التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سوريا

بطاقةُ تعارفٍ
نُبذةٌ عَنْ سوريا
نظرة عامة لسوريا
الجمهورية العربية السورية هو اسم الدولة، وعاصمتها دمشق، والرئيس الدكتور بشار الأسد هو رئيس الدولة، والنظام الجمهوري هو نظام الحكم، وهي تقع في منطقة الشرق الأوسط، وتطل على البحر المتوسط بين لبنان وتركيا والأردن وفلسطين والعراق، وتبلغ مساحتها 185.180 كيلو مترا مربعا.
الثروات الطبيعية السورية
هي البترول، والفوسفات، والكروم، والمنجنيز الخام، والأسفلت، والحديد الخام، والصخر الملحي، والقوة الكهرمائية، والجص، ويبلغ عدد السكان 18.881.361 نسمة، والليرة السورية هي العملة الرسمية، واللغة العربية هي اللغة الرسمية، وتبلغ نسبة المتعلمين 86%.
سياسة سوريا
في 17 إبريل 1946م استقلت سوريا من الانتداب الفرنسي، و17 إبريل هو اليوم الوطني، وفي 13 مارس 1973 تم إقرار الدستور، وقد تأسس مجلس الشعب في عام 1919م.
وفي عام 1974 انضمت للاتحاد البرلماني العربي، وكانت قد انضمت للاتحاد البرلماني الدولي في عام 1954م.
السُّكانُ
التعدادُ السكانِيُّ
عدد سكان سوريا
تشير إحصائيات المكتب المركزي للإحصاء بدمشق إلى أن عدد السوريين في داخل القطر وخارجه كان في نهاية عام 1988م 13.337.164 نسمة، منهم حوالي المليون خارج البلاد، أي كان عدد السكان المقيمين 12.1 مليون، بينما قدر عددهم في نهاية عام 1989م بنحو 12.5 مليون.
أما في عام 1998م، فقد وصل عددهم إلى 15.335.000 نسمة. وقد بلغ عدد سكان سوريا 18.881.361 نسمة في يوليو 2006م.
معدل النمو السنوي للسكان
لقد كان معدل النمو السنوي 33.1 بالألف خلال السبعينات و32.9 بالألف خلال الثمانينات، كما يذكر المكتب المذكور، أو 34 بالألف في السبعينات، و38 بالألف خلال الثمانينات كما صرح بذلك وزير الصحة، أو 37.5 بالألف خلال الفترة من عام 1985 - 1990م كما أشارت إلى ذلك مصادر أخرى.
ويذكر البنك الدولي أن التكاثر السنوي يعادل 34 بالألف سنويا، ويعني ذلك أن عدد السكان يتضاعف مرة كل 21 سنة، مقابل 89 سنة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، أو 500 سنة في كل من اليونان وأسبانيا؛ وبناء على ذلك سيكون عدد السكان 47.20 مليون في عام 2010م.
وقد كانت التوقعات السكانية دائما دون الواقع؛ إذ كان من المنتظر أن يكون عدد سكان سوريا 9.2 مليون في 1982م ولكنه كان في الواقع 10.7 مليون، أي أكثر بزيادة مليون ونصف المليون نسمة.
الكثافة العامة للسكان
لقد كانت الكثافة العامة في سنة 1998م بحدود 88.2 شخصا/كم². ولما كان ثلث مساحة البلاد هو الصالح للزراعة والباقي جبال جرداء أو صحراء قفر فتكون الكثافة الفعلية 206 نسمة/كم² مقابل 1،238 في مصر. وقد كانت الخصوبة لدى النساء اللواتي في سن الإنجاب 6.1 (1995م)، ولكنها تختلف باختلاف الأمهات من الناحية الثقافية والاجتماعية، إذ تبلغ 8.6 لدى الأميات و4.3 لدى الملمات بالقراءة والكتابة، وتهبط إلى 3.2 لدى حاملات الشهادة الابتدائية فما فوق.
إحصاءات سكانية سورية
لقد كانت نسبة الوفيات 6 بالألف (المتوسط العالمي 9.3 بالألف)، بينما نسبة وفيات الأطفال دون السنة الأولى 29.6 بالألف مقابل 17 بالألف في هولندا، ومتوسط العمر المتوقع عند الولادة 68.4 سنة للذكور، 71.3 للإناث مقابل 75 سنة في المتوسط في اليابان.
وكان السكان يتوزعون مناصفة بين الريف والمدينة في 1988م، ويزيد العدد لصالح المدينة باستمرار؛ إذ أصبحت نسبة التحضر في 1991م تعادل 50.5% بعد أن كان الحضر لا يؤلفون سوى 37% في عام 1960م و43% عام 1970م.
أما في عام 1996م، فإن نسبة الحضر وصلت إلى 52.4% مقارنة بـ 47.4% يسكنون الريف السوري.
أما البادية التي تؤلف أكثر من 46% من مساحة البلاد فلا يسكنها سوى البدو الذين كان عددهم في عام 1960م 207.000.
والآن يمثل البدو نصف هذا العدد تقريبا من قبائل شمر وعنزة والرولة؛ بسبب استقرار بعضهم وهجرة الآخرين نحو دول الخليج، ولا سيما نحو المملكة العربية السعودية.
أما من الناحية العرقية فإن العرب كانوا يؤلفون 90% في عام 1992م وهم الأغلبية الساحقة في المدن والأرياف ما عدا الزاوية الشمالية الشرقية والزاوية الشمالية الغربية من البلاد حيث نجد الأكراد الذين يشكلون 9%.
وهناك نسبة 1% تتألف من الأرمن والشركس والتركمان ينتشرون في شتى أنحاء البلاد ولا سيما في المدن، ولكن تظل اللغة العربية لغة التعليم في المدارس.
وإذا كانت الإحصاءات تغفل التعرض لنسبة الأديان والمذاهب فإن المسلمين يؤلفون 89% والنصارى 5.5% وكانت أقل نسبة للمسلمين في محافظة الحسكة حيث كانوا يشكلون 83.6%.
النظامُ السياسيُّ
نظامُ الحكمِ
نظرة عامة على سوريا
النظام الجمهوري الرئاسي هو نظام الحكم في سوريا، وينتخب رئيس الجمهورية بناء على اقتراح من مجلس الشعب لمدة سبعة أعوام، ويحق لكل مواطن بلغ 18 سنة من العمر ممارسة حق الانتخاب، وينص الدستور على أن يكون رئيس الجمهورية مسلما؛ لأن الإسلام يؤلف قاعدة النظام الحقوقي للبلاد، أما مجلس الشعب، الذي يتكون من 250 عضوا، فينتخب لمدة أربعة أعوام بالتصويت المباشر، وهو مصدر السلطة التشريعية، ولرئيس الجمهورية رئاسة الدولة والحكومة في آن واحد.
المحاكم السورية
يرأس القضاء وزير العدل، وهناك المحاكم الجزئية التي تفصل في قضايا الجنح والجرائم، والمحاكم المختصة بالحقوق المادية، ومحكمة الاستئناف، والمحاكم الشرعية التي تنظر في قضايا الزواج والطلاق والإرث ويرأسها القاضي الشرعي في كل محافظة، وإلى جانب ذلك هناك المحاكم الطائفية، وهي التي تبت في المسائل الشرعية لكل طائفة نصرانية.
ويقوم مجلس الدولة بالفصل في القضايا المرفوعة من جانب الموظفين ضد بعض السلطات الحكومية.
التقسيم الإداري لسوريا
تقسم البلاد إداريا إلى 14 محافظة، وهم: محافظة دمشق، وريف دمشق، ودرعا، والسويداء، والقنيطرة، وحمص، وحماة، واللاذقية، وطرطوس، وحلب، وإدلب، والرقة، ودير الزور، والحسكة.
وتقسم كل محافظة بدورها إلى مناطق، وتقسم كل منطقة إلى عدد من النواحي، والنواحي إلى قرى، وفيها مندوب عن الحكومة هو المختار الذي يقابله في بعض البلدان العربية العمدة.
تاريخُ الدولةِ
تاريخُ سوريا القديمُ
التاريخ السوري
سوريا دولة عربية تقع في الجناح العربي الآسيوي، في غربي قارة آسيا، تعد جزءا من بلاد الشام التي تشمل فلسطين وشرق الأردن ولبنان، وهي ذات موقع استراتيجي؛ إذ تحيط بها تركيا من الشمال، والعراق من الشرق وفلسطين من الجنوب، ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الجنوب الشرقي الأردن، ومن الجنوب الغربي لبنان.
وعاصمتها دمشق، وعملتها الليرة السورية.
الحضارات القديمة في سوريا
خضعت سوريا قديما للسومريين والأكاديين والحيثيين (2300ق.م)، وسيطر عليها البابليون 1728 - 1685ق.م، وذلك في عهد حمورابي المشرع القانوني، وخضعت كذلك للفراعنة في عهد الأسرة الثامنة عشرة بقيادة تحتمس الثالث (1490 - 1436ق.م)، وفي عهد أمنحوتب الثاني (1438 - 1412ق.م)، وفي عهد أمنحوتب الرابع (1366 - 1349ق.م).
وأسس الحوريون والميتانيون المملكة الحورية الميتانية التي سيطرت على سوريا 1500 - 1330ق.م، ثم سيطر الكلدانيون في عهد نبوخذ نصر 604 - 562ق.م، وسيطر الآشوريون على سوريا في عهد تجلات بلاسر 746 - 728ق.م.
وأخيرا سيطر الكلدانيون بقيادة نبوخذ نصر الثاني 597 - 586ق.م.
واستمرت هذه المملكة حتى الغزو الفارسي لها في سنة 539ق.م. تأسست حضارات في سوريا على أيدي هذه الشعوب، فأسس الكنعانيون المدن والممالك كمملكة عبلاء (أيبلاء)، ومملكة يمحاض في حلب، ومملكة أوغاريت قرب اللاذقية.
كما أقام الفينيقيون مراكز تجارية ومستعمرات على ساحل البحر المتوسط، وبلغوا حتى قرطاج في تونس سنة 814ق.م.
وقاموا بتصدير خشب الأرز والمنسوجات والزجاج والتوابل والعطور.
وكان لحضارتهم تأثير في بلاد فارس، وأسهموا في بناء القوة البحرية الفارسية.
