.
الحيوانات البرية بالصومال
هناك حيوانات برية تشمل الفيلة والأسود والفهود، والزراف، والحمار الوحشي، وفرس النهر، والتماسيح، وأنواعا عديدة من الثعابين من أشهرها: الكوبرا.
الاقتصادُ
الصناعات الصومالية
هناك بعض الصناعات الخفيفة كصناعة السكر في جوهر ومريري التي يصل إنتاجها إلى نحو 50 ألف طن، وصناعة تعليب اللحوم في مقديشو وكسمايو، وصناعة الإسمنت في بربرة (وقد أنشئ هذا المصنع في عام 1406هـ، 1985م) وتكرير النفط، وصناعة حلج القطن وغزله ونسجه في بلعد، وصناعة الزيوت وتعليب الأسماك في لاس قوري، ودبغ الجلود والصناعات الجلدية.
التعدين الصومالي
لقد أثبتت الدراسات وجود اليورانيوم والقصدير والمرو وخام الحديد، ولا يستغل تجاريا إلا القصدير. وتعد الصومال إحدى الدول القليلة في العالم التي تنتج البخور والمر واللبان في الشمال الشرقي.
العملة الصومالية
هي «الشلن» الصومالي، وقد قدرت قيمته في سنة 1412هـ، ديسمبر 1991م بنحو 270 شلنا صوماليا للدولار الأمريكي، وكان سعر الدولار في سنة 1406هـ، 1985م، 39.5 شلنا تقريبا، ثم أصبح في سنة 1407هـ، 1986م، 72 شلنا.
وفي مطلع عام 1999م بلغ 2620 شلنا.
الناتج الوطني الإجمالي الصومالي
بلغ هذا الناتج في سنة 1410هـ، 1989م، 1.7 مليار دولار، وبلغ نصيب الفرد من الناتج القومي 221 دولارا.
بينما بلغ 706 ملايين من الدولارات في عام 1996م، وانخفض نصيب الفرد إلى 110 دولارات.
وبلغت قيمة الصادرات في عام 1995م، 145.000.000 دولار أمريكي، وأهم الصادرات: الموز، والجلود، والماشية، والبخور، واللبان.
وبلغت قيمة الواردات في عام 1995م، 193.000.000 دولار أمريكي.
وأهم الواردات: المواد الغذائية، والمشروبات، والمنسوجات، والنفط ومشتقاته (31% تقريبا من قيمة الواردات)، ومواد البناء، والأجهزة، والآلات، ووسائل النقل. وأهم الدول التي تستورد منها الصومال هي كينيا 28%، وجيبوتي 21%، والمملكة العربية السعودية 6%، والبرازيل 6%.
وأهم الدول التي تصدر إليها الصومال سلعها هي المملكة العربية السعودية التي تستورد نحو 55% من صادرات الصومال، واليمن 19% وإيطاليا 11% ودولة الإمارات العربية المتحدة 9%.
عَلَمُ الدولةِ وشعارُهَا
العَلَمُ وَالشّعارُ

ألوان العلم الصومالي
اعتمد علمها وهي تحت إشراف الأمم المتحدة، فألوان العلم هي ألوان علم الأمم المتحدة، وترمز النجمة للحرية، وتمثل رءوسها الخمسة المناطق الخمس التي عاش فيها الصوماليون وهي مناطق العفر والعيس وإثيوبيا والصومال الإيطالي وأوغادين.
النشيدُ الوطنِيُّ
النشيد الوطني للصومال
النشيد الوطني للصومال
يا صومال ! استيقظي...استيقظي...ولنضع أيادينا معا حيث يجب أن نساعد الضعفاء من شعبنا طوال الوقت... يا صومال ! استيقظي...استيقظي...ولنضع أيادينا معا حيث يجب أن نساعد الضعفاء من شعبنا طوال الوقت... يا صومال ! استيقظي...استيقظي...ولنضع أيادينا معا حيث يجب أن نساعد الضعفاء من شعبنا طوال الوقت...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجزائر

بطاقةُ تعارفٍ دولة الجزائر نظرة عامة للجزائر هي جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية Ageria، ومساحتها: 2.381.741 كم2، وعدد سكانها: 33.2 مليون نسمة. والكثافة: 13.2 نسمة بالكم2. وأهم مدنها: الجزائر، وهران، قسنطينه، عنابة. ودياناتها: 99% مسلمون، 1% مسيحيون، ويهود. وعملتها: الدينار الجزائري. ومتوسط دخل الفرد: 2.500 دولار. واللغة الرسمية هي اللغة العربية، بالإضافة إلى اللغة الأمازيغية وهي كذلك لغة وطنية. ونسبة المتعلمين: 44.68%. الثروات الطبيعية البترول، والغاز الطبيعي، وفلزات الحديد، والفوسفات، واليورانيوم، والرصاص، والزنك، والذهب. التاريخ السياسي للجزائر تاريخ الاستقلال: تم الاستقلال من الاحتلال الفرنسي في 5 يوليو 1962م. اليوم الوطني هو يوم الثورة 1 نوفمبر 1954م. تاريخ إقرار الدستور: جرت أول انتخابات تشريعية في الجزائر بتاريخ 20 سبتمبر 1962م لانتخابات المجلس التشريعي، وهذا ما سمح بإصدار دستور 10 سبتمبر 1963م. واسم المجلس هو المجلس الشعبي الوطني أو مجلس الأمة، وتاريخ تأسيس المجلس هو 1954م، وعدد غرف المجلس: غرفتان، وهما: المجلس الشعبي الوطني، ومجلس الأمة.

اليمن

بطاقةُ تعارفٍ نُبذةٌ عَنِ اليمنِ نظرة عامة عن اليمن الجمهورية اليمنية هو اسم الدولة، وعاصمتها صنعاء، والرئيس علي عبد الله صالح هو رئيس الدولة، والنظام الجمهوري هو نظام الحكم. وتقع اليمن في قارة آسيا يحدها البحر العربي، وخليج عدن من الجنوب، والبحر الأحمر من الغرب وعمان من الشرق والسعودية من الشمال. وتبلغ مساحتها 527.970 كيلو مترا مربعا. الثروات الطبيعية اليمنية هي البترول، والأسماك، والملح الصخري، والرخام، والذهب، والرصاص، والنيكل، والنحاس. ويبلغ عدد السكان 21.426.000 نسمة، والريال اليمني هو العملة الرسمية، واللغة العربية هي اللغة الرسمية، وتبلغ نسبة المتعلمين 54%. سياسة اليمن استقلت اليمن في 22 مايو 1990م من الاحتلال البريطاني، واليوم الوطني هو 22 مايو. وفي 16 مايو 1991م تم إقرار الدستور. وقد تأسس مجلس النواب في عام 1969م. وفي عام 1975م انضمت للاتحاد البرلماني العربي، وفي عام 1975م انضمت للاتحاد البرلماني الدولي. السُّكانُ السكان عدد سكان اليمن بلغ عدد سكان اليمن وفق تقديرات عام 2006م، 21.426.000 نسمة يتوزعون في جهات اليمن المختلفة، حيث بلغت نس

السعودية

بطاقةُ تعارفٍ بطاقةُ تعارفٍ نظرة عامة على السعودية المملكة العربية السعودية هو اسم الدولة، وعاصمتها الرياض، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز هو رئيس الدولة، والنظام الملكي هو نظام الحكم، وهي تقع في منطقة الشرق الأوسط، وتطل على الخليج العربي من الشرق والبحر الأحمر من الغرب، ومن الجنوب اليمن، وتبلغ مساحتها: 1.960.582 كيلو مترا مربعا. الثروات الطبيعية السعودية هي البترول، والغاز الطبيعي، والحديد الخام، والذهب، والنحاس. ويبلغ عدد سكان السعودية 24 مليون نسمة، والريال السعودي هو العملة الرسمية بالبلاد. واللغة العربية هي اللغة الرسمية. وتبلغ نسبة المتعلمين 78 %. وفي 23 سبتمبر 1932م استقلت المملكة. وتم توحيد المملكة في اليوم نفسه. سياسة السعودية في عام 1993م تم إقرار الدستور السعودي. وفي عام 1927م تأسس مجلس الشورى. وفي عام 2001م انضمت للاتحاد البرلماني العربي، وفي عام 2003م انضمت للاتحاد البرلماني الدولي. السُّكانُ السكانُ الكثافة السكانية السعودية بلغ عدد سكان المملكة العربية السعودية نحو 22.998.000 نسمة في عام 2004م، ويمثل السعوديون حوا