وأسس الأموريون (العموريون) مدنا كمدينة ماري في تل الحريري وهي عاصمتهم في الشمال، وكذلك أسس الآراميون مدنا وممالك هامة، وانتشرت لغتهم وأبجديتهم التي اعتمدوا فيها الأبجدية الفينيقية.
الفرس واليونان في سوريا
سيطر الفرس على سوريا في الفترة من 539 - 333 ق.م، وكونوا إمبراطورية كبيرة، ونظمت تشريعات الدولة على نسق التنظيم الآشوري، وتأثرت بالفنين المصري والبابلي.
استطاع الإسكندر الأكبر المقدوني غزو فارس وإلحاق الهزيمة بها في معركة أبسوس في عام 333ق.م ومعركة أربيل في عام 331ق.م. وتمت له السيطرة على مصر والهند والعراق وكون إمبراطورية واسعة، غير أنه توفي في عام 323ق.م.
وانقسمت إمبراطوريته بين قواده، فكانت سوريا من نصيب السلوقيين، ومصر من نصيب البطالمة، فقد أسس سلوقس الأول مملكة في سوريا خلال السنوات 312 - 264ق.م، وعرفت باسم السلالة الملكية السلوقية وأسس مدينة أنطاكية في سوريا وجعلها عاصمة لمملكته، وبنى مدنا أخرى.
وتعلم المثقفون السوريون اللغة اليونانية وانتشرت الحضارة اليونانية في سوريا؛ لأنها كانت قوام الحكم السلوقي، في حين بقي سكان الريف محافظين على تقاليدهم ولغتهم الأصلية، وغزا البطالمة سوريا 340 - 30ق.م، وظلت الحرب سجالا بين البطالمة والسلوقيين، وكانت سوريا الضحية المتنقلة من أيدي هؤلاء وأولئك.
وحاول الأنباط احتلال جنوبي سوريا (حوران وجبل العرب) في سنة 85 ق.م.
واستمر الحال بها حتى احتلها الرومان في سنة 64ق.م.
الرومان والبيزنطيون
في عام 64ق.م. احتل القائد الروماني بومبي سوريا بعد هزيمة الملك السلوقي أنطيوخوس الثالث عشر، فانتقلت عندئذ سوريا بعد هزيمة الملك السلوقي إلى السيطرة الرومانية، وقد بسط الرومان سيطرتهم على دولة الأنباط، وأصبحت دولة الأنباط ولاية رومانية تخضع لنفوذهم عرفت باسم الولاية العربية الرومانية.
وفي عام 330م، أسس الإمبراطور الروماني قسطنطين مدينة بيزنطة (إسطنبول الحالية) وسماها القسطنطينية نسبة لاسمه.
وفي عام 334م نقل إليها الدوائر الرسمية من روما وجعلها عاصمة للإمبراطورية الرومانية، وجعل النصرانية الديانة الرسمية فيها.
انقسمت هذه الإمبراطورية إلى قسمين بعد وفاة الإمبراطور ثيودوسيوس الأول في سنة 395م، فورثه ولداه وتقاسما العرش مناصفة بينهما، فحصل هونوريوس على الشطر الغربي وعاصمته روما، بينما تولى أركاديوس الشطر الشرقي الذي عرف باسم الإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية).
وبقيت القسطنطينية عاصمة لها.
وشملت هذه الإمبراطورية آسيا الصغرى والبلقان ومصر وسوريا، وانتعش في هذه الدولة الفن والأدب والموسيقى والعمارة.
وتحالف البيزنطيون مع الغساسنة الذين أقاموا دولة لهم (491 - 518م)، بلغت أوجها خلال القرن السادس للميلاد، وكان من أشهر ملوكها الحارث الثاني بن جبلة (529 - 569م) وآخرهم جبلة بن الأيهم الذي قاتل خالد بن الوليد مع الروم في معركة اليرموك ثم أسلم.
وفي حوالي 613 - 614م، هاجم الفرس الساسانيون سوريا واحتلوا دمشق وبيت المقدس حتى استعادها القائد البيزنطي هرقل في سنة 629م بعد جهد كبير.
الفتحُ العربِيُّ الإسلامِيُّ
سوريا تحت ظل الدولة الإسلامية
بدأت أولى الحملات العربية الإسلامية لفتح بلاد الشام وتحريرها من الروم البيزنطيين في عهد الخليفة أبي بكر الصديق في سنة 12هـ، 633م بجيش يقوده خالد بن الوليد، ويساعده عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان. ففتح هذا الجيش بصرى الشام (درعا) في سنة 13هـ، 634م، ثم سقطت دمشق بعد أن دخلها من الباب الشرقي حربا، كما دخلها أبو عبيدة عامر بن الجراح من باب الجابية سلما في رجب عام 13هـ، 634م، ثم تولى القيادة أبو عبيدة بعد عزل خالد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وتابع الفتوحات خلال السنتين 14هـ، 635م و15هـ، 636م وفيها حدثت معركة اليرموك الشهيرة التي قادها خالد بن الوليد وأنهى بانتصاره الوجود البيزنطي في بلاد الشام.
وفي سنة 16هـ، 637م، استكمل فتح سوريا ودخلت في إطار الدولة الإسلامية في عصر الخلفاء الراشدين، ثم دخلت بعد ذلك في ظل الحكم الأموي الذي اتخذ من دمشق عاصمة للدولة الأموية.
الدولة الأموية في سوريا
أسس الأمويون في سوريا دولة استمرت حوالي 91 عاما، وجعل معاوية بن أبي سفيان من دمشق عاصمة لها منذ أن صار أول خليفة فيها في سنة 41هـ، 661م.
وشهد عهد الوليد بن عبد الملك بن مروان (86هـ، 705م) توسع الفتوحات في الغرب والشرق عندما فتح موسى بن نصير إفريقيا، وطارق بن زياد الأندلس، وقتيبة بن مسلم الباهلي بخارى وسمرقند وفرغانة في سنة 94هـ، 712م، كما وصل إلى حدود الصين.
وفتح محمد بن القاسم الثقفي جزءا كبيرا من الهند، وفي عهد هذا الخليفة شيد جامع بني أمية الكبير في دمشق، وشيدت قصور أثرية منها قصر هشام بن عبد الملك في أريحا، وانتهى العهد الأموي في سوريا عندما سقطت دمشق في أيدي العباسيين سنة 132هـ، 750م أيام آخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد (مروان الثاني).
الدولة العباسية والدويلات المستقلة في سوريا
أسس العباسيون حكمهم بعد الإطاحة بالحكم الأموي في سوريا في سنة 132هـ، 750م في أعقاب احتلال القائد العباسي عبد الله بن علي دمشق أيام ابن أخيه الخليفة أبي العباس السفاح واستباحها ثلاث ساعات، وأعمل السيف بالأمويين، ونبش قبور خلفائهم وأحرق جثثهم، كما خرب قسما كبيرا من سور المدينة. واتصف العهد العباسي أيام الخليفة الرشيد (170 - 193هـ، 786 - 808م) بالترف والرخاء، وبلغت الدولة قمة مجدها في عهده، كما تميز عهد ولده المأمون بانتعاش حركات التأليف والترجمة وتشجيع العلوم والفنون، وازدهرت الحضارة العربية الإسلامية.
الدولة الطولونية في سوريا
بقيت سوريا ولاية رئيسية طوال العهد العباسي وترك فيها تراثا حضاريا في مدينة الرقة التي شيدها أبو جعفر المنصور، كما شيد الرشيد حصن هرقلة، وبنى المأمون مدينة الرحبة وانتهى نفوذ الدولة العباسية في سوريا عندما احتلها الطولونيون في سنة 264هـ ، 877م.
واستمر حكم دولة أحمد بن طولون على سوريا حتى عام 292هـ، 905م عادت بعدها ديار الشام للنفوذ العباسي.
الدولة الإخشيدية في سوريا
خضعت بلاد الشام لنفوذ الإخشيديين المصريين الذين بسطوا نفوذهم على بلاد الشام في سنة 330هـ، 941م. وفي سنة 333هـ، 944م، احتل سيف الدولة الحمداني حلب وحمص ودمشق، وقامت بينه وبين إخشيد مصر وقائده كافور نزاعات وصدامات وحروب حتى اتفقوا في نهاية الأمر على أن تكون سوريا الشمالية من نصيب سيف الدولة بما في ذلك حمص وحلب التي أصبحت عاصمة للحمدانيين، أما باقي بلاد الشام فكانت من نصيب الإخشيديين الذين انتهى أمرهم في سوريا بعد قضاء الفاطميين عليهم في مصر في سنة 358هـ، 969م.
كما أنهى الفاطميون النفوذ الحمداني في سوريا في سنة 393هـ، 1003م.
وقد ازدهر الفكر والشعر والأدب في عهد الحمدانيين في سوريا، كما قاوم الحمدانيون الإمبراطورية البيزنطية وقاموا بعدة غزوات على أراضيها.
الفاطميون في سوريا
في عام 359هـ، 969م، احتل القائد الفاطمي جوهر الصقلي مدينة دمشق مؤقتا حيث واجه مقاومة شديدة، وفي عام 360هـ، 971م، كان النفوذ الفاطمي منتشرا في أغلب الأراضي السورية، ثم بدأ هذا النفوذ في التراجع بعد سنة 435هـ، 1043م واستمر حتى ظهور صلاح الدين الأيوبي الذي خلع الخليفة العاضد آخر الخلفاء الفاطميين في مصر في سنة 567هـ،1171م.
امتدت سيطرة الفاطميين على سوريا خلال السنوات (359 - 468هـ، 969 - 1075م) ولم يتركوا من آثارهم العمرانية في مدينة دمشق إلا نزرا يسيرا كمحراب زاوية الرفاعي وصخرة الربوة التي نقشت فوقها كتابة كوفية تحمل اسم الخليفة الفاطمي المستنصر (444هـ، 1052م).
وكذلك ضريح السيدة فاطمة بنت أحمد السبطي المتوفاة في سنة 439هـ، 1047م.
أما خارج مدينة دمشق فهناك عدد قليل من الآثار العمرانية في بصرى (درعا حاليا) وصلخد والسلمية وغيرها.
السلاجقة والأتابكة والزنكيون
السلاجقة مسلمون جاءوا من وسط آسيا الوسطى ودخلوا سوريا قبيل عام 463هـ، 1070م. وفي هذا التاريخ قام ألب أرسلان بغزو بلاد الشام وصارت حلب أولا تحت نفوذه، ثم احتل السلاجقة بيت المقدس وفلسطين وحرروها من الفاطميين، وفي سنة 468هـ، 1075م، استولوا على دمشق، وتمكن تتش بن ألب أرسلان من أن يوطد سلطته في حلب خلال السنوات (488 - 507هـ، 1095 - 1113م).
وتولى دقاق مدينة دمشق (488 - 497هـ، 1095 - 1104م)، وخلالها حدثت حروب وصدامات عديدة بين الأخوين.
لم يشكل السلاجقة الأتراك في سوريا دولة بالمعنى المفهوم للدولة، بل كان حكمهم حكم ممالك منفردة ودويلات بعضها تحت النفوذ السلجوقي، وبعضها الآخر يتولاه السلاجقة أنفسهم أو قوادهم الأتابكة الذين عملوا على تقويض دعائم أسيادهم السلاجقة وأنهوا سلطانهم في بلاد الشام فيما بعد. وقد ترك العهد السلجوقي بصماته العمرانية الكبيرة في سوريا، خصوصا في دمشق وحلب وبعض المدن السورية الأخرى.
وقد أفل نجم السلاجقة في عام 511هـ، 1117م حين استقل بالحكم قواد جيوشهم من الأتابكة واحدا تلو الآخر؛ مما أدى إلى ظهور دويلات الأتابكة في سوريا. وتعرف الدولة الأتابكية أحيانا بالدولة الزنكية.
وقد بدأ الأمراء الأتابكة يستقلون في مدنهم تدريجيا حتى تم لهم اقتسام المملكة السلجوقية، وأقاموا على أنقاضها دولا أشهرها دولة عماد الدين زنكي التي أسسها في مدينة الموصل في سنة 521هـ، 1127م، ثم استولى على حلب في سنة 522هـ ، 1128م وضمها إلى مملكته.
ويعتبر عماد الدين أول من أنزل الضربة الأولى بجيوش الصليبيين عندما حرر مدينة الرها القريبة من بغداد في سنة 539هـ، 1144م. كما استقل بعض أمراء المناطق من الأتابكة، فتشكلت دويلات أقل شأنا من الدولة الزنكية.
وعرف من هذه الدويلات: الدولة الأرطقية التي حكمت شمالي سوريا (495 - 811هـ، 1102 - 1408م) والدولة البورية التي حكمت دمشق خلال سنوات (497 - 549هـ، 1104 - 1154م).
وهي من بقايا سلالة آل طغتكين الأتابكية حتى استولى عليها نور الدين محمود بن زنكي الملقب بالشهيد.
الدولةُ النوريَّةُ والأيوبيَّةُ
الدولة النورية في سوريا
تولى نور الدين محمود بن زنكي إمارة أبيه في سنة 541هـ، 1146م، فجعل من حلب عاصمة لدولته التي عرفت باسم الدولة النورية نسبة إليه، وفي سنة 549هـ، 1154م، احتل دمشق، ثم استولى على جزء كبير من بلاد الشام عدا المناطق التي كان الصليبيون يسيطرون عليها. وفي سنة 559هـ، 1164م، استولى نور الدين على بعض أجزاء إمارة أنطاكية الصليبية.
وتوفي نور الدين في سنة 569هـ، 1174م وتولى ابنه الملك الصالح إسماعيل وعمره إحدى عشرة سنة، فبدأت بوادر الضعف بالدولة حتى برز إلى الوجود صلاح الدين الأيوبي، فوحد بلاد الشام ومصر في ظل الدولة الأيوبية.
كان نور الدين مولعا بالعمران، وترك الكثير من الآثار العمرانية في دمشق وحلب وغيرهما من المدن السورية، ففي دمشق مثلا أقام فوق كل باب من أبواب سورها مسجدا ومئذنة لمراقبة العدو القادم إلى المدينة من مكان مرتفع، كما أقام خارج كل باب سوقا لتنشيط حركة التبادل التجاري وإعاقة العدو إذا ما حاول اقتحام الباب.
الحملات الصليبية وسوريا
خلال هذه الفترة قدمت إلى بلاد الشام الحملات العسكرية الصليبية من دول غربي أوروبا لغزو العالم العربي عامة وبلاد الشام ومصر خاصة بداية من القرن الحادي عشر حتى الثالث عشر الميلادي.
وكانت الحملة الأولى (489 - 492هـ، 1096 - 1099م)، قد اتجهت إلى سوريا واحتلت أنطاكية في سنة 491هـ، 1098م، ثم احتلت القدس في سنة 492هـ، 1099م، وتم تأسيس أربع إمارات صليبية هي المملكة اللاتينية في القدس، وإمارة أنطاكية، وإمارة الرها قرب بغداد، وإمارة طرابلس في لبنان.
وحاولت الحملة الثانية احتلال دمشق ففشلت، أما الحملة الرابعة فلم تصل إلى البلاد العربية، في حين توجهت الحملات الباقية إلى مصر، وسميت هذه الحملات بالحروب الصليبية.
واستطاع الأيوبيون بقيادة صلاح الدين تحرير بيت المقدس وأكمل المماليك إخراج الصليبيين من بلاد الشام ومصر.
الدولة الأيوبية وسوريا
أسس هذه الدولة الملك الناصر السلطان صلاح الدين يوسف الأيوبي بعد أن تولى وزارة مصر في سنة 565هـ، 1169م في عهد الخليفة الفاطمي العاضد.
وفي عام 567هـ، 1171م قام بخلع هذا الخليفة منهيا بذلك وجود الدولة الفاطمية في مصر، وصار الدعاء في منابرها للخليفة العباسي.
وما أن استتب له الأمر حتى تطلع إلى سوريا وكانت فيها الدولة النورية تحت حكم نور الدين بن زنكي الملقب بالشهيد، فبدأ بينهما الجفاء حتى توفي هذا الأخير في سنة 569هـ، 1174م، فأعلن صلاح الدين استقلاله بمصر، ثم استولى على سوريا.
وفي سنة 571هـ، 1175م، أصدر الخليفة العباسي أمرا يقضي بتولي صلاح الدين سلطة مصر والمغرب والنوبة وغربي الجزيرة العربية وفلسطين وسوريا الوسطى.
وبعد عشر سنوات، استطاع صلاح الدين أن يخضع الموصل وبعض أمراء العراق، ثم تفرغ لتحرير البلاد من الصليبيين.
الجهاد ضد الصليبيين
بدأ صلاح الدين جهاده بالاستيلاء على طبرية في سنة 583هـ، 1187م، ثم حدثت موقعة حطين الشهيرة التي انتصر فيها صلاح الدين، وحرر بيت المقدس وأنهى المملكة اللاتينية الصليبية في العام نفسه. وفي سنة 584هـ، 1188م، اتجه صلاح الدين شمالا لتحرير الأجزاء التي احتلها الصليبيون من سوريا، ولكنهم عادوا لاحتلالها بعد أن حررها صلاح الدين، إلى أن أخرجهم السلطان المملوكي الملك الناصر، ناصر الدين بن قلاوون من قلعة المرقب في سنة 684هـ، 1285م، ومن اللاذقية في سنة 686هـ، 1287م، ومن طرطوس في سنة 690هـ، 1291م.
وظلت جزيرة أرواد بأيدي فرسان الهيكل الصليبيين حتى طردهم منها في سنة 702هـ، 1303م، وكانت قبل ذلك قد بدأت الحملة الصليبية الثالثة التي احتلت عكا بعد حصار دام سنتين من 585 - 587هـ، 1189 - 1191م.
آثار الأيوبيين في سوريا
توفي صلاح الدين بدمشق في سنة 589هـ، 1193م وفيها دفن، وتوزعت مملكته بين ذريته حتى قتل هولاكو الملك الناصر يوسف آخر الملوك الأيوبيين في سنة 659هـ، 1261م؛ فانتهت بموته الدولة الأيوبية في مصر والشام وبدأ عهد المماليك بالظهور.
وقد ترك العهد الأيوبي بصمات عمرانية كبيرة في سوريا تركزت في دمشق وحلب وبقية المدن السورية الأخرى.
وتعرضت البلاد لغزو المغول في أواخر العهد الأيوبي غير أن المماليك قد نجحوا في إبعادهم.
المماليكُ
المماليك وسوريا
رغب الملك الصالح أيوب بن الكامل في تكوين فرقة عسكرية خاصة في مصر في سنة 637هـ، 1239م، ولتحقيق هذا الأمر اشترى ألف مملوك تركي، وكان هذا التشكيل بداية نشوء دولة المماليك البحرية أو التركية التي ورثتها فيما بعد المماليك البرجية أو الشراكسة.
موقعة عين جالوت
بدأ هؤلاء المماليك باكورة سيطرتهم على الحكم بقتل الملك توران شاه الأيوبي وولوا مكانه أمه شجر الدر في سنة 648هـ، 1250م، ثم ما لبثوا أن استبدلوا بها في العام نفسه مملوكا يدعى عز الدين أيبك، وما أن تولى فيهم الملك المظفر سيف الدين قطز في سنة 657هـ، 1259م حتى سار إلى الشام في العام التالي، وتمكن من طرد المغول منها، بعد انتصاره عليهم في موقعة عين جالوت 658هـ، 1260م، فأصبحت منذ ذلك الوقت ولاية مملوكية واستمرت تحت سيطرتهم حتى الفتح العثماني لسوريا بقيادة السلطان سليم الأول في سنة 922هـ، 1516م بعد معركة مرج دابق التي هزم فيها المماليك.
آثار المماليك في سوريا
استمر الصراع بين المماليك طوال حكمهم لسوريا من جهة وبين المغول والصليبيين من جهة أخرى، وبرز من سلاطينهم الملك الظاهر بيبرس الذي قارع الصليبيين طوال عشر سنوات، والملك الناصر، ناصر الدين محمد بن قلاوون الذي أخرجهم من آخر معقل لهم في جزيرة أرواد في سنة 702هـ، 1303م، كما هزم المغول في معركة مرج الصفر قرب دمشق في التاريخ نفسه.
ترك المماليك تراثا عمرانيا ضخما في بلاد الشام فاق ما خلفته العهود السابقة، وتركز هذا التراث في مدينة حلب ودمشق، ثم في بقية المدن السورية الأخرى.
العهدُ العُثمانِيُّ
الفتح العثماني لسوريا
دخل العثمانيون سوريا بعد أن انتصر السلطان سليم الأول على المماليك بقيادة السلطان المملوكي قنصوة الغوري الذي سقط قتيلا في معركة مرج دابق في سنة 922هـ، 1516م، وأصبحت سوريا منذ هذا التاريخ تحت النفوذ العثماني، كما دخلت مصر تحت نفوذه في العام التالي.
صارت سوريا منذ أواخر عام 922هـ، 1516م، ولاية عثمانية، يحكمها ولاة تعاقبوا عليها خلال فترة الحكم العثماني الذي استمر حوالي أربعمائة عام حتى خروج العثمانيين من البلاد العربية إبان الحرب العالمية الأولى.
الحركات الاستقلالية في سوريا
منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي، بدأ الضعف يتسرب إلى كيان الدولة العثمانية، وأخذت قبضتها تتراخى عن ولاياتها البعيدة، ولا سيما التي تركت فيها الحكم للعصبيات المحلية وللأسر الإقطاعية. وقد استغل حكام هذه المناطق وضع الدولة، فقاموا أحيانا ينازع بعضهم بعضا على ما في أيديهم من مناطق، أو يعلنون الثورة على الدولة بقصد الاستقلال عنها.
كان من أهم الحركات الاستقلالية التي قامت في بلاد الشام حركة الأمير فخر الدين المعني في لبنان، وحركة الشيخ ظاهر العمر في فلسطين.
الأطماعُ الاستعماريَّةُ فِي بلادِ الشامِ
أسباب ضعف الدولة العثمانية
بلغت الدولة العثمانية في أواخر القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي أوج عظمتها واتساعها، فقد أتمت احتلال البلقان، وأحاطت جيوشها بأسوار فيينا في أوروبا، ودخلت جميع الأقطار العربية (عدا المغرب) في حوزتها.
غير أن موجة الفتوح ما لبثت أن توقفت، ثم أخذت سيطرة الدولة في الانحسار عن المناطق التي احتلتها عندما بدأ الضعف يتسرب إلى كيانها.
ويعود ذلك الضعف إلى ضعف السلاطين؛ بسبب انغماسهم في الملذات والترف، وبسبب فساد الجيش الإنكشاري، وفساد الإدارة، وسوء نظام جباية الضرائب، وأخيرا بسبب اتساع الدولة وتعدد عناصرها.
المسألة الشرقية
لقد واجهت الدولة العثمانية قوى أوروبية صليبية خارجية، منها النمسا وروسيا اللتان أخذتا تهاجمانها بقصد التوسع في ولاياتها البلقانية، وظهر ما يسمى بالمسألة الشرقية التي تتمثل في موقف الدول الأوروبية من الدولة العثمانية، حيث اتخذت هذه الدول ضعف الدولة العثمانية وسيلة لفرض نفوذها ومحاولة للسيطرة عليها.
الامتيازات الأجنبية
ترجع الأطماع الاستعمارية في بلاد الشام والشرق العربي إلى زمن الحروب الصليبية، ولم يمض زمن بعد إجلاء هذه الحملات حتى عادت الأطماع بشكل أو بآخر، فتارة تكون بمحاولات الغزو المسلح، وتارة بالغزو السياسي والثقافي وراء قناع الامتيازات الأجنبية.
ويرجع أصل الامتيازات الأجنبية إلى المعاهدة التي عقدت بين ملك فرنسا فرانسوا الأول والسلطان العثماني سليمان القانوني في سنة 1535م، والتي فتحت لأوروبا عهدا جديدا من العلاقات مع الشرق، فقد أعطت الأوروبيين حق الاتصال بالموانئ الشرقية والمتاجرة مع الشرق، وعهدا بحماية أرواحهم وبضائعهم.
وقد طمعت الدول الأوروبية الأخرى بالحصول على مثل هذه الامتيازات، فظلت تحاول حتى تمكنت من عقد معاهدات مماثلة مع السلطنة العثمانية، وهكذا وضع أساس الامتيازات الأوروبية في الشرق.
لم يكن لهذه الامتيازات أي خطر على الشرق العربي حين كانت الدولة العثمانية في أوج قوتها وسيطرتها، غير أنها حينما ضعفت، اغتنمت الدول الأوروبية الفرصة السانحة للتدخل في شؤونها الداخلية والاعتداء على سلطاتها متذرعة بما أكسبتها الامتيازات من مصالح مادية ومعنوية.
فكانت الحملة الفرنسية التي جاءت إلى مصر في عام 1213هـ، 1798م بداية الزحف الاستعماري على المنطقة العربية، وتلا ذلك تدخل الدول الأوروبية واحتلالها لأجزاء من الوطن العربي، كما كان تدخل فرنسا في لبنان إثر الفتنة الطائفية في عام 1277هـ، 1860م وغير ذلك.
ونتج عن ضعف الدولة العثمانية خروج محمد علي عن سلطتها واحتلاله لبلاد الشام.
الحكم المصري في بلاد الشام
استولى محمد علي على الحكم في مصر في عام 1805م، إثر جلاء القوات الفرنسية عن مصر، ومطالبة الشعب المصري بتوليته؛ نظرا لما قام به من أعمال بطولية ضد الفرنسيين وضد الإنجليز، وقد كلفه السلطان العثماني بالقضاء على الدولة السعودية الأولى ونجح في ذلك في عام 1818م.
ودفعه هذا الانتصار إلى تنفيذ حلمه بتكوين إمبراطورية واسعة يكون هو رئيسها، وتطلع إلى ضم سوريا وغيرها، خاصة وأن السلطان العثماني قد وعده بضم سوريا إليه نظير قيامه بالقضاء على الدولة السعودية، غير أن السلطان لم يحقق له مطلبه، فجهز حملة عسكرية بقيادة ولده إبراهيم باشا، وأرسلها إلى بلاد الشام لاحتلالها وذلك في عام 1247هـ، 1831م في عهد السلطان العثماني محمود الثاني، وقد نجح في ذلك بعد أن احتلت الحملة غزة ويافا وحيفا وعكا ودمشق وبقية المدن السورية التي خضعت للنفوذ المصري.
وفي عام 1840م تدخلت الدول الأوروبية وأجبرت محمد علي على الانسحاب من بلاد الشام والعودة إلى مصر لتكون ولاية وراثية له ولأولاده من بعده، وذلك بموجب معاهدة لندن 1840م.
وعادت سوريا مرة أخرى إلى الحكم العثماني.
وقد ترك العهد العثماني في سوريا بصمات عمرانية في دمشق وحلب وبقية المدن الأخرى كالتكية السليمانية وقصر العظم وجامع الدرويشية وجامع السنانية.
اليقظةُ القوميَّةُ فِي بلادِ الشامِ
أسباب اليقظة العربية
أدى ضعف الدولة العثمانية وعجزها عن الدفاع عن البلاد العربية أمام الأطماع الاستعمارية إلى اعتماد العرب على أنفسهم، وإلى ظهور الشعور القومي عند العرب نتيجة الحملة الفرنسية وحكم محمد علي، والإرساليات التنصيرية، والمدارس الأجنبية، وترجمة الكتب وطبعها؛ مما ساعد على العناية باللغة العربية ونشر الثقافة العربية، كما كانت الطباعة وتأثير الثقافة الغربية على العرب عاملا لنشوء اليقظة العربية خاصة بعد محاولة الأتراك تطبيق سياسة التتريك؛ وظهر نتيجة لذلك أدباء أمثال ناصيف اليازجي، وإبراهيم البستاني، ومصلحون أمثال عبد الرحمن الكواكبي، ورفاعة الطهطاوي، ومحمد عبده، ورشيد رضا.
كما تأسست جمعيات عربية تدعو إلى الإصلاح والاستقلال الذاتي.
ومن هذه الجمعيات جمعية بيروت السرية 1875م، وجمعية الإخاء العربي العثماني، وجمعية العربية الفتاة، وجمعية العهد، والجمعية القحطانية وغيرها.
الثورة العربية 1916م
طلب العرب من الدولة العثمانية منحهم الاستقلال الذاتي، وجعل اللغة العربية لغة رسمية في الولايات العربية، وكذلك حصر التجنيد في الشبان العرب وذلك كما جاء في مقررات المؤتمر العربي في باريس في عام 1913م. ولكن العثمانيين رفضوا تلبية مطالب العرب، ولم تتفهم الدولة العثمانية قضايا العرب المصيرية؛ لذا عقد العرب العزم على تخليص البلاد من الحكم العثماني، خاصة بعد المجازر التي ارتكبها جمال باشا السفاح قائد الجيش التركي في سوريا، فقرروا إعلان الثورة التي انطلقت من مكة بزعامة الشريف حسين بن علي في عامة 1334هـ، العاشر من يونيو 1916م.
وأعلن الشريف حسين الجهاد المقدس ضد الأتراك في عهد السلطان محمد رشاد الخامس، واحتل جيشه مكة والطائف وجدة ثم المدينة المنورة.
القوات العربية تدخل دمشق
دخلت قوات الثورة العربية مدينة دمشق بقيادة الأمير فيصل بن الحسين في 1336هـ، أكتوبر عام 1918م، فانسحب منها الجيش التركي، كما انسحب من بقية المدن السورية حتى تم تحرير كافة الأراضي في منتصف نوفمبر من العام نفسه.
ثم تشكلت الحكومة العربية برئاسة الفريق رضا باشا الركابي وبموافقة الأمير فيصل عليها، كما أرسل الأمير فيصل شكري باشا الأيوبي إلى بيروت لتأسيس إدارة عسكرية فيها.
الحكومة العربية في دمشق 1918 - 1920م
قوبل دخول فيصل إلى دمشق بحماسة كبيرة، وأيدت جموع الشعب الثورة، واستجابت لأوامر القيادة العربية. ولكن الإنجليز عمدوا إلى تقسيم سوريا إلى ثلاث مناطق: غربية تقع تحت الإدارة الفرنسية، وشرقية داخل سوريا والأردن، وجنوبية تشمل فلسطين، وقد وضعت تحت الانتداب البريطاني.
وتطبيقا لمعاهدة سايكس بيكو 1916م، فقد احتلت القوات الفرنسية بيروت في شهر أكتوبر من عام 1918م وتوالى نزولها في المدن الساحلية، وأنزلت الأعلام العربية عن المباني الرسمية.
عقد المؤتمر السوري العام
ذهب فيصل إلى مؤتمر الصلح المنعقد في باريس ليمثل بلاده نيابة عن الشريف حسين رغم معارضة فرنسا لقدومه، وألقى خطابا في المؤتمر طالب فيه بحق الشعب العربي في الاستقلال والحرية والوحدة، ولكن المؤتمر خيب آمال العرب وعاد فيصل إلى دمشق.
وبعد عودة فيصل إلى دمشق، عقد المؤتمر السوري العام في 2 يوليو 1919م، ونادى بفيصل ملكا على سوريا، كما طالب المؤتمر بإلغاء اتفاقية سايكس بيكو، وكذلك إلغاء وعد بلفور، ورفض الانتداب البريطاني والفرنسي.
إعلان استقلال سوريا
أدى موقف الحلفاء إلى عقد المؤتمر السوري في 7 مارس 1920م، وقرر إعلان استقلال سوريا دولة ذات سيادة وملكية دستورية، وتألفت أول وزارة دستورية برئاسة رضا الركابي باشا، وأعلنت مبايعة فيصل ملكا على سوريا، كما أعلن المؤتمر عن إقامة اتحاد سياسي بين العراق وسوريا.
وندد المؤتمر كذلك بالمؤتمرات الاستعمارية والصهيونية غير أن الحلفاء قرروا في مؤتمر سان ريمو 1920م، وضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي ووضع فلسطين وشرق الأردن والعراق تحت الانتداب البريطاني.
الاحتلالُ الفرنسيُّ لسوريا
مؤتمر سان ريمو ومعركة ميسلون
أثارت مقررات مؤتمر سان ريمو، مشاعر السخط في سوريا ضد الغرب الذي تنكر لأماني الأمة العربية في الوحدة والاستقلال، وتشكلت وزارة دفاعية في سوريا برئاسة هاشم الأتاسي، ومن أعضائها عبد الرحمن شهبندر ويوسف العظمة وزير الدفاع، وذلك لمنع تنفيذ هذه المقررات.
وحاول فيصل منع تلك المقررات دون جدوى، وكانت فرنسا قد خططت لاحتلال سوريا، فوجهت إنذارا إلى سوريا بشأن قبول الانتداب الفرنسي، وتسريح الجيش وقبول العملة الفرنسية.
وقد رفض الشعب السوري هذه المطالب رغم أن فيصل قبل الإنذار، ولكن القوات الفرنسية بقيادة الجنرال غورو دخلت دمشق بعد أن انتصرت على السوريين في معركة ميسلون التي استشهد فيها يوسف العظمة وزير الدفاع.
وانتهى الحكم الوطني في سوريا الذي دام حوالي عامين. وغادر فيصل البلاد إلى أوروبا وخضعت البلاد للحكم الفرنسي.
الحكم الفرنسي في سوريا 1920 - 1940م
قضت فرنسا على مظاهر الحكم الوطني في سوريا؛ فقد أنزل الفرنسيون العلم العربي، ورفعوا مكانه العلم الفرنسي، وفرضوا الحكم العسكري على البلاد، وتم إعدام جماعة من المواطنين، ونزع سلاح الأهالي، وفرضت غرامات باهظة على المدن، وألغيت كافة القوانين التي صدرت في العهد الوطني.
وقد اتبعت فرنسا سياسة تذويب عروبة سوريا، ففرضت اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية، وأهملت شأن اللغة العربية، وسيطرت على الجيش والأمن العام والجمارك والشركات، وعملت على إثارة الفرقة بين الطوائف الدينية والمجموعات العنصرية، كما عملت على ربط الاقتصاد السوري بالاقتصاد الفرنسي، إضافة إلى استخدام كافة وسائل القمع والإرهاب، كذلك أعلنت فرنسا تجزئة سوريا ولبنان إلى دولتين منفصلتين، وتقسيم سوريا إلى أربع محافظات أو دول: دمشق، وحلب، وجبل العلويين، وجبل الدروز.
المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي
تميز عهد الاحتلال الفرنسي بنضال الشعب المستمر لتحرير سوريا من براثن الاستعمار الأجنبي، وقامت خلاله ثورات كثورة الشيخ صالح العلي في جبل العلويين في عام 1921م، وتكبد فيها الفرنسيون خسائر فادحة، وثورة إبراهيم هنانو في حلب في عام 1921م، وثورة سلطان باشا الأطرش (1925 - 1927م) وتسمى الثورة السورية الكبرى؛ لأنها شملت مناطق سورية كثيرة.
الضغط على الحكومة الفرنسية
اضطرت الثورات الحكومة الفرنسية في سوريا إلى إعادة توحيد حلب ودمشق واللاذقية، كما وافقت على إجراء انتخابات وتشكيل جمعية تأسيسية برئاسة هاشم الأتاسي في عام 1928م، ووافقت فرنسا أيضا على نشر دستور للبلاد شريطة إلغاء بعض مواد منه، ولكن الشعب رفض، واستمرت الاتصالات جارية على موقفها بشأن إلغاء المواد التي تحد من سيطرتها على سوريا، وقامت المظاهرات الصاخبة، فاضطرت الحكومة الفرنسية إلى تشكيل حكومة وطنية برئاسة تاج الدين الحسني، وجرت انتخابات وتشكل مجلس نيابي تتمثل فيه الكتلة الوطنية لإجراء مفاوضات مع فرنسا بشأن عقد معاهدة تعطي سوريا الاستقلال.
المعاهدة السورية الفرنسية
إزاء تلكؤ فرنسا في عقد المعاهدة، قامت المظاهرات والاضطرابات في عام 1936م، وأخيرا وافقت فرنسا على عقد معاهدة مع الوطنيين تتضمن استقلال سوريا، ومدة المعاهدة 25 سنة، ومنح قواعد عسكرية لفرنسا. استقبل الشعب السوري المعاهدة بالرضا؛ لأنها خطوة على طريق الاستقلال التام، واستمرت المطالبة الوطنية والوزارة بالمناداة بتسلم السلطات من الفرنسيين تنفيذا لبنود المعاهدة، ولكن فرنسا أخذت تماطل وتسوف كعادتها.
وفي غمرة هذه الأحداث، تنازلت فرنسا لتركيا عن لواء الإسكندرونة في عام 1939م، وذلك للضغط على الوطنيين في سوريا.
سوريا والحرب العالمية الثانية
وخلال فترة الحرب العالمية الثانية هزم الألمان فرنسا، وسيطروا على فرنسا ومستعمراتها، واستغلت دول المحور (ألمانيا وإيطاليا) هزيمة فرنسا لتمد نفوذها إلى الشرق، فاستخدمت المطارات السورية، وأثار ذلك مخاوف بريطانيا وحلفاءها فقررت انتزاع سوريا من أيدي حكومة فيشي الموالية للألمان، واحتلت بريطانيا سوريا في يونيو عام 1941م، ومعها قوات فرنسا الحرة بقيادة الجنرال ديجول الذي وعد السوريين بالاستقلال؛ لكي يضمن تأييدهم ومساندتهم له، فاستبشر المواطنون خيرا، ونجحوا في إجبار القائد الفرنسي كاترو على إلغاء الانتداب وإعلان استقلال سوريا موحدة.
الحكمُ الوطنِيُّ المستقلُّ
تشكيل الحكومة السورية
تألفت وزارة جديدة، واختير الشيخ تاج الدين الحسني رئيسا للجمهورية، واعترف الحلفاء باستقلال سوريا، ولكن الشعب طالب بإعادة الحياة الدستورية، وتشكيل حكومة وطنية تنبثق عن إرادة الشعب لتحقيق أمانيه الوطنية فأجريت الانتخابات في عام 1942م إثر وفاة تاج الدين الحسني، وانتخب السيد شكري القوتلي زعيم الكتلة الوطنية رئيسا للجمهورية في عام 1943م، وألف الوزارة سعد الله الجابري.
وفي هذه الأثناء، حاول الإنجليز توطيد أقدامهم محل الفرنسيين المكروهين من الشعب السوري، ولكنهم فشلوا في تحقيق ما يريدون.
استقلال سوريا
ساهمت الحكومة السورية الجديدة في تأسيس الجامعة العربية، كما أعلنت الحرب على دول المحور، وأقامت علاقات دبلوماسية مع الدول الصديقة، واشتركت كذلك في تأسيس هيئة الأمم المتحدة في عام 1945م.
وطالبت الحكومة السورية فرنسا بالجلاء عن البلاد، ولكن الفرنسيين رفضوا ذلك محاولين عقد معاهدة مع سوريا تعطيهم حق استخدام القواعد الجوية والبحرية في البلاد، فرفض الشعب ذلك، وإزاء ذلك قصفت القوات الفرنسية مدينة دمشق بالمدفعية والطائرات لمدة أربع وعشرين ساعة، ومثلت بالمواطنين أبشع تمثيل، وأحرقت الأحياء، فكان لذلك صدى عالمي سيء.
واحتجت سوريا على هذا التصرف البشع، وأنذرت بريطانيا فرنسا بوقف إطلاق النار، واستجابت فرنسا للإنذار البريطاني، وبعد ذلك عرضت المشكلة السورية على مجلس الأمن الذي قرر منح سوريا الاستقلال وجلاء القوات الفرنسية عنها، وتم ذلك في أبريل من عام 1946م وهو العيد الوطني لسوريا.
عهد الاستقلال
تسلمت الحكومة الوطنية زمام الأمور في البلاد، فقامت بإصلاح نظام التعليم واستبعاد الأثر الفرنسي عن التعليم، وقضت على مظاهر الاستعمار الثقافي الفرنسي بعد أن تخلصت من الاستعمار السياسي، وعملت على تعزيز الحياة الاقتصادية وتطويرها وخاصة الزراعية منها، كما اهتمت بتقوية الجيش الوطني وتسليحه إضافة إلى اهتمامها بالنهضة العمرانية والفنية، وفي عام 1947م، أجريت انتخابات جديدة، وأعيد انتخاب شكري القوتلي بعد تعديل الدستور.
حرب فلسطين وسوريا
واجهت سوريا مشكلات خارجية منها حرب فلسطين في عام 1948م التي اشترك فيها الجيش السوري كغيره من الجيوش العربية، وهزم كغيره في هذه الحرب وذلك لانعدام التنسيق والإعداد لها، ونتج عن ذلك كارثة فلسطين وقيام دولة إسرائيل؛ وأدى ذلك إلى قيام سلسلة من الانقلابات العسكرية في سوريا، وقد قامت هذه الانقلابات إثر قيام الأزمة الوزارية 1949م، واحتدام النقاش في المجلس النيابي بين السياسيين والعسكريين حول ميزانية الدفاع، واتهام السياسيين للعسكريين بالتقصير في حرب فلسطين.
الانقلابات العسكرية في سوريا
قام الانقلاب العسكري الأول بقيادة حسني الزعيم في مارس 1949م، واستولى الجيش على السلطة واعتقل السياسيين في البلاد، وأعلن حسني الزعيم نفسه رئيسا للجمهورية ورئيسا للوزراء، ولم يستمر هذا الانقلاب طويلا، فبعد أربعة أشهر من الانقلاب الأول، حصل انقلاب آخر بزعامة الفريق سامي الحناوي الذي قضى على قادة الانقلاب الأول، وكان هذا الانقلاب يؤيد العراق ويميل إلى الاتحاد معها بعكس الانقلاب الأول، غير أن انقلابا عسكريا ثالثا وقع في أواخر عام 1949م بقيادة الزعيم فوزي سلو والعقيد أديب الشيشكلي لإبطال مشروع الاتحاد مع العراق، واجتمعت الجمعية التأسيسية وتم انتخاب هاشم الأتاسي رئيسا للجمهورية وشكل ناظم القدسي الوزارة، وبعد عامين غير الشيشكلي الدستور، وأصبح بموجبه رئيسا للجمهورية، كما انتخب مجلس نيابي جديد، ولكن اضطهاد الشيشكلي للأحزاب وابتعاده عن الجيش أوقعه في انقلاب عسكري أطاح بحكمه، وغادر سوريا إلى الأرجنتين حيث لقي مصرعه بعد خمس سنوات من مغادرته.
عودة الحياة الدستورية إلى البلاد
انتهت الانقلابات العسكرية وعادت الأمور إلى سابق عهدها، كما كانت قبل انقلاب الشيشكلي، وعاد هاشم الأتاسي رئيسا للجمهورية وناظم القدسي رئيسا للوزارة، ثم استؤنفت الحياة الدستورية في البلاد، وانتهى الأمر بإجراء انتخابات نيابية، واختير شكري القوتلي رئيسا للجمهورية في 16 أغسطس 1955م.
وكان الحكم النيابي ضعيفا؛ لأنه يدين للجيش بوجوده، وعادت الأحزاب التقليدية إلى الحكم، وظهر بجانبها حزب البعث والحزب الشيوعي، ولكنها كانت ضعيفة أمام الجيش وضباطه.
الطريق إلى الوحدة
واجهت سوريا مشكلات داخلية وخارجية كثيرة، دفعتها إلى أن تسير في هذا الاتجاه لإنقاذ نفسها من هذه المصاعب والمشكلات، فالمؤامرات السياسية والدولية تعصف بالبلاد وكيانها، فهناك حلف بغداد، ومحاولات العراق دفع سوريا للاشتراك فيه وبالتالي السيطرة عليه وضمه إليها، وهناك محاولات تركيا التحرش بها، ومحاولات الأردن تنفيذ مشروع سوريا الكبرى.
معاهدة الدفاع المشترك
إزاء ذلك اضطرت سوريا إلى أن تتقرب من مصر وتعقد معها معاهدة الدفاع المشترك في عام 1955م.
وعندما كثرت المؤامرات على سوريا وبلغ التوتر السياسي بين الجيش والحكم حده الأقصى، رأى ضباط الجيش أن أفضل حل هو في اتحاد سوريا مع مصر، فذهب وفد من الضباط السوريين إلى مصر يطلب من الرئيس المصري جمال عبد الناصر وحدة سوريا مع بلاده، فقبل عبد الناصر تحت إلحاحهم، وطلبوا من الحكومة السورية اتخاذ الخطوات الفورية للوحدة، فجرت مباحثات بين الجانبين توجت بتوقيع اتفاقية الوحدة في 22 فبراير 1958م، ثم جرى استفتاء عليها في مارس من العام نفسه، وأعلن عن قيام الجمهورية العربية المتحدة التي تتكون من إقليمي سوريا ومصر، واختير عبد الناصر رئيسا لدولة الوحدة، وتنازل شكري القوتلي الرئيس السوري عن منصبه، وأعطي لقب المواطن العربي الأول، وسميت سوريا الإقليم الشمالي بينما سميت مصر الإقليم الجنوبي.
الوحدةُ السوريَّةُ المصريَّةُ
أهمية الوحدة المصرية السورية
كانت الوحدة تحقيقا لأماني الشعب العربي، وكانت أول تجربة وحدوية في العصر الحديث، لكن الاستعمار والصهيونية حاولا ضرب الوحدة وإجهاضها بشتى الصور، كما كان لنقمة بعض القطاعات الاقتصادية على القرارات الاشتراكية، ووقوع بعض الأخطاء في طريقة الحكم في سوريا، وحب السلطة لدى بعض أفراد السياسة والجيش، كل ذلك أدى إلى قيام انقلاب عسكري أطاح بالوحدة في 18ربيع الثاني 1381هـ، 28 سبتمبر 1961م وذلك بعد 44 شهرا من قيامها، وأعلن انفصال سوريا عن مصر. وكان يقود الانقلاب العسكري مأمون الكزبري وعبد الكريم النحلاوي.
التطورات السياسية في سوريا
شكل مأمون الكزبري أول وزارة سورية ثم تلتها وزارة عزة النص التي أشرفت على الانتخابات، فقامت حكومة دستورية برئاسة الدكتور معروف الدواليبـي إثر انتخابات نيابية، وانتخب الدكتور ناظم القدسي رئيسا للجمهورية، وظهرت قوة البعثيين والإخوان المسلمين في هذه الانتخابات.
وحدثت منافسات شديدة بين السياسيين أدت إلى تدخل الجيش في السياسة، قامت تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي تساندها بعض العناصر القومية في الجيش بثورة 8 مارس 1963م برئاسة لؤي الأتاسي ومحمد الصوفي وزياد الحريري قائد الجبهة، فأسندت رئاسة مجلس الثورة إلى لؤي الأتاسي ورئاسة الوزارة إلى صلاح الدين البيطار الزعيم البعثي الذي واكب الخط الوحدوي مرحليا، وكان هذا الانقلاب بداية تسلم حزب البعث للحكم.
حزب البعث في السلطة
حاول حزب البعث في عام 1963م إقامة وحدة بين مصر والعراق وسوريا، ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل، وحدثت فتنة في حماة في عام 1964م ثم في دمشق بعد عام، ولكن الحزب تمكن من القضاء على الفئات المناوئة من جماعة الإخوان المسلمين.
ثم حصلت انشقاقات في حزب البعث فتخلص صلاح جديد ونور الدين الأتاسي من كل من سليم حاطوم وعبد الكريم الجندي وأمين الحافظ رئيس الدولة وصلاح البيطار رئيس الوزراء.
حرب الأيام الستة
تولى نور الدين الأتاسي رئاسة الدولة ويوسف زعين رئاسة الوزارة، وكان صلاح جديد رئيس الأركان، وفي عهده نشبت حرب الأيام الستة 5 يونيو 1967م، وفقدت سوريا الجولان التي ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي؛ وأدى ذلك إلى اعتقالات واسعة في سوريا وتهم متبادلة، ودفع ذلك الفريق حافظ الأسد وزير الدفاع وقائد السلاح الجوي إلى قيادة الحركة التصحيحية في سوريا في عام 1970م، وانتخب بعدها رئيسا للجمهورية.
عهد الرئيس حافظ الأسد
أعلن الرئيس السوري حافظ الأسد انفتاحه على العالم العربي، فانضم إلى ميثاق طرابلس الذي ضم مصر والسودان وليبيا وسوريا، ثم دخل في اتحاد شكلي مع مصر بعد عام، ولم يلبث أن فصمت عراه، وعمل على تحسين علاقاته وتطويرها مع الدول العربية والصديقة وخاصة الاتحاد السوفييتي (سابقا) الذي كان يزود سوريا بما تحتاجه من السلاح. اشترك الجيش السوري في عهد الرئيس حافظ الأسد في حرب رمضان 1393هـ، أكتوبر 1973م، وقد استطاع إرجاع جزء من الجولان بعد مفاوضات أجرتها السلطات السورية مع إسرائيل بواسطة كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت وشاركت سوريا في حفظ الأمن في لبنان، كما شاركت سوريا بدعم القضية الفلسطينية والمنظمات الفدائية، ولكن كان لها تحفظ على اتفاق غزة أريحا الذي وقع في 13 سبتمبر 1993م.
الجهود الدولية لسوريا
نددت سوريا كذلك باحتلال الكويت في عام 1990م، ووقفت ضد هذا العدوان وساهمت في تحريرها في عام 1991م.
وأيضا أيدت سوريا اتفاقية الطائف الموقعة في عام 1992م في الطائف بالمملكة العربية السعودية بشأن حل مشكلة لبنان، وأخيرا لقد اشتركت سوريا في مسيرة السلام بين العرب واليهود التي بدأت في مدريد في أكتوبر 1991م ثم انتقلت إلى واشنطن في عام 1992م، وذلك من أجل توقيع معاهدة سلام مع اليهود بشأن استرداد الجولان. وقد اجتمع الرئيس السوري حافظ الأسد في منتصف يناير من عام 1994م مع الرئيس الأمريكي بل كلينتون لشرح الموقف السوري من مسيرة السلام ومن توقيع اتفاقية سلام شاملة مع إسرائيل.
وبعد فوز مرشح حزب الليكود بنيامين نتنياهو في مايو 1996م، تعثرت مفاوضات السلام في المنطقة برمتها؛ بسبب سياسة نتنياهو الاستيطانية ودعمه للمتطرفين اليهود ومحاولاته فصل المسارين السوري واللبناني في مفاوضات السلام.
وفي يوليو عام 2000م، توفي الرئيس حافظ الأسد إثر نوبة قلبية، ودفن بمسقط رأسه بالقرداحة قرب مدينة اللاذقية، وفاز ابنه الفريق بشار حافظ الأسد في الاستفتاء الشعبي على ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية، وأصبح رئيسا للبلاد.
المعالِمُ الجغرافيةُ
السطحُ
الحالة الجغرافية لسوريا
تقع الجمهورية العربية السورية على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتؤلف الجناح الغربي للهلال الخصيب بين خطي العرض 20،37° و19،32° وشرق خطي الطول 43،35° و25،42°، أي في المنطقة شبه المدارية على درجات عرض تماثل الشمال التونسي وجنوب أسبانيا.
وموقعها يجعلها ملتقى عدة طرق مواصلات بين الأناضول ومن ورائه أوروبا وأقطار جزيرة العرب ومصر وبين أقطار البحر المتوسط والشرق المتمثل ببلدان الخليج العربي ومن خلفه الهند والشرق الأقصى.
وتبلغ مساحتها 185.180كم².
تضاريس سوريا
وتنحدر أرضها من الغرب نحو الشرق ومن الشمال نحو الجنوب مع ميل عام باتجاه الخليج العربي، وقد ظهرت جبالها الالتوائية في النصف الثاني من عصر الميوسين، وتتمثل بجبال العلويين وجبل الحرمون جنوبا والسلاسل التدمرية وجبل عبد العزيز في غربي الخابور، أما جبل العرب فهو بركاني صرف ويعود لعصر البليوسين، وقد اعترت المنطقة الغربية انكسارات يزيد مداها على 1000م ولا سيما على طرفي سهل الغاب الذي يخترقه نهر العاصي، والتي تمتد من مرعش في تركيا حتى العقبة مرورا ببحيرة طبرية والبحر الميت.
تظهر الصخور المتبلورة في سوريا إطلاقا، كصخور الدرع العربي؛ لأن أقدم الصخور المتكشفة تعود للعصر الترياسي والجوارسي والكريتاسي، أي رسوبية، ولهذا تحوي بعض خامات هذا الصنف من الصخور: الفوسفات والنفط.
ويمكن تقسيم سوريا إلى أربع مناطق رئيسية هي: السهل الساحلي، والجبال الغربية، والسهول، والبادية.
السهلُ الساحليُّ
السهل الساحلي في سوريا
هو سهل ضيق يتراوح عرضه بين عدة كيلو مترات في الجنوب وكيلو متر واحد أو اثنين في الشمال، أو قد ينعدم تماما عندما تتقدم الجبال حتى ساحل البحر، كما في بانياس.
ويتمتع بمناخ معتدل رطب تزيد أمطاره على 700ملم في المتوسط في العام، ومتوسط حرارته 10°م في يناير، ولا يتجاوز 27°م في أغسطس.
وكل أراضي هذا السهل مستغلة في زراعة حديثة كالحمضيات والخضراوات ضمن البيوت المحمية، ويقوم على الساحل الشمالي ميناء اللاذقية وفي الوسط ميناء طرطوس المختص بتصدير الفوسفات واستيراد السيارات والمواد الثقيلة، كما تقوم أحياء الاصطياف على الشواطئ الرملية، وتنتشر على السفوح الجبلية الدنيا مزارع التين والزيتون والعنب، ويبلغ طول هذا السهل من الشمال حتى الحدود اللبنانية 183كم.
الجبال الغربية في سوريا
يجب التمييز بين الجبال الساحلية والسلسلة الموازية لها إلى الشرق، فالجبال الساحلية أكثر ارتفاعا وما تزال تحمل بقايا الغابات في الأماكن التي تزيد على 1000 متر؛ لأن هذه السلسلة ترتفع إلى 1500 متر في قمة النبي «يونس» إلى الشرق من اللاذقية حيث نجد بقايا أشجار الأرز والشوح والبلوط والسنديان؛ لأن الأمطار تزيد على 1200ملم سنويا.
وتزرع في هذه الجبال أشجار التفاح والكمثرى والكستناء والعنب.
وفي هذه الجبال مصايف يقصدها أبناء الداخل والساحل على حد سواء وأهمها: صلنفة وكسب والكفرون ومشتى الحلو؛ لأن حرارة يوليو هنا لا تتجاوز في المتوسط 22°م، في حين يكون تساقط الثلوج مألوفا في الشتاء فوق المرتفعات التي تزيد على 1000 متر.
بيد أن هذه الجبال تحول دون توغل الرياح البحرية الرطبة بعيدا نحو الداخل؛ لهذا تكون الجبال الموازية لها شرقا أقل رطوبة وإن كانت أمطارها تكفي لزراعة الأشجار المثمرة كالزيتون والأعناب، كما في جبل الأكراد غربي حلب وجبل الزاوية، في حين يظل جبل لبنان الشرقي أجرد ما عدا السفوح الغربية، وجبل الشيخ الذي يرتفع إلى 2800م ومنطقة الزبداني حيث تتبعثر مصايف أهل دمشق، وكذلك السفوح الغربية لجبل العرب حيث تقع السويداء وحيث تشتهر المرتفعات هنا بزراعة التفاح والعنب.
السهول السورية
نقصد بها المناطق الواقعة شرقي الجبال المذكورة، وتتراوح أمطارها بين 500 و250ملم. وتقوم زراعة الحبوب والأشجار المثمرة حيث تنتشر أخصب الأراضي على ضفاف الأنهار.
وأهم هذه السهول سهل حوران في الجنوب، والسهول الممتدة من حمص حتى الحدود التركية ونهر الفرات، وأخيرا سهل الجزيرة العليا الذي يرويه نهر الخابور، ويحده البليخ غربا وإلى الشمال من الحسكة، حيث تجود زراعة الحبوب، وفي هذه السهول تقع أكبر المدن السورية.
البادية السورية
تحتل مساحتها ثلاثة أرباع البلاد، وفيها يقع وادي الفرات الأوسط والخابور الأدنى اللذان يشكلان واحتين على شكل شريط يماثل وادي النيل جنوبي القاهرة، وهنا لا يمكن أن تقوم زراعة دون ري، كما في غوطة دمشق وواحة تدمر والسخنة وغوطات القلمون.
وتنهض في البادية بعض السلاسل الجبلية كالسلسلة التدمرية 1406 أمتار، وجبال القلمون، وجبل البشري، وجبل عبد العزيز 1920 مترا في الجزيرة حيث تحوي في قممها بقايا أشجار البطم، وفي البادية يتجول البدو بقطعانهم وإبلهم خلال الربيع وتكاد تخلو منهم صيفا لقلة المياه وتباعد الآبار التي غالبا ما تكون مياهها كبريتية أو مالحة.
المناخُ
المناخ السوري
اصطلح علماء المناخ على إطلاق المناخ السوري على المناخ السائد في بلاد الشام، وهو نوع متقهقر من مناخ البحر المتوسط، حيث تنحصر الأمطار في النصف الأخير من الخريف وفصل الشتاء والشطر الأول من الربيع. ويكون الشتاء باردا تهطل فيه الثلوج كما تهبط الحرارة أكثر من 20 يوما دون الصفر، وقد تنزل دون العشرين درجة ثلاث مرات في كل قرن كما حدث في شتاء 1911م وعام 1950م.
وتكون في بقية السنة جافة حارة بحيث لا تختلف الحرارة كثيرا عن نجد الشمالية فيكون متوسط الحرارة 27°م وقد تبلغ 40°م.
وتتوقف الحياة النباتية على توافر مياه الري.
غير أن المناطق التي ترتفع لأكثر من 1300 متر يكون صيفها ذا حرارة لطيفة؛ مما يؤهلها لقيام المصايف إذا توافرت المياه، ولكن كميات الأمطار تختلف باختلاف السنين وقد تتباين بنسبة 1 إلى 3، كما قد تأتي متأخرة أو تنحبس في أواخر الموسم الزراعي؛ مما يلحق أضرارا مادية فادحة بالمزروعات؛ ولهذا يكون محصول الهكتار من القمح متدنيا فضلا عن تذبذبه حسب السنين بالمقارنة مع مثيله في الأقطار ذات المناخ المعتدل، ففي عام 1990م كان مردود الهكتار من القمح في سوريا 1641كجم، وكان 1171كجم في عام 1989م مقابل 1846كجم في فرنسا.
الاقتصادُ
الاقتصادُ
الاقتصاد السوري
كان عام 1992م والأعوام التي تلته في سوريا بداية الانفتاح على القطاع الخاص على خلاف الاتجاهات الاشتراكية في الأعوام السابقة، مثلما كان عام الانفتاح نحو الغرب بعد العلاقات المتينة التي استحكمت في الماضي مع الكتلة الشرقية، وبعد أن ظلت البلاد تعتمد على منتجات رئيسية تقليدية كتصدير القمح والجلود والمواشي الحية وزيت الزيتون والمواد الغذائية النباتية والمنسوجات (حتى عهد قريب) طرأ تغير جذري على اقتصادها نتيجة تكاثر السكان ودخول مواد جديدة كالنفط والقطن والفوسفات والملابس الجاهزة.. الخ.
وتظل الزراعة تؤلف العمود الفقري للاقتصاد من حيث نسبة العاملين فيها.
الزراعة السورية
يعمل في مجالها ربع الأيدي العاملة بحيث تنتج 29% من الناتج الوطني الإجمالي حسب تقديرات البنك الدولي.
والمحاصيل الرئيسية هي: القمح الذي تجاوز إنتاجه 4.300.000 طن متري، والشعير الذي بلغ إنتاجه 180.000 طن متري في عام 1996م.
وإجمالا تضطر البلاد لاستيراد كميات متفاوتة من الحبوب لسد حاجة الاستهلاك المحلي؛ لأن المواطن السوري يستهلك سنويا ما معدله 160كجم من الحبوب، بينما لا يزيد استهلاك المواطن البريطاني على ثلث هذا المقدار.
الثروة الزراعية السورية
يؤلف القطن أكبر المحاصيل الزراعية التجارية؛ إذ وصل إنتاجه إلى 765.000 طن من الألياف في عام 1995م بعد أن كان لا يزيد على 50.000 طن في عام 1952م.
ويتعلق الإنتاج الحيواني بصورة رئيسية بتربية الأغنام التي تبلغ 13 مليون رأس بحيث تحتل سوريا المرتبة الـ 18 بين دول العالم في هذا المضمار.
ويوجد في البلاد قرابة 818.000 رأس من الأبقار لإنتاج اللحم أو الحليب.
ومن المنتجات الزراعية الأخرى في سوريا العنب حيث بلغ إنتاجه في عام 1996م 455 ألف طن، والتفاح 240 ألف طن، والباذنجان 160 ألف طن.
الصناعةُ
الصناعة السورية
يعمل فيها 13.1% من الأيدي العاملة، وتقدم نسبة 5% من الناتج الوطني الإجمالي، وتأتي على رأسها صناعة الغزل والنسيج القطني التي تنتج أكثر 24.000 طن سنويا وبدرجة أدنى صناعة غزل الصوف ونسجه لا سيما في صناعة السجاد وأخيرا نسج الحرير.
ويلي ذلك من حيث الأهمية صناعة الإسمنت إذ ينتج 3.7 مليون طن في 1993م في بضعة مصانع موزعة في أرجاء البلاد كدمشق وحمص وحماة وحلب وطرطوس، وصناعة السكر 183.000 طن، وزيت الزيتون 60.139 طنا، والأسمدة 89.639 طنا، والصابون 17.000 طن، وأخيرا صناعة الملابس الجاهزة.
التعدينُ
التعدين السوري
يعمل فيه 0.2% من السكان العاملين، ولكنه يقدم 6.6% من قيمة الناتج الوطني الإجمالي، وأهم فروعه قطاع النفط الذي بلغ إنتاجه في عام 1996م نحو 221 مليون برميل في حقول الجزيرة (كرة تشوك) رميلان والسويدية، وحقول الفرات عمر والتيم وورد العشارة، وما زالت تكتشف آبار جديدة، وهناك إنتاج الفوسفات الذي يزيد على المليون ونصف المليون طن، والغاز الطبيعي الذي بلغ 12.621 ألف م3 في 1993م، والملح الصخري من الملاحات (السبخات) 130.000 طن، بالإضافة إلى صخر البناء والرخام ويقدر بحوالي 18 مليون م3.
وهناك صناعة البناء النشيطة؛ ففي 1993م بلغت مساحة المباني السكنية 628 ألف م²، والمباني الخاصة بالتجارة والصناعة 209 ألف م².
السياحة السورية
وأخيرا تأتي صناعة السياحة إذ يجتذب التراث التاريخي والأثري والديني في البلاد قرابة مليوني سائح سنويا من عرب وأجانب؛ مما يوفر للبلاد عوائد بلغت 1.325.000.000 دولار في عام 1995م، في حين بلغ مجموع ما ينفقه السوريون في الخارج 398 مليون دولار.
التجارةُ
التجارة السورية
بلغ الناتج الوطني الإجمالي بالدولار لعام 1996م 16.808.000.000 دولار فيكون نصيب الفرد من هذا الناتج في العام ذاته 1170 دولارا، تشكل الزراعة 29% منه، والتجارة 28.7%.
وفي ميدان التجارة الخارجية أصبح النفط في مقدمة الصادرات، واحتل مكان القطن الذي ظل متربعا على رأس القائمة لثلاثة عقود من الزمن، ثم القطن والمنسوجات والفوسفات والملابس الجاهزة والأغذية المحفوظة والمياه المعدنية والجلود.
الواردات السورية
تشير أرقام عام 1994م إلى أن قيمة الاستيراد بلغت 370.60 مليون ليرة سورية، وكانت تتألف من المواد التالية: آلات وتجهيزات صناعية 22.5%، ومنتجات كيميائية ومشتقاتها 8.5%، منتجات غذائية ومشروبات وتبغ 15.7%، ومعدات نقل 12%، وحديد وفولاذ 10.8%، ومنسوجات 9.6%.
وتأتي هذه المستوردات من: اليابان 10.1%، وإيطاليا 8.7%، وألمانيا 8.5%، والولايات المتحدة 5.8%، وفرنسا 5%.
الصادرات السورية
لقد بلغت في عام 1994م 280.39 مليون ليرة سورية، وكانت تتألف من المواد التالية: نفط 2.56%، قطن 5%، منسوجات وملابس وجلود 2.4%، ومنتجات غذائية ومشروبات 7.10%.
وقد اتجهت هذه المواد نحو: إيطاليا 27%، وفرنسا 12.4%، ولبنان 11%، وأسبانيا 8.6%، والمملكة العربية السعودية 5.5%.
عَلَمُ الدولةِ وشعارُهَا
عَلَمُ الدّولةِ وَشعارُهَا

ألوان العلم السوري
تغير العلم السوري عدة مرات خلال القرن العشرين، إلا أن ألوانه: الأبيض، والأحمر، والأسود، والأخضر لم تتغير.واللون الأبيض يرمز إلى الأمويين، واللون الأسود إلى العباسيين والخلفاء الراشدين، واللون الأخضر إلى الفاطميين، واللون الأحمر إلى النضال العربي ودماء الشهداء.
رفع علم الثورة العربية الكبرى في سماء دمشق بعد تحريرها من الاحتلال العثماني في عام 1918م.
رفع علم سوريا المستقلة في دمشق بعد إعلان استقلال سوريا في عام 1920م.
وهناك العلم الذي فرضته سلطات الاحتلال الفرنسي في عام 1920م، والعلم الذي فرضته السلطات الفرنسية في أعقاب الثورة السورية الكبرى في عام 1925م، والعلم الذي اعتمدته الحكومة السورية بعد توقيع الاتفاقية السورية الفرنسية في عام 1936م، وعلم الجمهورية العربية المتحدة التي وحدت سوريا ومصر في عام 1958م.
وأعيد العلم السوري بعد انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة في عام 1961م، والعلم السوري بعد قيام ثورة عام 1918م بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في عام 1963م، وعلم اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وسوريا وليبيا الذي أعلن في عام 1971م، والعلم السوري الحالي اعتمد في عام 1982م وهو علم الجمهورية العربية المتحدة نفسه.
النشيدُ الوطنِيُّ
النشيدُ الوطنِيُّ
النشيد الوطني السوري
هو من كلمات: خليل مردم بك، وألحان: محمد فليفل.
حماة الديار عليكم سلام أبت أن تذل النفوس الكرام
عرين العروبة بيت حرام وعرش الشموس حمى لا يضام
ربوع الشام بروج العلا تحاكي السماء بعالي السنا
فأرض زهت بالشموس الوضا سماء لعمرك أو كالسما
رفيف الأماني وخفق الفؤاد على علم ضم شمل البلاد
أما فيه من كل عين سواد ومن دم كل شهيد مداد؟
نفوس أباة وماض مجيد وروح الأضاحي رقيب عتيد
فمنا الوليد ومنا الرشيد فلم لا نسود ولم لا نشيد؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجزائر

بطاقةُ تعارفٍ دولة الجزائر نظرة عامة للجزائر هي جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية Ageria، ومساحتها: 2.381.741 كم2، وعدد سكانها: 33.2 مليون نسمة. والكثافة: 13.2 نسمة بالكم2. وأهم مدنها: الجزائر، وهران، قسنطينه، عنابة. ودياناتها: 99% مسلمون، 1% مسيحيون، ويهود. وعملتها: الدينار الجزائري. ومتوسط دخل الفرد: 2.500 دولار. واللغة الرسمية هي اللغة العربية، بالإضافة إلى اللغة الأمازيغية وهي كذلك لغة وطنية. ونسبة المتعلمين: 44.68%. الثروات الطبيعية البترول، والغاز الطبيعي، وفلزات الحديد، والفوسفات، واليورانيوم، والرصاص، والزنك، والذهب. التاريخ السياسي للجزائر تاريخ الاستقلال: تم الاستقلال من الاحتلال الفرنسي في 5 يوليو 1962م. اليوم الوطني هو يوم الثورة 1 نوفمبر 1954م. تاريخ إقرار الدستور: جرت أول انتخابات تشريعية في الجزائر بتاريخ 20 سبتمبر 1962م لانتخابات المجلس التشريعي، وهذا ما سمح بإصدار دستور 10 سبتمبر 1963م. واسم المجلس هو المجلس الشعبي الوطني أو مجلس الأمة، وتاريخ تأسيس المجلس هو 1954م، وعدد غرف المجلس: غرفتان، وهما: المجلس الشعبي الوطني، ومجلس الأمة.

اليمن

بطاقةُ تعارفٍ نُبذةٌ عَنِ اليمنِ نظرة عامة عن اليمن الجمهورية اليمنية هو اسم الدولة، وعاصمتها صنعاء، والرئيس علي عبد الله صالح هو رئيس الدولة، والنظام الجمهوري هو نظام الحكم. وتقع اليمن في قارة آسيا يحدها البحر العربي، وخليج عدن من الجنوب، والبحر الأحمر من الغرب وعمان من الشرق والسعودية من الشمال. وتبلغ مساحتها 527.970 كيلو مترا مربعا. الثروات الطبيعية اليمنية هي البترول، والأسماك، والملح الصخري، والرخام، والذهب، والرصاص، والنيكل، والنحاس. ويبلغ عدد السكان 21.426.000 نسمة، والريال اليمني هو العملة الرسمية، واللغة العربية هي اللغة الرسمية، وتبلغ نسبة المتعلمين 54%. سياسة اليمن استقلت اليمن في 22 مايو 1990م من الاحتلال البريطاني، واليوم الوطني هو 22 مايو. وفي 16 مايو 1991م تم إقرار الدستور. وقد تأسس مجلس النواب في عام 1969م. وفي عام 1975م انضمت للاتحاد البرلماني العربي، وفي عام 1975م انضمت للاتحاد البرلماني الدولي. السُّكانُ السكان عدد سكان اليمن بلغ عدد سكان اليمن وفق تقديرات عام 2006م، 21.426.000 نسمة يتوزعون في جهات اليمن المختلفة، حيث بلغت نس

السعودية

بطاقةُ تعارفٍ بطاقةُ تعارفٍ نظرة عامة على السعودية المملكة العربية السعودية هو اسم الدولة، وعاصمتها الرياض، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز هو رئيس الدولة، والنظام الملكي هو نظام الحكم، وهي تقع في منطقة الشرق الأوسط، وتطل على الخليج العربي من الشرق والبحر الأحمر من الغرب، ومن الجنوب اليمن، وتبلغ مساحتها: 1.960.582 كيلو مترا مربعا. الثروات الطبيعية السعودية هي البترول، والغاز الطبيعي، والحديد الخام، والذهب، والنحاس. ويبلغ عدد سكان السعودية 24 مليون نسمة، والريال السعودي هو العملة الرسمية بالبلاد. واللغة العربية هي اللغة الرسمية. وتبلغ نسبة المتعلمين 78 %. وفي 23 سبتمبر 1932م استقلت المملكة. وتم توحيد المملكة في اليوم نفسه. سياسة السعودية في عام 1993م تم إقرار الدستور السعودي. وفي عام 1927م تأسس مجلس الشورى. وفي عام 2001م انضمت للاتحاد البرلماني العربي، وفي عام 2003م انضمت للاتحاد البرلماني الدولي. السُّكانُ السكانُ الكثافة السكانية السعودية بلغ عدد سكان المملكة العربية السعودية نحو 22.998.000 نسمة في عام 2004م، ويمثل السعوديون حوا